العراق يدخل العصر الرقمي المتقدم مطلع 2024
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
أكد المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح، اليوم الثلاثاء، أن العراق سيدخل العصر الرقمي المتقدم مطلع العام المقبل 2024، بإعلان رسمي كبير.
وقال صالح إن “المنهاج الحكومي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ركز على مبادئ عمل إصلاحية في الإدارة العامة، والتي أخذت اتجاهين أساسيين، هما القضاء على ظاهرة الفساد بشكل عام والفساد النظمي بشكل خاص، وهو الفساد الأخطر الذي يسهم به أكثر من مفصل داخل الجهاز التنفيذي، والاتجاه الثاني يتمثل في تعظيم إيرادات الدولة غير النفطية وجعل نسبتها في تقديرات الموازنة العامة الاتحادية بما لايقل عن 20% بدلاً من نسبها المتدنية بنحو 10% أو حتى أقل، ذلك لضمان الأهداف ضمن سنوات الإصلاح الجارية”.
وأضاف أن “الأجهزة الإيرادية غير النفطية والتي تتصدرها اليوم، الهيئات الجمركية والضريبية والمنافذ الحدودية وغيرها، هي في مقدمة توجهات الإصلاح المالي والإداري، فعلى مستوى المؤشرات الدولية هناك ثلاثة عناصر تحبط بالغالب مجهودات الدول في التصدي للفساد المالي والإداري وتتلخص بالآتي: أولهما، التعامل بالمعاملات الورقية مع الجمهور والتواصل البشري المباشر، والثاني: التعامل النقدي المباشر في تسوية الجبايات وغيرها وما يولد من مخاطر في السلوك، والثالث: غياب الأنظمة الرقمية في تسيير المعاملات دون تدخل بشري”.
وتابع :”وبناءً على ما تقدم، وبغية تحقيق هدف البرنامج الحكومي في الإصلاح وإحلال النظم الرقمية في التعاطي مع الأجهزة الإيرادية غير النفطية، فإن برنامجاً رقمياً دقيقاً يجرى اعتماده بشكل متسارع تعتمده الحكومة اليوم، ويستند على التقدير والفحص والجباية الإلكترونية دون تدخل بشري مباشر وعلى وفق أنظمة رقمية متطورة تتم بالخبرات الوطنية الرصينة وبالتعاون مع كبريات الشركات الرقمية الدولية، إضافة إلى خبرات منظمة الأمم المتحدة للتنمية والتجارة ولاسيما في قطاعات التطوير الرقمي في المنافذ الحدودية والجمارك والضرائب، وبهذا سيكون العراق في مطلع العام 2024، قد دخل العصر الرقمي المتقدم بشكل متسارع وسيكون هنالك إعلان رسمي كبير بهذا الشأن”.
ولفت إلى أن “إحلال أنظمة المدفوعات وإشاعة التعاطي الرقمي، هي ابتداءً من الجباية الحكومية الرقمية وانتهاءً في المدفوعات الكبيرة والصغيرة داخل النشاط الاقتصادي، والتي ستتوج العصر الرقمي الجديد للعراق”، منوهاً بأن “التسارع في استخدام المدفوعات الإلكترونية يعد واحداً من ضمانات العمل المصرفي وسلامة ورصانة عملياته، ذلك بسبب انخفاض ما يسمى (مخاطر السيولة) لدى الجهاز المصرفي لمعرفته بالتدفقات والأرصدة اليومية وبشكل مستمر دون توقف، ما يجعل المصارف تتعامل مع (دوال) طلب نقدي مرنة غير منكمشة بالسيولة أو التحسب لفقدانها، أي دون توافر معلومات كافية بسبب ارتفاع حالة اللا يقين، وهي الصفة السائدة عند غياب أنظمة المدفوعات الرقمية والتي تعطل في الوقت نفسه والحاجة إلى التمويل المتسارع لإسناد النشاط الاقتصادي”.
وأكد أن “مثل هذه الظواهر ستختفي جميعاً بلا شك في النظام المصرفي الرقمي، وتنخفض مخاطر السيولة النقدية لارتفاع مستويات اليقين في تدفق الأموال التي توفرها النظم الرقمية في المعاملات مابين الجمهور من جهة والجمهور والمصارف من جهة أخرى، ذلك في إطار تسيير نظام مدفوعات رقمية شديد الحوكمة والشفافية المالية ويلبي احتياجات تنامي قطاع الأعمال الاقتصادية دون شكوك وتردد تفرضها مخاطر السيولة بسبب نقص المعلومات”.
وأشار إلى أن “ثمة ترابط بين الشمول المالي الذي يعني إيصال الخدمات المصرفية إلى أضعف شرائح المجتمع الاقتصادي وتطور المدفوعات الرقمية، إذ يتضمن إحلال المدفوعات الرقمية توسعة أعداد الحسابات المصرفية والارتقاء بها، ويمثل فتح الحساب المصرفي جوهر الشمول المالي الرقمي، إذ يلحظ مع تطور سوق المدفوعات الرقمية في العراق فإن ظاهرة تعاظم فتح الحسابات المصرفية قد تزايدت في الآونة الأخيرة بشكل لافت وبعشرات الآلاف من الحسابات المصرفية التي أخذت تفتح يومياً وبشكل مستمر وعلى حسب ما صرحت به رابطة المصارف الخاصة قبل أيام، ما يعني أن الجهاز المصرفي العراقي في حركة تغيير وتطوير متسارعة تتناسب والعصر الرقمي الجديد للعراق الذي أرسى مبادئه البرنامج الحكومي الحالي”.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: المدفوعات الرقمیة العصر الرقمی الرقمیة فی
إقرأ أيضاً:
العالم المصري الذي ساهم في جعل المدفوعات عبر الإنترنت آمنة.. من هو؟
أصبحت التجارة الإلكترونية جزءا لا يتجزأ من عالم الإنترنت اليوم مع وجود العديد من الخدمات والمنصات التي تتمحور حولها وتحاول تسهيل هذه التجربة على سواء المتسوق أو مالك المتجر، ولكن كل ما نراه اليوم من تطور في قطاع التجارة الإلكترونية لم يكن ممكنا دون مساهمة طاهر الجمل العالم المصري الذي التحق بوادي السيليكون في مطالع ثورة الإنترنت.
ساهم طاهر الجمل في تسعينيات القرن الماضي في ابتكار معايير التشفير الآمن "إس إس إل" (SSL)، وهو المعيار المعتمد في يومنا هذا لتأمين المدفوعات عبر الإنترنت بشكل عام، وبفضل هذا الابتكار، ولدت التجارة الإلكترونية وخدمات البيع عبر الإنترنت بشكل عام، فمن طاهر الجمل؟ وكيف ساهم في هذا الابتكار الحيوي في عالم الإنترنت؟
ولد طاهر الجمل في القاهرة عام 1955، ودرس بجامعة القاهرة حتى حصل على شهادة البكالوريوس قبل أن يتوجه إلى جامعة ستانفورد ليكمل دراسته الأكاديمية ويحصل على الماجستير والدكتوراه في الهندسة الكهربائية.
يصف المقربون من طاهر حبه الواسع للرياضيات ودراسة الأرقام بشكل عام، ومن بين هذا العلم الواسع، انجذب بشكل غير مبرر إلى علوم التشفير، وقد وصف في إحدى مقابلاته حبه لهذا العلم قائلا إن التشفير هو أجمل استخدامات الرياضيات وأرقاها.
إعلانوفي قاعات جامعة ستانفورد، وجد طاهر من يشاركه شغفه، إذ درس علوم التشفير على يد مارتن هيلمان، وهو أحد مخترعي مفاتيح التشفير العامة التي عرفت لاحقا باسم مفاتيح تبادل ديفي-هيلمان وكونت الأساس الذي بنيت عليه تقنية التشفير ثنائية الأطراف.
ونشر طاهر الجمل بحث الدكتوراه الخاص به في عام 1985 تحت عنوان "نظام تشفير المفتاح العام ونظام التوقيع القائم على اللوغاريتمات المنفصلة"، وبفضله، ولد بروتوكول طبقة مآخذ التوصيل الآمنة الذي تطور لاحقا ليصبح مفاتيح "إس إس إل" (SSL) البارزة للتشفير، وفي عام 2019، تشارك جائزة "ماكروني" (Macroni) مع بول كوتشر لمساهمتهم في ابتكار مفاتيح التشفير الآمنة عبر الإنترنت.
مناصب قيادية عدةقدم طاهر الجمل مساهمته العظيمة في مجال التشفير عبر الإنترنت أثناء عمله في مؤسسة "نتسكيب للاتصالات" (Netscape Communications) في الفترة بين 1995 و1998، ثم انتقل ليصبح مديرا لقسم الهندسة في شركة "آر إس إيه للأمن السيبراني" (RSA Security)، ولاحقا أسس شركة "سيكوريفاي" (Securify).
ولاحقا استحوذت مجموعة "كرول-أوغارا" (Kroll-O’Gara) الاستثمارية على شركته الناشئة "سيكوريفاي" ليصبح طاهر الجمل مديرا لقسم أمن المعلومات بالمجموعة الاستثمارية، وفي عام 2000 تم تمويل "سيكوريفاي" بشكل خاص وعاد الجمل ليصبح رئيسًا تقنيا للشركة في الفترة بين عام 2001 و2004، وفي عام 2008، التحقت "سيكوريفاي" بمجموعة "ماكافي" (McAfee) الشهيرة.
وشغل طاهر الجمل بعد ذلك مجموعة من المناصب الإدارية البارزة، وفي عام 2008، شغل منصب المدير التقني للأمن في شركة "سيلزفورس" (SalesForce) وظل في منصبه حتى عام 2023 عندما انتقل للعمل في شركة "إيفولوشن إكويتي" (Evolution Equity) وهو اليوم يشغل منصب شريك إداري في المجموعة.
ما معيار تشفير "إس إس إل"؟تعد المساهمة في ابتكار بروتوكول "إس إس إل" إحدى أبرز النقاط المضيئة في رحلة طاهر الجمل، وهو المعيار الذي يوفر مصادقة وخصوصية لجميع أنواع الاتصالات عبر شبكة الإنترنت، وقد تطور البروتوكول مؤخرا ليصبح يعرف باسم "تي إل إس" (TLS) وهي اختصار طبقة النقل الآمنة.
إعلانوبشكل عام، يعمل معيار التشفير على تشفير البيانات التي يتم نقلها عبر الإنترنت لحمايتها من الاختراق والسرقة، ثم يقوم بالتحقق من هوية الأجهزة التي تحاول الوصول إلى هذه البيانات، وعندما يتم هذا التحقق، يقوم المعيار بإتاحة البيانات مباشرة للجهازين.
كما أن المعيار يقوم بترميز البيانات رقميا من أجل الحفاظ على دقة البيانات والتحقق منها، وهو ما يتيح تتبع البيانات والتأكد إن كانت هذه البيانات سليمة أو تم التلاعب بها، مما يجعل دور المعيار محوريا في عملية تأمين المدفوعات والبيانات عبر الإنترنت.
وتمتاز المواقع التي تستخدم معيار "إس إس إل" أو "تي إس إل" بوجود رمز "إتش تي تي بي إس" (HTTPS) في شريط العنوان الخاص بها.
رغم كون الدور البارز الذي لعبه طاهر الجمل في تأمين الإنترنت بعيدا عن نظرات العامة، فإنه ساهم بشكل كبير في تشكيل الإنترنت كما نعرفه اليوم، ومحاولة تخيل الإنترنت بدون هذه المساهمة تقودنا إلى نسخة مشوهة مما نعرفه اليوم.
في البداية، لن توجد أي مواقع آمنة بشكل كامل، وهو ما يجعل التعامل مع مواقع الإنترنت أمرا صعبا، إذ تجد نفسك قلقا من مشاركة بياناتك الخاصة مع أي موقع موجود على الإنترنت، لأن هذه المواقع ستكون عرضة للهجمات السيبرانية بشكل مستمر.
وحينها، يفقد الإنترنت العديد من الخدمات المهمة والبارزة الموجودة فيه اليوم، فستختفي جميع المتاجر الإلكترونية وخدمات الدفع عبر الإنترنت، لأنه لن يكون آمنا، كما تفقد خدمات الحكومة الإلكترونية وخدمات التوقيع الرقمي أهميتها بسبب خطورة استخدام الإنترنت.
لذلك، يمكن القول إن طاهر الجمل هو أحد الأسباب الرئيسية في تطور الإنترنت كما نعرفه اليوم، وبدونه، كان الإنترنت سيشبه الشبكات المظلمة التي تعرضك للاختراق في كل ثانية.
إعلان