أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن تطوير برامج كليات الآداب والحقوق يعد استثمارًا في مستقبل الطلاب ومساهمة فعالة في تلبية احتياجات سوق العمل المتطورة، موضحًا أن التحول نحو تكامل المهارات والتوجه نحو مهارات متعددة يمثل تحديا مهما لضمان تخريج طلاب قادرين على المنافسة في سوق العمل الحديث.

تقييم دوري وتحسين مستمر.. خبير يضع استراتيجية لضمان جاهزية طلاب الآداب لسوق العمل وظائف جديدة في أكاديمية البحث العلمي .. الشروط والتفاصيل

وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أنه في ظل التغيرات الاقتصادية والتقنية، يحتاج سوق العمل لتوظيف خريجين متميزين ذوي مهارات متعددة، لذا ينبغي تطوير برامج الآداب والحقوق لتعزيز قدرات الطلاب وتمكينهم من مواكبة تحولات العصر.

وأشار الخبير التربوي، إلى أن هناك طلابًا يلتحقون بكليات الآداب والعلوم الاجتماعية لأنهم لا يجدون بديلا آخر، مما يشير إلى أن هناك بعض أقسام كليات الآداب والعلوم الاجتماعية التي لا تلبي احتياجات سوق العمل.

وأضاف أن هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى عدم توظيف خريجي كليات الآداب والعلوم الاجتماعية في وظائف مناسبة لتخصصاتهم، وابرزها:

عدم تحديث المناهج الدراسية، حيث أن المناهج الدراسية في كليات الآداب والعلوم الاجتماعية لا تتوافق مع متطلبات سوق العمل، مما يحرم الطلاب من اكتساب المهارات اللازمة للتوظيف.

ضعف المهارات العملية، حيث أن معظم برامج كليات الآداب والعلوم الاجتماعية تركز على الجانب النظري، مما يحرم الطلاب من اكتساب المهارات العملية التي يحتاجونها في سوق العمل.

ضعف مهارات التواصل والتفاوض، حيث أن هذه المهارات مهمة في سوق العمل، ولكن معظم برامج كليات الآداب والعلوم الاجتماعية لا تركز على تطوير هذه المهارات.

وتابع: “لذلك فإن تطوير برامج كليات الآداب والعلوم الاجتماعية من خلال تحديث المناهج الدراسية وإضافة مهارات جديدة للطلاب، سيساعد على توظيف خريجي هذه الكليات في وظائف مناسبة لتخصصاتهم”.

الاختيار والتوجيه الوظيفي

وشدد على ضرورة تعزيز البرامج التوجيهية والمشورة المهنية للطلاب لتوجيههم نحو اختيارات دراسية تتناسب مع احتياجات سوق العمل.

وطالب بضرورة تسليط الضوء على الكليات التي قد تواجه تحديات في توظيف الخريجين، وفهم تأثير الظروف الاقتصادية العامة على فرص العمل لخريجي بعض الكليات والاستجابة لها بمرونة، مع ضرورة تشجيع الطلاب على اختيار اختصاصات تتناسب مع احتياجات سوق العمل المحلي والعالمي.

وقال إن تحقيق توازن بين احتياجات الطلاب واحتياجات سوق العمل يعد التحدي الرئيسي، وتحتاج الجامعات إلى استراتيجيات شاملة لتوجيه الطلاب نحو اختيارات تتسق مع تطلعاتهم وتحقق لهم فرص العمل المستدامة.

دور الكليات في التنمية المجتمعية

وأشار إلى ضرورة التأكيد على أهمية دور كليات الآداب والحقوق في التنمية المجتمعية، وذلك من خلال تشجيع الطلاب على المشاركة في الأنشطة المجتمعية، ومن الأمثلة على ذلك:

- العمل التطوعي

- المشاركة في الندوات والمؤتمرات

- المشاركة في حملات التوعية

الاستماع إلى آراء الطلاب وأولياء الأمور

وأكد على ضرورة الاستماع إلى آراء الطلاب وأولياء الأمور حول تطوير برامج كليات الآداب والحقوق، وذلك من أجل ضمان فاعلية هذه البرامج.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مستقبل الطلاب إحتياجات سوق العمل سوق العمل احتیاجات سوق العمل الآداب والحقوق تطویر برامج

إقرأ أيضاً:

المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي يواصل فعالياته بجلسة نوعية تناقش تحديات التوظيف

على هامش المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي، والذي يقام برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبرئاسة الدكتور أحمد الجيوشي أمين المجلس الأعلى للجامعات التكنولوجية، تحت شعار "تعليم اليوم من أجل وظائف الغد"، وبمشاركة واسعة من خبراء وممثلين المؤسسات التعليم العالي والصناعة، عُقدت جلسة نقاشية مهمة حول "مستقبل الوظائف وسوق العمل ونظم المعلومات"، في ظل الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي، برئاسة الدكتور هاني منيب الأستاذ المتفرغ بكلية الهندسة جامعة حلوان، حيث ناقش الخبراء تحديات وفرص التحول الرقمي، وتأثير التكنولوجيا على المهارات الوظيفية المطلوبة، ومستقبل الوظائف في العصر الرقمي، وتأثير نظم المعلومات على سوق العمل، وكذلك دعم البنية التحتية الرقمية ووضع سياسات لتنظيم العمل عن بُعد.  

في مستهل الجلسة تحدثت الدكتورة رشا شرف الأمين العام لصندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء المصري، عن مرصد سوق العمل الدولي، وهو مبادرة إستراتيجية تهدف إلى تعزيز توافق مخرجات التعليم المصري مع متطلبات الأسواق العالمية، وتصدير العمالة الماهرة، بهدف ربط التعليم باحتياجات السوق العالمي، ودراسة متطلبات سوق العمل الدولي وتأهيل الكوادر المصرية وفقًا للمعايير العالمية، وذلك بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والتربية والتعليم الفني والعمل، وتوفير فرص عمل خارجية للشباب المصري، مما يسهم في الحد من البطالة وزيادة تحويلات العملة الأجنبية.  

كما أشارت الدكتورة رشا إلى آليات عمل مرصد سوق العمل الدولي، من خلال التنسيق مع الجهات المحلية والدولية، والتعاون مع الوزارات المصرية (مثل التعليم العالي، الشباب والرياضة) لتدريب الشباب وتأهيلهم، بجانب إقامة الشراكات مع الكيانات الدولية لرصد فرص العمل وتحديد المهارات المطلوبة، مثل: الاتحاد الأوروبي، ودول الخليج، مشيرة إلى ضرورة تسريع وتحديث المناهج التعليمية لمواكبة المتغيرات العالمية، وموضحة أن هذا المرصد يُعد جزءًا من إستراتيجية أوسع لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لإمداد الأسواق العالمية بعمالة مؤهلة، مع التركيز على القطاعات التكنولوجية والزراعية.

ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد سعد عميد الكلية المصرية الألمانية للتكنولوجيا بجامعة أسيوط التكنولوجية الدولية، أن مستقبل وظائف التكنولوجيا في سوق العمل يتسم بالتحولات الجذرية والفرص الواعدة، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة.

كما أشار د. سعد إلى التركيز على المهارات التكنولوجية المتقدمة، مؤكدًا أن الكلية المصرية الألمانية للتكنولوجيا تُعد خريجين متسلحين بالمهارات التكنولوجية المطلوبة في الصناعات الحديثة، مثل الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتدريب الطلاب على تصميم وتشغيل الأنظمة الآلية في معامل متخصصة مًجهزة بأحدث الأجهزة، إضافة إلى تكنولوجيا الميكانيكا والكهرباء التي تساعد في تطوير مهارات الطلاب في مجالات، مثل الهيدروليك، والنيوماتيك، والتحكم الآلي (CNC). 

كما شدد د. أحمد سعد على ضرورة التكيف مع متطلبات سوق العمل المحلي والدولي بربط المناهج بالصناعة، ومراعاة تصميم البرامج الدراسية؛ لتكون مواكبة لاحتياجات القطاعات الصناعية، مثل: الطاقة المتجددة، والتحول الأخضر، موضحًا دور الكلية في نجاح خريجيها في المشاركة بمشروعات قومية، مثل تصميم ماكينة لإعادة تدوير مخلفات الموز وتصنيع خيوط صالحة للاستخدام، وتطوير أنظمة الطاقة الشمسية، وتصميم معدات صناعية ذكية تستخدم في المصانع الكبرى.

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور جان هنري القائم بأعمال رئيس جامعة بني سويف التكنولوجية، أهمية ربط التعليم التكنولوجي بالصناعة كإستراتيجية حيوية لتطوير القوى العاملة ودفع الاقتصاد المصري، موضحًا أنه لتخريج كوادر مؤهلة وقادرة على سد فجوة المهارات يتطلب تصميم مناهج حديثة ومواكبة للمتطلبات المستقبلية، بالتعاون مع الشركات الصناعية؛ وذلك لضمان اكتساب الطلاب المهارات المطلوبة مباشرة في سوق العمل، مثل: التحكم الآلي، وتكنولوجيا الطاقة.  

كما أشار د. هنري إلى إنشاء وحدات متابعة الخريجين بالجامعة لتقييم أدائهم في الشركات وتطوير المناهج بناءً على ملاحظات أصحاب العمل، مشددًا على ضرورة الربط بين البحث العلمي والصناعة؛ لتشجيع الطلاب على تطوير حلول لمشكلات صناعية حقيقية، مثل تقليل فاتورة الاستيراد عبر تصنيع مكونات محلية.

بينما أوضح الدكتور عربي كشك رئيس جامعة الدلتا التكنولوجية، أن البنية المرجعية للجامعات الذكية وعلاقتها بسوق العمل، تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية، وهي: التكامل التكنولوجي، من خلال دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء (IoT) في البنية التحتية للجامعات؛ لإنشاء حرم جامعي ذكي يوفر تجربة تعليمية متكاملة، فضلًا عن توافر المنصات الرقمية وتطوير منصات مثل نظام إدارة التعلم (LMS) ونظم تخطيط موارد المؤسسات (ERP) لتسهيل الإدارة الأكاديمية والمالية، كما تم تطبيقه في الجامعات المصرية ضمن خطة التحول الرقمي، هذا بجانب الأمن السيبراني لضمان حماية البيانات والبنية التحتية الرقمية عبر تطوير سياسات أمنية متقدمة، خاصة مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا في التعليم.  

كما تطرق د. كشك إلى دور الجامعات الذكية في سوق العمل  وتأهيل خريجين رقميين قادرين على تصميم برامج دراسية تركز على المهارات التكنولوجية المطلوبة في سوق العمل، مثل تحليل البيانات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع شركات مثل "أمازون ويب سيرفيسز" لتدريب الطلاب، مشيرًا إلى ضرورة الشراكات الصناعية التي تعمل على ربط المناهج باحتياجات القطاعات الصناعية عبر بروتوكولات مع الشركات الكبرى؛ مما يضمن توظيف الخريجين مباشرة في مجالات مثل التصنيع الذكي والطاقة المتجددة، فضلًا عن التدريب المستمر وتقديم الدورات للطلاب والخريجين في التكنولوجيات الحديثة مثل الحوسبة السحابية، عبر مبادرات مثل "تعليم عالٍ آمن رقميًا".

وأشاد د. كشك بنموذج بنك المعرفة المصري ونجاحه كمنصة رقمية داعمة للتعلم والبحث، حيث تم الإشادة به من قبل اليونسكو واليونيسيف، مؤكدًا في النهاية أن الجامعات الذكية ليست مجرد تحول رقمي، بل نظام متكامل يربط التعليم بمتطلبات سوق العمل عبر بنية تحتية ذكية، وشراكات إستراتيجية مع الصناعة، وتطوير مستمر للمناهج والمهارات.

مقالات مشابهة

  • المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي يواصل فعالياته بجلسة نوعية تناقش تحديات التوظيف
  • اجتماع لجمعية تجار جونية بحث في كيفية تنشيط الاقتصاد
  • خبير يكشف كيفية توعية الطفل وحمايته من التحرش.. فيديو
  • تفاصيل جلسة "مستقبل الوظائف وسوق العمل" بالمؤتمر الدولي للتعليم التكنولوجي
  • إطلاق أولى فعاليات تدريبات TOT لسفراء مشواري الجدد بالغربية
  • الشباب والرياضة بالغربية تطلق أولى فعاليات تدريبات TOT لسفراء مشواري الجدد
  • 7 كليات جديدة بالجامعات الأهلية.. تحرك فوري من النقابة العامة لحل أزمة خريجي طب الأسنان
  • وزير الاتصالات: مبادرة الرواد الرقميون مجانية وتتحمل تكلفتها الحكومة
  • «التعليم العالي» تناقش إطلاق منصات رقمية لتسهيل التواصل بين الجامعات والباحثين
  • خبير يكشف أسباب التسمم الغذائي.. فيديو