دخل عالم المشاهير بعد استشهاده.. شاهد قصة الطفل الفلسطيني عوني الدوس
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
دخل الفتى الفلسطيني عوني الدوس عالم المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أيام من استشهاده من خلال قناته على موقع يوتيوب الذي وثق فيها تفاصيلا مهمة من حياته قبل أن تستهدف غارات الاحتلال منزل عائلته في قطاع غزة.
ونشر موقع “بي بي سي ” قصة الطفل الفلسطيني “عوني الدوس” الذي نال شهرة بعد وفاته، حيث تناولت المقالة رحلة عوني من الطموح والأحلام البريئة في عالم الألعاب على يوتيوب، إلى اللحظة الصادمة التي انقلبت فيها حياته وحياة عائلته نتيجة للأحداث الكارثية في قطاع غزة.
تتحدث المقالة عن أحلام الطفل الفلسطيني، عوني الدوس، ولكن بطريقة لم يكن يتوقعها أو يخطط لها ففي مقطع فيديو نشر في أغسطس/آب 2022، ظهر عوني وهو يحمل ميكروفونا بابتسامة رائعة، يعلن عن طموحاته في قناته المخصصة للألعاب على يوتيوب.
بدأ قائلاً: "الآن، اسمحوا لي أن أقدم نفسي.. أنا فلسطيني من غزة، عمري 12 عامًا، وهدف هذه القناة هو الوصول إلى 100 ألف مشترك، أو 500 ألف، أو مليون مشترك".
في نهاية الفيديو القصير، ودّع عوني مشاهديه البالغ عددهم 1000، قبل أن يغادر من أمام الكاميرا وبعد مضي عام تقريبًا، أصبح عوني واحدا من أوائل الأطفال الفلسطينيين الذين خسروا حياتهم في الحرب.
يقول أقاربه إن منزل عائلته تعرض للقصف في غارة إسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد ساعات قليلة من هجوم حماس على مواقع للاحتلال الإسرائيلي في غلاف غزة.
انعكاس الشهرة والمأساة
تحوّلت رواية عوني الدوس إلى ظاهرة انتشار واسعة، حيث يعتبر مقطع الفيديو الذي نشره في أغسطس 2022 محط جذب لملايين المشاهدين.
يظهر الفيديو عوني وهو يحمل ميكروفونا بينما يعلن عن طموحاته في عالم الألعاب على يوتيوب، وقد وصل عدد مشتركيه إلى ما يقرب من 1.5 مليون، مع استمرار الأعداد في الارتفاع.
تروي عمة عوني، آلاء، عن فتى كان "سعيدا وواثقا من نفسه جدا"، وكان يلقب بـ "المهندس عوني" بسبب حبه للكمبيوتر لكن ليس فقط كفتى يلهم الطموح والسعادة، بل أصبح رمزا يمثل الأطفال الضحايا في زمن الحروب بقطاع غزة.
يعبر أحد المعلقين على فيديوهاته بالقول: "من فضلك اغفر لنا، أتمنى لوعرفناك قبل وفاتك".
هكذا أصبحت قصة عوني ملهمة ومأساوية في آن واحد، حيث يلقب ببطل قصة قصيرة للأمل وفاعل حقيقي لتسليط الضوء على واقع الأطفال في زمن الحروب.
الهجوم الذي أطاح بأحلام الطفل عوني
في اليوم الذي شنت فيه حركة حماس هجومها، كانت "إسرائيل" تجيب بشكل فوري في تلك الليلة المظلمة، وعند الساعة الثامنة مساءً تقريبًا، تلقت آلاء رسائل على هاتفها من أصدقاء يخبرونها بأن منزل عائلة عوني قد تعرض للقصف.
كانت عائلة عوني تسكن في مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق في حي الزيتون، حيث يعيش فروع مختلفة من العائلة في كل طابق. كان عوني يشارك في الحياة مع والديه، وشقيقتيه الكبيرتان، وشقيقين أصغر سنًا.
شوهدت لحظة القصف في أكتوبر/تشرين الأول ووثقت من قبل منظمة العفو الدولية المكرسة لحقوق الإنسان وفيما يخص هذا الحدث المأساوي، صرح محمد، عم عوني: "سقطت قنبلتان بشكل مفاجئ على سطح المبنى، مدمرة إياه نحن، أنا وزوجتي، نعتبر أنفسنا محظوظين بأننا نعيش حتى الآن".
وأكد محمد وأحد جيرانه أنهما لم يتلقيا أي تحذير قبل الهجوم، مشيرا إلى أن "الأمر كان مفاجئا للغاية".
وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه كان يستهدف أهدافا عسكرية، مشيرا إلى أن حركة حماس تستخدم "أماكن قريبة من المناطق السكنية وتحت وداخل مناطق مكتظة بالسكان" لأنشطتها.
رغبة الطفل عوني في متابعين ومعجبين
لم ترغب آلاء في تصديق الرسائل التي كانت تتلقاها لكن بعد الاتصال بشبكة الواي فاي، صدمها رؤية صديق مقرب للعائلة قد نشر صورة لشقيقها على وسائل التواصل الاجتماعي، وأرفقها بتعليق مؤلم ينعى: "ارقد بسلام" فهرعت إلى المستشفى.
وفي رسالة نشرتها على حسابها في فيسبوك من جنوب غزة، حيث نزحت إليها، قالت: "طلبوا مني رؤية الجثث، لكن زوجي رفض، أراد مني أن أتذكر وجوههم الجميلة عندما كانوا على قيد الحياة".
أكدت آلاء أن 15 فردا من عائلتها قد فقدوا حياتهم في تلك الليلة، من بينهم الطفل عوني ووصفته بأنه صبي هادئ ورائع، حيث كان والده مهندس كمبيوتر، وقالت آلاء إن عوني كان يحاول تقليد والده، يفكك أجهزة اللاب توب ويحاول تجميعها مرة أخرى.
تظهر الصور التي شاركها عوني على حسابه في فيسبوك، وهو يقف أمام سبورة يقدم درسا في التكنولوجيا لزملائه الطلاب كجزء من برنامج "المعلمون الصغار"، وتوثق الصور فوزه بالعديد من الجوائز وفي وقت قصير من وفاته، شارك أحد معلميه صورة مع عوني ووصفه "ابتسامته الدائمة".
عوني خارج إطار الدراسة
تكشف آلاء عن الجانب الآخر من حياة عوني، حيث كان يستمتع بقضاء الوقت مع عائلته بعيدا عن الدروس تروي قصة ليلة رائعة حيث شاهد عوني فيلما مع إخوته، يتبادلون رقائق البطاطا والشوكولاتة في أجواء من المرح والترابط العائلي.
آخر لحظة شاهدت فيها عوني كانت خلال إفطار عائلي قبل ثلاثة أسابيع من رحيله، حيث لفتت نظرها تغيير في ابن أخيها، وقالت: "عوني أصبح رجلاً".
كان عوني مهووسا بأجهزة الكمبيوتر والألعاب، وكان يحب أيضا مشاهدة محتوى اليوتيوب الذي جعل من هوايته مهنة وتوضح آلاء: "كان يرغب في أن يكون مثلهم، وأن يكون له متابعون ومعجبون".
قام عوني بإطلاق قناته في يونيو/حزيران 2020، وكان يظهر في مقاطع الفيديو وهو يلعب ألعابا مثل "برو إيفوليوشن ساكر"، ولعبة سباق السيارات بلار، ولعبة إطلاق النار كاونتر سترايك.
في مقطع فيديو آخر لعوني مع أحد أعمامه، وعد الثنائي بتقديم محتوى "خاص" على القناة، مع تعبيرهما عن التحمس قائلين: "سيكون الأمر ممتعا". كانت الابتسامة تتسارع على وجوههم، وأكدوا أنهم يخططون لتوسيع نطاق القناة لتشمل مدونات الفيديو والمقابلات.
طموح وتأثير عوني على المحتوى
أفراد الأسرة يروون قصة عوني كطفل طموح يثير الكثير من الأسئلة أشرف الدوس، أحد أقارب عوني والذي يعمل كمبرمج ويدير العديد من القنوات على YouTube، يشير إلى أن الصبي كان يتواصل معه بشكل متكرر لطلب النصائح.
في رسائل تم مشاركتها مع بي بي سي تعود إلى أغسطس/آب من عام 2022، يتحدث عوني إلى أشرف يسأله عن نصائح حول يوتيوب، ويتذكر أشرف أنه كان يأخذ هاتف والده ليطلب النصيحة بشكل سري.
أشرف يقول إنه في آخر مرة تحدث فيها مع والد عوني، قال له: "اعتن بعوني، أجب على أسئلته، إنه طموح".
ويضيف أشرف: "كان يطمح لأن يكون منافسا أو زميلا لي في المجال، لقد قام بإنشاء قناة على يوتيوب لم تكن القناة ضخمة، ولم تحقق أي مشاهدات كبيرة، لأن كل شركة ناشئة تواجه صعوبات في البداية".
ومع استشهاد عوني في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ازدادت المشاهدات عندما لفتت قناته الناشئة انتباه صناع المحتوى المشهورين على YouTube، بما في ذلك صانع المحتوى الكويتي المعروف أبوفله.
في مقطع فيديو مؤثر تمت مشاهدته الآن من قبل ما يقرب من 9 ملايين مرة، يظهر أبوفله وهو يبكي ويبتعد عن الكاميرا بعد اكتشافه للتو الرسائل التي أرسلها عوني له على وسائل التواصل الاجتماعي.
تقول إحدى هذه الرسائل: "لا شيء يضاهي شتاء فلسطين في غزة، الجو أسطوري، نحن نشرب السحلب، إنه لذيذ للغاية، ونأكل أيضا الكستناء المحمص، أتمنى أن تأتي إلى فلسطين، الكثير من الحب".
في الفيديو الذي يظهر فيه أبوفله وهو يبكي، يقول: "من العار أن يموت هذا الطفل، هذا الطفل واحد من كثيرين آخرين أصغر منه سنا، إن شاء الله سيكونون من طيور الجنة".
وعندما يتذكر أبوفله مقطع الفيديو الذي قام بتحميله في أكتوبر/تشرين الأول، يقول: "ما تراه هو من القلب، لم أستطع حبس دموعي، كان من المؤثر جدًا أن أسمع أنه ينظر إليّ كنموذج يحتذى به".
وعندما سئل عن سبب اعتقاده بأن عوني قد أحدث مثل هذا التأثير الكبير، قال أبوفله: "يرى المعجبون أنفسهم في عوني، نحن جميعًا عوني".
بجانب عوني، قتلت عائلته بأكملها، إخوته وأخواته الأربعة ووالده ووالدته. ومع ذلك، يعبر أقاربه الباقين على قيد الحياة عن فخرهم بالشهرة التي اكتسبها بعد وفاته.
تقول آلاء: "إنها هبة من الله أن الكثير من الناس حول العالم يحبون عوني، لقد كان يتحدث عن ذلك بحماس، عن قناته، إنه أكثر سعادة في الجنة الآن".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية عوني الدوس يوتيوب الاحتلال الطفل الفلسطيني الاحتلال يوتيوب طفل فلسطيني ابو فلة عوني الدوس المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکتوبر تشرین الأول عونی الدوس على یوتیوب ا عونی
إقرأ أيضاً:
حماس : لن نقبل بأي تفاهمات لا تنهي معاناة شعبنا الفلسطيني
أكد القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري ، مساء اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 ، إن حركته لن تقبل بأي تفاهمات لا تؤدي الى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وعودته الى بيوته.
وقال أبو زهري في مؤتمر صحفي أن وقف العدوان الإسرائيلي أولوية ، مبينا أن أرض غزة كانت وستبقى أرضا فلسطينية، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي يتوهم أنه قادر على تحقيق أهدافه.
أبرز تصريحات القيادي في حماس
(1) بيان صحفي صادر عن حركة المقاومة الإسلامية حماس حول آخر تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزّة والمستجدات السياسية 24-11-2024
لليوم الخامس عشر بعد المئة الرابعة يواصل الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزة، في أبشع حرب عدوانية، لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا، ولم تكن لتستمر فصولها الوحشية لولا الدعم الغربي وخاصة الأمريكي، بالمال والسلاح، والدعم السياسي والإعلامي، وتبرير جرائم الاحتلال والتغطية عليها، وتعطيل أي دور لمجلس الأمن لوقف حرب الإبادة، ويتزامن هذا مع الموقف العربي والإسلامي الرسمي الذي يتصف بالضعف أو الخذلان.
ومنذ ما يزيد على خمسين يوما، يتفاقم الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة، المتفاقم أصلا منذ أكثر من عام، مع بشاعة وفظاعة ما يمارسه الاحتلال الصهيو نازي؛ عبر كل أشكال حرب الإبادة، وارتكاب المجازر التي يرتقي خلالها عشرات الشهداء يوميا، وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها، واستهداف المستشفيات، وتعطيل كل الخدمات الطبية والدفاع المدني، وممارسة سياسة التجويع الممنهج والتهجير القسري والتطهير العرقي.
وإن بشاعة الجريمة الصهيونية في شمال قطاع غزة لا يمكن أن تقلل من حجم جرائم الاحتلال المستمرة في مختلف مناطق القطاع؛ بالقتل والتجويع وعدم إدخال المواد الطبية والخيام والملابس، في ظل هذا الطقس شديد البرودة.
إننا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إزاء ذلك نؤكد ما يلي:
أولا: إننا نقف بكل فخر واعتزاز بالصمود الأسطوري لمقاومتنا المظفرة ولشعبنا العظيم في قطاع غزة، الذين أربكوا حسابات الاحتلال، وإن كل كلمات وعبارات التقدير لتعجز عن إيفاء حق هؤلاء الأبطال الرجال؛ من مقاومتنا الباسلة، وأبناء شعبنا وعوائلنا الأبية الصابرة المرابطة، الذين يسطرون بدمائهم وأرواحهم وأجسادهم أروع ملاحم البطولة في تاريخ شعبنا وأمتنا عبر التاريخ، فهذه الدماء الزكية والتضحيات العظيمة لن تذهب هدرا، وستكون معلما من معالم صرح نضال شعبنا المتواصل في طوفان الأقصى، حتى تحرير أرضنا ومقدساتنا وتحقيق العودة وزوال الاحتلال، بإذن الله.
وفي هذا السياق، نؤكد ما يلي:
1. إن وقف العدوان وإنهاءه يمثل لنا الأولوية القصوى، ولن نقبل بأية تفاهمات لا تؤدي إلى إنهاء معاناة أبناء شعبنا، وضمان إعادتهم إلى بيوتهم، وإعادة الإعمار الكامل لكل مرافق الحياة، وفي هذا الإطار.
2. إننا نجري أوسع حملة مع المنظمات الدولية والإقليمية والدول الصديقة، من أجل الدفع بالإغاثة العاجلة لشعبنا، والتخفيف من حدة معاناته مع دخول فصل الشتاء، ونعمل بشكل حثيث لحشد كل الجهود المؤسساتية الشعبية والرسمية لتحقيق ذلك.
3. نجدد دعوتنا للقوى والمؤسسات والحركات في أمتنا والأحرار في العالم إلى تفعيل كل أشكال الدعم والإغاثة والإسناد لأهلنا في قطاع غزة، وتعزيز صمودهم وثباتهم على أرضهم، وتمكينهم من الدفاع عن أرضهم وحقوقهم المشروعة.
ثانيا: يتوهم الاحتلال أنه عبر ارتكابه المزيد من المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري قادر على تحقيق أهدافه العدوانية على أرض قطاع غزة، فهذه الأرض كانت وستبقى فلسطينية عصية على الاحتلال ومخططاته، وأهلها هم أصحاب الأرض والحق، والاحتلال إلى زوال، بإذن الله وقوته.
ثالثا: إن جرائم الاحتلال ضد منظومة العمل الصحي في قطاع غزة هي جرائم حرب ممنهجة، تستهدف تدمير كل مقومات الحياة الإنسانية فيه وتهجير شعبنا، وآخرها استهداف مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، عبر قصف مرافقه بشكل مباشر، وإطلاق النار على الأطقم الطبية والمرضى والجرحى فيه، وكذلك جريمة إطلاق النار المتعمد على مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية وإصابته، في محاولة إجرامية لاغتياله، وإرهاب جميع العاملين في المستشفى، لثنيهم عن أداء واجبهم الإنساني.
وهنا، نحيي كل العاملين في القطاع الصحي الذين يواصلون أداء واجبهم تجاه شعبنا رغم القصف والإرهاب الصهيوني، وندعو الأمم المتحدة وكافة المؤسسات الدولية بالضغط على الكيان الصهيوني، وإجباره على التوقف عن استهداف المستشفيات في كامل قطاع غزة، خصوصا في شماله، وتقديم الإمكانيات اللازمة لتشغيلهم، وإرسال الوفود الطبية المتخصصة لإسناد منظومة العمل الصحي.
رابعا: إن تصعيد حكومة الاحتلال الفاشية سياسة التغول الاستيطاني في عموم الضفة الغربية و القدس المحتلة يعد استمرارا للإجرام الصهيوني بحق شعبنا وأرضنا، وانتهاكا صارخا لكل القرارات والمواثيق الدولية التي تجرم الاستيطان، وآخر هذه الجرائم الاستيطانية التصديق على ثلاثة مشاريع استيطانية كبرى في مدينة القدس المحتلة، تستهدف تهويدها، وتهجير سكانها، وطمس معالمها التاريخية.
نؤكد أن هذه المشاريع الاستيطانية والجرائم الصهيونية لن تفلح في تغيير حقائق الواقع والتاريخ، مهما بلغت سطوة الاحتلال وإجرامه، وستبقى مدينة القدس عربية إسلامية وعاصمة أبدية لفلسطين، وندعو منظمة التعاون الإسلامي بالتحرك الجاد بالتعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة لتجريم ووقف هذا التغول الاستيطاني الذي يستهدف تهويد مدينة القدس وتغيير معالمها العربية والإسلامية.
خامسا: نحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن المجازر والجرائم الصهيونية التي ترتكب بحق شعبنا، وفي هذا السياق نعبر عن استنكارنا البالغ لفرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على عدد من قيادات الحركة، ووصفها مقاومة شعبنا المشروعة ب "الإرهاب"، ويأتي هذا بعد استخدام الإدارة الأمريكية الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع القرار الذي يدعو إلى وقف الحرب وادخال المساعدات إلى غزة، وهي أدلة إضافية على أن الإدارة الأمريكية شريكة في حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا، ويحملها المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية عنها.
وفي هذا السياق، ندعو إدارة بايدن فيما تبقى لها من أيام؛ إلى التكفير عن خطيئتها، والضغط على الاحتلال للوقف الفوري لعدوانه ضد شعبنا، كما ندعو إدارة ترامب إلى مراجعة سلوك إدارة بايدن العدائي وتصحيح الأخطاء الكارثية التي وقعت فيها.
سادسا: إن إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق الإرهابيين بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، بتهمة ارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية هو قرار في الاتجاه الصحيح يعيد الاعتبار لقيم العدالة وحماية الإنسانية، ويسهم في عزل الكيان الصهيوني دوليا، و يعيد توصيفه باعتباره كيان إجرامي يقوده مجموعة من مجرمي الحرب الملاحقين دوليا، ويجرم كل الأطراف التي تدعمه و تزوده بالسلاح.
ونعتبر أن الاختبار الحقيقي في المرحلة المقبلة يتمثل في حجم الجهد المبذول لاعتقال مجرمي الحرب القتلة، والتعاون الدولي مع المحكمة لتحقيق ذلك.
سابعا: إن سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال، هي من أبشع أدوات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وإن تقييد دخول المساعدات، وتوفير الحماية لعصابات منظمة تعمل تحت إمرته لسرقة المساعدات الإنسانية أو فرض الإتاوات المالية على شعبنا، يعد جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية، ولذا فإننا ندعو إلى ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة والعمل على ضمان دخول أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية، خاصة في ظل تفاقم حالة الجوع والبرد ونقص الإمكانيات الطبية .
ونشيد هنا بدور رجال الشرطة ووزارة الداخلية في ملاحقة هذه العصابات، كما نشيد بالموقف الوطني المشرف للعشائر الفلسطينية، في مواجهة هذه العصابات الإجرامية ودعم الحملة الأمنية لوزارة الداخلية.
ثامنا: ندعو منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى ترجمة قرارات القمة العربية والإسلامية المشتركة في الرياض إلى واقع عملي، يرتقي إلى حجم تضحيات شعبنا وصموده وعدالة قضيته وإيمانه بعمقه العربي والإسلامي، وذلك من خلال الضغط بكل الوسائل لوقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة، وإدخال المساعدات وإغاثة شعبنا وإعادة الإعمار، وتمكين شعبنا من حقوقه المشروعة.
تاسعا: ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني في عموم الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى تصعيد كل أشكال المقاومة والعمل النضالي ضد الاحتلال الصهيوني، ومواصلة التصدي لمخططات حكومة الاحتلال الفاشية وجرائم المتطرفين الصهاينة، ضد أرضنا ومقدساتنا، وتفعيل كل الإمكانات والمقدرات الوطنية، إسنادا لشعبنا في قطاع غزة، في ظل حرب الإبادة التي يتعرض لها.
عاشرا: ندعو إلى تصعيد كل أشكال التضامن والتأييد والتعبير عن رفض العدوان وحرب الإبادة الجماعية، في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، واعتبار أيام الجمعة والسبت: 29-30 نوفمبر، والأحد 01 ديسمبر، أياما تتحرك فيها كل القوى والأحزاب والنقابات العمالية والمهنية في الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم، في مسيرات تضامنية وفعاليات حاشدة في كل المدن والعواصم والساحات، من أجل وقف العدوان الصهيوني وحرب الابادة الجماعية المتواصلة في غزة ولبنان.
ختاما، نجدد تحيتنا وفخرنا واعتزازنا بمقاومتنا الباسلة وشعبنا العظيم، وثقتنا بالله القوي العزيز كبيرة ومتجذرة أن يحمي شعبنا ويكتب له الثبات والتأييد والانتصار في هذه المعركة الخالدة {وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم}.
الرحمة لشهداء شعبنا الأبرار، والشفاء للجرحى والمرضى، والحرية للأسرى والمعتقلين، والنصر لشعبنا ومقاومتنا.