اليوم ذكرى رحيل الشيخ مصطفى إسماعيل، الخامسة والأربعون، وقد حباه الله بموهبة لم يكن لها مثيل من بديع الصوت وحسن الأداء والتلاوة، والمبهر تمكنه غير المسبوق في إبراز جمال ومعاني آيات كتاب الله عن طريق التنقل بين المقامات، فيبدو كأنه يفسر ويشرح ويرسم صورة حيه وهو يتلو كتاب العزيز الجليل.
 

الشيخ مصطفى إسماعيلميلاد مغرد السماء 

تشرفت محافظة الغربية وتحديدًا قرية ميت غزال بميلاد الشيخ مصطفى إسماعيل في 17 يونيو عام 1905م، وميزه الله بحفظ كتابه قبل أن يتجاوز الثانية عشرة من عمره، وبعدها تلقَّى علوم التجويد والقراءات في المعهد الأحمدي بطنطا، واشتهر قبل أن يتم السادسة عشر في بلدته وما حولها من محافظات، ومن ثَمَ توجه إلى القاهرة ليصدع صوته في أنحاء الجمهورية.



ملك المقامات القرآنية  

عُينَ الشيخ مصطفى اسماعيل قارئًا للقصر الملكي بمصر من قِبل الملك فاروق بعد أن أعجب بتلاوته، وكان لم يعتمد بعد من إذاعة القرآن الكريم حتى عام 1945م بثت إذاعة القرآن الكريم بصوته الشجي العذب عبر موجاتها فجذب العقول والقلوب بحسن أدائه وتلونه في المقامات وتمكنه في كتاب الله العزيز.
 

 

مصطفى إسماعيل في القدس
عبقري التلاوة في القدس 

ارتحل الشيخ مصطفى إسماعيل بصوته العذب حول العالم يتلو كتاب الله، من احتفالات ضخمة وإحياء لليالي رمضان الكريم في ما يزيد عن 25 دولة عربية وإسلامية، حتى هبط على الأرض المقدسة  عام 1960م بصحبة الرئيس محمد أنور السادات حين زار القدس، وهناك قرأ بالمسجد الأقصى في ذكرى الإسراء والمعراج.

وخلال  تنقله حصل على وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كما حصل على وسام الأرز من لبنان عام 1958، ووسام الفنون عام 1965، ووسام الامتياز عام 1985 في مصر، ووسام الاستحقاق من سوريا.

قبر الشيخ مصطفى إسماعيلانتقال صاحب الحنجرة الذهبية 

رجع العابد القارئ لكتاب الله الشيخ مصطفى إسماعيل إلى قريته ميت غزال بمركز السنطة في محافظة الغربية ليدفن هناك، بعدما انتقل إلى جوار بارئه في 26 ديسمبر عام 1978م بعد أكثر من 3000 ساعة تلاوة وثرات إذاعي متقن ومازال صوته يعيش بيننا رغم مرور 45 عام.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشيخ مصطفى اسماعيل الذكري رحيل ذكرى رحيل الشيخ القدس مصطفى إسماعيل صاحب الحنجرة الذهبية القارئ الشیخ مصطفى إسماعیل کتاب الله

إقرأ أيضاً:

ذكرى وفاة الشيخ أحمد هارون.. وكيل الأزهر الشريف وعالم مصر الكبير

في مثل هذا اليوم، السادس عشر من يناير عام 1930م، الموافق السادس عشر من شعبان 1348هـ، رحل عن عالمنا الشيخ العلامة أحمد بن هارون البنجاوي المالكي الحنفي، أحد أبرز علماء الأزهر الشريف، ووكيلاً له في فترة عصيبة من تاريخه، تاركًا خلفه إرثًا علميًا وإداريًا قلَّ نظيره.

نشأته وتعليمه

وُلد الشيخ أحمد هارون عام 1289هـ/1873م في قرية بنجا بمحافظة سوهاج، لأسرة عريقة في العلم؛ فوالده الشيخ هارون عبد الرازق كان عضوًا في هيئة كبار العلماء.

 نشأ الشيخ أحمد في بيت علم وفضل، وأتم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، قبل أن يلتحق بالأزهر الشريف وهو في الرابعة عشرة من عمره. تلقى العلم على يد كبار علماء عصره مثل الشيخ الشمس الأنبابي، والشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي، ووالده الشيخ هارون.

تميز الشيخ أحمد بالتفوق والنبوغ، فحصل على شهادة العالمية من الدرجة الأولى بعد اجتياز امتحانها أمام لجنة كان من أعضائها الإمام محمد عبده، الذي أثنى عليه بشدة.

محطات في مسيرته العلمية والوظيفية

بدأ الشيخ أحمد مسيرته المهنية مدرسًا بالأزهر، ثم جمع بين القضاء والتدريس، حيث عُيّن قاضيًا لمركز الجيزة بإشارة من الإمام محمد عبده. ومن هناك، تنقل بين مناصب عدة في القضاء، حيث تولى رئاسة محاكم قنا والزقازيق والقاهرة، وتميز بإصلاحاته الإدارية التي يسَّرت عمل المحاكم وقللت من الشكاوى.

وكالة الأزهر وإصلاحاته

في عام 1921م، عُيّن الشيخ أحمد وكيلًا للأزهر الشريف، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى عام 1929م. خلال هذه الفترة، وضع الشيخ أحمد بصمته على إدارة الأزهر والمعاهد الأزهرية، حيث نظم المناهج الدراسية وطور نظام التعليم، مما عزز مكانة الأزهر كمؤسسة تعليمية ودينية رائدة.

كما كان للشيخ دور بارز في إدارة قسم التخصص بالجامع الأزهر عام 1923م، مما ساهم في تأهيل نخبة من العلماء لخدمة المجتمع المصري والإسلامي.

عضويته في هيئة كبار العلماء

في عام 1926م، اختير الشيخ أحمد هارون عضوًا بهيئة كبار العلماء بعد إجماع الآراء على كفاءته وعلمه الغزير. ومنذ انضمامه، كان له دور فاعل في مناقشة القضايا الشرعية وتقديم الفتاوى التي أثرت الحياة الدينية والاجتماعية في مصر.

وفاته وإرثه

بعد حياة حافلة بالعطاء امتدت لما يقارب ستين عامًا، توفي الشيخ أحمد هارون في السادس عشر من شعبان 1348هـ/1930م، تاركًا إرثًا من العلم والإصلاح الإداري، الذي لا يزال محل تقدير واعتزاز في تاريخ الأزهر الشريف.

 

مقالات مشابهة

  • ذكرى تولي الشيخ محمد مأمون الشناوي مشيخة الأزهر الشريف
  • سيمون تسترجع ذكرياتها مع فاتن حمامة في ذكرى رحيل سيدة الشاشات العربية
  • الإثنين.. دار العين تطلق كتاب "الصوفية وفن القيادة المؤسسية" لـ مصطفى سرهنك
  • المطرب أحمد الأسمر: المقامات الموسيقية تستخدم في قراءة القرآن الكريم
  • المطرب أحمد الأسمر: الطبلاوي قرأ القرآن الكريم بالمقامات الموسيقية
  • ذكرى رحيل فاتن حمامة..أيقونة السينما المصرية التي خلدت تاريخها بفن راقي
  • رحيل أحد رموز العلم والدعوة في السعودية.. التفاصيل الكاملة لوفاة الشيخ المباركي
  • في ذكرى رحيل أم كلثوم.. مي فاروق وريهام عبد الحكيم يستعدان لحفلهما بالمتحف المصري بهذا الموعد
  • ذكرى وفاة الشيخ أحمد هارون.. وكيل الأزهر الشريف وعالم مصر الكبير
  • في ذكرى سقوطه.. هل “ندم” تونسيون على رحيل بن علي؟