هل يساهم الذكاء الإصطناعي في حماية المناخ وحل مشاكل الطقس والبيئة
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
في عالم يواجه تحديات بيئية متزايدة بشكل عنيف، يثير تغير واضطراب الأحوال المناخية تساؤلات كثيرة حول مستقبل كوكب الأرض. وفي ظل هذا السياق المعقد، يظهر الذكاء الاصطناعي كحل واعد يمكن أن يسهم بشكل كبير في مكافحة هذا التحدي الضخم، وفي عمق التحليلات والبيانات الضخمة، يبرز الدور الحيوي الذي يمكن أن يقوم به الذكاء الاصطناعي في فهم تأثيرات تغير المناخ.
يشهد هذا العالم الرقمي استخداما متزايدًا للتكنولوجيا لتجميع وتحليل البيانات البيئية، وبوسع الذكاء الاصطناعي فحص هذه البيانات بطريقة فائقة الدقة، ساعيا إلى اكتشاف الاتجاهات والنماذج التي يمكن أن تساعد في توجيه جهود مكافحة تغير المناخ.
وفي سياق هذا التحدي، يتحدى العلماء والمهندسون معا لتصميم نماذج تنبؤية قوية باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتتيح تحليل السيناريوهات المستقبلية لتغير المناخ، ويعتبر هذا التقدم خطوة ضرورية نحو فهم أفضل لتأثيرات هذا التغير وتحديد كيف يمكن للبشر التكيف وتقديم حلول فعالة، وذلك من من خلال توظيف تقنيات التعلم الآلي، يمكن تحسين فهمنا للتأثيرات البيئية المعقدة، مما يسهم في توجيه السياسات واتخاذ القرارات الحكومية بشكل أفضل.
كما يمكن للذكاء الإصطناعي أيضا تحليل البيانات المتغيرة بشكل مستمر، مما يتيح تحديث النماذج وتكاملها في الوقت الحقيقي لضمان استمرارية الرصد والاستجابة، أيضا يظهر الذكاء الاصطناعي كرفيق قوي في رحلة البشر لفهم تغير المناخ ومواجهته. ويشكل الإبتكار في هذا المجال جسرا مهما نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث يتفاعل الإنسان مع التكنولوجيا للحفاظ على كوكبنا وتحسين حياته.
التطبيقات المنقذةإن تغير المناخ يمثل أحد التحديات الأكثر إلحاحا وصعوبة في عصرنا، ويتطلب حلولا مبتكرة تتجاوز الأساليب التقليدية. ففي السنوات الأخيرة برز الذكاء الاصطناعي (AI) كأداة قوية في مكافحة تغير المناخ عبر مجموعة من الحلول إليكم أبرزها.
النمذجة المناخية والتنبؤ بها:تكمن إحدى المساهمات الأساسية للذكاء الاصطناعي في مكافحة تغير المناخ في قدرته على تعزيز النمذجة المناخية والتنبؤ بها. إذ تقوم خوارزميات التعلم الآلي العشوائية المتقدمة بتحليل مجموعات بيانات واسعة، تتضمن متغيرات مثل درجة الحرارة وهطول الأمطار وتكوين الغلاف الجوي والطقس العام والمعدلات السنوية وغيرها، وهذا يتيح تنبؤات مناخية أكثر دقة، بما يساعد العلماء وصانعي السياسات على توقع التغيرات في أنماط الطقس والأحداث المتطرفة والإستعداد لها.
اقرأ ايضاًقطاع الزراعة هو مساهم في تغير المناخ وضحية له في نفس الوقت. تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل الزراعة الدقيقة، حلولاً لتحسين الممارسات الزراعية. تقوم خوارزميات التعلم الآلي بتحليل البيانات الواردة من أجهزة الاستشعار والأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار لتزويد المزارعين بمعلومات ثاقبة حول صحة التربة وظروف المحاصيل وإدارة الآفات. وهذا يسمح بممارسات زراعية أكثر دقة واستدامة، وتقليل التأثير البيئي، وتحسين إنتاجية المحاصيل الإجمالية.
مراقبة ومكافحة إزالة الغاباتتعد إزالة الغابات مساهما كبيرا في تغير المناخ، حيث تطلق ثاني أكسيد الكربون المخزن في الغلاف الجوي وتعطل النظم البيئية المختلفة والتي تقود إلى اتزان الحياة المناخية على الأرض. تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تحليل صور الأقمار الصناعية وخوارزميات التعلم الآلي، مراقبة أنشطة إزالة الغابات في الوقت الفعلي.
يمكن لهذه الأدوات اكتشاف قطع الأشجار غير القانوني، وتحديد المناطق المعرضة للخطر، ودعم جهود الحفظ. ومن خلال توفير رؤى قابلة للتنفيذ، يساعد الذكاء الاصطناعي السلطات والمنظمات البيئية على اتخاذ إجراءات سريعة لحماية الغابات المهددة بالانقراض.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: البيئة أعمال الذكاء الاصطناعي تقنيات الذكاء الاصطناعي حماية البيئة التاريخ التشابه الوصف الذکاء الاصطناعی التعلم الآلی تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
دراسة: تغير المناخ ساهم في تكاثر أعداد القوارض في مدن مثل أمستردام ونيويورك وتورنتو
تتزايد أعداد الجرذان في المدن الكبرى حول العالم، بسبب التوسع العمراني وارتفاع درجات الحرارة. إذ وجدت دراسة حديثة أن التغير المناخي يخلق بيئة مثالية تتيح لهذه القوارض أن تتكاثر، ويجعلها أكثر عددا في شوارع وأزقة المدن.
ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، لم يعد من الممكن تجاهل التأثير المتزايد لهذه الظاهرة. ففي أول دراسة من نوعها، تم تحليل بيانات 16 مدينة عالمية لمعرفة كيفية تأثير تغير المناخ على أعداد الجرذان. وعلى الرغم من غياب بعض العواصم الكبرى مثل لندن وباريس بسبب نقص البيانات، إلا أن النتائج تعطي صورة واضحة عن التهديد المتنامي الذي تشكله هذه القوارض.
وأوضحت الدراسة أن المدن التي تعاني من ارتفاع سريع في درجات الحرارة هي الأكثر عرضة لازدياد أعداد الفئران. وبسبب صعوبة إحصاء هذه الحيوانات التي تعيش في الخفاء، تم الاعتماد على بلاغات السكان لرصد انتشارها. وجاءت النتائج صادمة، إذ شهدت 11 مدينة كبرى ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الجرذان، مما يؤكد خطورة الوضع.
أما عن أكثر المدن تضرراً، فقد تصدرت أمستردام قائمة المدن الأوروبية الأكثر اجتياحاً بالفئران، بينما سجلت نيويورك وواشنطن، وسان فرانسيسكو أرقاماً قياسية في الولايات المتحدة. وفي المقابل، أظهرت مدن مثل نيو أورلينز وطوكيو انخفاضاً ملحوظاً في أعداد الجرذان، مما يفتح الباب لدراسة الأسباب والاستفادة منها في مكافحة هذه المشكلة عالمياً.
ويفسر العلماء بأن الفئران، كونها ثدييات صغيرة، تواجه صعوبات في الطقس البارد، لكن ارتفاع الحرارة يمنحها فترة تكاثر أطول، مما يؤدي إلى زيادة سريعة في أعدادها. فكل أسبوع إضافي من الدفء يعني فرصة أكبر لتكاثرها، وهو ما يؤدي إلى تضاعف أعدادها في وقت قياسي.
ومع ازدياد عدد الفئران، تتفاقم المخاطر الصحية والبيئية. فهذه القوارض لا تنقل الأمراض فقط، بل تتسبب أيضاً في تلف البنية التحتية، وتعطل السيارات، وإتلاف الإمدادات الغذائية، مما يجعلها تهديداً خطيراً للمدن الحديثة. ووفقاً للخبراء، فإن الفئران تعتبر ثالث أكثر الثدييات نجاحاً في التكيف مع الحياة الحضرية بعد البشر والفئران المنزلية، مما يجعل السيطرة عليها مسألة معقدة.
وفي مواجهة هذا التحدي، لم يعد كافياً الاعتماد على السموم والمصائد. فالخبراء يشددون على أهمية الوقاية والتخطيط العمراني للحد من مصادر الغذاء والمأوى لهذه القوارض. وتشير التجربة في مدن مثل نيو أورلينز إلى أن التوعية المجتمعية تلعب دوراً كبيراً في الحد من انتشار الفئران، عبر توجيه السكان إلى أفضل الطرق لمنعها من غزو الأحياء السكنية.
Relatedالإغلاق جعل من لندن مدينة مليئة بالجرذانالجرذان الجائعة تجتاح لندن خلال الجائحةباريس "طلعت ريحتها"... النفايات تتراكم والجرذان تسرح وتمرح في مدينة الأنوار بسبب الإضرابمن جهة أخرى، تكثف مدن مثل نيويورك جهودها من خلال حملات مكافحة الجرذان، والتي تتضمن تغيير طرق تخزين القمامة، وإطلاق فرق متخصصة في مكافحة الفئران. ويرى البعض أن التعايش مع وجود الفئران أصبح أمراً لا مفر منه، بينما يصر آخرون على أن الحلول الوقائية هي السبيل الوحيد للحدّ من أعدادها بشكل مستدام.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية 7 ملايين فأر بالمدينة.. روما تدق ناقوس الخطر لمواجهة غزو الفئران للكولوسيوم دراسة تكشف أن الفئران تتفاعل وتتمايل مع أغاني ليدي غاغا أول تلوث صناعي في التاريخ.. العلماء يعثرون على آثار للرصاص السام في اليونان القديمة تخطيط حضريالاحتباس الحراريجرذانتغير المناخأمستردام/سكيبول