سلط معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي الضوء على مواصلة الجهود العسكرية لإبعاد حزب الله عن حدود شمال فلسطين المحتلة، مشيرا إلى أن حربا يومية صغيرة لكنه مكثفة تدور بين الحزب والجيش الإسرائيلي، منذ استئناف القتال على الحدود اللبنانية في أعقاب انتهاء وقف إطلاق النار في غزة مطلع الشهر الجاري.

وذكر المعهد، في تقدير نشره بموقع الرسمي وترجمه "الخليج الجديد"، أن حزب الله أعلن مسؤوليته، هذا الشهر، عن أكثر من 150 هجومًا ضد أهداف إسرائيلية في المنطقة القريبة من الحدود، وفي المقابل رفع الجيش الإسرائيلي أيضًا مستوى عمليته، التي تشمل عددًا من الهجمات كل يوم، توغل بعضها في عمق أراضي جنوب لبنان.

وأدى التصعيد على الأرض، وما رافقه من تهديدات إسرائيل باستعدادها لتوسيع القتال، إلى تكثيف الجهود لتحقيق وقف إطلاق النار بالطرق السياسية، والتي قادتها الولايات المتحدة وشاركت فيها فرنسا، باعتبارها الدولة الغربية الوحيدة التي تحتفظ باتصالات مباشرة مع حزب الله.

وتهدف تلك الجهود إلى كبح جماح جانبي الصراع لمنع نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق من شأنها أن تؤدي إلى تعقيد المشهد الإقليمي، بحسب المعهد الإسرائيلي، مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 يمثل الركيزة الأساسية للحوار السياسي مع الأطراف المختلفة، بسبب دعم الحكومة اللبنانية له وكون تنفيذه سيوفر إجابة للمطلب الإسرائيلي بانسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.

ومع ذلك، لم يتم إحراز أي تقدم على المسار الدبلوماسي في هذا الشأن حتى الآن، ولا يتوقع حدوث أي تقدم في المستقبل القريب، بحسب تقدير المعهد الإسرائيلي، مؤكدا أن أدوات الضغط السياسي على حزب الله، الذي يعلن نيته مواصلة القتال طالما استمرت إسرائيل في الحرب ضد حماس في غزة، محدودة للغاية.

اقرأ أيضاً

حزب الله يستهدف 4 مواقع عسكرية للاحتلال الإسرائيلي

وأضاف: "من الصعب أن نرى كيف يمكن طرد حزب الله، المتجذر بقوة بين السكان الشيعة في هذه المنطقة من جنوب لبنان بالاتفاق، أو كيف يمكن إقناعه بالموافقة على تحسين إجراءات تنفيذ القرار 1701، دون مسافة بعيدة".

واستبعد المعهد قبول إسرائيل الاقتراح المنسوب إعلامياً إلى الوسيط الأمريكي، عاموس هوشستين، الذي تضمن تنازلاً إسرائيلياً عن المناطق المتنازع عليها على طول الحدود، لافتا إلى أن الجيش الإسرائيلي يرى أن الضربات العسكرية بدأت تؤتي ثمارها، وأن حزب الله بدأ في تقليص تواجد قوات الرضوان على طول الحدود.

وإزاء ذلك، يخلص المعهد الإسرائيلي إلى أنه "من أجل إحداث تغيير في الواقع لصالح عودة المستوطنين، الذين تم إجلاؤهم من المستوطنات الإسرائيلية في شمالي الدولة العبرية، في أقرب وقت ممكن، يجب على الجيش الإسرائيلي أن يستمر في نشاطه العسكري من أجل دفع عناصر حزب الله بعيداً عن الحدود ومواصلة استهداف قدرات الحزب ومؤيديه من سكان جنوب لبنان".

وأشار إلى أن العامل الرئيسي في التأثير على الحزب هو "الشعور بالتهديد الحقيقي لمكانته وقواته، فضلاً عن الضغوط الداخلية، خاصة من أنصاره في جنوب لبنان، بعد أن أصبح الضرر الذي لحق بهم لا يطاق".

اقرأ أيضاً

إسرائيل تغلق مستوطنات الشمال.. وحزب الله: سنرد الصاع صاعين حال اندلعت حرب

المصدر | معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل حزب الله الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

رداً على مقتل أحد قيادييه.. حزب الله يعلن قصف مقار عسكرية إسرائيلية

أعلن حزب الله اللبناني الأربعاء قصف مقار عسكرية إسرائيلية عبر الحدود بأكثر من مئة صاروخ رداً على مقتل قيادي بارز في صفوفه بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان، وسط مخاوف من ارتفاع مستوى التصعيد بين الحزب وإسرائيل.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.

وتبنّى الحزب في بيان قصف مقرين عسكريين إسرائيليين في الجولان السوري المحتلّ "بمئة صاروخ كاتيوشا"، ومقر في كريات شمونة في شمال إسرائيل "بصواريخ فلق"، وذلك "في إطار الرد على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش في مدينة صور" على حد تعبيره.

وأعلن متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي من جهته لفرانس برس أن "نحو مئة صاروخ أطلق باتجاه إسرائيل من لبنان" الأربعاء.

وكان الحزب نعى في بيان "محمد نعمة ناصر (الحاج أبو نعمة) مواليد عام 1965 من بلدة حداثا في جنوب لبنان"، هو ثالث قيادي كبير يقتل في جنوب لبنان منذ بدء التصعيد قبل نحو تسعة أشهر، وفق مصدر مقرب من حزب الله.

وقال مصدر آخر مقرب من الحزب إن محمد ناصر هو قائد "واحد من المحاور الثلاثة للحزب في جنوب لبنان"، مضيفاً أنه "قتل بغارة إسرائيلية على سيارته في صور". ونعى الحزب كذلك مقاتلاً آخر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته عن "القضاء" على محمد نعمة ناصر "في غارة جوية في منطقة صور"، مضيفاً أنه كان "مسؤولًا عن عمليات إطلاق القذائف الصاروخية والأخرى المضادة للدروع من منطقة جنوب-غرب لبنان نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية وقوات جيش الدفاع".

وقال إن ناصر كان "يتولى وظيفة توازي تلك التي كان يتولاها المدعو طالب سامي عبد الله...وكان الاثنان يعتبران من أرفع القيادات لحزب الله في جبهة جنوب لبنان".

وفي يناير، قُتل القيادي العسكري في حزب الله وسام الطويل بضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في جنوب لبنان.

وفي 11 يونيو قُتل القيادي طالب عبدالله الذي كان كذلك قائدا واحدا من المحاور الثلاثة في جنوب لبنان في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة جويا الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل إلى جانب ثلاثة عناصر آخرين من الحزب.

تحركات دبلوماسية

ومنذ بدء التصعيد، يعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي "دعماً" لغزة و"إسناداً لمقاومتها"، بينما تردّ إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.

وصعّد مسؤولون إسرائيليون في الآونة الأخيرة لهجة تهديدهم بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق ضدّ لبنان.

ووسط هذه التهديدات، حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في يونيو من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ مقاتليه في حال اندلاع حرب.

وازدادت المخاوف خلال الأسابيع الماضية من اندلاع حرب واسعة بين الطرفين. لكن وتيرة الهجمات تراجعت في الأسبوع الأخير.

وشدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "الضرورة المطلقة لمنع اشتعال" الوضع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.

وأشارت الرئاسة الفرنسية في بيان إلى أنّ ماكرون ونتنياهو "تباحثا في الجهود الدبلوماسية الجارية في هذا الاتجاه" عشية وصول آموس هوكستين، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى باريس الأربعاء.

ومن المقرّر أن يلتقي هوكستين المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان-إيف لودريان ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط.

وكانت إيران قد حذرت السبت إسرائيل من "حرب إبادة" بـ"مشاركة كاملة لمحور المقاومة" الذي يضم طهران وحلفاءها الإقليميين في حال شنت إسرائيل هجوماً "واسع النطاق" على حزب الله في لبنان.

والأربعاء، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ إسرائيل "لا تريد حرباً" في لبنان لكنها يمكن أن تعيده إلى "العصر الحجري" في حال اندلعت حرب.

وخلال أكثر من ثمانية أشهر من القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله، أسفر التصعيد عن مقتل 495 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 325 على الأقلّ من حزب الله ونحو 95 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.

مقالات مشابهة

  • حريق هائل في شمال إسرائيل إثر سقوط صاروخ من جنوب لبنان.. فيديو
  • بن غفير يطالب بالاطلاع على تفاصيل صفقة تبادل المحتجزين المطروحة
  • إسرائيل تعتبر رفض حزب الله للمقترح الأمريكي إشارة لشن حرب على لبنان.. تفاصيل
  • حزب الله يستهدف مواقع للاحتلال بأكثر من 200 صاروخ ومسيرة.. ومقتل جندي إسرائيلي
  • حزب الله يستهدف مواقع للاحتلال بأكثر من 200 صاروخ ومسيرة.. وقصف إسرائيلي على جنوب لبنان
  • نتنياهو أمر باغتيال مسؤول حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي جديد عن ضربة صور!
  • حزب الله يرد بعشرات الصواريخ على إسرائيل لاغتيال قيادي بجنوب لبنان
  • رداً على مقتل أحد قيادييه.. حزب الله يعلن قصف مقار عسكرية إسرائيلية
  • من أيّ مسافات يشنّ الحزب هجماته على المواقع الإسرائيليّة؟
  • جيش الاحتلال يعلن قصف مواقع لحزب الله في جنوب لبنان