معهد إسرائيلي: الحل العسكري سبيل عودة المستوطنين للشمال
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
سلط معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي الضوء على مواصلة الجهود العسكرية لإبعاد حزب الله عن حدود شمال فلسطين المحتلة، مشيرا إلى أن حربا يومية صغيرة لكنه مكثفة تدور بين الحزب والجيش الإسرائيلي، منذ استئناف القتال على الحدود اللبنانية في أعقاب انتهاء وقف إطلاق النار في غزة مطلع الشهر الجاري.
وذكر المعهد، في تقدير نشره بموقع الرسمي وترجمه "الخليج الجديد"، أن حزب الله أعلن مسؤوليته، هذا الشهر، عن أكثر من 150 هجومًا ضد أهداف إسرائيلية في المنطقة القريبة من الحدود، وفي المقابل رفع الجيش الإسرائيلي أيضًا مستوى عمليته، التي تشمل عددًا من الهجمات كل يوم، توغل بعضها في عمق أراضي جنوب لبنان.
وأدى التصعيد على الأرض، وما رافقه من تهديدات إسرائيل باستعدادها لتوسيع القتال، إلى تكثيف الجهود لتحقيق وقف إطلاق النار بالطرق السياسية، والتي قادتها الولايات المتحدة وشاركت فيها فرنسا، باعتبارها الدولة الغربية الوحيدة التي تحتفظ باتصالات مباشرة مع حزب الله.
وتهدف تلك الجهود إلى كبح جماح جانبي الصراع لمنع نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق من شأنها أن تؤدي إلى تعقيد المشهد الإقليمي، بحسب المعهد الإسرائيلي، مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 يمثل الركيزة الأساسية للحوار السياسي مع الأطراف المختلفة، بسبب دعم الحكومة اللبنانية له وكون تنفيذه سيوفر إجابة للمطلب الإسرائيلي بانسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.
ومع ذلك، لم يتم إحراز أي تقدم على المسار الدبلوماسي في هذا الشأن حتى الآن، ولا يتوقع حدوث أي تقدم في المستقبل القريب، بحسب تقدير المعهد الإسرائيلي، مؤكدا أن أدوات الضغط السياسي على حزب الله، الذي يعلن نيته مواصلة القتال طالما استمرت إسرائيل في الحرب ضد حماس في غزة، محدودة للغاية.
اقرأ أيضاً
حزب الله يستهدف 4 مواقع عسكرية للاحتلال الإسرائيلي
وأضاف: "من الصعب أن نرى كيف يمكن طرد حزب الله، المتجذر بقوة بين السكان الشيعة في هذه المنطقة من جنوب لبنان بالاتفاق، أو كيف يمكن إقناعه بالموافقة على تحسين إجراءات تنفيذ القرار 1701، دون مسافة بعيدة".
واستبعد المعهد قبول إسرائيل الاقتراح المنسوب إعلامياً إلى الوسيط الأمريكي، عاموس هوشستين، الذي تضمن تنازلاً إسرائيلياً عن المناطق المتنازع عليها على طول الحدود، لافتا إلى أن الجيش الإسرائيلي يرى أن الضربات العسكرية بدأت تؤتي ثمارها، وأن حزب الله بدأ في تقليص تواجد قوات الرضوان على طول الحدود.
وإزاء ذلك، يخلص المعهد الإسرائيلي إلى أنه "من أجل إحداث تغيير في الواقع لصالح عودة المستوطنين، الذين تم إجلاؤهم من المستوطنات الإسرائيلية في شمالي الدولة العبرية، في أقرب وقت ممكن، يجب على الجيش الإسرائيلي أن يستمر في نشاطه العسكري من أجل دفع عناصر حزب الله بعيداً عن الحدود ومواصلة استهداف قدرات الحزب ومؤيديه من سكان جنوب لبنان".
وأشار إلى أن العامل الرئيسي في التأثير على الحزب هو "الشعور بالتهديد الحقيقي لمكانته وقواته، فضلاً عن الضغوط الداخلية، خاصة من أنصاره في جنوب لبنان، بعد أن أصبح الضرر الذي لحق بهم لا يطاق".
اقرأ أيضاً
إسرائيل تغلق مستوطنات الشمال.. وحزب الله: سنرد الصاع صاعين حال اندلعت حرب
المصدر | معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل حزب الله الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد تدمير القرى..إسرائيل أنجزت "الحزام الأول" مع جنوب لبنان
خلال عام من الصراع المتصاعد، شاهد الفنان لبنان بعلبكي قريته تتعرض لقصف متكرر، حيث وقعت بين ناري إسرائيل وحزب الله.
يشير هدم القرى إلى أن إسرائيل تطهر شريطاً طوله حوالي 3 كيلومترات على الحدود غير الرسمية بين البلدين.
وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن بعلبكي، هو قائد الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية، وابن فنان لبناني بارز، كان يأمل إنقاذ متحف عائلته، وهو مركز ثقافي نادر على التلال في جنوب لبنان. ولكن آماله تبددت في الأسبوع الماضي بعد أن ظهر مقطع فيديو، هدماً متعمداً من الجيش الإسرائيلي لمنزله في العديسة. أنقاضومن مكان آمن نسبيًا في بيروت، رأى المنزل الذي بناه والده بشق الأنفس على مدى 25 عاماً والذي دفن فيه والداه يتحول إلى أنقاض. وفي إشارة إلى تأثر أشقائه الستة، ومن بينهم أخته سمية، وهي مغنية، وشقيقه أسامة، وهو فنان معروف، قال لبنان بعلبكي: "كان الأمر مدمرًا لنا جميعاً. عمري 43 عاماً، لذلك أشعر أني فقدت 43 عامًا من حياتي بهذا الدمار".
Israeli bombardment has destroyed a staggering 5,868 buildings in southern #Lebanon (a quarter of all structures), the majority since Oct 2. The destruction doubles every two (!!) weeks - meaning that if there's no ceasefire soon, there won't be many intact buildings left.… pic.twitter.com/Rmoep7Y90k
— Simona Foltyn (@SimonaFoltyn) November 1, 2024وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي حللتها "فاينانشال تايمز" المبنىالذي دمره الإسرائيليون بين 21 و23 أكتوبر (تشرين الأول). كما أظهرت لقطات فيديو انهيار المباني وسط سلسلة انفجارات متزامنة.
والعديسة واحدة من 30 بلدة وقرية قديمة على الأقل على الحدود ألحقت بها إسرائيل أضراراً جسيمة منذ بداية أكتوبر(تشرين الأول)، وفق تحليل فاينانشال تايمز، كما هدمت خطوط من المباني في 12 بلدة على الأقل في تفجيرات.
يشير هدم القرى إلى أن إسرائيل تطهر شريطاً طوله حوالي 3 كيلومترات على الحدود غير الرسمية بين البلدين، وهو حزام من الأرض يحمل علامات منطقة عازلة. وكشفت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي في الشهر الماضي، عدة تفجيرات محكمة، شملت العديد من المباني، التي سوت مساحات من الأحياء السكنية بالأرض في ضربة واحدة.
The objective in Lebanon is the same as in Palestine. Complete pulverisation. This is the village of Mahbib, in southern Lebanon. Filled with explosive and detonated by the Israeli military. A village in its entirety.
pic.twitter.com/C30PULTjWr
وتتضمن اللحظات التي التقطها الفيديو مبان تفجر في عيترون، وتدمير مسجد قرية يارون. والمنطقة الحدودية هي موطن قرى متفرقة ذات أغلبية مسيحية، وسنية، ودرزية، لكن القرى التي استهدفتها إسرائيل كانت في المقام الأول لمسلمين شيعة يستمد حزب الله الدعم منها.
محيبيب والعديسةفي محيبيب فجرت مبان على قمة التلة، وفي ديرة، دمر تفجير عن بعد مسجداً واحداً على الأقل من مساجد البلدة الثلاثة والمباني المحيطة المتعددة. في العديسة، كانت هناك خمسة انفجارات متزامنة، كل منها بمجموعات متعددة من الانفجارات.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لصحيفة "فاينانشال تايمز" إن الشريط الذي يبلغ طوله 3 كيلومترات، والذي أسماه "الحزام الأول"، "يتقدم تطهيره من البنية التحتية لحزب الله". وأضاف أن الهجوم البري لقواته على لبنان سيستمر "طالما كانت هناك حاجة إليه".
في وقت سابق هذا العام، وثقت "فاينانشال تايمز" كيف أن الضربات الجوية الإسرائيلية جعلت بالفعل تلك المناطق غير صالحة للسكن، إلى حد كبير.
لكن في سبتمبر(أيلول)، تغيرت أهداف إسرائيل، حيث كثفت حملتها لإضعاف حزب الله، ما أسفر عن مقتل كبار قادة الجماعة وشن آلاف الضربات الجوية في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى غزو بري في جنوب لبنان.
تريد إسرائيل الآن أن يكون جنوب لبنان خالياً من حزب الله، وهددت باستخدام القوة إذا لزم الأمر للحفاظ على أي وقف لإطلاق النار، مع حزب الله الذي بدأ إطلاق القذائف على إسرائيل "تضامناً" مع غزة في اليوم التالي لهجوم حماس في العام الماضيوالذي أدى إلى نزوح 60 ألف إسرائيلي.
وعلى مدار أكثر من عام من الهجمات شبه اليومية، دمرت صواريخ حزب الله المنازل، وأشعلت حرائق انتشرت في مساحات واسعة من شمال إسرائيل.