شبكة انباء العراق:
2024-07-01@20:07:51 GMT

المرض الهولندي .. خطر يبطش بالعراق !؟؟

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

بقلم الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..

المرض الهولندي :- ويعرف في علم الاقتصاد بأنه العلاقة السلبية بين ازدهار الاقتصاد بسبب وفرة الموارد الطبيعية وانخفاض قطاع الصناعات التحويلية و الزراعية.

تعبير المرض الهولندي هو مصطلح دخل قاموس المصطلحات الاقتصادية على الصعيد العالمي منذ أكثر من 60 عاما.
و هو اسم لـ حالة من الكسل والتراخي الوظيفي أصاب الشعب الهولندي في النصف الأول من القرن الماضي 1900 – 1950، بعد اكتشاف النفط في بحر الشمال

يحاول مصطلح المرض الهولندي .

. توصيف الظاهرة التي رصدها علماء الاقتصاد والسياسة بالنسبة لما حدث للهولنديين بالذات بعد اكتشاف النفط والغاز الطبيعي في المناطق التابعة لهم في بحر الشمال.
يقول البروفيسور جوزيف ستغليز وهو الاقتصادي المرموق و الحاصل على جائزة نوبل
( بعد اكتشاف هذه الموارد الطبيعية السخية اكتشف الهولنديون أنهم يواجهون معدلات متزايدة من البطالة و تفشي ظاهرة الإعاقة بين صفوف القوى العاملة ).
وقد زاد من تفاقم الظاهرة أن أدت الموارد الطبيعية إلى ارتفاع أسعار صرف العملة الوطنية في هولندا فكان أن ارتفعت أسعار السلع التي أنتجتها هولندا مما أفضى إلى عجز هذه السلع عن المنافسة في أسواق التصدير بل جعل الواردات من الخارج أقل سعراّ ومن ثم أفضل اختياراً للمستهلك المحلي، وكانت نتيجة هذا كله اضمحلال نشاط الإنتاج الزراعي و الصناعي .
والمعنى الاشمل للمرض الهولندي في هذا المجال ينصرف إلى مفهوم العلاقة بين التوسع في استغلال هذه الموارد الطبيعية المعدنية و النفطية وبين الانكماش في مجال الصناعات التحويلية.
وهي نفس العلاقة التي تفضي إلى مزيد من العوائد المالية وقليل من فرص العمل الوطنية وربما مزيد من استيراد المواد و القوى العاملة الأجنبية التي تتمتع بمهارات خاصة ومطلوبة في ظل انكماش تصدير المنتجات المحلية المصنّعة التي تفقد باطراد مزاياها النسبية من جهة، ولا تكاد تصمد للمنافسة السعرية في أسواق التبادل التجاري الدولي من جهة أخرى.

و اذا اخذنا نموذج نيجيريا مثلاً
حلت بهذا البلد الإفريقي الكبير اندفاع نحو النفط وموارده وعوائده وثرواته، وفي ثنايا هذه الاندفاع جاءت الإصابة بكل أعراض المرض الهولندي.

وكان طبيعيا أن يؤدي هذا الى تكوين ثروات طائلة لشراذم من الأفراد الذين ضمتهم دوائر أو جماعات المصالح الفردية أو العشائرية أو الفئوية الضيقة وتم ذلك أولا على حساب خطط التنمية..
وتم ذلك ثانيا لحساب استشراء سلوكيات الفساد بين صفوف حملة المسؤوليات وراسمي السياسات وصانعي القرارات وتم ذلك أخيرا لصالح الاحتكارات العالمية للطاقة و لم يستفيد غالبية الشعب الإفريقي منها شيئا مذكورا.
وإذا كان من المعروف أن لكل مرض آثارا جانبية، فمن الآثار الجانبية ـ السلبية للإصابة بالمرض الهولندي ما يتعدى من مجال الاقتصاد إلى مجال الممارسة السياسية..

وفي هذا السياق أيضا تأتي الدراسة المهمة التي قدمها الأستاذان «ريكي لام» و«ليونارد ونتشيكون» من مركز النمو الاقتصادي في جامعة بييل.
حيث يرى الباحثان المذكوران أن تلك الثروات الريعية الطائلة لا تؤدي فقط إلى إبطاء خطى النمو الاقتصادي الناتج عن العمل والإنتاج..
بل إنها تؤدي كذلك إلى توليد بيئات أو مناخات سياسية تنمو في غمارها النزعات السلطوية وأساليب الحكم الاستبدادية حيث يتم الزواج غير الشرعي كما قد نسميه، بين الثروة والسلطة التي في النهاية تؤدي الى تدمير البلدان.

وحيث تنتفخ حسابات الرؤساء والوزراء والجنرالات في مصارف أوروبا وأميركا مع تقلص حظوظ مواطنيهم من مقدرات بلادهم، مما يولد مشاعر السخط بين هؤلاء المهمشين اقتصاديا والمنبوذين اجتماعيا ومن ثم لا تجد احتكارات الثروة في تلك الأقطار مناصا من أن تلجأ إلى المزيد من إجراءات القمع الديكتاتوري للإبقاء على الأوضاع دون تحوّل أو تغيير (حالة الستاتيكو كما يقول مصطلح العلوم السياسية) وهكذا يوضع هذا البلد أو ذاك من بلدان العالم الثالث (في أفريقيا و اسيا بالذات) على متن عجلة من النار كما يقول شكسبير يدور في قطرها الملتهب مواطنوه وإمكاناته وآفاق مستقبله على السواء.

و في الختام أقول ان المرض الهولندى هو اعتماد البلدان على الثروات الطبيعية الناضبة مثل النفط و ترك الثروات المتجددة مثل الزراعة و الصناعة و و التكنلوجيا و البحث العلمي .
و تدمير التعليم و الصحة و الجهد الوطني و ايقاف عجلة التطور و تفشي البطالة و التلوث و التخلف ؟؟
و خلق طبقة من الفاسدين الأثرياء الذين يتحكمون بالبلد
و ينهبون ثرواته؟؟

حيدر عبد الجبار البطاط

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الموارد الطبیعیة

إقرأ أيضاً:

هل الأمهات الحوامل المصابات بالسرطان ينقلن المرض لأطفالهن؟ تحذير من كارثة صحية

توصلت دراسة صينية حديثة إلى حقيقة مرعبة مفادها أن الأمهات الحوامل يمكن أن ينقلن بعض المواد الكيميائية المسرطنة من أجسادهن إلى أطفالهن خلال فترة الحمل، الأمر الذي أثار قلق الأطباء نظرًا لأنه يشير إلى أن أسباب مرض السرطان قد تكون غير قابلة للتجنب بالنسبة لكثير من الناس.

الولايات المتحدة تضع اللمسات الأخيرة على قواعد العملات المشفرة لمنع التهرب الضريبي هل الأمهات ينقلن مواد كيميائية مسرطنة إلى أطفالهن؟

ووفقًا لما ذكره موقع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، خلصت نتائج الدراسة إلى أن هذه العينات التي قاموا بتحليلها، تحتوي على نسبة كبيرة من المواد الكيميائية المتعددة المسماة "الفلوروألكيل"، وهي مواد معروفة بأنها مسرطنة وضارة للجسم.

كما وجد باحثو الدراسة أن هذه المواد الكيميائية يمكن أن تنتقل من الأم إلى الجنين عبر المشيمة والحبل السري وحليب الثدي. هذه المواد المجهرية تستغرق آلاف السنين لتتحلل، وتلتصق بالبروتينات الموجودة في الجسم، ما يسمح لها بالانتقال من مجرى دم الأم إلى مجرى دم الجنين.

 

المخاطر الصحية المحتملة

في الوقت نفسه، أشار الباحثون إلى أن التعرض لهذه المواد الكيميائية قبل الولادة يرتبط بزيادة التعرض للأمراض المعدية، التوحد، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لدى الأطفال. 

 

مصادر المواد الكيميائية

توجد هذه المواد الكيميائية في معظم الأطعمة، الهواء، الماء، التربة، ومنتجات التنظيف، ما يجعل من السهل على هذه المواد المرور عبر جلد الإنسان ودخول مجرى الدم. 

كما أفادت الدراسة إلى أن كمية المواد الكيميائية التي يتعرض لها الرضع تعتمد على النظام الغذائي للأم، مؤشر كتلة الجسم، وعمر الأم عند الولادة. 

وتعبر المواد الكيميائية الموجودة في مجرى دم الأم المشيمة، التي توفر الأكسجين والمواد المغذية للجنين، للوصول إلى مجرى دم الجنين. تعتبر بنية المشيمة حاجزًا أمام المواد السلبية مثل الفيروسات وبعض الأدوية، ولكن نظرًا لأن هذه المواد عبارة عن جزيئات صغيرة وقابلة للذوبان في الدهون، فإنها تستطيع عبور المشيمة والوصول إلى الجنين. 

 

التأثيرات على الرضاعة الطبيعية

لاحظ الفريق أن بعض المواد الكيميائية السامة تتحرك بسهولة أكبر عبر المشيمة مقارنة بالرضاعة الطبيعية، ولكن معدلات هذه المواد المكتشفة في 551 عينة من حليب الثدي كانت أعلى من 50 بالمائة. 

تتواجد مواد كيميائية في دهون الجسم التي يمكن إطلاقها في حليب الثدي، وبالتالي تنتقل إلى المولود الجديد إلى جانب العناصر الغذائية الصحية مثل الفيتامينات، المعادن، والبروتينات. هذه النتائج تعزز الحاجة إلى مزيد من الدراسات والبحوث لفهم التأثيرات طويلة المدى لهذه المواد الكيميائية على صحة الأطفال وتطوير استراتيجيات للحد من تعرضهم لها.

بشكل عام، تُنصح الأمهات بالاهتمام بنظامهن الغذائي وتجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة بقدر الإمكان، للحفاظ على صحة أطفالهن وتقليل المخاطر المحتملة. يمكن أن تشمل هذه الإجراءات تناول الأطعمة العضوية، تجنب استخدام منتجات التنظيف الكيميائية، واختيار منتجات العناية الشخصية الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف هدفا حيويا في إيلات
  • تريندز يصدر دراسة جديدة باللغة التركية حول مكافحة الفقر وحماية البيئة
  • “تريندز” يصدر دراسة جديدة باللغة التركية حول مكافحة الفقر وحماية البيئة
  • طفلة تنمو عكس الزمن بفعل مرض وراثي نادر.. ما هو حثل المادة البيضاء؟
  • الشرطة المجتمعية تُعزز الحِسّ الأمني لموظفي المحميات الطبيعية بالشارقة
  • “الشرطة المجتمعية” تُعزز الحِس الأمني لموظفي المحميات الطبيعية بالشارقة
  • «الصحة» تستقبل «برنامج الملاريا العالمي» تمهيدا لإعلان مصر خالية من المرض
  • هل الأمهات الحوامل المصابات بالسرطان ينقلن المرض لأطفالهن؟ تحذير من كارثة صحية
  • تعرف على أقوى مضادات الأكسدة الطبيعية
  • محفزات من 9 نقاط للتغيير الأكبر في الأنماط الزراعية بالعراق