ضوء على خطاب عقار: هجمة مضادة من المغالطات والشائعات البديلة !!
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
من الممكن تمييز مكونين لخطاب الكوماندر مالك عقار ،نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي ،الذي وجهه للشعب مساء امس الاثنين.مكون معلن وآخر مخفي.
ففي المعلن ، تبرز حزمة من المغالطات والشائعات المضادة ،لتؤلف خطاب المرحلة ،لغرض استنهاض الهمم (بعد كتلة مدني) ،على عتبة تطور سياسي جديد (مفاوضات عنتيبي) ،من اجل مواصلة الحرب (حتى آخر جندي،على حد تعبير البرهان في آخر خطاب له )،وهو ينطوي على موقف ضمني رافض للتفاوض ،ولاي مسعى لانهاء الحرب سلما.
فانطلاقا من فرضية تعتبر (الدعاية والاشاعة احدى ادوات العدو) ،كما قال، انتحى خطاب عقار نحو هجمة مضادة تعتمد كليا على الدعاية والاشاعات البديلة، لترميم ما تبقى من يقين او طمأنينة بددتهما الحرب ومعطياتها الميدانية، بشأن الحسم العسكري للمعركة.
وقد حل مالك عقار محل البرهان في تقديم خطاب الطمأنينة الزائفة واليقين المهزوز، لأن الجنرال،يتهيأ، الان ،للقاء خصمه حميدتي، المتوقع حدوثه في اي ( كسر من الثانية )، خلال هذا الاسبوع،حيث يبدو غير ملائم التفوه بحديث غير ملائم بين يدي اللقاء، (حديث من قبيل السخرية من إيغاد وجهودها لانهاء الحرب،كما ورد في خطاب عقار).
ويتألف الخطاب،الذي يمكن ادراجه ضمن الاستجابات لدعوة على كرتي،امين الحركة الاسلامية للانقلابيين، ل(مصارحة الشعب بالحقائق وعدم تركه نهبا للشائعات )، من مجموعة من الحقائق المقلوبة، مثل : ان الحرب لم تبدا في 14 ابريل. وان الفلول والاسلاميين لاعلاقة لهم بالحرب (رغم ان امريكا عاقبت امين الحركة الاسلامية واثنين من قادة جهاز امن البشير)، وان انتشار الدعم السريع لايعني السيطرة ، وان تمدده لا يعني الانتصار. وان الجيش منتصر (على الرغم من ان الجيش، بدلا من الانتقال من مربع الدفاع الى مربع الهجوم ،بدا منذ يونيو الماضي،الانسحاب من بعض المواقع التي ظل يدافع عنها منذ بدء الحرب،في بعض من ولايات دارفور وغرب وجنوب كردفان، بالاضافة لولاية الجزيرة ).
لعل اهم ما تضمنه خطاب عقار ،هو تمرير مشروع المقاومة الشعبية،الذي تم تدشينه رسميا وشعبيا ،في سواكن ،والذي ينشط من خلاله الفلول لتوسيع نطاق الحرب وتحويلها لحرب اهلية شاملة ،ومباركته،كاطار لمليشيا جديدة ،يتهيا رحم القوات المسلحة للدفع بها لمسرح الحرب العبثية.
ويتمثل المسكوت عنه في خطاب عقار ، في تجاهل لقاء البرهان -حميدتي، الوشيك، والاستنكاف عن الاشارة للبرهان ،والاشادة بقيادته ل"معركة الكرامة"، ونفي تهمة الخيانة عنه ،كما فعل الناظر ترك ،في حفل تدشين المقاومة الشعبية.فقيادة الجنرال موضع خلاف وسط معسكر دعاة الحرب،حيث يدعو قسم من الفلول والاسلاميين للاطاحة به.غير ان اهم ما تجاهله خطاب عقار ،هو المأساة الانسانية ،التي لا تني ،تتفاقم يوما بعد آخر، في ظل الانكار المطلق للوقائع الكارثية للحرب.فالانتصار الذي يحتفي به عقار ،راح ضحية له اكثر من 12 الف قتيل ، و7 مليون لاجيء ونازح داخلي، يتنقلون مشردين، من مكان لآخر بحثا عن أمان لاوجود له في كل البلاد. ويماطل عقار وشركاه ،في حكومة الامر الواقع، في اقرار وقف فوري وغير مشروط لاطلاق النار،كدلالة على ان مايهمهم هو استمرار الحرب،كبيئة مواتية لضمان مصالحهم الخاصة ،على حساب مصالح مجموع الشعب السوداني.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: خطاب عقار
إقرأ أيضاً:
قادة عرب يبحثون غدا بالرياض خطة مضادة لمقترح ترامب بشأن غزة
يجتمع عدد من القادة العرب في الرياض غدا الجمعة لبحث خطة مضادة لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول قوله إن القمة تأتي بدعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتضم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "في لقاء أخوي غير رسمي".
وأضافت أنه "فيما يتعلق بالعمل العربي المشترك وما يصدر من قرارات بشأنه فسيكون ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة المقبلة التي ستنعقد في جمهورية مصر العربية الشقيقة".
ومن جانبها، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مقرب من الحكومة السعودية قوله إنّ القادة العرب سيناقشون "خطة إعادة إعمار مضادة لخطة ترامب بشأن غزة".
وأثار ترامب ذهولا عندما أعلن مقترحا قبل أسبوعين يقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمّرة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد ترحيل السكان البالغ عددهم 2.2 مليون إلى مكان آخر، خصوصا مصر والأردن، من دون خطة لإعادتهم.
وقال المصدر المقرّب من الحكومة السعودية إنه ستكون على الطاولة "نسخة من الخطة المصرية" لإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها.
3 مراحل
وكان ملك الأردن عبد الله الثاني قال الثلاثاء الماضي لصحفيين في واشنطن إنّ مصر ستقدّم ردّا على خطة ترامب، مشيرا إلى أنّ الدول العربية ستناقشه بعد ذلك في محادثات بالرياض.
ولم تعلن مصر بعد رسميا تفاصيل خطتها. لكن دبلوماسيا مصريا سابقا تحدّث عن خطة من "3 مراحل تنفّذ على فترة من 3 الى 5 سنوات".
وتشكّل إعادة البناء وتمويلها مسألة حساسة في القمة، خصوصا مع استخدام ترامب حجة صعوبة الإعمار بسبب الدمار الهائل، كمبرّر لإبعاد سكان القطاع حتى إعادة تأهيله.
إعلانوأوضح السفير محمد حجازي -عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية وهو مركز بحثي مقره القاهرة وعلى صلات قوية بدوائر صنع القرار المصرية- أنّ "المرحلة الأولى هي مرحلة الإنعاش المبكر وتستمر 6 أشهر".
وتشمل هذه المرحلة "إدخال معدات ثقيلة لإزالة الركام، ويتمّ تحديد 3 مناطق آمنة داخل القطاع يمكن نقل الفلسطينيين إليها".
وسيتم توفير منازل متنقلة مع استمرار تدفّق المساعدات الإنسانية خلال هذه المرحلة، بحسب حجازي، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري.
وأضاف "المرحلة الثانية تتطلّب عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار التي ستحصل مع بقاء السكان على الأرض".
كذلك، تتضمن "إعادة تدوير الأنقاض لاستخدامها كجزء من خرسانة البناء، وتشمل البدء في أعمال البنية التحتية. ثم بناء الوحدات السكنية وتوفير الخدمات التعليمية والصحية".
وأفاد تقرير للأمم المتحدة الثلاثاء بأن إعادة إعمار غزة تتطلب أكثر من 53 مليار دولار، بينها أكثر من 20 مليارا خلال الأعوام الثلاثة الأولى.
حل الدولتين
وتتضمن المرحلة الثالثة من الخطة المصرية، وفق حجازي، "إطلاق مسار سياسي لتنفيذ حل الدولتين وحتى يكون هناك ضوء في نهاية النفق وحافز للتهدئة المستدامة".
كذلك، تحدّث حجازي عن "قوة شرطة تابعة للسلطة الفلسطينية يتم تعزيزها بقوات مصرية وعربية ومن بلدان أخرى".
وأكّد أنّ حركة حماس "ستتراجع عن المشهد السياسي في الفترة المقبلة".
في المقابل، أفاد المصدر السعودي بأنّ الرياض ترى أنّ "السلطة الفلسطينية" يجب أنّ تكون الجهة المسؤولة عن القطاع.
وأكدت قطر الثلاثاء أن مستقبل القطاع هو شأن فلسطيني.