المراقب لحالة الحرب التي اندلعت في السودان منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣ بين القوات المسلحة الجيش وقوات الدعم السريع، بالضرورة يمكنه الوقوف حالة الفرز التي احدثتها ثورة ديسمبر ٢٠١٨ بتبني شعارات على نسق العسكر للثكنات الجنجويد ينحل وهو ما تمت مواجهته بشراسة بانقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١، لكن صمود الشارع شكل ترسا دلل على عزم الشارع تحقيق التغيير، فجاء حرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣ تكشف عن استمرار مناهضة حركة الشارع وتم التمهيد لذلك بالتعبئة التي انتظمت افطارات شهر رمضان ٢٠٢٣ من قبل الاسلاميين، وهو ما يكشف خروج قادة الحركة الإسلامية السودانية عقب اندلاع القتال بين الطرفين في مطلع مايو٢٠٢٣ والدعوة لتعبئة الإسلاميين للقتال إلي جانب الجيش ثم أعقبتها دعوة أخري من قيادة الجيش للمدنيين القادرين على حمل السلاح للانخراط والتي أطلق عليها الاستنفار بناء على ذلك سارعت مجموعات من فئة الشباب للانخراط في التدريب ثم المعارك إلي جانب الجيش، رغم ذلك فإن السجل يشير إلي مغادرة قادة الجيش للقيادة العامة ثم ولاية الخرطوم إلي مدينة بورتسودان بالبحر الأحمر، ذات السجل كشف عن سيطرة للدعم السريع على حقول بترولية، وعدد من الحاميات العسكرية التي كشفت وسائل الاعلام عن السيطرة عليها عقب انسحاب للجيش منها، اذن بالنظر الي معادلة القتال وتقديرات الانسحاب يطل السؤال حول جدوي دور الاستنفار للمدنيين للانخراط في القتال!
الاجابة على السؤال ترتبط بتوظيف الجهود بين وقف الحرب والاستمرار في القتال وايهما اجدي؟ بالرغم من عدم اعلان الدعم السريع اعلاميا حملة للاستنفار الي صفوفه الإ أنه عمليا ينفذ ذلك بطرق مختلفة ذلك ويعمل على تدريب المنضمين كما هو الحال في ولاية جنوب دارفور لترزح الحالة في سياق التعبئة والتعبئة المضادة، وهذا يجعل من المدنيين الذين يجدر حمايتهم من طرفي الحرف واحترام كرامتهم والحفاظ على حقوقهم ينزلقون كوقود في سياق الحرب بما ينعكس سلبا على جهود وقف الحرب لان تلك الحالة تطيل من أمد القتال الذي يستهدف المدنيين سواء في ارواحهم او تقليص المساحات الامنة، اذا نظرنا بشكل عكسي للجهود التي تبذل للتعبئة من كل النواحي سواء عسكرية كالتسليح أو اعلامية في الترويج نجد أنها إذا وجهت لوقف الحرب فقد تجدي نفعا لان طبيعة الحرب هي في الاساس هدفها نسف التغيير السياسي وفقا للنسخة التي ظل الشارع من اجلها خلال حقبة حكم الاسلاميين وتتويجا بثورة ديسمبر ٢٠١٨و هو ما يفضحه منهج الاستنفار المرتبط بالتوازي بين طرفي الحرب فلماذا لم يستنفر الجيش قبل او بعد سقوط حامية زالنجي و لماذا يركز الدعم السريع على استنفار عبر بعض الادارات الاهلية في مناطق دارفور، قراءة هذا المشهد مع الخطاب المبذول للتعبئة يدفع نحو الانزلاق العرقي الذي يباعد بين الشعب ونضاله نحو التغيير، ويفتح المجال لنهب للثروات لتحقق الفوضى كما في يحدث في بعض الدول كالكنغو على سبيل المثال لا الحصر.



تجدد دعوات الانخراط في القتال عقب سيطرة الدعم السريع على الفرقة الاولي بو مدني بولاية الجريرة سببها انتقال الحرب الي مناطق امنة تشكل مراكز لحماية النازحين الفارين من الحرب ومركز للمساعدات الانسانية، وهو ما يسقط تبرير الدعم السريع بان دوافع الهجوم مرتبطة بحشد الجيش لقوات لمهاجمتهم في الخرطوم، بافتراض صحة ذلك فهو ليس بالمبرر على الاطلاق، بالمقابل ايضا ليس بمبرر للعودة الي التعبئة الشعبية، لأن مبررات انسحاب الجيش التي اطلقها قائد الفرقة الأولي وفقا للوسائط تطرح سؤال دور الجيش في حماية صفوفه من انضمام مقاتلين من خارجه سواء من الاسلاميين أو غيرهم ؟
فإذا لم يكن ذلك بالإمكان فإن انخراط المدنيين يجعلهم عرضة لذات السيناريو الذي برر به الانسحاب لأن النتيجة قد لا تخرج من انسحاب الجيش مرة اخري بذات الدواعي وترك المستنفرين عرضة للمواجهة العسكرية منفردين، وتعريض المدنيين للقتل والانتهاكات في ظل عدم سيطرة للدعم السريع على مقاتليه كما يبصم سجل الاحداث المرتبطة بالانتهاكات في المناطق الحضرية التي يستهدفها ثم يسيطر عليها.

من ناحية ثانية تصاعد دعوات التسليح عبر القيادات المجتمعية او السياسية يطرح سؤال مصدر التسليح كجزء من سلسلة علاقة الحرب الدائرة بالحلفاء الاقليميين والدوليين واسواق السلاح المختلفة، بهذا فان الامر يشير الي تعدد اطراف الحرب بما يشكل مجموعات من تجار السلاح والذهب والممتلكات المسروقة ليتسع مسرح وفاعلي تجار الحرب، لتصب دعوات التسليح والخطاب السالب وقودا جديدا في ظل حرب واسعة وعنيفة في محيط متعدد الحدود المفتوحة .
أخيرا: التعبئة والتخوين المستندة على منصة الوطنية تعطي طرفي الحرب المزيد من المساحات للاستمرار والذي يقابله خصما على حياة المدنيين وممتلكاتهم وكذلك بالجانب الاخر مسرحا لتجار الحروب سواء داخليا او خارجيا، لن يوقف الحرب طرف ثالث غير المدنيين لان ليست له ذات الغبينة تجاه السلم والوطن فطرفي الحرب ليسوا سواء ورثة لنظام الاسلاميين، فكيف لمن ورث البلاد الهلاك أن يلطف بها ورثة بذات جينات المطامح والعنف

badawi0050@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع السریع على

إقرأ أيضاً:

احتدام القتال بين الجيش اليمني والحوثيين غربي تعز

يمن مونيتور/ تعز/ خاص:

قال الجيش اليمني، يوم الاثنين، إنه أحبط هجوماً ليلياً لجماعة الحوثي المسلحة غربي تعز بعد أن شنت الحركة هجوماً مماثلاً الليلة الماضية.

وقال الجيش في بيان مقتضب: قوات الجيش تحبط عملية هجومية لمليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في جبهة الدفاع الجوي شمالي غرب مدينة تعز، بعد ساعات من إحباط محاولة تسلل بجبهة الأخطوب في الريف الغربي للمحافظة.

ولم يعلن عن نتائج الهجمات والخسائر.

وقال مسؤول عسكري لـ”يمن مونيتور” إن المواجهات مع الحوثيين “تمتد من شارع الاربعين الشرقي “شمال شرق المدينة” وشمال عصيفرة شمال مدينة تعز وإلى محيط معسكر الدفاع الجوي شمال غرب المدينة”.

وأضاف أن حدة المواجهات تراجعت بحلول منتصف الليل، مع حذر يسود معظم الجبهات.

وفي وقت سابق الاثنين أفاد مراسل “يمن مونيتور” بمقتل طفلين شقيقين وإصابة أربعة آخرين من أسرة واحدة، بقصف لجماعة الحوثي استهدف منزل أحد المواطنين في قرية “البومية” التابعة لمديرية مقبنة غربي تعز.

 

يمن مونيتور24 ديسمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام نتنياهو: أمرت بتدمير البنية التحتية للحوثيين احراز تقدم لوقف إطلاق النار في غزة مقالات ذات صلة وزير الدفاع الإسرائيلي: سنقطع رؤوس قادة الحوثيين 24 ديسمبر، 2024 احراز تقدم لوقف إطلاق النار في غزة 24 ديسمبر، 2024 نتنياهو: أمرت بتدمير البنية التحتية للحوثيين 23 ديسمبر، 2024 إيران: لا اتصال مباشر مع الإدارة السورية الحالية 23 ديسمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية سقطرى عام 2024…الإمارات تستبيح جنة اليمن الطبيعية وحكومة البلاد تغرد خارج السرب 23 ديسمبر، 2024 الأخبار الرئيسية وزير الدفاع الإسرائيلي: سنقطع رؤوس قادة الحوثيين 24 ديسمبر، 2024 احراز تقدم لوقف إطلاق النار في غزة 24 ديسمبر، 2024 احتدام القتال بين الجيش اليمني والحوثيين غربي تعز 24 ديسمبر، 2024 نتنياهو: أمرت بتدمير البنية التحتية للحوثيين 23 ديسمبر، 2024 إيران: لا اتصال مباشر مع الإدارة السورية الحالية 23 ديسمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك وزير الدفاع الإسرائيلي: سنقطع رؤوس قادة الحوثيين 24 ديسمبر، 2024 نتنياهو: أمرت بتدمير البنية التحتية للحوثيين 23 ديسمبر، 2024 سقطرى عام 2024…الإمارات تستبيح جنة اليمن الطبيعية وحكومة البلاد تغرد خارج السرب 23 ديسمبر، 2024 الأرصاد اليمني يتوقع استمرار الأجواء الباردة على عدة محافظات 23 ديسمبر، 2024 نازحو اليمن في فصل الشتاء… معاناة مريرة ومناشدات عاجلة لإنقاذ الحياة! (تقرير خاص) 23 ديسمبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 13 ℃ 22º - 11º 44% 0.51 كيلومتر/ساعة 22℃ الثلاثاء 22℃ الأربعاء 22℃ الخميس 22℃ الجمعة 22℃ السبت تصفح إيضاً وزير الدفاع الإسرائيلي: سنقطع رؤوس قادة الحوثيين 24 ديسمبر، 2024 احراز تقدم لوقف إطلاق النار في غزة 24 ديسمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬791 غير مصنف 24٬199 الأخبار الرئيسية 15٬307 عربي ودولي 7٬167 غزة 6 اخترنا لكم 7٬135 رياضة 2٬405 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬280 كتابات خاصة 2٬106 منوعات 2٬039 مجتمع 1٬858 تراجم وتحليلات 1٬838 ترجمة خاصة 107 تحليل 14 تقارير 1٬635 آراء ومواقف 1٬561 صحافة 1٬487 ميديا 1٬447 حقوق وحريات 1٬345 فكر وثقافة 919 تفاعل 821 فنون 487 الأرصاد 361 بورتريه 66 صورة وخبر 37 كاريكاتير 32 حصري 24 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية أخر التعليقات محمد شاكر العكبري

أريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...

عبدالله محمد علي محمد الحاج

انا في محافظة المهرة...

سمية مقبل

نحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...

عبدالله محمد عبدالله

شجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...

خالد غالب الشجاع

الله لا يلحقه خير من كان السبب في تدهور اليمن...

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يعلن مقتل العشرات من «قوات الدعم السريع»
  • احتدام القتال بين الجيش اليمني والحوثيين غربي تعز
  • محكمة جنايات كرري تصدر حكما بالإعدام شنقا لمتعاونة مع الدعم السريع وإثارة الحرب ضد الدولة
  • بيان من أهالي و أعيان منطقة الزرق بشمال دارفور يُدين الهجوم على المنطقة و قتل المدنيين
  • ماذا تعني سيطرة الجيش على أكبر قواعد الدعم السريع بدارفور؟
  • بالفيديو.. والي الخرطوم المعين بواسطة الدعم السريع يحرض على قصف المدنيين ويهدد بارتكاب جرائم ضد اثنيات قبلية معينة في السودان
  • القوة المشتركة تكشف تفاصيل عملية عسكرية والسيطرة على قواعد عسكرية ودك مطار حربي لقوات الدعم السريع وأسلحة دخلت الى الخرطوم قبل الحرب وتتحدث عن الإتحاد الأوروبي
  • بعد سقوطها على يد الجيش والقوات المشتركة.. أهمية الزُرق عند المليشيا توازي أهمية وادي سيدنا عند الجيش والسيطرة عليها تعني بداية النهاية لانهيار الدعم السريع
  • علي الحاج: قادة الجيش والدعم السريع من أشعلوا الحرب ورئيس المؤتمر الوطني ونائبه ممن كانوا معي في السجن قالا ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
  • علي الحاج يفجر تصريحات نارية ويهدد قيادة الجيش ويكشف المستور ومن أشعل الحرب وأسقط نظام البشير ويعترف :نحن الإسلاميين يجب ان نكفر عن سيئاتنا