«آكل اللي نفسي فيه وأشتري هدوم كتير».. طفلة فلسطينية تكتب أمنياتها قبل استشهادها في قصف إسرائيلي
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
منذ بداية الحرب على فلسطين، ويعاني أطفالها الأبرياء من انتهاكات وحشية بشعة تسلبهم أدنى حقوق الآدمية والإنسانية، هؤلاء الأطفال الذين اندهش العالم من قوة إيمانهم وصبرهم، وشجعاتهم في تحمل جميع ألوان اعتداءات العدو.
أحلام الأطفال الأبرياءوتحولت أحلام هؤلاء الأطفال من الطموح وبناء المستقبل إلى أحلام عادية، بل أقل من العادية، وهي أن يمر اليوم بسلام، دون أن يفقدوا ذويهم، أو يشعروا بمرارة الجوع أو الفقر أو التشريد.
طفلة فلسطينية صغيرة من ضمن هؤلاء الصغار البواصل، كتبت مخططاتها التي تريد أن تنفذها بعد انتهاء الحرب على فلسطين، لكنها لم تنعم بتحقيقها، لأنها رحلت عن العالم قبل أن تحقق أي من أمنياتها الصغيرة البرئية، إثر قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات.
وكتبت الطفلة الصغيرة في ورقة أنها ستقضي 30 يوما، بعد انتهاء الحرب تطلب الأكل جاهزا من المطاعم الخارجية، وتسهر أمام التلفاز الخاص بها لتشاهد أفلامها المفضلة، مع تناول أكلتها المفضلة، وتخرج وتتجول في البلد وتذهب للمكان الذي تريده، دون فرض قيود عليها.
ومن ضمن أمنيات الطفلة البرئية أن تحادث والدها لمدة ساعات طويلة كل يوم، وأن تذهب للتسوق وشراء العديد من الملابس الجديدة، وتسافر لوالدها لتراه وتجلس معه، وتقنعه بعدها للذهاب عند أخوات والداتها، للرؤيتهم.
آخر أمنيات الطفلة الفسطينيةوكانت آخر أمنيات الطفلة الفسطينية البرئية التي كانت من ضمن الشهداء في استهدت في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات، أن تخرج من غزة سالمة مع باقي أهلها وتسافر منها لزيارة سويسرا.
لكن أفسد قوات الجيش الإسرائيلي تخطيط الطفلة الصغيرة كما أفسد موطنها، ولم تُمنح الفرصة في تحقيق أحلامها التي تعد للعديد من الأطفال في البلدان الأخرى مواقف روتينية طبيعية، سهلة التحقيق.
اقرأ أيضاًوزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة بالمنطقة الجنوبية
حركة فتح تطالب الولايات المتحدة بفتح مسار سياسي لإنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطين
الرئيس الفلسطيني يجري أول حوار له منذ بدء العدوان على غزة مع لميس الحديدي (فيديو)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أطفال غزة الأقصى الاقصى الغارات على غزة القصف الإسرائيلي القصف الاسرائيلي على غزة القصف ع غزة القصف على غزة المقاومة في غزة النصيرات الهجوم على غزة تصاعد القصف على غزة على غزة غارات غزة الان غزة تحت القصف قصف إسرائيلي قصف على غزة قصف غزة قصف قطاع غزة قطاع غزة مخيم النصيرات مخيم النصيرات في قطاع غزة مخيمات اللاجئين
إقرأ أيضاً:
فيلم الفتاة حاملة الإبرة : صورة أطفال ونساء الحرب في دراما بالأبيض والأسود
في السينما الواقعية شاهدنا استمرارية ملفتة للنظر في تقديم قصص وشخصيات تحمل الكثير من عناصر الجذب والتأثير في جمهور المشاهدين، استمرارية قائمة على سرد هو اقرب الى المعاناة الإنسانية وحيث تحتشد عوامل موضوعية شتى لتقدم لنا شخصيات محاصرة بأزماتها او بواقعها الذي لا يخلو من صعوبات وتعقيدات.
هذه الخلاصة درجت عليها أفلام غادرت الى حد كبير كثيرا من مرويات الفانطازيا والقصص الغرائبية او الخيالية او الميلودرامية واتجهت الى ما هو اقرب الى الواقع واكثر تعبيرا عنه وتكاملا معه ومن ذلك وقائع الحروب والصراعات والتحولات الجذرية التي تشهدها المجتمعات.
هذه المقدمات نجدها تنطبق الى حد كبير على هذا الفيلم للمخرج السويدي ماغنوس فون هورن الذي يقدم لنا فيلما حديثا مشبعا بكثير من العناصر الأكثر واقعية والشخصيات المحاطة بقوى وتوازنات اجتماعية خانقة ولا فكاك منها.
ها نحن في العام 1921 وتكون الحرب العالمية الأولى قد نشبت وبدت انعكاساتها واضحة على حياة المجتمعات الأوروبية ومنها الدنمارك حيث يسيطر الفقر على عامة الناس وتعيس طبقة هشة من العاملين على الهامش ومن بينهم كارولين – الممثلة فيك كارمن سون، التي تعمل في أحد مصانع الخياطة وسط حشد من النسوة الفقيرات، وهناك تحظى بعطف مالك المصنع لتتطور العلاقة بينهما الى الزواج الذي سرعان ما ترفضه الام المتغطرسة لأسباب تتعلق بالفوارق الطبقية التي كانت سائدة آنذاك بين الفقراء والاغنياء.
ها نحن مع اليوميات الأكثر واقعية التي تعيشها كارولين سواء يومياتها في العمل في مصنع الخياطة او سكنها البائس في غرفة لا تتمكن من دفع ثم استئجارها وصولا الى طردها من العمل ولقائها بالصدفة مع داغمار – الممثلة تريني دايرهولم التي تبدو اكثر إنسانية وتعاطفا مع ازمة كارولين ومساندة لها لاسيما في اشد الأوقات حراجة وقتامة في حياتها عندما تكون في مرحلة الوضع ثم فجأة ظهور الزوج الذي كانت الحرب قد ابتلعته واختفى ليظهر فجأة وهو مشوه الوجه.
يستخدم المخرج ببراعة جماليات الأبيض والأسود ليقدم لنا صورة ذلك الواقع القاتم، وهنا يحسد حركات الكاميرا والاضاءة والمونتاج لكي يمضي قدما في استكشاف ذلك العالم المغلق والحزين الذي تعيشه كارولين قليلة الكلام ولكن كثيرة التعبير والايحاء.
وفي هذا الصدد تقول الناقدة السينمائية هانا والش في موقع مس فليكس، " إن هذا الفيلم هو ليس فيلم رعب بالمعنى السائد؛ إنه دراسة شخصية مقنعة تغازل نوع الرعب حتى النهاية، لا ترى أيًا من عمليات القتل بالتفصيل ولكن هنالك ما يكفي لتشعر بالصدمة والاضطراب. القصة قاتمة ومرعبة وتصاحبها موسيقى تصويرية متقنة وذات دلالة في كثير من الأحيان".
اما الناقد روري ويلدينغ في موقع ايبتي كوميكس فيقول" ان العالم الذي يقدمه فيلم الفتاة ذات الإبرة هو عالم قاسٍ، وحيث بقي عنصر الرعب متسيدا وربما ساهم في ترك بعض المشاهدين في حالة من الصدمة، مع مشاهد العنف المنزلي والأسوأ من ذلك، إساءة معاملة الأطفال.
على الرغم من مدى قتامة الفيلم، الا أن ما يلفت النظر هو اداء كارولين، التي قدمت أداءً متعدد الأوجه بشكل غير عادي ، من خلال مرورها بمراحل مختلفة من الإرادة القوية والضعف والقلق المدمر للذات".
يتميز الفيلم بمسارات سردية متداخلة تبدو للوهلة الأولى وفي القسم الأول من الفيلم على انها شديدة البساطة واقرب الى اليوميات المعتادة التي لا جديد فيها الا النمو المتصاعد للدراما الذي سوف يفتح امامنا مسارات سردية متعددة لعل من ابرزها هو ذلك المرتبط بشخصية داغمار، المرأة الإيجابية التي لا تتردد في تقديم يد المساعدة لكارولين، لكن ما هو غير متوقع ان ينقلب البناء الدرامي جذريا ويتحول من كارولين الى داغمار او الى جعلهما ركنا تلك الدراما الفيلمية.
داغمار التي تستقبل النسوة المأزومات من حوامل او مرضعات وتساعدهن من خلال المقهى الذي تديره تلفت نظر كارولين فتتساءل يا ترى اين ذهبت بطفلتها وباقي الأطفال المنحدرين من عائلات فقيرة لا تستطيع اطعامهم ورعايتهم، بينما دغمار هي التي تسهل الحاق أولئك الأطفال بعائلات ثرية تقوم بعملية التبني.
لكن لم يخطر على البال قط ان داغمار هي ليست الا قاتلة متسلسلة معروفة تاريخيا في الدنمارك في تلك الحقبة وبذلك سوف ننتقل في تسليط الضوء على ازمة كاترين والى ما تفعله داغمار وما تخبؤه وما تقترفه من جرائم مغطاة بخديعة المساعدة لأشد الفئات والشرائح فقرا وهشاشة.
يحفل الفيلم بجانب وجداني وحسي وهو الذي يرتبط بمسألة الاحساس بالامومة ذلك الذي يؤطر حياة اغلب الشخصيات النسائية التي ظهرت في الفيلم سواء الشخصيات الرئيسية او الثانوية، فمن يتخلصن من اطفالهن يؤلمهن ذلك القرار القاسي ويعشن لحظات تسليم الأطفال واستلامهم بما تحمله من قسوة وكل ذلك في اطار دائرة نسائية ركناها الثنائي داغمار / كارولين.
واذا امعنا البحث والتحليل في تلكما الشخصيتين فسوف نجد ان لقاءهما وتواصلهما يحما في ثناياه طباعا مختلفة كليا ونزعات اكثر ذاتية ترتبط بكل منهما وذلك من خلال مسارين سرديين لم تظهر نتائجهما الا بعد افتضاح جرائم داغمار ومن ثم عودة كارولين الى زوجها الجندي العائد من الحرب بوجه مشوّه وذات محطمة.
في المقابل وفيما يتعلق بشخصية داغمار، فإن الملاحظ هو عدم منحها وقتًا كافيًا على الشاشة حتى نتمكن من فهم دوافعها الحقيقية، لأن القصة تُروى غالبا من وجهة نظر كارولين، لهذا سوف لا نعرف الكثير عن فكرة وشخصية القاتل المتسلسل الذي تجسده داغمار باستثناء مشهد المحاكمة القصير الذي ظهر في قرب نهاية الفيلم.
واما اذا انتقلنا الى الجانب الموازي، وهو المتعلق بالنسوة اللائي يحتشدن في مصنع الخياطة او هنّ أمهات عاجزات عن اطعام ورعاية اطفالهن فإننا امام مجتمع كامل يعيش تداعيات وازمات لا حدود لها وليس الثنائي داغمار / كارولين وحتى والدة جوركن صاحبة المصنع، لسن الا عينات ونماذج من ازمة مستحكمة جرى تجسيدها دراميا على وقع الحرمان وشظف العيش والمستقبل المجهول فضلا عن إحساس بالضياع واللاجدوى وانعدام الامل في المستقبل مع ان كل ذلك بدا مختلفا بالنسبة لكارولين الصابرة والصامتة والمصممة على المضي الى النهايات كيفما كانت.
....
سيناريو إخراج / ماغنوس فون هورن
تمثيل/ فيك كارمن سون – كارولين، تريني دايرهولم – داغمار، يواكيم فيلستراب – جوركن، بيسر زيكيري – بيتر
مدير التصوير/ مايكل ديميك
موسيقى / فريدريك هوفميير
انتاج/ الدنمارك، السويد، بولونيا
التقييم/ آي أم دي بي 8 من 10، روتين توماتو 93 من 100، ميتاكريتيك 82 من 100