كان حلماً، مجردُ حلم .. شعر د. أحمد جمعة صديق
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
It was a Dream, only a dream
شعر د. أحمد جمعة صديق
ترجمة: أحمد جمعة صديق
Email: aahmedgumaa@yahoo.com
It was just a dream,
A strange dream
Only a dream
That I saw the Janjaweed offers the sweet in Omdurman
Then I saw Al-Burhan, leading the 'Eid prayers in Port Sudan
كان حلما ليس الا ، حلم غريب
مجرد حلم عحيب
اذ رايت الجنجويد يحتفي بالعيد
ويوزع الحلوى في شوارع ام درمان
ورايت البرهان
نعم رايت البرهان.
يؤم القوم في صلاة العيد في بورسودان
I saw the elephant in the streets of Khartoum
Walking with a leisurely pace
Leaning on a big stick with a smile on his round face
رأيت الفيل في شوارع الخرطوم يقدل
يمشي متوكئاً على عصا كبيرة
وابتسامة تملأ وجهه المستديرة
Then in McDonald's, I saw the crocodile
Having a snack and tea, with milk by the Nile
ثم في ماكدونالدز رأيت التمساح
يتناول وجبة خفيفة وشاي بالحليب على ضفاف النيل
I saw the monkey in the barbers' shop, on the hill
Cutting hair of a young customer, with great skill
Drawing beautiful whiskers, but with a heavy bill
رأيت القرد في محل حلاقة على التل
يقص شعرعميل شاب بمهارة فائقة
ويرسم له سوادل جميلة ولكن بفاتورة عالية الثمن
I saw the frog in a dark corner, sipping Coca Cola
Elegant in his new green shirt, with a wide collar
And a red tie dangling from his short neck,
with a shining colour
Smoking the Havana's Cigar with great pleasure
As if he got all the world's treasure
رأيت الضفدع في زاوية مظلمة، يحتسي الكوكا كولا
أنيق في قميصه الأخضر الجديد، ذو الياقة الواسعة
وربطة عنق حمراء تتدلى من رقبته القصيرة،
ذات لون ناصع كان يدخن الهافنا بسعادة بالغة
وكأنه قد حاز على كل كنوز الدنيا
I saw the fox playing very hard
A tennis game with the rooster
In the goat's backyard
رأيت الثعلب بحماس يلعب
التنس مع الديك
في الفناء الخلفي في بيت المعزة
It was just a dream
That I saw the caterpillar
In love affair with the cockroach
In a public bathroom
in the city of Khartoum
لقد كان مجرد حلم
اذ رأيت الكتربيلار
في علاقة حميمة مع الصرصو ر
في حمام عام بمدينة الخرطوم
It was a dream, just a dream
To see the giraffe as an emcee
Serving coffee with hot cream
To the rhino and his hippo spouse
With a thick lipstick in her mouth
لقد كان حلماً، مجرد حلم
اذ رايت الزرافة تعمل نادلة
تقدم القهوة مع الكريمة الساخنة
إلى وحيد القرن وزوجته فرس النهر
وهي تلوك العلكة وأحمر شفاه غليظ يغطي شفتيها
It was a dream, to collect my clothes
From a laundry skillfully run by the dog
The cashier was a young frog
In her latest fashion
A silk blouse and skirt of cotton
From Christian Dior
Elegant in her Parisian style
And happy, with her beautiful smile
لقد كان حلمًا أن أجمع ملابسي
من مغسلة يديرها الكلب بمهارة
كان أمين الصندوق ضفدعًا صغيرًة
ترتدي أحدث صيحات الموضة
بلوزة من الحرير وتنورة من القطن
من كريستيان ديور
أنيقة بأسلوبها الباريسي
وسعيدة بابتساماتها الجميلة
Then I saw the bitch
Mating on the beach
With only one male!!
What a horrible a tale?
ثم رأيت الكلبة
تتزاوج على الشاطئ
مع ذكر واحد فقط! !
شئ لا يصدق؟
I also saw the snail
In his armored cover
He is so clever
Licking ice-cream with chocolate flavor
ورأيت الحلزون أيضًا
في غلافه المدرع
وهوذكي جدا
يلعق الآيس كريم بنكهة الشوكولاته
Then I saw all the animals gathering in the forest
Celebrating the marriage of the hyena and the gazelle
The lion was there, on his royal chair
And the donkey leading the choir
It was a happy event of marriage
Then the bride and the bridegroom
Were politely invited by the raccoon
To spend their honeymoon
In his marvelous home
In the out-skirt of Khartoum
ثم رأيت الحيوانات كلها تتجمع في الغابة
للاحتفال بزواج الضبع والغزال
كان الأسد هناك على كرسيه الملكي
والحمار يقود الجوقة الموسيقية
لقد كان الزواج حدثًا سعيدًا
وتمت دعوة العروس والعريس
بأدب من السيد الراكون
لقضاء شهر العسل
في منزله الرائع
في ضواحي الخرطوم
And I saw a fleet of birds congregating in a morning prayers
Led by the owl with green spectacles
With a long tanned beard
And a yellow turban on his bald head
Muttering secret words from a book that he read
ورأيت سرباً من الطيور يتجمعون في صلاة الصبح
بقيادة البوم ذو النظارات الخضراء
بلحية طويلة مصبوغة
وعلى رأسه الأصلع عمامة صفراء
يتمتم بكلمات سرية من كتاب يقرأه
Then it was a pleasure to see the salmon fish
In the court of law playing the role of judge
Young and full of hope
With a white wig on her head and a reddish robe
ثم كان من دواعي سروري رؤية سمك السلمون
في المحكمة تلعب دور القاضي
كانت شابة - مسكونة بالتفاؤل
ترتدي باروكة بيضاء على رأسها ورداء أحمر
Then I saw the white shark, flying a jumbo jet
She was beautiful, with a black mole on her cheek
Flying from Guantanamo to Philippines with great wit
Escorted by crews of crows serving tea with mint
ثم رأيت سمكة القرش البيضاء وعلى خدها خال اسود
كانت جميلة
تحلق بطائرة جامبو
من غوانتانامو إلى الفلبين بذكاء عظيم
ترافقها طواقم الغربان تقدم الشاي بالنعناع
I saw the rat dating the cat
In her modern luxurious saloon
In the out-skirt of Khartoum
Where they sat down reading Alice in the Wonderland
Happily, cracking peanuts on the sand
And sometimes cracking dirty jokes
رأيت الفأر يواعد القطة في صالونها الحديث الفاخر
في ضواحي الخرطوم يقرآن (أليس في بلاد العجائب)
ويجلسان القرفصاء يتناولان المكسرات والفول السوداني
ويلقيان احياناً بنكات تخدش الحياء، ويضحكان
I saw the lion and the tiger
But frankly, I did not see the fox
Together they were running a dialogue
About the metaphysical elements in modern poetry
And post-war drama in Broadway theatres
They also talked about the BLUES of Langston Hughes
With reference to NY and Harlem
But with different views
On Fukuyama's End of History
And later, they dealt with some Chemistry
The problem with the carbon dioxide
They also talked about Dr. Jackle and Mr. Hide
رأيت الأسد والنمر
لكن بصراحة لم أر الثعلب
كانا معًا يديران حوارًا
حول العناصر الميتافيزيقية في الشعر الحديث
ودراما ما بعد الحرب في مسارح برودواي
تحدثا أيضًا عن البلوز
ولانجستون هيوز
بالإشارة إلى نيويورك وهارلم
وتحدثا ولكن مع وجهات نظر مختلفة
عن نهاية التاريخ عند فوكوياما
وبعد ذلك، تطرقوا لبعض معادلات الكيمياء
ثم ناقشا مشكلة الكربون
وتحدثا أيضًا عن دكتور جاكل ومستر هايد
I saw the turtle and the rabbit on the CNN on a chat
Running a dialogue about peace on earth
Philosophizing the fate of the human faith
Exploring the Digital Native era
Sorry for the Digital Refugees like me
And the Digital Immigrants like you
They were trying hard with positive words
To Solve the Digital Divide of the Third World
And fill the Gap of Education
Among all the Human Nations
رأيت السلحفاة والأرنب على قناة (سي إن إن) أثناء دردشة
إدارا حوارا حول السلام على الأرض
تحدثا فلسفيا عن مصير وعقيدة الجنس البشري
واستكشاف مفاهيم هذا العصر الرقمي
تآسفا على اللاجئيين الرقميين مثلي
وعلى مثلك من المهاجرين الرقميين
ولقد حاولا مجتهدين وبايجابية
حل المعضلة الرقمية في دول العالم الثالث
وتغطية فجوة التعليم بين كل الأمم الإنسانية
And the last of my dreams were happy dreams
That I saw human beings having some dreams like me
With happiness on their black, red and white faces
Yes, I saw happiness on all human races
وآخر أحلامي كانت أحلاما سعيدة
اذ رأيت في منامي بشراً لديهم بعض الأحلام مثلي
رأيت السعادة على وجوه الناس، وجوها سوداء وحمراء وبيضاء
نعم، رأيت السعادة في كل وجوه الأجناس البشرية
The Sudanese were there, too!!
Women in their beautiful thobes
And men in their white fluffy robes
And children with different ages and hopes
وكان السودانيون هناك أيضاً رجالا ونساء!!
السودانيات في ثيابهن الزاهية الجميلة
والرجال في (جلاليبهم) الفضفاضة الراقية
وشاهدت أطفالا بأعمار طموحات مختلفة
All were busy with others
Stitching the Ozone Layer with Golden Needles
And planting seeds of love in the sea deserts
Watering them with their teardrops
Yes, with their own teardrops.
كان الجميع مشغولين مع الآخرين
منهمكين في خياطة طبقة الأوزون بابر ذهبية
ويزرعون بذور الحب في الصحاري البحرية
ويروون البذور بقطرات عيونهم
نعم يرونها بدموعهم
Then I saw the seeds grow faster with plenty of crops
I saw them picking up fruits from the stars
With different taste, size and colours
And giving them freely, to the poor children of the world
Including all the children of the Sudan
ثم رأيت البذور تنمو بسرعة مع وفرة المحصول
ورأيتهم يلتقطون الفواكه من النجوم
بطعم مختلف مع اختلاف في الأحجام والألوان
ويمنحونها مجانًا لأطفال العالم الفقراء
من بينهم كل أطفال السودان
aahmedgumaa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ أمرنا بالصدق، وسأله أحد الصحابة : أيزني المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيسرق المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيكذب المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «لا». قد يشتهي الإنسان، فتدفعه شهوته للوقوع في المعصية، أو يحتاج، فيعتدي بنسيان أو جهل. أما الكذب، فهو أمر مستبعد ومستهجن.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه عندما التزم الناس بهذه النصيحة، وهذا الحكم النبوي الشريف، عرفوا أنهم لا يقعون في الزنا ولا في السرقة. سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجهته أسباب المعصية، وكان صادقًا مع نفسه، مع ربه، ومع الناس، فإنه يستحي أن يرتكب المعصية.
وجاء رجلٌ يُسْلِمُ على يدي رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أريد أن أدخل الإسلام، ولكني لا أقدر على ترك الفواحش والزنا. فقال له النبي ﷺ: «عاهدني ألا تكذب».
فدخل الإسلام بهذا الشرط، رغم كونه شرطًا فاسدًا في الأصل. وقد وضع الفقهاء بابًا في كتبهم بعنوان: الإسلام مع الشرط الفاسد.
دخل الرجل الإسلام، وتغاضى النبي ﷺ عن معصيته، لكنه طالبه بعدم الكذب. ثم عاد الرجل إلى النبي ﷺ بعد أن تعافى من هذا الذنب، وقال: والله، يا رسول الله، كلما هممت أن أفعل تلك الفاحشة، تذكرت أنك ستسألني: هل فعلت؟ فأتركها استحياءً من أن أصرح بذلك، فالصدق كان سبب نجاته.
الصدق الذي نستهين به، هو أمر عظيم؛ الصدق يمنعنا من شهادة الزور، ومن كتمان الشهادة. وهو الذي ينجينا من المهالك. وقد ورد في الزهد : »الصدق منجاة؛ ولو ظننت فيه هلاكك، والكذب مهلكة؛ ولو ظننت فيه نجاتك».
وفي إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، رضي الله عنه: كان خطيبٌ يخطب في الناس عن الصدق بخطبة بليغة. ثم عاد في الجمعة التالية، وألقى نفس الخطبة عن الصدق، وكررها في كل جمعة، حتى ملَّ الناس، وقالوا له: ألا تحفظ غير هذه الخطبة؟ فقال لهم: وهل تركتم الكذب والدعوة إليه، حتى أترك أنا الدعوة إلى الصدق؟! نعم، الصدق موضوع قديم، ولكنه موضوع يَهُزُّ الإنسان، يغير حياته، ويدخله في البرنامج النبوي المستقيم. به يعيش الإنسان مع الله.
الصدق الذي نسيناه، هو ما قال فيه النبي ﷺ : »كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكل ما سمع ».
ونحن اليوم نحدث بكل ما نسمع، نزيد على الكلام، ونكمل من أذهاننا بدون بينة.
ماذا سنقول أمام الله يوم القيامة؟
اغتبنا هذا، وافتَرَينا على ذاك، من غير قصدٍ، ولا التفات. لأننا سمعنا، فتكلمنا، وزدنا.
قال النبي ﷺ: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
وأخذ بلسانه وقال: «عليك بهذا».
فسأله الصحابي: وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال النبي ﷺ : وهل يَكُبُّ الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ لقد استهنا بعظيمٍ علمنا إياه النبي ﷺ. يجب علينا أن نعود إلى الله قبل فوات الأوان.
علق قلبك بالله، ولا تنشغل بالدنيا الفانية، واذكر قول النبي ﷺ: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
راجع نفسك، ليس لأمرٍ من أمور الدنيا، ولكن لموقف عظيم ستقف فيه بين يدي رب العالمين. فلنعد إلى الله، ولا نعصي أبا القاسم ﷺ.