اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم وولاية سنار
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الاثنين، قصفاً مدفعياً عنيفاً في عدد من المناطق في الخرطوم، حسب ما أفاد شهود عيان.
وقال الشهود لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، إن القصف الذي تشهده العاصمة يأتي بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين الجانبين في ولاية سنار، جنوب شرق السودان.
وأوضح الشهود وسكان، أن قوات الدعم السريع شنت هجوماً بالمدفعية، هو الأعنف من نوعه على مقر سلاح المهندسين جنوب مدينة أم درمان، وسلاح الإشارة في بحري ووادي سيدنا شمال أم درمان، فيما رد الجيش بضربات مدفعية على مواقع للدعم السريع شرق وجنوب الخرطوم.
وتشكل منطقة سلاح المهندسين إلى جانب السلاح الطبي وأكاديمية نميري المجاورة موقع تمركز لقوات الجيش السوداني، إذ لم تتمكن قوات الدعم السريع من اختراقه منذ بدء القتال في أبريل، وكان يتحصن بداخلها مساعد قائد الجيش الفريق أول ياسر العطا، المسؤول عن العمليات العسكرية في مدينة أم درمان، قبل أن ينتقل إلى منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال المدينة.
وقال الشهود إن قصفاً مدفعياً مكثفاً من عدة محاور يستهدف سلاح مقر المهندسين منذ فجر الاثنين.
حملة مكثفة
كما قصفت قوات الدعم السريع من منطقة شرق النيل بمدينة بحري القيادة العامة للجيش شرق الخرطوم، وسلاح الإشارة في مدينة بحري، ووادي سيدنا شمال أم درمان.
وذكر الشهود أن الجيش قصف كذلك مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في أحياء بري والمنشية شرق الخرطوم، ومحيط أرض المعسكرات والمدينة الرياضية جنوب العاصمة، مع سماع أصوات انفجارات عنيفة وتصاعد كثيف لأعمدة الدخان.
وأفاد سكان بأن المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجددت، الاثنين، في منطقة سكر سنار المجاورة لولاية الجزيرة غرب مدينة سنار.
وأشار السكان إلى أن اشتباكات عنيفة على الأرض دارت بين الطرفين، في أحياء ود الحداد ومنطقة سكر سنار وود المكي غرب مدينة سنار.
اختفت وحدات من الجيش السوداني بشكل مفاجئ في 19 ديسمبر، من ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد، لتظهر مركبات تابعة لقوات "الدعم السريع" بعد ساعات قليلة.
وتشهد أحياء وقرى جنوب ولاية الجزيرة وغرب ولاية سنار، معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الثالث على التوالي، إذ تحاول الثانية التقدم إلى ولاية سنار جنوب شرق البلاد، بعد أيام من سيطرتها على ولاية الجزيرة في الوسط عقب انسحاب الجيش منها.
وأفاد شهود عيان من ولاية سنار لـ"الشرق"، بتجدد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم، في المناطق التي تبعد 15 كيلومتراً عن وسط مدينة سنار، ما بين قُرى أم دلكة آخر نقطة تمركز للجيش ومنطقة ود الحداد التي توسعت إليها قوات الدعم السريع.
وأضاف الشهود أن الجيش قصف بالطائرات والمدافع الثقيلة أهدافاً للدعم السريع في منطقة ود مكي وود الحداد شمال مدينة سنار، التي تسودها حالة من الحذر والترقب مع توقف معظم المراكز الخدمية عن العمل، في ظل استمرار حركة النزوح.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.
موافقة مشروطة
وكان مصدر سوداني رفيع أفاد لـ"الشرق"، الجمعة، بأن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وافق على لقاء قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" بشرط وقف إطلاق النار، والخروج من المناطق السكنية وفقاً لـ"اتفاق جدة"، وذلك في أعقاب كلمة للبرهان قال فيها إن "الجيش ربما ينخرط قريباً في مفاوضات مع قوات الدعم السريع".
وأوضح المصدر أن وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق سلَّم، الاثنين الماضي، رسالة مكتوبة من البرهان لرئاسة الهيئة الحكومية للتنمية في إفريقيا "إيقاد" من خلال سفير جيبوتي في المغرب، على هامش المنتدى العربي الروسي، تفيد بموافقته على لقاء "حميدتي" بعد تحقيق شروطه.
دبي-AWP-الشرق
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع الجیش السودانی ولایة الجزیرة ولایة سنار بین الجیش أم درمان
إقرأ أيضاً:
الشمال السوري يشتعل: اشتباكات عنيفة و هدنة قسد وأنقرة تنهار
24 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: في تطور ميداني لافت، انهارت الهدنة الهشة بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وتركيا بعد أسبوعين من إعلانها، مما أدى إلى استئناف العمليات العسكرية في الشمال السوري. المدفعية التركية قصفت مواقع لقسد قرب سد تشرين في منطقة منبج، لتسجل بداية تصعيد جديد في المنطقة. وتزامنت هذه التطورات مع مواجهات عنيفة بين قسد والفصائل المسلحة الموالية لتركيا في ريف منبج، حيث تم رصد اشتباكات أدت إلى مقتل 16 عنصراً من قسد منذ بدء المعارك قبل أسبوعين.
الهدنة التي تم الإعلان عنها في وقت سابق تحت إشراف أمريكي كانت محاولة لتهدئة الأوضاع، إلا أن التوترات في المنطقة ما لبثت أن تزايدت. تجدر الإشارة إلى أن قسد كانت قد اتخذت تدابير دفاعية في مدينتي كوباني وسد تشرين، تحسباً لأي هجوم تركي محتمل. هذه المدن تشهد تحركات عسكرية مكثفة في الوقت الراهن.
الظروف الإقليمية تؤجج المواجهات
تصاعدت الأعمال القتالية في الشمال السوري منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر الجاري، ليعيد ذلك رسم المشهد العسكري في المنطقة. خلال هذه الفترة، تدخلت الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بشكل مؤقت، إلا أن الأوضاع العسكرية ظلت على حافة الانفجار. وقد تعهدت قسد بمواصلة القتال ضد تركيا والقوات المدعومة منها في مدينة عين العرب (كوباني) التي كانت مسرحاً لواحدة من أعظم المعارك بين القوات الكردية وتنظيم داعش عام 2014.
ووفقاً لمصادر ميدانية، يقدّر عدد الجنود الأتراك المنتشرين في شمال سوريا ما بين 16 و18 ألف جندي، منذ العمليات العسكرية التي شنتها تركيا بين عامي 2016 و2019 ضد تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية. وبينما تواصل أنقرة تعزيز وجودها العسكري، تحاول الفصائل المدعومة من تركيا استغلال هذا التوسع لتحقيق مكاسب ميدانية.
تغيرات استراتيجية على الأرض
من جهة أخرى، شهد الشمال السوري تحولاً في التوازنات السياسية والعسكرية، خاصة بعد تقدم الفصائل المسلحة إلى دمشق عقب سقوط نظام الأسد، وهو ما يعزز موقع أنقرة في المعادلة السورية. وفي هذا السياق، تشير التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأتراك إلى أن أنقرة تطالب السلطات السورية الجديدة بحل ملف “القوات الكردية” نهائياً، في تلميح قوي إلى إمكانية شن عملية عسكرية جديدة في المستقبل القريب.
هذا التصعيد العسكري يشكل تحدياً كبيراً للجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. فالواقع على الأرض يتطلب تحركات سريعة لمنع تدهور الأوضاع إلى مستوى أكثر دموية، خاصة في ظل تأكيدات أن تركيا قد تقوم بخطوات عسكرية جديدة لتأمين حدودها الشمالية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts