قالت مصادر مطلعة لـ "الشرق"، الثلاثاء، إن رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تسلم خطاباً رسمياً من رئيس الهيئة الحكومية للتنمية "إيقاد"، يدعوه إلى لقاء قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" في جيبوتي، الخميس 28 ديسمبر.
وأوضحت المصادر، أن اللقاء المحتمل بين الزعيمين المتحاربين في السودان منذ 15 أبريل الماضي، سيبحث إنهاء الحرب.


وكان مصدر سوداني رفيع أفاد لـ"الشرق"، يوم الجمعة الماضي، بأن البرهان، وافق على لقاء "حميدتي" بشرط وقف إطلاق النار، والخروج من المناطق السكنية وفقاً لـ"اتفاق جدة"، وذلك في أعقاب كلمة للبرهان قال فيها إن "الجيش ربما ينخرط قريباً في مفاوضات مع قوات الدعم السريع".
وأوضح المصدر أن وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق سلَّم، رسالة مكتوبة من البرهان لرئاسة الهيئة الحكومية للتنمية في إفريقيا "إيقاد" من خلال سفير جيبوتي في المغرب، على هامش المنتدى العربي الروسي، تفيد بموافقته على لقاء "حميدتي" بعد تحقيق شروطه.
كان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ألمح في وقت سابق، إلى إمكانية الانخراط في مفاوضات مع قوات الدعم السريع، لكنّه شدد على أنه لن يوقع اتفاق سلام "فيه ذل ومهانة للشعب والقوات المسلحة".
وأوضح البرهان، في كلمة بمنطقة البحر الأحمر العسكرية: "ربما سننخرط قريباً في مفاوضات سلام مع الدعم السريع"، مشيراً إلى قبوله باستئناف التفاوض مرة أخرى مع الدعم السريع.
وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني، أن "التفاوض سيركز على نقاط محددة أهمها وقف إطلاق النار، وخروج الدعم السريع من المناطق السكنية للمدنيين".

اشتباكات متواصلة ونزوح مستمر
وقصف الجيش السوداني بالمسيرات، الثلاثاء، مواقع للدعم السريع في وسط الخرطوم وحي "جبرة" في محيط سلاح المدرعات، والمناطق المتاخمة لـ"مدينة الرياضية"، و "أرض المعسكرات" جنوبي الخرطوم.
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من الأحياء الشمالية المتاخمة لسلاح الإشارة بمدينة بحري التي تتمركز بها قوات الدعم السريع. كما استهدفت مسيرات الجيش السوداني مواقع للدعم السريع في شرق الخرطوم.
أما في ولايتي الجزيرة وسنار وسط السودان، فأفاد سكان محليون لـ″الشرق″، بهدوء حذر داخل المدن، مع غياب كامل لمظاهر الحياة وإغلاق الأسواق والمرافق الصحية وبطء حركة المواطنين في الشوارع.
وأضاف شهود عيان، باستمرار حركة نزوح سكان مدينتي "ود مدني" وسنار، إلى المناطق الطرفية منها، وإلى ولايات أخرى آمنة.
أما على صعيد المعارك بين الجيش والدعم السريع في الحدود الفاصلة ما بين ولايتي الجزيرة وسنار، فتشهد اشتباكات متقطعة بين الطرفين مع تحليق مستمر لطائرات الجيش الاستطلاعية، بحسب شهود عيان، إذ يضع الجيش دفاعاته خارج مدينة سنار في منطقة "أم دلكة" الحدودية مع ولاية الجزيرة للعمل على صد هجمات الدعم السريع، بينما تحاول قوات الدعم التقدم من منطقة "ود الحداد" التي تتمركز في محيطها.
وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الاثنين، قصفاً مدفعياً عنيفاً في عدد من المناطق في الخرطوم، حسب ما أفاد شهود عيان.
وقال شهود لوكالة أنباء العالم العربي AWP، إن القصف الذي تشهده العاصمة يأتي بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين الجانبين في ولاية سنار، جنوب شرق السودان.
وأوضح الشهود وسكان، أن قوات الدعم السريع، شنت هجوماً بالمدفعية، هو الأعنف من نوعه على مقر سلاح المهندسين جنوب مدينة أم درمان، وسلاح الإشارة في بحري ووادي سيدنا شمال أم درمان، فيما رد الجيش بضربات مدفعية على مواقع للدعم السريع شرق وجنوب الخرطوم.
وتشكل منطقة سلاح المهندسين إلى جانب السلاح الطبي وأكاديمية نميري المجاورة، موقع تمركز لقوات الجيش السوداني، إذ لم تتمكن قوات الدعم السريع من اختراقه منذ بدء القتال في أبريل، وكان يتحصن بداخلها مساعد قائد الجيش الفريق أول ياسر العطا، المسؤول عن العمليات العسكرية في مدينة أم درمان، قبل أن ينتقل إلى منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال المدينة.

وقال الشهود إن قصفاً مدفعياً مكثفاً من عدة محاور، يستهدف سلاح مقر المهندسين منذ فجر الاثنين.
كانت الخارجية السعودية، أعلنت، في أكتوبر الماضي، استئناف المحادثات التي ترعاها بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، بعد أشهر من توقفها، مشيرة إلى أن المحادثات تتركز على 3 أهداف رئيسية هي، تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وتحقيق وقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة، وإمكانية التوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية التي اندلعت بين الطرفين، منذ منتصف شهر أبريل الماضي.

وذكرت الخارجية السعودية، في بيان، أن المحادثات "لن تتناول قضايا ذات طبيعة سياسية"، مضيفة أنه "باتفاق القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع سيكون الميسرون (السعودية والولايات المتحدة، والهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) مع الاتحاد الإفريقي) هم الناطق الرسمي المشترك الوحيد للمحادثات، ولترسيخ قواعد السلوك التي تم الاتفاق عليها من قبل الطرفين، والتي سوف تسترشد بها المحادثات".

بورتسودان/ الخرطوم - الشرق  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی الفریق أول السریع فی

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يبسط سيطرته على مدينة “أبو قوتة” بولاية الجزيرة ومناطق بشرق النيل وحي كافوري شرقي الخرطوم

الأناضول/ أعلن الجيش السوداني، مساء الجمعة، استعادته السيطرة على مدينة أبو قوتة شمال غربي ولاية الجزيرة وسط البلاد، ومناطق بشرق النيل وحي كافوري بمدينة الخرطوم بحري، وقال متحدث الجيش نبيل عبد الله، في بيان، "أكملت قواتنا المسلحة والقوات المساندة بفضل الله اليوم الجمعة تطهير مدينة أبوقوتة بولاية الجزيرة من قوات المليشيا (الدعم السريع)".

وأضاف أنه تم أيضا تحرير "مناطق بشرق النيل وحي كافوري شرق مدينة بحري من قوات المليشيا".

وبذلك، فرض الجيش سيطرته على كل مدن ولاية الجزيرة ما عدا مدينة جياد شمالي الولاية والقرى شمال المدينة الواقعة على بعد 50 كيلو متر من الخرطوم.

وفي 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن الجيش السوداني سيطرته على وسط مدينة بحري شمالي الخرطوم بما فيها جسر المك نمر الرابط بين الخرطوم وبحري للمرة الأولى منذ 21 شهرا.

وذلك بعد يومين من إعلان الجيش فك الحصار عن مقر "سلاح الإشارة" بمدينة بحري، ومقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، للمرة الأولى منذ 21 شهرا.

ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

   

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. الربيع عبد المنعم يؤكد إنهيار قوات الدعم السريع بعد هروب عدد كبير من الجنود والمقاتلين إلى نسائهم بدارفور وكردفان ويكشف السبب الذي منع “حميدتي” من نعي “جلحة”
  • الجيش السوداني يبسط سيطرته على مدينة “أبو قوتة” بولاية الجزيرة ومناطق بشرق النيل وحي كافوري شرقي الخرطوم
  • الجيش السوداني يحقق مكاسب هائلة في سعيه لاستعادة العاصمة التي مزقتها الحرب
  • في معتقلات الدعم السريع والإغتيال بالرصاص ..إستمرار حصد أرواح الشباب من قبل قوات حميدتي
  • الجيش يواصل تقدمه نحو الخرطوم بعد اشتباكات عنيفة مع «قوات الدعم السريع» في عدد من المحاور
  • عاجل .. الجيش السوداني يضيق الخناق على الدعم السريع في قلب الخرطوم ويقترب من القصر الرئاسي ويخوض معركة “كسر العظم”
  • الجيش السوداني يعلن انطلاق “عملية الالتحام” بالعاصمة الخرطوم
  • مواجهات ضارية بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” للسيطرة على جسر استراتيجي في الخرطوم
  • الجيش السوداني يتقدم باتجاه وسط الخرطوم  
  • بالفيديو .. الجيش يسيطر على مقر “الإستراتيجية” وسط الخرطوم ويخوض معارك ضارية لاستعادة جسر مهم