قال الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية، إن الدولة المصرية كانت واضحة منذ اللحظة الأولى في هذه السياسات الكاشفة لتلك الممارسات الإسرائيلية الممنهجة ضد التهجير، وتصفية القضية، وسرعة إرسال المساعدات الإغاثية التي تتلائم مع حجم المعاناة الإنسانية في قطاع غزة.

فتح تطالب واشنطن باتخاذ موقف حقيقي تجاه العدوان على غزة خلال شهرين من حرب غزة.

. الهلال الأحمر الفلسطيني يستلم 4760 شاحنة مساعدات موقف مصر الثابت تجاه  القضية الفلسطينية

وأضاف "البرديسي" عبر مداخلة هاتفية على فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد في جميع المحافل الدولية والإقليمية، ومئات الاتصالات، وحضور قمم على الموقف المصري الثابت، وهذه المسارات المتعددة في تعاملها مع القضية الفلسطينية.

الدولة المصرية عرضت كل الممارسات الإسرائيلية الفجة

وتابع: أتصور أن الدولة المصرية سياسيًا ودبلوماسيًا وإعلاميًا عرضت كل الممارسات الإسرائيلية الفجة، وظهرت إسرائيل كدولة خارقة عن النظام الدولي العالمي، وشاذة عن ذلك التنظيم الدولي ومفهوم الأسرة الدولية، وما يجب أن تتحلى به في حفظ السلم والأمن الدوليين، وأكبر دليل على ذلك هو الإجماع في الجمعية العمومية من قبل 153 دولة.

وأوضح خبير العلاقات الدولية، أن أمريكا هي التي تقف وحيدة ومنفردة مع إسرائيل، بعيدة عن الإرادة الجماعية الدولية التي تمت بفضل الجهود المصرية التي لا تهدأ لحظة واحدة، مؤكدًا أن مصر مستمرة في كل المسارات والسعي حتى اللحظة الأخيرة في سبيل تحقيق التسوية الشاملة وحل الدولتين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بوابة الوفد الوفد غزة فلسطين مصر

إقرأ أيضاً:

علاقات بشار التي قضت عليه

في مقالي السَّابق تساءلتُ عن عمق علاقةِ طهرانَ ببشار الأسد، كانَ يعتبرها الجدارَ الذي يستند إليه. أنقذته عام 2014 وفشلت بعد عشر سنين.

في آخر الأسابيعِ من حياتِه قرّر حافظ الأسد في مارس (آذار) عام 2000 التَّفاوضَ مع إسرائيل، وكان في عجلةٍ من أمره يريد إنهاء ما تبقَّى من ملفات عالقة قبلَ تسليم الحكمِ لبشار. وعلى الرغم من مرضِه طارَ إلى جنيف وتفاوض مع رئيس وزراِء إسرائيل إيهود باراك عبرَ الوسيط الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. مشروعُ الاتفاق كانَ استعادةَ الجولان المحتل من دون الحديث عن دولةٍ فلسطينية. الإسرائيليون على علمٍ بتأهيل بشار لم يكونوا واثقينَ بأنَّه سيصلُ الحكمَ في ظلّ الصّراع الخفي. تُوفي حافظ بعد عشرةِ أسابيعَ من اجتماع جنيف.
لم يعد بشار للتفاوض إلَّا بعد أن اندلعت الاحتجاجات ضده في 2011. نتنياهو ظلَّ متشككاً في قدرة بشار على التَّخلص من علاقته مع طهرانَ وحزبِ الله، ورفض.
من أبرز الأسبابِ التي أطالت عمرَ نظام حافظ الأسد قدرتُه على إدارة علاقاته الخارجية مع خصومه. امتنعَ عن مواجهة إسرائيل بعد هزيمة 1973. في حين أن بشار وضع سوريا ضمنَ امبراطورية الحرس الثوري، وكان من المحتَّم أن تُستهدف بالتدمير لاحقاً.
لماذَا لم يوقع حافظ اتفاقَ سلام مع إسرائيل وهو الذي كان على علاقةٍ تنسيق سرية معها؟ ذكر أقربُ رجاله إليه، الراحل عبد الحليم خدام، أن حافظ كان يخشى أن يُقال أنَّ الأقليةَ العلوية هي من وقَّعت السلام مع العدو.
وماذا عن معاركه معها عبر لبنان؟ في الواقع لم تشن سوريا هجماتٍ على إسرائيل في ثلاثين سنةً في لبنان، بل كانت تقوم بدورِ العسكري لوقفِ نشاطات الفصائل الفلسطينية، ولاحقاً حزب الله بدرجة أقل، حتى جاء بشار الذي وسّع المخاطر. كانت استراتيجية الأسد الأب هي الاستيلاءَ على لبنان ما دامت إسرائيل تحتل الجولان. واستخدمه ورقة مع الدول العربية، ولعبَ دور الوسيط في خطفِ الرهائن الغربيين.
وبالسياسة نفسها، الاقتراب من النَّار دون الاحتراق بها، إذ منح أكراد تركيا الملجأ، وعندما هدّدته أنقره أوقفهم وسلَّم زعيمهم بشكل غير مباشر.
ولابدّ من فهم علاقة حافظ مع إيران حيث كانت معقدة، استخدمها للتوازن الجيوسياسي ضدَ نظام عدوه صدام للحؤول بينه وإسقاط نظام دمشق. واستخدم طهران لتعزيز أهميته في الرياض، ولعب أدواراً متكرّرة لتخفيف التوتر مع طهران.
بعد تفجير الخبر 1996 سلَّم بعض الهاربين السعوديين بعد أن انكشف أن الخلية قد اختبأت في دمشق، ومن جانب آخر سهّل هروبَ زعيمها إلى طهران.
في محاولة لفهم العلاقة، تحدّث خدام عن سياسة حافظ الأسد حيال إيران. عندما جاء رفسنجاني في عام 1985 يطلب دعم الأسد في حربهم ضد العراق. كبائعٍ إيراني ماهر حاول أن يقنعه بأن مكافأة تحالفهم معه عند انتصارهم على صدام سيعزّز موقف سوريا ضد تركيا وإسرائيل والعراق. يقول كان الأسد حذراً من التمادي في الحلف وسطَ رمال المنطقة المتحركة.
لا شكَّ أن من أسباب سقوط نظام بشار الأسد فشله في إدارة سياسته الخارجية، وتحديداً تحالفه مع إيران. ففي الوقت الذي أسس حافظ علاقة وطيدة بنظام الخميني مدركاً أهميته، رفض مشاركته الحرب، لكنه مثل إسرائيل وليبيا باع إيران سراً صواريخ سكود.
أمّا بشار، ففي بدايات رئاسته أوحى للجميع أنه غير البوصلة غرباً، بعيداً عن موسكو وطهران. وما لبث أن أدرك الحقيقة كلّ من تحمَّس له في البداية... السعودية وأسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
في مطلع تحالفه مع إيران خطط بشار للاستيلاء على القرار اللبناني باغتيال رفيق الحريري والعديد من القيادات، ليصبح حزب الله الحاكمَ الأوحد في لبنان بعد إخراج قوات الأسد.
ثم تجرأ بشار على فتح حدوده الجنوبية للمجاميع المسلحة لمهاجمة النظام الجديد في بغداد، الذي كان تحت حماية واشنطن. ما برّر لجيرانه، الأردن وتركيا، فتح حدودهم للثوار السوريين ضده في عام 2012 ، وأخيراً قضوا على حكمه.
من حيثُ الحقيقة يمكن تفهّم التحالفات في سياق الصراع الإقليمي بالنظر إلى علاقةِ حافظ القوية بطهران، لأنها لاعباً مهماً، وكذلك بشار، إلا أنّ الأخير انغمس في حروبها في لبنان والعراق. خدام يقول بشار اتخذ قراراً مصيرياً بالاندماج الكامل مع طهران في عام 2011، لكن رأيي، كما ذكرت سابقاً، كان تورطه في حروب طهران قبل ذلك بسنوات. فهل كانَ وصول بشار للحكم بدعم استثنائي من طهران هو ما دفعه دائماً للعب دور الوكيل مثل حرب الله؟ قلةٌ قليلة تعرف ما حدثَ بين عام 2000 و2024.

مقالات مشابهة

  • برلماني: التقارب المصري - النرويجي فرصة لتعزيز التنمية المحلية ودعم القضية الفلسطينية
  • النائب أيمن محسب: التقارب المصري-النرويجي فرصة لتعزيز التنمية المحلية ودعم القضية الفلسطينية
  • علاقات بشار التي قضت عليه
  • خبير علاقات دولية: البيان المصري النرويجي تأكيد على دور مصر المحوري
  • بلال الدوي: موقف مصر مشرف تجاه التعامل مع القضية الفلسطينية
  • خبير دولي: القضية الفلسطينية لم تغب لحظة عن أجندة السياسة الخارجية المصرية
  • كاتب صحفي: موقف الدولة مشرف تجاه التعامل مع القضية الفلسطينية
  • خبير علاقات دولية: قضية فلسطين لم تغب لحظة عن أجندة السياسة الخارجية المصرية
  • خبير في العلاقات الدولية: قضية فلسطين لم تغب لحظة عن أجندة السياسة الخارجية المصرية
  • خبير: المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تعود إلى نقطة الصفر