نهبوا كل شيء.. شهادات مروعة من داخل ولاية الجزيرة السودانية
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
تتسارع الأحداث في ولاية الجزيرة وسط السودان، بعد توسع رقعة المواجهات بين الجيش السوداني من جهة وقوات الدعم السريع من جاهة أخرى.
حيث أفاد أحد سكان المنطقة بأن قوات الدعم السريع قد قاموا بنهب "كل شيء"، وذلك مع تقدم هذه القوات نحو الجنوب وفتح جبهات جديدة في الحرب المستمرة منذ أشهر مع الجيش.
ونشرت وكالة فرانس برس شهادات صادمة قدمها أحد السكان حيث أوضح أن "عناصر قوات الدعم السريع نهبوا كل شيء "السيارات وعربات نقل التجارة والجرارات"، مع تصاعد مخاوف من تكرار تلك الأحداث في المناطق الأخرى التي تتقدم إليها هذه القوات.
وقال عابدين، الذي اكتفى باسمه الأول لأسباب أمنية "إنهيوم السبت الماضي طرق باب البيت سبعة أفراد يرتدون زي قوات الدعم السريع ويحملون أسلحة رشاشة وسألوا عن سيارة وضعها أحد معارفنا في منزلنا بعدما نجح في إخراجها من الخرطوم".
وأضاف قائلاً: "اخذوها تحت تهديد السلاح “مما يعكس حجم التوتر والخوف الذي يخيم على المنطقة نتيجة لتقدم هذه القوات المثيرة للجدل".
تفاقم الأزمة
بفعل المعارك الدامية التي اندلعت منتصف أبريل بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، واجهت المنطقة انزلاقا إلى حالة من الفوضى.
قارب عدد النازحين من العاصمة الخرطوم إلى ولاية الجزيرة حوالي 500 ألف شخص، في محاولة يائسة للابتعاد عن خطر الصراع المستعر.
وعلى الرغم من أن ولاية الجزيرة كانت تعد منطقة نسبيا آمنة بعيدة عن أعمال العنف، إلا أن تقدم قوات الدعم السريع، السائدة في معظم مناطق العاصمة السودانية، غيّر المشهد.
في الفترة الأخيرة، تقدمت هذه القوات على طول الطريق السريع الذي يربط بين الخرطوم ومدينة ود مدني، سيطرت على قرى تلو الأخرى.
في 15 ديسمبر، شهدت هجمات قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني، مما أدى إلى نزوح نحو 300 ألف شخص إلى مناطق مختلفة في ولاية الجزيرة أو حتى نحو الولايات المجاورة كسنار والقضارف، حسب تقرير الأمم المتحدة.
كما أكد الشهود أن قوات الدعم السريع اقتربت يوم السبت من منطقة تبعد 15 كيلومترًا شمال ولاية سنار، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة ويثير مخاوف من توسع رقعة النزاع.
تصاعد الرعب
تشهد الأوضاع في ولاية الجزيرة استمرار تصاعد الفوضى، حيث أفاد شهود عيان بأن قوات الدعم السريع قامت بنهب الأسواق وأطلقت النار عشوائياً، مما زاد من حدة الرعب بين السكان.
وأكد الشهود أن "طائرات حربية قصفت تجمعات لقوات الدعم السريع شمال سنار، مما أثار الرعب بين السكان الآمنين".
وتتسم قوات الجيش بأنها الطرف الوحيد في النزاع الحالي الذي يمتلك قوات جوية. في المقابل، تعتمد قوات الدعم السريع على وحدات خفيفة ومتحركة تنقل نفسها باستخدام شاحنات صغيرة مجهزة برشاشات ثقيلة.
وفي كل مكان تمر فيه قوات الدعم السريع، يتعرض السكان، خاصة النساء والفتيات، لتهديدات بـ "العنف الجنسي"، وهو خطر متكرر في هذا النزاع، حسب ما أفادت به منظمة رعاية الأطفال "سايف ذا تشيلدرن".
وفي سوق تمبول، أحد أهم الأسواق التجارية في شرق ولاية الجزيرة، أفاد شهود بأن "قوات الدعم السريع اقتحمت السوق وهي تطلق النار بشكل عشوائي".
قلق دولي
تصاعدت حدة الفوضى في ولاية الجزيرة إلى مستويات لا تُحمد عُقباها، حيث أفادت مصادر بأن قوات الدعم السريع قامت بتفتيش كل غرفة، مما أضاف معاناة السكان وزاد من حجم الانتهاكات.
بلغ عدد القتلى في الحرب الحالية في السودان وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، أكثر من 12 ألف شخص، على الرغم من تقديرات العديد من المصادر التي ترجح أن هذا الرقم يظل دون الواقع الفعلي.
وقد أدّت هذه الحرب إلى نزوح 7.1 مليون سوداني، من بينهم 1.5 مليون شخص الجأوا إلى الدول المجاورة، مما جعل الأمم المتحدة تصف "أزمة النزوح في السودان بأنها الأكبر في العالم".
وعبر مجلس الأمن الدولي عن "قلقه" إزاء تصاعد المعارك في السودان، وأدان بشدة الهجمات على المدنيين وامتداد الحرب إلى "مناطق تأوي أعدادًا كبيرة من النازحين".
منذ اندلاع الحرب، تتبادل الطرفان الاتهامات بمهاجمة المدنيين، وقد دانت الولايات المتحدة في يوليو الماضي هذه الجرائم بأقسى العبارات، معتبرة الأحداث الفظيعة والعمليات القتل التي تستهدف المجموعات العرقية في غرب دارفور من قبل قوات الدعم السريع وميليشياتها الحليفة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ولاية الجزيرة السودان الجيش السوداني الدعم السريع الانتهاكات السودان انتهاكات ولاية الجزيرة الجيش السوداني الدعم السريع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن قوات الدعم السریع فی ولایة الجزیرة هذه القوات
إقرأ أيضاً:
40 قتيلاً بهجوم لقوات الدعم السريع في وسط السودان
قوات الدعم السريع شنت هجوما مصحوبا بحالات نهب اعتباراً من مساء الثلاثاء واستأنفت الهجوم صباح الأربعاء..
التغيير: وكالات
قُتِل أربعون شخصاً “بالرصاص” في السودان في هجوم شنه عناصر من قوات الدعم السريع على قرية في ولاية الجزيرة بوسط البلاد التي تشهد حرباً مدمرة مستمرة منذ عام ونصف، وفق ما ما أفاد طبيب اليوم الأربعاء.
وقال أحد الشهود في قرية ود عشيب في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” إنَّ قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً مع الجيش السوداني منذ عام ونصف، شنت هجوما اعتباراً من مساء الثلاثاء و”استأنفت الهجوم صباح” الأربعاء، موضحاً أن المهاجمين يرتكبون “عمليات نهب”.
وقال طبيب في مستشفى ود رواح إلى شمال القرية لوكالة “فرانس برس” طالباً عدم كشف هويته خوفاً على سلامته بعد تعرض الفرق الطبية لعدة هجمات إنَّ “الأشخاص الأربعين أصيبوا إصابة مباشرة بالرصاص”.
واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي”.
في الوقت الحالي، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق ولاية الجزيرة، باستثناء مدينة المناقل والمناطق المجاورة لها، التي تمتد حتى حدود ولاية سنار جنوبًا وغربًا حتى ولاية النيل الأبيض.
منذ انشقاق أبوعاقلة كيكل عن قوات الدعم السريع في 20 أكتوبر الماضي، وإعلانه الانضمام إلى الجيش السوداني، شهدت الولاية تصعيدًا ملحوظًا في الهجمات الانتقامية التي تنفذها قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية.
وتسببت الحرب المستعرة في السودان منذ أبريل 2023 في مقتل آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من 11 مليون سوداني، مما جعلها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
الوسومانهاكات قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة حرب الجيش والدعم السريع ولاية الجزيرة