سلسلة روائع الأدب اليمني.. الشاعر أحمد درهم المؤيد.. إعداد حسن المرتضى
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
مجموعة من روائع الشاعر أحمد درهم المؤيد
مجموعة من روائع الشاعر أحمد درهم المؤيد
(منـهــــجُ المـــــــجد)
وحـَّدتنــا أشــلاؤنا والـدمـــاءُ
ومضى الشعب ُواستقام اللواءُ
وتـلاقت رايـاتُنــا والْتقينـــاٍ
مُذ تلاقى الولاء ُوالانتماء
نمتطي صهوةَ المعالي ركابا
ولنا المجد منهجُ وارتقـــــــاءُ
القـرابين ُوالدمـوعُ انتصـــارُ
وهنـــا الجرح نزفهُ كبـريـــاءُ
إنهُ اللهُ مَن لهُ الأمرُ حقـــــاً
يفعلُ الله إن قضى ما يشـــــاءُ
اعتصمنـا بحبلـه ومضينــا
وهدى الله للقلــوب شفـــــاء
لا سوى الله نتخذه ُوكيـــــلا
ووليا ما خـاب فيه الرجــــــاءُ
قـاهرٌ قادرٌ على كل شيء
مالكٌ الكون أرضهُ والسماءُ
يا رجالَ الثبات أنتم جبال ٌ
تتلاشى أمامها الصحـــراءُ
انفروا اليوم للجهاد خفافا
وثقالا يا أيها الأوفيــــ ـاءُ
واستعينوا بالله لا تستكينوا
وأعيدوا الغزاة من حيث جاءوا
سبِّحوا « واذكروهُ ذكراً كثيراً »
واستقيموا حتى يهون البلاءُ
«أم حسبتم»أن تدخلوها ولمَّا
تصبروا فهو والجهاد ُ سواءُ.
بادروا بالإنفاق حتی تنالوا
البرَّ فالبخل ذلةٌ وشقــــاءُ
ولنا في الجهاد لا شك فضل
وحيـــاة ورحمـــةُ وعطـــــاءُ
وعلى الكافرين نحنُ أشداءٌ
غلاظٌ ُوبينــنــا رحمـــــاءُ
ألف لبيكِ يا دموع َالثكالى
أنت ِوالله للطغاة فنـــــاء ُ
كربلاء ٌكانت نتاج انحراف
وبصرواح كانت الأصـــداءُ
وأولوا البأس في ركابِ حسينٍ
وعلى العهد لم تزل صنعاءُ
(هذا الحسين)
بدرٌ بأنوارِ الهدى يتوقَّدُ
للحالكاتِ مشتتٌ ومبددُ
كشفَ الضلالَ وحطَّمَ المكرَ الذي
قد أبرموه لنا الطغاة وشيدوا
بثقافة القرآن شق ّ مسارَه
نحو الجهادِ وسيفُه لا يُغمدُ
حمل القضية واثقًا بإلهه
ومضـى بنور الله لا يترددُ
إن قيل من هذا فقل هذا الذي
أمضـى الحياة لربه يتعبدُ
هذا هو ابن محمد ٍ وسليله
سيفٌ على رأس الضلال مهندُ
هذا الحسين فسـر على منواله
هذا هو البحر الذي لا ينفدُ
حاز الفضائل والمكارم والتقى
فغدا وليُّ الله كهفًا يُقْصَدُ
في الله لا يثنيه لومة لائمٍ
رغم الذين توعدوا وتهددوا
قد خط للأجيال نهجًا خالدًا
لهدى الإله موضحًا فليهتدوا
وبصـرخةٍ ما إنْ تعالى صوتُها
إلا وأذناب العمالة تشـردُ
ما زال فينا النصـر منها قائمًا
وفضائلٌ بين الورى تتمددُ
وسماحةٌ ومكارمٌ ومحامدٌ
ومآثرٌ ومعالمٌ ومشاهدُ
لما كتبت عن الحسين قصيدتي
كادت قوافيها الجميلة تسجدُ
إنَّ الحسين وإنْ توارى شخصه
فله بأعماقي الفسيحة مقعدُ
قف أيها الزمن الخؤون فإنه
في القلب أضحى حبه يتجددُ
تبّت يد الأشـرار ماذا حققت
إلا الهوان وحسـرةً لا تبردُ
فعلت سهامك في الأعادي فعلها
والموت فيهم من شعارك يرعدُ
قامت على المستكبرين قيامةٌ
تجتث أعناق اليهود وتحصدُ
فإليك يا علم الزمان تحية
من مؤمنين إلى مقامك تصعدُ
( ماذا عسـى أنْ يوقدوا من كيدهم
نارًا وربك مطفئٌ ما أوقدوا )
(السماحة النبوية)
قـف للنبي المصطفى إعظـامـا
وامنحه من أزكـا الصـلاة وساما
هو منهـجُ لك فاستفضه بصيـرة
واحمله في كـف الجهـاد حسامـا
واجعلـهُ مقيـــاســا لتـعلمَ أن مــَن
صنعوا الدواعش شوّهوا الإسلاما
حاشا الرسول بأن يكون إمامهم
فإمام من قطــع الـرؤوس أبامــا
حاشا الذي بالنور أُرسل رحمة
للعــالميـــن وقــــائــدا وإمـــاما
طه لأجيـال الشعـوب عطـاؤها
وغدا عطاء الكافرين حِماما
أهــــلا بذكرى مولد الطهر الذي
أغنى الفقير وأكرم الأيتــــامـا
في عيد مولدكَ المباركِ أطلقت
أبيات شعري للســــلام حمَــامَا
جاءت وقـد أهدت لنا من غـاره
عَزف الحنان وأنشــدت أنغـاما
يا روعة الظرف الرسالي الذي
عانـى ليـزهق بـاطــلا وحــراما
وكوتهُ من هجر العشيرة غربةُ
والهجـرُ نــارٌ يستـــزيد ضِـراما
فأنالَ قـوما عذبوهُ الصفح َمِن
كرمٍ كـأن الصفــــح صار لزاما
إنَ السماحةَ شيـمةُ نبويةٌ
ترقى بها أممُ الشعوبِ مقاما
( عامٌ من الحرب )
..
ياصرخةَ اللهِ دوي في روابينا
وسطري بالهتافاتِ العناوينا
ويا ندا من أحب العيش فانتفضي
على الغزاة وثوري من مآسينا
فنحن من كربلاء الطفِ ثورتنا
قل للطغاة ومن هيهاتها جينا
إذا ضربنا ضربنا في أعادينا
وإن رمينا فما خابت مرامينا
من نهج زيد حملنا راية رفعت
خفاقةً وابنُ بدر الدين حادينا
أنعم به قائدا قاد الجموعَ على
محجةِ اللهِ ﻻ حيفاً وﻻ مَينا
أكرم بشعبٍ مضى والعزُّ رايته
ما انَّفك للهِ يوليهِ القرابينا
على هدىً في زمانّ مابه عميت
عيوننا وهو نورُ الله يسنينا
لله يا قبلة اﻷحرار سرت وما
وهنتِ أو لنتِ يوما للمضلينا
عامٌ من الحرب ما انت عزائمنا
بل فجرت في حناياها البراكينا
عامٌ من الحرب أذكتنا ضراوتها
عزما نسطر في الدنيا تفانينا
عامٌ تولى من العدوان قابله
صمود شعب وفي شتى الميادينا
عامٌ من الحرب والشعب اﻷبي بها
يجرع الخصم زقوما وغسلينا
صمودنا من كتاب الله منهجنا
وحسبنا الله موانا وهادينا
هم أشعلوها فنالتهم حرائقها
وفجروها فهم منها المصابينا
نادوا فلبّى طغاة اﻷرض دعوتهم
بغيا على أكرم الناس المصلينا
جمعان ذاك وأمريكا ظهيرته
وذا بربي ظهير والميامينا
هم الصناديد في قتل النساء وهم
أذل من للوغى زار الميادينا
اتوا غزاة فكان الموت ناظرهم
كيلاً بكيل اذا صار الردى دينا
واليوم يا عام ان الهام شامخة
والنصر يطوي جساما من مئاسينا
عِرْنا الشهادةَ ياعام الصمود وقل
إن الشهادة مهرٌ حورُها العينا
(اطبقْ على وكر العِدى)
..
أَطبقْ على وكر العِدى إطباقا
واسْقِ الغزاة إذا غزتْ غسَّاقـا
أيظن أغنامُ الخليج بأننا
سَنمُدُّ للمستعمر اﻷعناقا
أو تنحني للمستبد جباهُنا
ﻻ والذي خلق السماء طِباقا
نحنُ الزلازلُ والنجومُ إذا هوت
[نحن الثواقبُ نحرقُ الفُسَّاقا]
شعبٌ إذا ما عاش عاش بعزةٍ
ويرى الخنوعَ مذلةً ونفاقا
بثقافة القرآن خطَّ مسارَه
في الدرب يحمل منهجًا برَّاقا
في كل مَيْدَانٍ وكل فضيلةٍ
تلقاهُ شعبًا مؤمنًا سبـَّاقا
للدين والإيمان موطن عزةٍ
[بمكارمٍ تحيي الدُّنا أخلاقا]
والرايةُ الأسمى إذا ما رفرفت
في العالمين وأشرقت إشراقا
في موعدٍ جاءت إليه كأنها
مشتاقةٌ ستعانق المشتاقا
هي منهجٌ للمؤمنين وصرخة
تعطي اللسان حلاوةً ومذاقا
وهي السلاحُ بوجه كلِّ مكابرٍ
وبها الغزاةُ تواجـه الإخفاقا
اللهُ أكبرُ أيقظت أنوارُهـا
شعبًا على النهج القويم أفاقا
ومضى بنور الله صفًّا واحدًا
لا لن يعيش تمزقًا وشقاقا
لِيدُكَّ مَن خان العروبة واعتدى
بغـيًا أحـلَّ دماءَنا وأراقا
حشدوا الجموع لقتلنا لكنهم
قُـتلوا وظلَّ شعارُنا خفَّاقا
كادوا فكان اللهُ موهن كيدهمْ
أوْدى بهم عدوانُهم وأحـاقا
إن هَبَّ بالله المهيمن واثقًا
فتراهُ والنصر المبين رفاقا
والسلم إن جنحوا إليه مسالمًا
وإذا أعادوا الحرب شَدَّ وَثَاقا
وغدًا ستلتحق الشعوبُ بدربنا
وبنهجنا سنعانقُ الآفاقا
(في رِحَابِ ٱلْحُسَيْن)
..
يَومُ ذِكْرَآكَ (ياحُسَينُ) أَتَيْنَا
وَعَلىٰ نَهجِكَ ٱلقويمِ مَضَيْنَا
فيْ رِحَابِ(ٱلحُسَيْن)جئنا ضيوفاً
أستقينا من نبعها فارتوينا
سوفَ نبكيكَ إنْ بكينا دموعاً
تجرفُ الخائنينَ والطامعينا
يا شهيدَ (الكتابِ) حَسْبُكَ فضلاً
أننا اليوم في هواكَ التقينا
صرخةُ الأمس ألهمتنا دروساً
وإباءاً يجددُ العزمَ فينا
وعلى الدربِ وحدتنا شعوباً
وانطلقنا نقارعُ المجرمينا
يا منارَ الأباةِ في كلِ جيلٍ
سوف تبقى دماكَ عهداً علينا
يَومُ ذكراكَ سيدي ما قَعَدْنَا
أوْ تركناكَ خِيفَةً أو نسينا
اتَّبعناكَ موقفاً ومصيراً
وصموداً وثورةً لنْ تَلِينا
ما رمينا بطلقةٍ من سلاحٍ
في عِدانَا إلاَّ وَلَبَّتْ حُسينا
أو قَطَعْنَا وادٍ ضُحَىً وٱقتحمنا
موقعاً إلاَّ وكُنتَ لدينا
قُمْ ترى اليومَ كيفَ أصبحتَ درباً
للملايين تُلهمُ السالكينا
كنتَ فرداً وٱليومَ صِرتَ جيوشاً
وشعوباً كُبرى توَلّدْتَ فينا
في(فلسطينَ)قد غَدوتَ(حماساً)
و(بلبنانَ) جئتَ (حزباً أمينا)
وكذا في(العراقِ)أصبحتَ(حشداً)
ومن (ٱلشامِ) ضيغماً وعرينا
في (يمنَّا) ٱلحبيبِ (ثورةُ شعبٍ)
تُكملُ ٱلدربَ منهجاً و(قرينا)
منكَ نستلهمُ ٱلصمودَ ونمضي
أمةً لا تُداهنُ الظالمينا
سوفَ نُحييكَ منهجاً ومصيراً
وصموداً وثورةً لن تلينا
قدْ خرجنا من عمقِ (هيهاتَ) جنداً
وحملنا مشروعَها فرتقينا
يا حفيدَ (ٱلْرسُولِ) منكَ وُلِدْنَا
وإلى نهجكَ ٱلقويمِ اِنتمينا
مُنْذُ سِرْنَا على خُطاكَ ٱنْتَصَرْنَا
وحَبَانا (ٱلإلهُ) فتحاً مُبِيْنَا
قد رأيناكَ في ٱلْثبَاتِ جلياً
فتجلَّى ٱلثَبَاتُ فيمَا رَأَيْنَا
أيُّ شعبٍ يأبي ٱلهوانَ ويسعى
يعشقُ ٱلخُلدَ لنْ يعيشَ مَهِيْنا
وَلِهٰذَا قدِ اِنطلقنا رجالاً
في رضى ٱللهِ(ياسيوفُ خُذِينَا)
نَحْنُ باللهِ لا سِوآهُ اعتصمنا
واتَّخذناهُ وآلياً ومُعِيْنَا
المسيرة نت
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني بعيد الفطر
وعبر الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، عن التهاني للمرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الصابرين والأسرى الأوفياء وأسر الشهداء والجرحى وأهالي المرابطين والأسرى.
وقال" يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإن مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن".
وأشار الرئيس المشاط إلى أن الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم في يوم القدس العالمي يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس.
وأضاف" إننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقل ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الايمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني".
وثمن الرئيس المشاط الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تأل جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات.
وجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر وإيقاف المجازر المرتكبة بحقه ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن يتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما يقدر عليه وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة. وحذر فخامة الرئيس دول العالم كافة وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، كما حذر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب. وقال" من ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الاستراتيجي في الشرق الأوسط الجديد" والذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية". وأشار إلى أن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، والذي لم يأت إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل المنطقة العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية. وأكد أن هذا العدوان لن يثني اليمني عن القيام بواجبه ولن يفت من عضد وإرادة الشعب اليمني، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدرات اليمن العسكرية وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية. وأضاف" فلدينا بفضل الله وعونه التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات". كما أكد أن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم. وجدد التأكيد على أن القوات المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر إن شاء الله تعالى. وفيما يلي نص الخطاب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وارضَ اللهم عن صحابته الأخيار المنتجبين. قال تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم. يا أبناء الشعب اليمني العزيز في الداخل والخارج: باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أتقدم بأسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني العزيز في كافة ربوع الوطن، وللمغتربين منهم خارج الوطن، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأخص بالتهنئة أبطال شعبنا المجاهدين المرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الأعزاء الصابرين والأسرى الأوفياء، وأسر الشهداء والجرحى، وأهالي المرابطين والأسرى. سائلاً من الله -سبحانه وتعالى- أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وأن يجعلنا ممن فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأن يكون شهر رمضان المبارك قد ترك أثراً في تزكية النفوس، وأن يجعلنا ممن يحافظ على ما اكتسب فيه من التقوى طوال عامه لتكون لنا دافعاً للتحرك وفق توجيهات الله، ودرعاً واقياً دون مخالفة أوامره ونواهيه. شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج: يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإنّ مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرَّفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبَّر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن. وها هو الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم، في يوم القدس العالمي، يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس، وإننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعُزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقلّ ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الإيمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني، ليبقى موقفكم يا شعب الإيمان والحكمة دليلاً على وعيكم ويقظة الضمير وعميق الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، وهو الموقف الذي يعبِّر عن الاستفادة من الشهر الكريم، شهر رمضان شهر التقوى، فلا تقوى بلا مناصرة فلسطين، ولا تقوى بدون مواجهة قوى الاستكبار الشيطانية (أمريكا و"الكيان الصهيوني"). يا أبناء شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج: إن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز، وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، الذي لم يأتِ إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل منطقتنا العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية، ولكنه لن يثنينا عن القيام بواجبنا، ولن يفت من عضد وإرادة شعبنا العزيز، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدراتنا العسكرية، وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية فلدينا -بفضل الله وعونه- التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات. إن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم، وبعون الله فإن قواتنا المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية، وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر -إن شاء الله تعالى- انطلاقاً من توجيه المولى عز وجل: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، والله خير الناصرين، وقاصم المتجبرين. ونعبّر عن عظيم الشكر وبالغ الفخر والاعتزاز للشعب اليمني على صموده الأسطوري وثباته الراسخ في مواجهة العدوان الأمريكي المتجدد، كما نتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسر الضحايا من الشهداء والجرحى نتيجة الغارات العدوانية الأخيرة على بلدنا، سائلاً الله العظيم أن يرحم الشهداء بواسع رحمته، وأن يشفي الجرحى أنه سميع مجيب. وفي الختام، نؤكد على بعض النقاط: أولاً: نثمن الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تألُ جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات، وقد عكس هذا التكافل واحداً من أهداف الصيام وغاياته الإسلامية الراقية، وعلى رأسها هيئة الزكاة والأوقاف والجمعيات وكل الخيرين من أصحاب المال والأعمال. ثانياً: نجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض، وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر، وإيقاف المجازر المرتكبة بحقة ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن تتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما تقدّر عليه، وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة. ثالثاً: نحذِّر دول العالم كافة، وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية، من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، ونحذّر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب، ومن ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ، فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني، ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الإستراتيجي في "الشرق الأوسط الجديد"، الذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية. الرحمةُ للشهداءِ، والشفاءُ العاجلُ للجرحى، والحريةُ للأسرى. والنصرُ والعزةُ والتمكينُ لشعبِنا اليمنيِّ العظيمِ.