الشارقة (الاتحاد)

يستعد "مهرجان الشارقة لريادة الأعمال في دورته السابعة 2024" التي تقام تحت شعار "معاً نرسم المستقبل"، لأكبر احتفالية بريادة الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة، تجمع أكثر من 150 متحدثاً من قادة الأعمال والمستثمرين ورواد الأعمال من ذوي الرؤى المبتكرة، ضمن 9 مساحات تُشكّل منظومات مصغّرة، تتخصص كلٌّ منها في قطاعات رئيسة في عالم ريادة الأعمال، وتشمل التكنولوجيا، والاقتصاد الإبداعي، والاستدامة، وغيرها.

وتقام الدورة السابعة من المهرجان التي ينظمها مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، يومي 3 و4 فبراير 2024 في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار بالشارقة، وتتيح للراغبين بالحضور الانضمام، من خلال من الموقع الرسمي للمهرجان.

ويضم المهرجان خمس مناطق وأربع منصات، تم تصميمها بشكل إستراتيجي حول أربعة مسارات تشمل التأثير والمؤسسين والمجتمع والإبداع، تقدم أكثر من 200 فعالية ونشاط تتضمن ندوات نقاشية ومسابقات لعرض الأعمال، وعروضا أدائية، وورش عمل إبداعية، وحوارات ملهمة، وجلسات تواصل بين المستثمرين والباحثين عن الفرص الاستثمارية، وغيرها.

وقالت نجلاء المدفع، المديرة التنفيذية لمركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع": "حرصنا هذه السنة على توجيه أفكارنا وجهودنا نحو تقديم تجربة تفاعلية وتمكينية لحضور المهرجان ونحن فخورون بدور المهرجان ومكانته كأبرز احتفالية بريادة الأعمال في دولة الإمارات".

وأضافت أن شعار "معاً نرسم المستقبل"، يشكل جوهر التعاون والابتكار والتأثير الجماعي؛ إذ يرمز إلى أهمية الجهود الفردية والجماعية في ترك بصمة إيجابية وبناء مستقبل واعد، ويؤكد أن الرحلة الريادية ليست فردية وإنما جماعية، ويعكس روح التعاون وأهميته في بناء مستقبل مستدام للجميع. وتشكّل المناطق الخمس والمنصات الأربع المتخصصة ضمن المهرجان منظومات مصغرة متخصصة في قطاعات اقتصادية تشمل التكنولوجيا والاقتصاد الإبداعي والاستدامة وغيرها من القطاعات، حيث تستضيف أكثر من 150 متحدثاً و30 ورشة عمل، بالإضافة إلى عرض أعمال أكثر من 100 شركة ناشئة تشمل مؤسسي الشركات الذين يركزون على الاستدامة المستندة إلى التكنولوجيا.

وتستضيف "منصة التأثير"، بدعم من شركة "أرادَ" للتطويرالعقاري، متحدثين من دولة الإمارات والعالم، يسلطون الضوء على دور رواد الأعمال المحوري في عملية التغييرالإيجابي المجتمعي والعالمي، وتمثّل المنصة حاضنة تجمع القطاعات الريادية والمجتمعات بما يعكس شعار المهرجان "معاً، نرسم المستقبل".

وتركز "منطقة الشركات الناشئة"، بدعم من "إعمار"، على شركات ناشئة تعرض منتجاتها وخدماتها، بالإضافة إلى "جناح الشارقة" التفاعلي، و"منصة المؤسسين" التي تستضيف نقاشات مباشرة حول التكنولوجيا فائقة التطور، والرؤى الاستثمارية، والذكاء الاصطناعي، ومجموعة من الموضوعات التي ترسم ملامح عالم الأعمال، وعلى هذه المنصة، تكشف "مسابقة عرض الشركات الناشئة" عن مواهب ريادية واعدة، في حين تسهم "ردهة المستثمرين" بتمكين رواد الأعمال الناجحين والطموحين من التواصل مع المستثمرين المحتملين وأصحاب رأس المال الاستثماري، بما يساعد المؤسسين في التعرف على رؤى قيمة حول إستراتيجيات التوسع والتمويل المصرفي.

وتقدم "منطقة الاستدامة"، بدعم كل من "مدينة الشارقة المستدامة" و"مجموعة بيئة"، باقة من الأنشطة والحوارات تتمحور حول القضايا البيئية والاستدامة والابتكار، تؤكد أهمية الاستدامة في ثقافة الريادة، وتسهم في تعزيز التواصل والتعاون والحوار مع المهتمين بحماية البيئة والحفاظ على الموراد الطبيعية.

وتمثّل "منطقة الإبداع" المساحة المركزية في المهرجان والمخصصة للفعاليات الإبداعية والعروض الترفيهية المباشرة، إذ تستضيف 15 نجماً من مشاهير الفنون الأدائية والترفيهية على "منصة الإبداع"، إلى جانب نخبة من المخرجين السينمائيين وصنّاع المحتوى والمبدعين الذين يقدمون تجربة ترفيهية لا تنسى طوال المهرجان.

وتعد "منطقة المجتمع" التي تحتضن "منصة المجتمع" المساحة المثالية للتعاون في قطاع الأعمال المحلي والإقليمي ومنظومة الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشمل المنطقة مساحة للعمل المشترك والشركات الناشئة وورش العمل.

أما "منطقة السوق" فتم تصميمها لتكون مساحة تفاعلية للاسترخاء، والتواصل مع حضور المهرجان، ودعم الشركات الناشئة من خلال التسوق وشراء أحدث المنتجات في مجال الأزياء ومستحضرات التجميل والأغذية والمشروبات وغيرها.

يشار إلى أن "مهرجان الشارقة لريادة الأعمال" يعد أكبر فعاليات منظومة الأعمال في المنطقة إذ استضاف أكثر من 20 ألف شخص وأكثر من 460 متحدثاً من دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة خلال السنوات الست الماضية ونظم "شراع" العام الماضي الدورة الأكبر من المهرجان التي استضافت على مدار يومين أكثر من 5000 مؤسس شركة وطالب ومفكر قدموا أفكاراً مبتكرة وواعية تسهم في بناء مستقبل أفضل.
 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الشرکات الناشئة دولة الإمارات الأعمال فی أکثر من

إقرأ أيضاً:

اليقظة الإستراتيجية وشركات التكنولوجيا.. لقاء السحاب

إذا سألنا المبتكرين وأصحاب الشركات العلمية الناشئة عن أهم المهارات الريادية لضمان استدامة أعمالهم، فإن معظم الاستجابات سوف تتمحور حول الإدارة المالية الجيدة، والتسويق المبتكر، وصناعة الهوية التجارية، والقدرة على البروز في وسائل التواصل الاجتماعي، والتفوق في إدارة السمعة الرقمية، وجميع هذه المهارات مهمة وضرورية، ولكن في الواقع هناك جزء لا يتعلمه المبتكرون في الجامعات، ولا يخبرهم به أحدٌ ممن سبقهم في ريادة الأعمال العلمية وهو «اليقظة الإستراتيجية»، وكما يشير الاسم، فإنها تعني في أبسط معانيها القدرة على اكتشاف الفرص، والتنبؤ بالمخاطر، والسؤال هنا: هل اليقظة الاستراتيجية مهارة عملية يمكن اكتسابها بالخبرة، أم أنها عملية أساسية في ريادة الأعمال العلمية والتكنولوجية؟

في البدء لا بد من الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من الشركات الناشئة العلمية هي في الأصل مشروعات تخرّج طلابية تمكنت من إنهاء مرحلة إضافية من التطوير التكنولوجي، وصارت بذلك مؤهلة لكي تنبثق إلى شركة طلابية، ثم تمكنت مع الدعم المالي والتقني من التوسع في نطاقها لتصبح شركة ناشئة قائمة على التكنولوجيا، وإذا أخذنا في الحسبان الإحصاءات التي تشير إلى أن نسبة عالية من هذه الشركات تتلاشى من عالم الأعمال خلال السنوات الثلاثة الأولى من تأسيسها فإن دور اليقظة الإستراتيجية يتعاظم هنا، فوجود هذا المكون هو بمثابة صمام الأمان في الاستكشاف المبكر للمخاطر الكامنة في بيئة الأعمال، وعلى سبيل المثال فإن أهم أسباب تراجع أداء الشركات العلمية خارج مختبرات الجامعات التي نشأت فيها هو قلة الدعم التقني، وهذا يعود إلى حقيقة أن مشروعات التخرج الطلابية تستمع بالرعاية والإشراف من قبل الأكاديميين والفنيين طوال فترة وجودها في الكلية، وبخروجها إلى عالم الأعمال ترتفع مخاطر تقادم المعرفة التقنية بشكل تلقائي، فالبعد المكاني عن مختبرات الجامعات والكليات والمراكز البحثية يوقف تدفق المعرفة وتحديثها، ويتطلب ذلك بذل جهد مضاعف من الشركات الناشئة لمواكبة التطورات العلمية، والمستجدات المتسارعة في التكنولوجيا، وهذا يضع عليها عبئًا إضافيًا في الوقت الذي تكون فيه الشركة منشغلة بالتكيف مع آثار الانفصال عن المؤسسة الحاضنة، وفي هذه المرحلة الحرجة والمتطلبة تحدث معظم حالات الإخفاق للشركات الناشئة العلمية.

ولذلك تجدر الإشارة إلى أن اليقظة الإستراتيجية هي في الأصل عملية منهجية وفكر إداري يقوم على أربع خطوات متعاقبة وهي التوقع والاكتشاف والمراقبة والتعلم، وهي عملية مستمرة وإن كانت في بعض الأحيان موسمية، ولكنها في المجمل لا تقتصر على مرحلة تأسيس الشركة الابتكارية أو العلمية، لأن ديناميكية البيئة الخارجية تفرض المواكبة والاستباقية المستدامة لكونها تتعلق بشكل مباشر بتغذية القرارات ذات الطابع المستقبلي، ولذلك فإن قدرة الشركة الناشئة على تحقيق التوازن بين المهام والوظائف الأساسية لمرحلة التأسيس وبين تطوير أدوات فهم الفرص والمخاطر من خلال جمع وتحليل المعلومات عن المتغيرات الخارجية يمكن أن يعزز من إمكانيات اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وبما يكسب الشركة قدرًا كبيرًا من الذكاء الاقتصادي، ويرفع بذلك من احتمالات البقاء والانتقال إلى مرحلة الرسوخ والإبداع.

وهذا يقودنا إلى النقطة المركزية في إبراز أهمية اليقظة الإستراتيجية في استدامة الشركات الناشئة والقائمة على التكنولوجيا، فجميع الشركات تدرك وبشكل ضمني بأن عليها أن تكون على اطلاع كامل بالمستجدات في مجال عملها لكي تتمكن من اغتنام الفرص التي تتهيأ لها، وفي الوقت ذاته يمكنها أن تتجنب المخاطر الاستثمارية، أو تهديدات المنافسين، وهي جوانب بديهية في ريادة الأعمال، ولكن الميزات التي تقدمها اليقظة الاستراتيجية يمكن وصفها بأنها نوعية وحاسمة، وهذا الموضوع يستحوذ على اهتمام العلماء والباحثين في حقول ريادة الأعمال العلمية والأكاديمية، وذلك من أجل الفهم الواسع للعلاقة بين اليقظة الإستراتيجية واستدامة ريادة الأعمال العلمية، فهناك العديد من الشركات الطلابية ذات الأفكار الابتكارية المتميزة التي تفقد القدرة على الصمود في الواقع العملي مع وجود التمويل والتسويق وعوامل النجاح التقليدية، وهذا يعكس الفاقد العلمي والتكنولوجي والتجاري للأفكار الابتكارية والإبداعية التي تتضمنها مشروعات التخرج الطلابية، وكذلك الفاقد المهاري الناجم عن تحول المبتكر العلمي ورائد العمل إلى موظف، لأن إعادة المحاولة بعد الإخفاق في التجربة الأولى ليست بالأمر السهل، وتتطلب سمات شخصية ودعما مجتمعيا والكثير من العوامل الداعمة لتحديات المراحل المبكرة من تأسيس الشركات الابتكارية والتكنولوجية.

ونظرًا لأن اليقظة الاستراتيجية هي في الأصل موجودة لدى كل رائد عمل فإنه من الأهمية بمكان التركيز على طرق ترجمتها إلى عمليات أساسية في إدارة الشركة الناشئة العلمية، فالمحيط الخارجي للشركة يجب ألا ينظر إليه بشكل مجرد على هيئة أرقام ومؤشرات أو استطلاعات الرأي، وإنما يجب الأخذ بالجوانب المعنوية غير المادية، مثل ثقافة التقبل للمنتجات الابتكارية، والمنافسات الخفية، وغيرها من الجوانب التي قد يغفل عنها المخططون والمحللون، لأن اليقظة الإستراتيجية لا تأتي من البيانات والإحصاءات البارزة، ولكنها تكمن في تلك الإشارات الضعيفة الكامنة التي تتحول إلى قوى محركة ويظهر أثرها السلبي لاحقًا بعد ظهور التحديات، ولذلك فإن القدرة على الاكتشاف المبكر للمخاطر هو أساس اكتشاف وبناء الميزة التنافسية للشركة، فإذا نظرنا إلى مخاطر تقادم المعرفة والتكنولوجيا كأحد أهم التهديدات التي تواجه الشركة بعد انفصالها عن المؤسسة الحاضنة، فإن اليقظة الإستراتيجية يمكنها أن تقود الشركة الناشئة إلى البحث عن بدائل عملية وابتكارية لمعالجة التحدي، مثل استقطاب الخريجين كمتدربين في الشركة واكتساب المعرفة بالأفكار المتجددة والحديثة التي يمتلكونها بحكم قربهم الزمني من الجامعات، أو البحث عن مشروعات تشاركية مع المختبرات البحثية في الجامعات في مجالات حيوية وقادرة على إنتاج الملكية الفكرية، وهذا التوجه يدعم الحصول على موارد وافرة من المعارف والأفكار والمواهب وبما يدعم القدرة الابتكارية ومخزون الخبرات المؤسسية في وقت قياسي مقارنةً بالأساليب التقليدية، وهي ركيزة أساسية للبقاء في عالم سريع التطور.

د.جميلة الهنائية باحثة في سياسات العلوم والتكنولوجيا والابتكار

مقالات مشابهة

  • اليقظة الإستراتيجية وشركات التكنولوجيا.. لقاء السحاب
  • بمشاركة أكثر من 6 فرق عالمية.. انطلاق فعاليات مهرجان صيف الرس 24 بالقصيم
  • مهرجان المسرح المصري يكرم الفنان عزت زين في افتتاح دورته السابعة عشرة
  • مهرجان المسرح المصري يكرم عزت زين في افتتاح دورته السابعة عشر
  • الاستعدادات الأخيرة للمؤتمر الصحفي لمهرجان العلمين قبل انطلاقه (صور)
  • مهرجان «المانجو 2024» يختتم دورته الثالثة بنجاح
  • القومي للمرأة ينظم حفل تخرج للمشاركين والمشاركات فى البرنامج التدريبى "الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال"
  • «الذيد للرطب» ينطلق 25 يوليو الجاري
  • صندوق خليفة لتطوير المشاريع يتعاون مع شركة «إي آند الإمارات» لتسريع نمو الشركات الناشئة في الدولة
  • فنادق حياة: 8% نمو الطلب على سياحة الأعمال والمؤتمرات في الإمارات