حصاد دار الإفتاء 2023 في الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
أعلنت إدارة تكنولوجيا المعلومات بدار الإفتاء المصرية حصاد جهودها لعام 2023 لاستخدام كل التقنيات الممكنة والمتاحة لبناء جسور تواصل مع المستفتين بكل اللغات وبشتى الطرق الممكنة.
بوابة رقمية متعددة اللغات
وقال الدكتور رضا زايد، مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات، إنه من أهم جهود الإدارة خلال العام 2023 هو إنشاء بوابة رقمية تتيح الوصول إلى خدمات دار الإفتاء بمختلف اللغات، وكذلك ميكنة الفتاوى من خلال اعتماد نظام متكامل تعمل من خلاله كل الإدارات الشرعية بدورة عمل كاملة من بداية طلب الفتوى مرورًا بعملية البحث والتحرير ثم المراجعة والتدقيق ثم اعتماد فضيلة المفتي.
وأوضح أنَّ هذا النظام أسهم في القضاء التام على الدورة الورقية للطلبات داخل الدار، كما أسهم بشكل فعال في تسريع عملية الفتوى وتوفير الموارد الورقية والمكتبية، بالإضافة إلى الأرشيف الإلكتروني بداخل النظام والذي ساعد على بناء أرشيف دقيق لما يصدر عن الدار من فتاوٍ.
وأضاف زايد أن هذا النظام يخدمه عدد من الإدارات الشرعية من بينها الفتوى المكتوبة، والاستقبال والاستعلامات، والفتوى الشفوية، وفتاوى المحاكم، والفروع الفقهية، والمحاكم، والإصدارات، والأبحاث الشرعية، وفض النزاع، والإرشاد الأسري، ووحدة حوار، والحساب الشرعي، والمراجعة والتنسيق العلمي، والمراجعة اللغوية.
كما أشار إلى نجاح الإدارة أيضًا في تطوير المؤشر العالمي للفتوى: وهو نظام رصدي للفتاوي الصادرة عن جميع المؤسسات الإفتائية وبتحليل ورصد فعال، إضافة إلى نظام شئون العاملين: وهو نظام يشمل بيانات الموظفين وتدرجهم الوظيفي وملفات الخدمة الخاصة بهم وما يتعلق بهم من ترقيات وأوراق رسمية وقرارات إدارية، وكذلك الأرشيف الإلكتروني الموحد: نظام أرشيفي موحد للمراسلات الداخلية والخارجية لدار الإفتاء المصرية، وأيضًا المكتبة والموسوعة الإلكترونية: موسوعة لأرشيف الفتاوي الصادرة عن الدار تسهل للباحثين والجمهور الاطلاع عليها، فضلًا عن تطبيق الهواتف باللغات المختلفة: تطوير تطبيق هاتف يتيح الوصول إلى خدمات دار الإفتاء بمختلف اللغات.
هذا إلى جانب التكامل مع بوابة مصر الرقمية: وذلك من خلال تحقيق التكامل مع بوابة مصر الرقمية وتوفير خدمات الفتوى الإلكترونية من خلالها، وكذلك الفتوى الهاتفية: المسجلة والمباشرة، وإتاحة خدمات الحجز المسبق للفتوى الشفوية: توفير خدمة حجز مسبق للفتوى الشفوية عبر تطبيق الهاتف لتقليل التزاحم وتسهيل الوصول للمستفتين: من خلال توفير خدمات إلكترونية تسهل على المستفتين الوصول إلى الفتاوي والخدمات بكل يسر وسهولة.
تحسين جودة الخدمات
كما لفت الانتباه إلى قيام الإدارة بتحسين جودة الخدمات: من خلال التركيز على تحسين جودة الخدمات المقدمة عبر الوسائل الرقمية وضمان توفير معلومات دقيقة وموثوقة، التسهيل على الحجز الإلكتروني: بتوفير نظام يُسهِّل عملية حجز الفتوى الشفوية عبر الإنترنت من خلال البوابة الرقمية؛ مما يقلل من التزاحم في مقار دار الإفتاء، وأيضًا توفير خدمات إلكترونية متكاملة مثل الفتاوي الإلكترونية والتوجيه الديني عبر الوسائل الرقمية، وتوظيف تقنيات الحجز الذكية لتحسين إدارة الطلبات وتقليل وقت الانتظار لدى مراجعي دار الإفتاء، وتعزيز الفاعلية والكفاءة: من خلال استخدام الوسائل الرقمية لتحقيق تحسين فاعلية الخدمات وزيادة كفاءتها.
في سياق متصل، أوضح الدكتور رضا زايد أن التحول الرقمي يمكِّن من زيادة شفافية الخدمات وتعزيز مرونتها؛ ما يسهم في تحسين توجيه وتنفيذ المهام والأعمال، كما يُسهم في توفير الوقت والجهد، بالإضافة إلى توجيه الإرشاد حول استخدام الموارد المادية، بما في ذلك الأوراق والأدوات المكتبية والكوادر البشرية.
وذكر أن تعزيز التقنيات الرقمية يُسهِّل عملية اتخاذ القرارات، حيث تسعى إدارة الجودة داخل دار الإفتاء المصرية إلى تحسين هذه العمليات، تعتبر تكنولوجيا المعلومات وسيلة فعَّالة لتحقيق هذه الأهداف.
وتُولي دار الإفتاء اهتمامًا خاصًّا للتأكد من تطبيق المعايير الدولية للجودة وإدارة الأعمال، بالإضافة إلى المعايير الدولية لتأمين البيانات وحمايتها من التسريب الداخلي أو الهجمات الخارجية.
كما تولي اهتمامًا خاصًّا أيضًا لضمان أمان البيانات داخليًّا وخارجيًّا، خاصةً أنَّ الفتوى تُعتبر مرآة لاحتياجات وقضايا المجتمع.
وتُراعى دوريًّا وبانتظام تحديث تلك السياسات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات؛ وذلك لضمان مواكبتها لأحدث المستجدات والتحديات، وضمان استمرارية تطبيقها بشكل فعَّال وَفقًا لأعلى معايير الأمان والجودة.
وبالفعل أتت جهود العقود والسنوات الماضية بنتائج فعَّالة، حيث أصبح لدى دار الإفتاء المصرية نماذج حقيقية وتجربة رائدة في مجال التحول الرقمي، وتمكنت المؤسسة من ميكنة النظم الداخلية للعمل الإداري والشرعي، وتطوير نظم تقارير ومؤشرات الأداء التي تُعزز من الاستفادة القصوى من الكوادر البشرية المتاحة.
وقد أسهمت هذه الخطوات في تحسين سَير العمل داخل المؤسسة وتمكين العاملين من القيام بمهامهم بكفاءة، سواء كانوا داخل مقار دار الإفتاء المصرية أو عن بُعد.
وقد ثبتت دار الإفتاء مصرية ريادتها في هذا المجال خلال جائحة كورونا، حيث كانت من الجهات التي استمرت في العمل بكامل طاقتها خلال تلك الفترة الصعبة.
وفي ظل الظروف الاستثنائية، أظهر فريق العمل التزامًا عاليًا، حيث عمل عن بُعد بشكل كامل على مدار 24 ساعة؛ ما يعكس تقدمًا كبيرًا في تكنولوجيا المعلومات وفعالية استخدامها في تيسير سير العمل وضمان استمراريته.
وبفضل الجهود المتميزة والريادة الدولية للدولة المصرية في مجالات متعددة، خاصة في الميدان الديني والشرعي الإفتائي، أصبحت دار الإفتاء المصرية محطة دولية عالمية للخبرة الشرعية والتقنية، وتتمتع بكفاءة عالية تمكنها من توفير حزم من التطبيقات والأنظمة، سواء إدارية أو شرعية، واستشارات تقنية، وذلك تحت مظلة "الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم".
وقال زايد إن دار الإفتاء المصرية تتوخى في خطتها المستقبلية لتحقيق تحول رقمي ذكي ومتقدم، ويأتي هذا التحول بتضمين استخدام تقنيات المحاكاة والنمذجة المتقدمة، ويتم التركيز على التطور والابتكار في مجال تكنولوجيا المعلومات لتعزيز الكفاءة والفعالية في أداء المهام الدينية والشرعية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حصاد دار الإفتاء 2023 مفتى الجمهورية دار الإفتاء تکنولوجیا المعلومات دار الإفتاء المصریة من خلال
إقرأ أيضاً:
مؤشر الفتوى المصرية يعلن عن حصاده للعام 2024.. اعرف التفاصيل
في إطار مواصلة الجهود العلمية للمؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أعلن مؤشر الفتوى عن حصاده للعام 2024؛ باعتباره يشكل مرجعًا مهمًّا لفهم الديناميكيات المتغيرة في عالم الفتوى، حيث سلَّط المؤشر الضوء خلال هذا العام على العديد من القضايا والاتجاهات التي شكَّلت واقع الفتوى المعاصر، وقدَّم مجموعة متنوعة من الإصدارات والدراسات والتقارير بالاعتماد على أحدث الطرق والآليات الإحصائية والتحليلية والتي كان على رأسها "محرك البحث الإلكتروني للمؤشر العالمي للفتوى" الذي وصل عدد المواد المخزنة على قاعدة بياناته إلى ما يقرب من 3 ملايين مادة إفتائية.
حيث أصدر مؤشر الفتوى خلال عام 2024 ما يقرب من (50) إصدارًا متنوعًا بين الإصدارات الرصدية أو التحليلية، التي ضمَّت التقارير المختصرة أو البيانات أو الدراسات الموسعة أو الخطط الاستراتيجية والدراسات الاستشرافية، فأما التقارير الإعلامية، فقد قدم مؤشر الفتوى (10) تقارير إعلامية حول عدد من القضايا والموضوعات الإفتائية، جاء أبرزها حول فتاوى الحج وفتاوى شهر رمضان الكريم وفتاوى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فضلًا عن التقارير المتعلقة بظاهرة الشائعات والميليشيات الإلكترونية وكيفية دعم الفتاوى المصرية للقضية الفلسطينية على مر العصور.
كما أصدر مؤشر الفتوى (10) دراسات تحليلية مُعمَّقة خلال عام 2024، كان من أهمها تقرير تحليلي حول ازدواجية معايير الإعلام الغربي في التعامل مع القضية الفلسطينية، والذي كشف خلاله عن تعمُّد استخدام التقارير والأخبار ومقالات الرأي المتداولة في عدد من الوسائل الإعلامية الغربية ألفاظًا مسيئة تحمل إدانات واستهانة بأرواح ضحايا العمليات الإسرائيلية تجاه أهل فلسطين العُزل والأبرياء من المدنيين، والاعتماد على استخدام مصطلحات "الإرهاب" و"الإرهابيين"، في محاولة لتحجيم القضية الفلسطينية، وتصوير الأمر باعتباره دفاعًا إسرائيليًّا شرعيًّا عن النفس. كما قدم تقريًرا تحليليًّا آخر حول "دور الفتوى في التصدي لظاهرة القمار الإلكتروني"، ودراسة تحليلية حول "واقع الطلاق في العالم الإسلامي الإحصاءات والأسباب ومبادرات العلاج"، وتقريرًا تحليليًّا بعنوان "تآكل القيم الأخلاقية الأسرية.. المظاهر والأسباب والعلاج"، فضلًا عن تقديم ملف تحليلي حول إنشاء مركز "تكوين" وردود الفعل حوله.
وأصدر مؤشر الفتوى العدد الثاني من التقرير الاستراتيجي السنوي، والذي تناول عددًا من القضايا البحثية حول التحديات التي تواجه الألفية الثالثة، وكان في مقدمتها قضية الأمن الفكري وجدلية الحفاظ على الهوية الإسلامية، تناول خلالها آليات التعامل الإفتائي مع التحديات التي تواجه الأمن الفكري، ودور علماء الأمة المعتبرين والمؤسسات الإفتائية، التي على رأسها دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف، في مواجهة مهددات الأمن الفكري والهوية الإسلامية، من خلال تحليل عينة من الفتاوى المتساهلة والمتشددة المتعلقة بعدد من القضايا التي شملت: التعايش مع المُختلِف عقائديًّا وفكريًّا، والعلاقة بين الرجل والمرأة وحماية هوية كل منهما، ومواجهة التحديات الاجتماعية الناتجة عن موجات التغريب، وطمس الهوية الإسلامية، التي تمثل أخطر تهديد للأمن الفكري والهوية الإسلامية، خاصةً وأنها تشمل قضايا تؤثر على الوجود الإنساني ككل، مثل الدعوات للا إنجابية والمثلية الجنسية.
وجاء محور آخر تضمنه التقرير الاستراتيجي تحت عنوان "خطاب الكراهية بين التحديات الحالية وآفاق المعالجة الإفتائية المستقبلية"، والذي أشار مؤشر الفتوى خلاله إلى تصدر قارة آسيا بنسبة 36٪ من قارات العالم من حيث تنامي معدلات خطاب الكراهية خلال العام، وذلك لعدة أسباب؛ أبرزها النزاعات التاريخية بين الجماعات المسلمة وغير المسلمة في دول مثل الهند وميانمار، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين الطوائف، واستغلال الدين كأداة سياسية لتعزيز الانقسام أو تحقيق مكاسب انتخابية.
كما أصدر المؤشر العالمي للفتوى (12) عددًا شهريًّا من نشرة "فتوى تريندز" التي تسلِّط الضوءَ على أبرز الفتاوى التي أحدثت زخمًا عبر مواقع التواصل، وكشف في تقريره ربع السنوي حول النشرة عن أن (56%) من تريندات الفتاوى غير الرسمية تسببت في إحداث بلبلة وفوضى دينية ومجتمعية، حيث وضعت تلك الفتاوى عوام الناس في حيرةٍ من أمرهم، واعتبر مؤشر الفتوى أن ترك الباب مفتوحًا لمثل هذه الفتاوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، من أجل تحقيق جنون الشهرة أو لمكاسب مادية؛ سيؤدي إلى تَدَنٍّ قِيمي وأخلاقي.
كما أصدر المؤشر العالمي للفتوى في عام 2024 (3) كراسات استراتيجية تعالج قضايا إفتائية، أولها بعنوان: "الفتوى وأخلاقيات العلم.. ضرورة التكامل وخطورة الانفصال" والتي هدفت لدراسة العلاقة بين العلم والدين والأخلاق في إطار مظلة الفتوى، وذلك من خلال إجراء تحليل شرعي وإحصائي علمي متكامل للفتاوى المتعلقة بالعلم والأخلاق ومختلف القضايا المرتبطة بهما، أما الثانية فجاءت بعنوان "الفتوى وأخلاقيات الإعلام.. رهانات الواقع وتحديات المستقبل"، والتي تناولت التحليل الكمي والكيفي لأبرز البرامج الإفتائية محليًّا للوقوف على أبرز القضايا الإفتائية التي تم مناقشتها وأثارت جدلًا واسعًا خلال العام، وقامت الدراسة أيضًا بتحليل أبرز القضايا الإفتائية بالأعمال الدرامية والسينمائية خلال العام، وتوصلت إلى أن (75%) من إجمالي عينة الدراسة دارت حول تناول المعايير الأخلاقية لوسائل الإعلام، أما الكراسة الثالثة فقد جاءت بعنوان "الفتوى وأخلاقيات الفضاء الرقمي.. التوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة"، وتضمنت دراسة السياج الأخلاقي الذي يحكم سَير العملية الإفتائية عبر الفضاء الرقمي الواسع، ودراسة مدى تفاعل الفتوى مع القضايا الأخلاقية الناجمة عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتوصلت إلى أن (32%) من إجمالي عينة الدراسة جاءت حول الفتاوى المتعلقة ببيان الضوابط الأخلاقية لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، كقضايا التواصل بين الجنسين.
وأسفرت تلك الكراسات الثلاث عن إطلاق المؤشر لمشروعه "صياغة ميثاق أخلاقي إفتائي للتطورات في مجالات العلوم التجريبية والطبيعية والاجتماعية والذكاء الاصطناعي".
وقدَّم مؤشر الفتوى هذا العام عددًا من التقارير والدراسات الاستشرافية، كان من أهمها خلال العام تقرير استشرافي حول تداعيات عملية "طوفان الأقصى" (حرب غزة)، تناول خلالها رؤية استشرافية لتداعيات عملية طوفان الأقصى على مختلف المجالات الإنسانية، التي شملت التداعيات على مستقبل التنظيمات الإرهابية، والتداعيات على المستوى الشعبي العربي، والتداعيات على المستوى البحثي والأكاديمي العربي، والتداعيات على مستوى عودة النشاط السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، والتداعيات على المستوى الاقتصادي، والتداعيات على المستوى التكنولوجي.
كما شارك مؤشر الفتوى خلال العام 2024 في تنظيم (3) ورش عمل على هامش فعاليات مؤتمرات وندوات لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، واهتمت الورش بتبادل الخبرات والآراء مع مختلف التخصصات للوقوف على إشكاليات عدد من القضايا والمساهمة في مواجهتها والتي عُقد آخرها في ديسمبر الحالي على هامش الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية وجاءت تحت عنوان "فوضى الفتاوى العشوائية.. سبل مواجهة المؤسسات الدينية للفوضى الإفتائية".
واختتم المؤشر العالمي للفتوى بيانه السنوي بالتأكيد على مواصلة دَوره في عملية الرصد والتحليل للحقل الإفتائي محليًّا وعالميًّا، مؤكدًا أن الفترة القادمة ستشهد تحولًا كبيرًا في تناول القضايا الإفتائية التي فرضتها التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي.