دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نعى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، العميد سيد رضي موسوي، أحد كبار مستشاريه لدى وحدة إسناد ما يعرف بـ"محور المقاومة" في سوريا، والذي قُتل في قصف زعمت إيران إن إسرائيل تقف وراءه، الاثنين، في دمشق.

وبحسب وكالة "تسنيم" شبه الرسمية الإيرانية، يعد رضي موسوي أحد أقدم مستشاري الحرس الثوري في سوريا ورفيق السلاح والدرب لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني‏ السابق، قاسم سليماني.

وطبقا لوسائل إعلام إيرانية فإن موسوي هو أحد المستشارين الأكثر خبرة، في فيلق القدس، وهو الوحدة المكلفة بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني.

كما يعتبر موسوي أعلى رتبة في فيلق القدس يُقتل خارج إيران بعد مقتل سليماني.

ونعى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي العميد موسوي، وقال إن "هذا القائد الشجاع كان أحد رفاق النضال مع قاسم سليماني"، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، الاثنين.

وقال السفير الإيراني في دمشق، حسين أكبري لوكالة "مهر" الإيرانية، إن "موسوي كان في سفارة طهران بدمشق، ظهر الاثنين، وتواجد في مكان عمله، وبعد الظهر توجه إلى مقر سكنه ومنزله في منطقة السيدة زينب".

وأوضح السفير الإيراني أن "زوجة موسوي لم تكن في المنزل وقت مقتله، حيث تم استهداف منزله فيما يبدو بثلاثة صواريخ دمرت المبنى، وتم العثور على جثمانه في ساحة البناء"، بحسب "مهر".

وأضاف السفير الإيراني أن "موسوي كان دبلوماسيا والمستشار الثاني في سفارة بلادنا، وكان لديه جواز سفر دبلوماسي وإقامة دبلوماسية في دمشق".

وكان قاسم سليماني قُتل في غارة أمريكية شنتها طائرات بدون طيار بالقرب من مطار بغداد في 3 يناير/ كانون الثاني عام 2020.

وقال حزب الله اللبناني في بيان نعى فيه موسوي: "لقد كان رضي موسوي من خيرة ‏الإخوة الذين عملوا على دعم المقاومة الإسلامية في لبنان ‏لعشرات السنوات من عمره، متفانيًا في خدمة المقاومة، وهو رفيق السلاح والدرب لقاسم سليماني".

ومن جانبها، أدانت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في بيان، الاثنين، مقتل موسوي وقالت إنه "كان له دور أساسي ومحوري في دعم قوى المقاومة في المنطقة ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وقضيته".

وفي المقابل، رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذا الأمر عندما سألته شبكة CNN، حيث لم يرد.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الحرس الثوري الإيراني الحكومة الإيرانية قاسم سليماني قاسم سلیمانی فیلق القدس رضی موسوی

إقرأ أيضاً:

ماذا ينتظر فيلق القدس بالمنطقة بعد اغتيالات الضاحية الجنوبية لبيروت؟

طهران- خيّم اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في الغارات الإسرائيلية التي ضربت، أول أمس الجمعة، الضاحية الجنوبية لبيروت على الأنباء الواردة من العاصمة اللبنانية حول اغتيال العميد عباس نيلفوروشان، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني ومسؤول ملف لبنان في فيلق القدس جراء الغارات ذاتها.

وعقب تأكيد وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية، أمس السبت، "استشهاد نيلفوروشان"، تناولت الصحافة الإيرانية النبأ بشكل خجول جدا بالرغم من أنه تولى ملف سوريا ولبنان في الفيلق عقب مقتل العميد محمد رضا زاهدي إثر الهجوم الإسرائيلي على مبنى قنصلية طهران في دمشق في أبريل/نيسان الماضي.

فبينما أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن "فقدان الشخصيات البارزة لدى المقاومة سيعزز الشجرة الطيبة لديها أكثر من أي وقت مضى"، طالب وزير خارجيته عباس عراقجي -من نيويورك- بعقد قمة إسلامية طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي، في حين أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي الحداد 5 أيام "تأبينا لاستشهاد السيد حسن نصر الله".

الحضور الإيراني

وعلى وقع الاغتيالات الإسرائيلية بحق المستشارين العسكريين الإيرانيين لدى حزب الله وفي سوريا، تساءلت بعض الأوساط الإيرانية عن تداعيات تكرارها على المواجهة مع إسرائيل وتأثير ذلك على أداء فيلق القدس بالمنطقة.

في غضون ذلك، يقرأ السفير الإيراني الأسبق في ليبيا جعفر قناد باشي هذه الاغتيالات "بنيران العدو الصهيوني في سياق حضور طهران العملي إلى جانب فصائل المقاومة الإسلامية في مواجهة كيان الاحتلال".

وفي حديثه للجزيرة نت، يُرجع قناد باشي حضور المستشارين الإيرانيين لدى فصائل المقاومة والدول الحليفة إلى مساعدتها في مواجهة التحديات وتعزيز قدراتها العسكرية والأمنية بعيدا عن النفوذ الغربي الذي قال عنه إنه "يستهدف الأطراف الإسلامية ويستنزف طاقاتها بزعم وجود تهديدات خارجية".

واعتبر أن "استشهاد المستشارين الإيرانيين لدى حلفاء طهران عامل فخر للجمهورية الإسلامية، وأن هؤلاء الشهداء لم تزدهم التهديدات الصهيونية سوى عزيمة وصلابة في نصرة جبهة الحق"، مضيفا أن بلاده تعتبر اختلاط دماء قادتها وقواتها العسكرية مع دماء المجاهدين في شتى فصائل المقاومة وسام فخر لها.

وبرأيه، فإن حضور المستشارين العسكريين الإيرانيين لدى حلفاء طهران، وعلى رأسهم حزب الله، سوف يتعزز عقب اغتيال نيلفوروشان؛ ذلك أن "الاغتيالات والهجمات الإسرائيلية الهمجية قد قوضت قدرات المقاومة الإسلامية في لبنان، مما يحتم على إيران العمل على تعويض الخسائر التي لحقت بالحزب مؤخرا وترميم بنيته".

وتابع المتحدث نفسه أن تعزيز التعاون العسكري بين طهران وفصائل المقاومة -وعلى رأسها حزب الله- "ضرورة دفاعية وردعية" كونها تشكل الجبهة الأمامية في مواجهة التهديدات الخارجية لإيران، مؤكدا أن حلقات محور المقاومة تشاطر بلاده همومها وأهدافها وأجندتها بشأن القضة الفلسطينية.

قواعد الاشتباك

من ناحيته، يبحث المحلل في مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية عباس أصلاني مستقبل فيلق القدس بالمنطقة، في إطار تغيير قواعد الاشتباك مؤخرا بين إسرائيل ومحور المقاومة، مؤكدا أن زعزعة موازين الردع إثر استهداف الضاحية الجنوبية الأسبوع الماضي تنقل الصراع بين الجانبين إلى مرحلة متقدمة.

وبرأي أصلاني، فإنه بعيدا عن مقتل القيادي العسكري الإيراني إلى جانب نصر الله، ستكون طهران مضطرة للرد بغية ترميم قدراتها الردعية بالمنطقة بعد تجاوز إسرائيل خطوطها الحمراء، وتوقع أن يقدم محور المقاومة على تنفيذ سلسلة عمليات تعيد له ماء الوجه وترسل رسائل عملية تحذر "العدو" من مغبة مواصلة مغامراته.

وفي حديث للجزيرة نت، يعتقد الباحث الإيراني أن بلاده لم تتفاجأ بارتكاب إسرائيل موجة من الاغتيالات في لبنان بعد لجوئها إلى تطبيق هذه السياسية عدة مرات سابقا بحق محور المقاومة.

وأكد أن الاغتيالات لم تضعف فصائل المقاومة بل زادتها صلابة، وعليه فإن اغتيال العميد نيلفوروشان سوف يزيد فيلق القدس عزيمة لإسناد فصائل المقاومة التي تأخذ "مهمة مواجهة العدو الإسرائيلي على عاتقها".

تكليف شرعي

ويشير الباحث أصلاني إلى بيان المرشد الأعلى عقب الإعلان عن اغتيال حسن نصر الله، مؤكدا أنه اعتبر مساعدة حزب الله والشعب اللبنانيين "واجبا دينيا على جميع المسلمين"، وعليه فإن المؤسسات الإيرانية ستكون أول الملتزمين بهذا الحكم الذي صدر عن أعلى مرجعية دينية في البلاد.

ورأى أن تعبير المرشد الإيراني بشأن "البنية القوية لحزب الله" يُظهر عزم طهران على تعزيز منظومة الحزب وتأهيلها للمساهمة في تقرير مصير المنطقة، موضحا أن فيلق القدس هو المعني بهذه المهمة مستقبلا، وأنه لا يتصور تغييرا في سياسات بلاده الإقليمية سوى تعزيز دعم فصائل المقاومة.

من جانبه، يعتقد أستاذ العلاقات الدولية في "جامعة طهران" رحمان قهرمان بور أنه لا يمكن الجزم في الوقت الراهن بخصوص طبيعة وشكل الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة لعدم اليقين بما ستؤول إليه المفاجآت مستقبلا.

وفي سلسلة تغريدات على منصة إكس، أوضح الأكاديمي الإيراني أنه بعد انشغال الولايات المتحدة بمشكلاتها الداخلية وتوجهها إلى شرق آسيا من أجل احتواء تهديد الصين، ترغب إسرائيل في تطبيق سياسة الأرض المحروقة في منطقة الشام التي تعاني دولها من غياب مرتكزات القوة، وذلك لضمان أمنها.

واستدرك أن تل أبيب لن تستطيع ضمان أمنها في المنطقة من خلال سياساتها الراهنة، وأن لعبة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو "سوف تضر بالمنطقة وكيانه".

مقالات مشابهة

  • عاجل - من هو عباس نیلفروشان.. قائد فيلق القدس الإيراني الذي قُتل مع حسن نصر الله؟
  • إيران: مقتل نائب قائد فيلق القدس في لبنان لن يمر دون رد
  • ماذا ينتظر فيلق القدس بالمنطقة بعد اغتيالات الضاحية الجنوبية لبيروت؟
  • من هو الرجل الثاني في الحرس الثوري الإيراني الذي قتل مع نصرالله؟
  • عمل كمستشار عسكري في الحرب الأهلية في سوريا.. الكشف عن هوية القيادي الإيراني الذي قُتل مع نصرالله
  • طهران تعلن مقتل قائد قوة القدس بالحرس الثوري الإيراني في بيروت
  • وسائل اعلام إيرانية تعلن استشهاد العميد عباس نيلفروشان مسؤول ملف لبنان في فيلق القدس جراء العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في لبنان
  • اغتيال عباس نيلفوروشان قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني
  • مقتل قائد كبير بفيلق القدس في ضربة الضاحية الجنوبية لبيروت
  • بعد اغتيال حسن نصر الله.. تقارير إيرانية: مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في لبنان