قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ان ربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم، {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} هذا هو تقرير العقيدة.

وأضاف أن الله سبحانه وتعالى هو قيوم السماوات والأرض، وأنه ليس معه إلهٌ آخر، وأن كل ما سواه من العالم فهو على الفناء؛ لأنه يحتاج في وجوده إلى الله، واللهُ لا يحتاج في وجوده إلى شيء.

وتابع الدكتور على جمعة: لذلك فإنه مع قدرته اللامتناهية، وعلمه اللامحدود، يقول للشيء: كُنْ فيكون، هذا هو أصل العقيدة. واللهُ سبحانه وتعالى هو الذي يخلق الشرَّ، وهو الذي يخلق الخيرَ، وهو الذي يخلق الكمالَ، ويخلق النقصَ، وهو الذي يخلق الصحةَ والمرض.. وله حكمة في جريان ذلك في الكون.. وحكمته قد ندركها، وقد لا ندركها، وقد يتأخر إدراكنا لها، وقد نفهمها بعمق، وقد لا نفهمها.

وأشار إلى أن اللهُ سبحانه وتعالى: واسع، لا يحيط بعلمه أحد، وهو يحيط بنا، {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ... }، {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} ،{ ... وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ} «رُفعت الأقلام، جفت الصحف، واعلم أن اللهَ إذا أرادك بخيرٍ فلا راد له، ولو اجتمع أهل الأرض جميعًا على أن ينفعوك بشيءٍ لا ينفعوك إِلَّا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك، ولو أجمعوا على أن يضروك بشيءٍ لن يضروك إِلَّا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف».

وأوضح أن هذا هو أساس العقيدة: أنه لا نفع في الكون، ولا ضرر في الكون، إِلَّا من عند الله؛ ولذلك إذا أردت أن تسأل فاسأل الله، وإذا أردت أن تستعين فاستعن بالله. كل هذه الرسوم وكل هذه الأسباب، في حَقِّ اللهِ سبحانه وتعالى: ليست بشيء. توكل على الله، ثِقْ فيما في يدِ الله أكثر من ثقتك فيما في يدك.

{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ... } هذا الخير يصيب به مَنْ يشاء من عباده، ويمنعه مَنْ يشاء من عباده. { ... وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} . يعني: بيغفر كثير، ولو أنه حاسبنا على ما صدر منا، لهلكنا في الدنيا والآخرة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

علاقة حوادث الكون بحقائق التاريخ!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

  أربعة من أبرز  المفكرين  الكُتَّاب فى العصر الحديث كتبوا عن سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومازالت كتبهم حتى الآن تعتبر بحق إضافة هامة للفكر الإنسانى.

أولهم عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين حيث ألف فى عام ١٩٣٣ كتاب "على هامش السيرة" وهو عبارة عن سرد مبسط للسيرة النبوية، مكتوب بأسلوب قصصى رائع 

‏والكتاب الثانى  هو "حياة محمد" للدكتور محمد حسين هيكل وقد صدر عام ١٩٣٥ وكتب  تعريفًا فى مقدمته  فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر آنذاك وقد أثنى فيه علي الكتاب وعلى مُؤلِّفه  الذى تناول سيرة حياة النبي الكريم  من مولده حتى وفاته وما رافق من ذلك من مراحل البعثة والهجرة وكافة التفصيلات الأخرى المتعلقة بحياته صلى الله عليه وسلم.

والكتاب الثالث صدر فى العام التالى ١٩٣٦ لأحد أهمِّ الأسماء اللامعة في جيل روَّاد الأدب العربي الحديث وهو الكاتب الكبير توفيق الحكيم  وقد صدر الكتاب بعنوان " محمد صلى الله عليه وسلم: سيرة حوارية".

أما الذى يهمنا هنا فهو الكتاب الرابع لعملاق الفكر عباس محمود العقاد "عبقرية محمد"  وقد صدر هذا الكتاب عام ١٩٤٢ وفيه  رسم  المفكر صورة شخصية للنبي الكريم بكل جوانبها موضحا تفرد عظمته صلى الله عليه وسلم الخلفية والعقلية والنفسية  دون أن يلتزم بأى تواريخ لأنه لم يكتب سيرة عنه وإنما توقف عند جوانب العظمة فيه صلى الله عليه وسلم  واليك سطورا مما كتبه:

"عريق النسب.. ليس بالوضيع الخامل، فيصغر قدره في أمة الأنساب والأحساب.. فقير وليس بالغني المترف فيطغيه بأس النبلاء والأغنياء، ويغلق قلبه ما يغلق القلوب من جشع القوة واليسار.. يتيم بين رحماء.. فليس هو بالمدلل الذي يقتل فيه التدليل ملكة الجد والارادة والاستقلال، وليس هو بالمهجور المنبوذ الذي تقتل فيه القسوة روح الامل وعزة النفس وسليقة الطموح، وفضيلة العطف على الآخرين.. خبير بكل ما يختبره العرب من ضروب العيش  في البادية والحاضرة.. تربي في الصحراء وألف المدينة، ورعي القطعان واشتغل بالتجارة وشهد الحروب والاحلاف، واقترب من علية القوم  وسادتهم  ولم يبتعد من الفقراء..

 فهو خلاصة الكفاية العربية في خير ما تكون عليه الكفاية العربية.. وهو على صلة بالدنيا التي أحاطت بقومه...فلا هو يجهلها فيغفل عنها، ولا هو يغامسها كل المغامسة فيفرق في لجتها.. أصلح رجل من أصلح بيت في أصلح زمان لرسالة النجاةالمرقوبة، على غير علم من الدنيا التي ترقبها.. ذلك محمد بن عبد الله عليه السلام..

 ‫ قد ظهر والمدينة مهيأة لظهوره لأنها محتاجة اليه، والجزيرة مهيأة لظهوره لأنها محتاجة اليه، والدنيا مهيأة لظهوره لأنها محتاجة اليه، وماذا من علامات الرسالة أصدق من هذه العلامة؟ وماذا من تدبير المقادير أصدق من هذا التدبير؟ وماذا من أساطير المخترعين للأساطير أعجب من هذا الواقع ومن هذا التوفيق؟. علامات الرسالة الصادقة هي عقيدة تحتاج اليها الأمة، وهي أسباب تتمهد لظهورها، وهي رجل يضطلع بأمانتها في أوانها.. فإذا تجمعت هذه العلامات فماذا يلجئنا إلى علامة غيرها؟.. وإذا تعذر عليها أن تجتمع فأي علامة غيرها تنوب عنها أو تعوض ما نقص منها؟

خلق محمد بن عبد الله ليكون رسولا مبشرا بدين، وإلا فلأي شيء خلق؟ ولأي عمل من أعمال هذه الحياة ترشحه كل ها تيك المقدمات والتوفيقات، وكل ها تيك المناقب والصفات؟ 

وقبل أن ينتقل إلى الحديث عن عبقرية الداعي عنده صلى الله عليه وسلم أختتم ما بدأه بقوله: "يوم تأتي الدعوة بالآيات والبراهين غنية عن شهادة الشاهدين وانكار المنكرين.. أما العلاقة التي لا التباس فيها ولا سبيل إلى انكارها، فهي علامة الكون وعلامة التاريخ.. قالت حوادث الكون: لقد كانت الدنيا في حاجة إلى رسالة.. وقالت حقائق التاريخ: لقد كان محمد هو صاحب تلك الرسالة.. ولا كلمة لقائل بعد علامة الكون وعلامة التاريخ.

 

 ‫الأسبوع القادم بإذن الله أكمل القراءة فى كتاب "عبقرية محمد" للمفكر الكبير عباس محمود العقاد 

 

مقالات مشابهة

  • علي جمعة يوضح شروط العلاقة بين الشاب والفتاة
  • مرايا الوحي.. المحاضرة الرمضانية (3) للسيد القائد 1446هـ
  • بالفيديو.. عصام الروبي: صلاح البال منحة ربانية للمؤمنين الصادقين
  • كيف يكون الكون بزمانه وأحداثه أمام الله في وقت واحد؟.. علي جمعة يوضح
  • شكل الكون وكائناته.. أسرار مذهلة يكشفها علي جمعة
  • علاقة حوادث الكون بحقائق التاريخ!
  • بالفيديو.. الدكتور علي جمعة: الكون بأسره على هيئة كرة أعلاها العرش
  • افتقدناك في هذا الشهر الكريم أخانا وشيخنا وابننا ووالدنا يوسف فضل الله
  • كيف نستقبل رمضان؟ 10 نصائح تجعلك تفوز بالشهر الكريم لا تفوّتها
  • هل مشاهدة المسلسلات في رمضان تنقص من الثواب؟.. علي جمعة يوضح