مع دخول الحرب في غزة أسبوعها الحادي عشر تتصاعد الخلافات بين أعضاء حكومة نتنياهو بشأن إدارة إسرائيل للمعركة في ظل عدم تحقيقها للأهداف المعلنة حتى الآن.

ومع استمرار الحرب يتصاعد السخط الشعبي في إسرائيل ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يصر على مواصلة القتال رغم التكلفة الباهظة للحرب والخسائر الكبيرة في صفوف الجيش.

كما تتزايد الضغوط الدولية والإقليمية على إسرائيل في محاولة التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار، خاصة في ظل محادثات للفصائل الفلسطينية في القاهرة والحديث عن مبادرة مصرية من 3 مراحل للحل.

مصر صمام الأمان للقضية

وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه أجرى زيارة لقطاع غزة الإثنين، لافتًا إلى أنه «التقى بلواء احتياط موجود في الميدان».

وأضاف نتنياهو، خلال اجتماع مع حزب الليكود، مساء الإثنين: "عدت الآن من غزة، التقيت بلواء احتياط في الميدان، والجميع طلبوا شيئًا واحدًا فقط: ألا نتوقف ونستمر حتى النهاية"، وأشار إلى أن بلاده مستمرة في حربها على القطاع المحاصر، معقبًا: "سنعمق القتال في الأيام المقبلة، الحرب في غزة ستستمر وقتا طويلا ونهايتها ليست وشيكة".

ورغم مرور 80 يومًا من الحرب الإسرائيلية غير المبررة على قطاع غزة، ومع حجم التدمير الشامل للقطاع، والتكلفة البشرية العالية التي تبلغ قرابة 21 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 54 ألف مصاب، وتدمير البنية الأساسية، لا تزال إسرائيل ترفض كل الضغوطات والتحركات الدولية المطالبة بوقف إطلاق النار، ولا تزال تصر على استراتيجية الأرض المحروقة، رغم فشلها في تحقيق أهدافها المعلنة، خاصةً المتعلقة بتحرير الأسرى والرهائن لدى الفصائل الفلسطينية، وهو ما يؤكد فشل الرهان على القوة والخيار العسكري في تحقيق الأهداف.

وتعد مصر صمام الأمان للقضية الفلسطينية، حيث أن الهدنة السابقة نجحت عبر التفاوض في تحرير عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين، وفي المقابل، فشلت القوة العسكرية في تحرير الباقين، وهو ما يدفع إلى ضرورة وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات لإبرام صفقة لتبادل الأسرى، وهو ما تعمل عليه مصر حاليًا لتحقيق التهدئة.

ولا شك في أن التحرك المصري للوصول إلى هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار يأتي في سياق الاستراتيجية المصرية التي تتحرك على ثلاثة مسارات متوازية ومتكاملة:

هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار 

أولها: المسار الإنساني والمتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين في قطاع غزة الذين يواجهون ظروفًا إنسانية قاسية، في ظل استهداف إسرائيل المدنيين والمنشآت المدنية، ونجحت الدبلوماسية المصرية في تمرير قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 2722 الذي ينص على إدخال المساعدات الإنسانية لغزة بحرًا وبرًا وجوًا فورًا دون عوائق، ويتضمن آلية تعيين مبعوث أممي لإنفاذ إدخال المساعدات، وهو ما يمثل أهمية كبيرة في تخفيف المعاناة عن سكان غزة، وعلى هذا المسار -أيضًا- تسعى مصر لإبرام هدنة ووقف إطلاق النار عبر الاتصالات مع الأطراف المختلفة.

وثانيًا: المسار السياسي الذي يتضمن رفض مخططات التهجير القسري للفلسطينيين باعتباره جريمة حرب ويستهدف تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن القومي المصري، ويرتبط به التحرك المصري للعمل على تفعيل حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد، وذلك بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

غزة تستغيث ومجلس الأمن عاجز أمام إسرائيل.. هل يخفف قرار المساعدات أوجاعها؟ خطة مصرية بـ 3 مطالب لإنقاذ قطاع غزة.. هل تستجيب تل أبيب؟

وثالثًا: المسار الأمني الذي يتضمن مساعي مصر لعدم توسع الحرب في غزة إقليميًا، لما له من مخاطر على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ولذلك، ستظل مصر هي صمام الأمان للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية.

ومن ناحية أخرى، اعترف جيش الاحتلال الاسرائيلي بمقتل جنديين وإصابة 4 آخرين في المعارك الأخيرة بغزة، كما أعلن إعلام فلسطيني، إصابة فلسطينيين اثنين برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات في مخيم الفوار، بينما أعلنت فصائل فلسطينية، استهداف دبابة ميركافا إسرائيلية شرق مخيم البريج.

وقال تقرير لهيئة البث الإسرائيلية، الإثنين، إن جنديا إسرائيليا توفي قبل أسبوعين، وذلك بعد إصابته بعدوى فطرية بعد تعرضه لجروح في المعارك الدائرة بقطاع غزة.

وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن الجندي دخل مستشفى "أسوتا" في تل أبيب، وذلك بعد إجلائه من غزة، مصابا بجروح خطيرة في أطرافه بسبب العدوى الفطرية، وأضافت أنه في المستشفى تبين معاناة الجندي من عدوى فطرية، ليتوفى لاحقا متأثرا بجراحه والتهاباته، كما أنه خلال الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على حماس في قطاع غزة، تم تشخيص إصابة 10 جنود على الأقل بهذه العدوى الفطرية الخطيرة.

عدوى تصيب الجنود الإسرائيليين

ونقلت الصحيفة تقارير إسرائيلية أفادت بأن الجمعية الإسرائيلية للأمراض المعدية، ستعقد مناقشة عاجلة الأسبوع المقبل مع خبراء الأوبئة من الجيش الإسرائيلي ووزارة الصحة، لدراسة الإصابات الأخيرة بالعدوى الفطرية المسجلة بين صفوف الجنود الذين يقاتلون في غزة.

وفي نفس السياق، يجتمع أحد المسئولين المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الثلاثاء، وفقًا لمصدر مطلع على الخطط، بعد أن تعهد الزعيم الإسرائيلي بـ "معركة طويلة" في الحرب في غزة.

وقال المصدر لشبكة CNN، إنه من المتوقع أن يجتمع رون ديرمر، الذي يعتبر أحد أقرب حلفاء نتنياهو، مع مسؤولين من البيت الأبيض ووزارة الخارجية لمناقشة المرحلة التالية من الحرب في غزة.

غزة تحتضر ومجلس الأمن الدولي يواصل فشله.. تطورات 78 يوما من الصراع إسرائيل تخسر الحرب.. المقاومة تشل قدرات جيش الاحتلال والجحيم ينتظر حكومة نتنياهو

ومن المتوقع أن يلتقي بمستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن وأعضاء في الكونجرس، وفقًا لما ذكره موقع أكسيوس، الذي كان أول من أبلغ عن الاجتماعات.

وقال مجلس الأمن القومي لشبكة CNN إنه ليس لديهم أي اجتماعات للإعلان عنها "في هذا الوقت".

وتأتي الاجتماعات المتوقعة في الوقت الذي يتطلع فيه البيت الأبيض إلى ابتعاد إسرائيل عن الحرب الشديدة التي تشنها منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر في غزة والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 20 ألف شخص، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، التي تجذب الانتباه. بياناتها من وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس في غزة.

ضاربين بالقوانين عرض الحائط

ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، الكاتب الصحفي وعضو مجلس النواب، إن ترحيل قادة حماس من غزة، وفي مقدمتهم يحيى السنوار ومحمد الضيف هو أمر غير مقبول، وأن من صفقة الكل مقابل الكل لابد من تنفيذها، وأن المقاومة الفلسطينية لن تتراجع إلا بعد أن يتم تنفيذ شروطها.

وأوضح عماد الدين حسين، في مداخلته ببرنامج "مصر الجديدة" مع الإعلامية انجي أنور على قناة etc، أن بيت لحم لم تحتفل بأعياد الميلاد بسبب الجرائم الإسرائيلية في غزة.

وأضاف، أن المنهج الإسرائيلي كما هو، وأنه عمليًا على أرض الواقع يقومون بالتهجير القسري للشعب الفلسطيني، ضاربين بكل القوانين عرض الحائط.

وعن جهود الدولية لوقف إطلاق النار في غزة، تلقي سامح شكري، وزير الخارجية، الاثنين، اتصالاً هاتفياً من الدكتور حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، تناول الأوضاع في قطاع غزة، ولمتابعة النقاش حول القضايا الثنائية بين البلدين.

وذكر السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية، أن الوزيرين تبادلا الرؤى والتقييمات حول الأوضاع الإنسانية والأمنية المتدهورة في قطاع غزة، وكذلك مسارات التحرك على الصعيد الدولي؛ من أجل تخفيف حدة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الأشقاء الفلسطينيون

والجدير بالذكر، أن ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنه تم رصد استشهاد 26 فلسطينياً في خانيونس جنوبي قطاع غزة منذ مساء الإثنين.

فيما نفذ سلاح الجو الإسرائيلي ضربات جوية استهدفت  100 موقع في جنوب قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وكانت اشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال وقعت في خانيونس جنوبي قطاع غزة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة إسرائيل نتنياهو وقف إطلاق النار هدنة انسانية ووقف إطلاق النار الحرب فی غزة فی قطاع غزة وهو ما

إقرأ أيضاً:

أزمات متفاقمة: كيف تؤثر الضغوط الاقتصادية والأمنية على مستقبل الاحتلال الصهيوني؟

يمانيون../
ما يزالُ اقتصادُ العدوّ الإسرائيلي يتكبَّدُ الخسائرَ المتواصلةَ على كُـلّ المستويات، حَيثُ تعمِّقُ ضرباتُ المقاومة الإسلامية في لبنان جراحاتِ العدوّ الاقتصادية؛ بسَببِ الضربات المكثّـفة التي تطال غالبية المدن الفلسطينية المحتلّة، من بينها “تل أبيب” ومدن حيوية أُخرى.

وفي جديد المعاناة الاقتصادية التي يواجهها العدوّ الصهيوني، ذكرت وكالة بلومبرغ تقريرًا سلَّطت فيه الضوء على أزمة النقل الجوي التي يعاني منها العدوّ الصهيوني بفعل عزوف كبريات الشركات الأمريكية والأُورُوبية عن تسيير الرحلات من وإلى فلسطين المحتلّة، جراء التهديدات الكبرى التي تطال العدوّ الصهيوني، وخُصُوصًا الاستهدافات المتكرّرة للمطارات من قبل حزب الله، وَأَيْـضًا الضربات الأُخرى التي تنفذها المقاومة العراقية، وفي مرتَينِ القوات المسلحة اليمنية.

وقالت بلومبرغ: إن “إسرائيل تواجه عزلة تجارية مع استمرار تعليق شركات الطيران العالمية رحلاتها وتوقف الرحلات المباشرة منذ شهور بين تل أبيب وعشرات المدن العالمية الكبرى مثل واشنطن وسان فرانسيسكو وتورنتو وهونغ كونغ ونيودلهي. وتسبب ذلك في الحد من الاجتماعات التجارية، كما أثر سلبا على الشحن الجوي للبضائع”.

وأضافت إنه “من بين 20 شركة طيران كانت تسيطر على سوق الطيران الإسرائيلية قبل الحرب على قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أُكتوبر الفائت، توقف الطيران تمامًا لمعظم الشركات الأجنبية ولم يتبق إلا بعض الشركات الإسرائيلية التي تعمل في مطار بن غوريون المهجور”، في إشارة إلى حجم الحصار الجوي الذي يواجهه العدوّ الصهيوني.

وعن الأضرار التي يعاني منها العدوّ الصهيوني في هذا السياق، ذكرات بلومبرغ أن هناك زيادةً كبيرةً في أسعار تذاكر الرحلات الجوية بنسبة من 50 % إلى 400 %، وهذا بدوره عطل تمامًا السياحة الواردة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وخفف وتيرة شحن البضائع جوًّا؛ ما تسبب في تفاقم الأزمة التجارية التي زادت مسبقًا بفعل الحصار اليمني البحري المفروض على كيان العدوّ، والذي تسبب في شلل شبه تام لحركة الصادرات والواردات.

وأوضحت الوكالة الأمريكية أن تكاليف الشحن الجوي تضاعفت بنسبة تربو على 250 %؛ مما تسبب في التأثير تأثيرا كَبيرًا على مستوى الأسعار، وفاقم مشكلة التضخم.

وتجدر الإشارة إلى أن كبريات الشركات الأمريكية والأُورُوبية علقت رحلاتها إلى فلسطين المحتلّة لأشهر طويلة؛ وهو ما زاد المخاوف التي كانت تنتاب قطاعات الاستثمار والتجارة؛ ما تسبب في زيادة وتيرة عزوف أصحاب رؤوس الأموال، فيما زادت أَيْـضًا أرقام الهجرة العكسية؛ بفعل مخاوف عدم السفر في الفترات المقبلة جراء تصاعد التهديدات التي تحيط بالعدوّ الصهيوني من جوانب متعددة.

وفي سياق الأزمات التي يعاني منها العدوّ الصهيوني ذكرت وسائل إعلام صهيونية، أن الأزمة الحاصلة في قطاع العقارات تتضاعف يومًا تلو الآخر، في إشارة إلى أن تأثير العمليات المتصاعدة ضد العدوّ الصهيوني تفاقم الأزمات في هذا القطاع وباقي القطاعات الأُخرى.

ولفتت إلى أن الأزمة في قطاع العقارات انعكست بشكل مباشر على القطاع المصرفي في عمق كيان الاحتلال الصهيوني.

وأوضحت أن الأزمة التي ضربت قطاع العقارات انعكست على القطاع المصرفي؛ مما دفع “بنك إسرائيل المركزي” إلى تحذير المصارف من التوسع في تمويل القطاع العقاري.

يشار إلى أن العدوّ الصهيوني يواجه العديد من الازمات الاقتصادية التي أَدَّت إلى تراجع تصنيفه الائتماني من قبل الوكالات العالمية المعتمدة؛ ما أَدَّى إلى تراجع الاستثمارات بنسبة تجاوزت 60 %، فضلًا عن تراجع أداء كُـلّ القطاعات الحيوية والاقتصادية التي كانت تعود على العدوّ الصهيوني بمليارات الدولارات؛ وهو الأمر الذي فاقم نسبة العجز في الموازنة، وأجبر العدوّ على اللجوء للزيادات الضريبية والجمركية، وهذا بدوره فاقم هجرة الاستثمارات، وهجرة المستوطنين.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الفلسطينية توقع عدداً من جنود الاحتلال الإسرائيلي بين قتيل ومصاب بتفجير مبنى تحصنوا فيه شرق جباليا شمال قطاع غزة
  • مباشر. معاناة قطاع غزة تتفاقم والجدل السياسي حول وقف إطلاق النار مع لبنان دون تحقيق الأهداف يشعل إسرائيل
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 44235 شهيدا
  • مستقبل سياسي على المحك.. نتنياهو بين الضغوط الدولية والمحاكمات الداخلية
  • المقاومة الفلسطينية توقع 10 من جنود الاحتلال الإسرائيلي بين قتيل ومصاب خلال اشتباك معهم وسط مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة
  • رئيس الوزراء العراقي: وجهنا وزارة الخارجية بمتابعة ملف التهديد الإسرائيلي في المحافل الدولية
  • أزمات متفاقمة: كيف تؤثر الضغوط الاقتصادية والأمنية على مستقبل الاحتلال الصهيوني؟
  • سمير فرج: نتنياهو لن يوقف إطلاق النار إلا بعد القضاء على قوة حزب الله
  • عصفت الحرب بأسرهم وأعمالهم.. قصص من مأزق جنود الاحتياط بجيش الاحتلال
  • الصحة الفلسطينية تكشف ارتفاع حصيلة الحرب على قطاع غزة لـ44211 شهيدا