في خطتها لما بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، تأمل الولايات المتحدة أن تمهد الطريق أمام السلطة الفلسطينية المحاصرة لتتولى الحكم في القطاع، من خلال التشجيع على تشكيل حكومة جديدة وإطلاق تدريب لقوات السلطة الأمنية.

إضاعة الوقت يمنح إسرائيل مساحة أكبر لتدمير المنطقة

لكن  صحيفة "واشنطن بوست" تقول إنه حتى الآن، تتعثر واشنطن في أول عقبة، وهي إقناع إسرائيل بالإفراج عن الرواتب اللازمة لمنع السلطة من الانهيار تماماً.

وخلال الأسابيع الأخيرة، كان المسؤولون الأمريكيون يتنقلون داخل وخارج، المجمع المٌحصن للرئيس الفلسطيني محمود عباس البالغ من العمر 88 عاماً.

ويقول مسؤولون فلسطينيون وأمريكيون إن الفلسطينيين طالبوا بتغييرات وبوجوه جديدة في المناصب الرئيسية، لتحسين الوضع السيئ للسلطة التي لا تحظى بشعبية بين الفلسطينيين، مع تطلعهم إلى دور موسع في قطاع غزة بعد الحرب.

 

اغتنام فرصة نادرة

في البداية، رفض المسؤولون الفلسطينيون فكرة العودة إلى السلطة في غزة، التي تسيطر عليها حماس منذ عام 2007، لكنهم أصبحوا تدريجياً أكثر تقبلاً لاغتنام فرصة نادرة لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتتحدث إدارة بايدن مع الفلسطينيين وأعضاء المجتمع الدولي عن “حكومة جديدة وبعض الوجوه الجديدة التي تنضم إلى صفوفها، إلى جانب عباس وتحت قيادته"، وفقاً لمسؤول في البيت الأبيض تحدث شرط عدم الكشف عن هويته.

U.S. officials in recent weeks have urged the unpopular Palestinian Authority to make key changes and improve its standing among Palestinians.https://t.co/dXVaO14sJt

— The Washington Post (@washingtonpost) December 25, 2023


لكن المسؤولين الفلسطينيين قالوا إنهم يريدون ربط أي جهود من هذا القبيل "بأفق سياسي" واضح للدولة الفلسطينية، وهم يشككون في قدرة الولايات المتحدة على تحقيق أي شيء بوجود حكومة اليمين المتطرف الحالية في إسرائيل .

وعزز انعدام الثقة عثر الجهود الأمريكية للإفراج عن 140 مليون دولار من أموال الضرائب الفلسطينية المخصصة لغزة، والتي منعتها إسرائيل منذ هجوم حماس المفاجئ على المجتمعات الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وقال نائب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن"الأمريكيين يتحدثون عن اليوم التالي للحرب، لكن حتى لو اتفقنا، كيف يمكننا تنفيذ هذا الاتفاق؟ سياسة إسرائيل هي إضعاف السلطة وليس تعزيزها".

وأضاف أبو ردينة: “لا نستطيع حتى دفع رواتب جنودنا وموظفينا".

 

If the US wants to revitalize the Palestinian Authority, it should stop:
1. The Israeli settlement expansion that has discredited it and undermined a two-state solution.
2. Its suppression of dissent.
3. Its corruption.
4. Its refusal to hold an election. https://t.co/tzaBYrVveS

— Kenneth Roth (@KenRoth) December 25, 2023

وقال نائب رئيس الوزراء إنه عندما وصل مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في وقت سابق من هذا الشهر للقاء عباس، بدا متفائلاً بشأن الخطوة الأولى لتأمين الرواتب.

 وتعهد وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بعدم تحويل "شيكل واحد" من رواتب السلطة الفلسطينية إلى غزة.

وقال مستشار عباس وعضو اللجنة المركزية لفتح، صبري صيدم، إن خطط حصول الفلسطينيين على عائدات الضرائب الخاصة بهم "انهارت".

وقالت المفوضية الأوروبية يوم الجمعة إنها ستتدخل بحزمة مساعدات بقيمة 130 مليون دولار للمساعدة في سد الفجوة.

وقال صيدم، الذي فقد أكثر من 44 من أفراد عائلته الكبيرة في الهجوم الإسرائيلي على غزة، إن نقطة البداية يجب أن تكون وقف إطلاق النار، محذراً من إن “إضاعة الوقت يمنح إسرائيل مساحة أكبر لتدمير المنطقة".

 

شعبية محمود عباس

وكانت التكهنات بمن قد  يخلف عباس منتشرة قبل السابع من أكتوبر.

وبحسب الصحيفة، فرغم أن عباس لم يكن يملك شعبية كبيرة بين الفلسطينيين، لكن التأييد له  انحسر أكثر منذ هجمات حماس، وفقاً لاستطلاع رأي أجراه مؤخراً المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية.

وقال مسؤول البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لم توجه أوامر في دعواتها للتغير السلطة.

ومع ذلك، أثارت الطلبات الأمريكية غضب رام الله. وعلق صيدم:"إنها دائمًا هذه العقلية الاستعمارية نفسها، حيث: نحن نقرر قيادتك، ونحن من نصمم استراتيجيتك لليوم التالي، ونخبرك كيف تعيش، ونخبرك كيف تتنفس، ونخبرك كيف تدير حياتك".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل السلطة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

غارديان: جهود البيت الأبيض لحماية بايدن من شيخوخته تضيع

قالت صحيفة غارديان إن موظفي البيت الأبيض القلقين من شيخوخة الرئيس جو بايدن وكثرة أخطائه خلال اللقاءات العامة، خفضوا المؤتمرات الصحفية والمقابلات الإعلامية إلى الحد الأدنى، رغبة منهم في حمايته، لكن هذا النهج انهار بشكل مذهل بعد أدائه المتعثر الأسبوع الماضي في المناظرة المتلفزة مع منافسه دونالد ترامب.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم روبرت تيت- أن الاجتماعات مع أعضاء الكونغرس، التي كانت تتكرر بدرجة كافية في عام بايدن الأول، تقلصت بمقدار الثلثين بحلول العام الثالث، وتم تقنين المظاهر العامة والسيطرة عليها بشدة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيوزويك: إسرائيل في حرب مع إيران على 7 جبهاتlist 2 of 2لوموند: لماذا كثرت الاعتداءات على المسلمين في السويد؟end of list

وقد اعتبر موظفو البيت الأبيض أن التبادلات غير المكتوبة مع الصحفيين خطيرة للغاية، وبالتالي قللوا من تنظيم المؤتمرات الصحفية الرئاسية حتى غدا بايدن أقل من أي رئيس أميركي تنظيما لها منذ رونالد ريغان.

الاستبدال

ويتهم الديمقراطيون الذين يفكرون في استبدال بايدن، المحيطين به بإقامة جدار من الإنكار حول تراجع أدائه المرتبط بالسن، غير أن الحقيقة تظهر للعلن بصورة تقوي فرص فوز ترامب برئاسة ثانية.

وقال سيناتور ديمقراطي فضّل عدم ذكر اسمه: "نحن نشعر أنهم يكذبون علينا، لقد كانوا يحمونه من هذا النوع من اللقاءات منذ عدة أشهر، وحتى عندما بات الأمر غير قابل للإنكار، ما زالوا يكذبون علينا".

وقال كارل بيرنشتاين، أحد أشهر الصحفيين في واشنطن بوست لاشتراكه في كشف فضيحة ووترغيت قبل 50 عاما، إن مصادر رفيعة كشفت له أن ظهور بايدن في المناظرة الأخيرة كان يمثل حقيقته كاملة.

وأوضح أن "بعض هؤلاء أشخاص قريبون جدا من بايدن ويحبونه، وهم مصرون على أن ما رأيناه تلك الليلة ليس طارئا، وأن الرئيس ظهر في ذلك المظهر المرعب في 15 أو 20 مناسبة خلال عام ونصف".

أخطاء متكررة

فخلال الشهر الماضي نسي للحظات اسم وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس أثناء حفل أقيم بالبيت الأبيض.

وفي حملتين منفصلتين لجمع التبرعات في فبراير/شباط، وصف لقاءه بالمستشار الألماني السابق هيلموت كول في قمة مجموعة السبع عام 2021، وتحدث عن لقاء مع الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران في نفس التجمع، مع أن كلا الزعيمين تركا منصبيهما وتوفيا قبل سنوات من انعقاد القمة.

وفي لقاء مجموعة السبع الذي انعقد الشهر الماضي في إيطاليا، قيل إن المراقبين الأوروبيين "صُدموا" من حالة بايدن.

والآن سيحاول بايدن -حسب الصحيفة- محو صورة العزلة من خلال إجراء مقابلة مع جورج ستيفانوبولوس من شبكة "إيه بي سي"، آملا هو وفريقه أن يتعارض الحدث بشكل فعال مع الانطباع بأن الرئيس المنهك أضعف من أن يواجه العالم الخارجي بدون حماية، وبالتالي ينقذ ترشيحه.

مقالات مشابهة

  • السيسي وبشار الأسد يبحثان هاتفيا جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس تعلن موقفها النهائي من مقترح أميركي لإجراء محادثات إطلاق الرهائن الإسرائيليين
  • قرارات الجنائية الدولية الأخيرة.. كريم خان صدم واشنطن ولندن وكاميرون هدد المحكمة
  • الكشف عن غضب أمريكي وبريطاني بعد طلب الجنائية إصدار أوامر اعتقال لقادة الاحتلال
  • غارديان: جهود البيت الأبيض لحماية بايدن من شيخوخته تضيع
  • السعودية تدعو لنشر قوة دولية في غزة بقرار أممي لدعم السلطة الفلسطينية
  • إسرائيل تفرج عن دفعة من عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية
  • بايدن ونتنياهو يبحثان جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • عباس العقاد يكشف أفكار وأسرار الصهيونية العالمية
  • إسرائيل تحول 116 مليون دولار للسلطة من مخصصاتها المحتجزة