حميدتي والبرهان يستعدان للقاء لإنهاء الحرب.. متى تنتهي الفتنة في السودان؟
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
بعد تسعة أشهر من الحرب الأهلية في السودان، أعلن قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان موافقته على لقاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في خطوة قد تُبشر بنهاية النزاع.
جاء إعلان البرهان في خطاب ألقاه أمام ضباط القاعدة العسكرية بالبحر الأحمر، حيث أكد أنه مستعد للتفاوض مع «الميليشيا» لكنه رفض أي اتفاق سلام فيه «مهانة للقوات المسلحة والشعب السوداني».
وقد سبق أن اقترحت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في أوقات سابقة لقاءً بين الجنرالين، لكن البرهان رفض الاقتراح. كما أن قمة «إيغاد» الاستثنائية يوم 9 ديسمبر قد أعلنت موافقة كل من حميدتي والبرهان على عقد لقاء مباشر بينهما، لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق نار والعودة للحوار لحل النزاع.
وبحسب وزارة الخارجية السودانية، فقد وضع البرهان شرطا قبل أي لقاء، وهو إخلاء قوات الدعم السريع منازل المواطنين والأعيان المدنية، ولم يتحدد موعد للقاء، لكن التوقعات تشير إلى أنه سيكون خلال الأيام القليلة المقبلة، وكانت قوات الدعم السريع أعلنت حضور حميدتي للاجتماع ولكن بشرط، أن يأتي البرهان للاجتماع المقترح بصفته «قائدًا للجيش وليس رئيسًا لمجلس السيادة.
تأتي هذه البادرة من جانب البرهان في وقت يتصاعد فيه الضغط الشعبي على الطرفين لوقف القتال، فمع اتساع رقعة الحرب كل يوم وقتل ونزوح الآلاف من المواطنين، يتزايد إصرار الشعب السوداني على رفض استمرار الحرب وضرورة الوصول لتفاوض سريع وغير مشروط.
وعلق اللواء «حمدي بخيت» الخبير العسكري على الأزمة السودانية، متوقعًا أن هذا اللقاء لن يؤدي إلى نتائج إيجابية للطرفين، لكن من الممكن أن ينتج عنه ضغوط من كلا الجانبين، في ظل تصاعد حدة القتال داخل 13 ولاية حتى الآن مع استمرار حالة الفوضى وعدم الاستقرار في كافة الأماكن التي يسيطر عليها البرهان.
وأضاف «بخيت لـ» المصري اليوم، أن هذا اللقاء من الممكن أن يساوم في قوة تدخل قوات الدعم السريع في كل ما حدث من فوضى لكي توجد لها مكان في مستقبل المعادلة السودانية، مشيرًا إلى أن الجانب الآخر من كافة الأحزاب المدنية يرفض وجود قوات الدعم السريع في مستقبل معادلة الوضع في السودان.
وتابع «بخيت» أن هذا اللقاء سوف يحقق نتائج إجابية لمصلحة قوات الدعم السريع للسيطرة على معظم الأراضي السودانية خلال الفترة المقبلة، وهو ما دفع البرهان يقبل باللقاء للتفاوض في هذا التوقيت، كاشفًا عن وجود اختراقات داخل الجيش الوطني السوداني خلال الفترة الأخيرة، كما حدث في وقت سابق داخل الجيش العراقي.
المصري اليوم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يندد بهجمات قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة في السودان
ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بالهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على المدنيين في السودان، بينما قالت بريطانيا إنها ستضغط من أجل إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا بشأن الصراع المستمر منذ أكثر من 18 شهرا.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف نيسان/ أبريل 2023 بسبب صراع على السلطة قبل الانتقال إلى الحكم المدني، مما تسبب في أكبر أزمة نزوح في العالم.
وأدت الحرب الدائرة حاليا إلى اندلاع موجات من العنف العرقي أُلقي باللوم في معظمها على قوات الدعم السريع.
وقال نشطاء إن قوات الدعم السريع قتلت ما لا يقل عن 124 شخصا في قرية بولاية الجزيرة الشهر الماضي، في واحدة من أكثر الهجمات إزهاقا للأرواح خلال الصراع.
وتتهم قوات الدعم السريع الجيش بتسليح المدنيين في ولاية الجزيرة. وكانت قوات الدعم السريع قد نفت في وقت سابق إلحاق الضرر بالمدنيين في السودان واتهمت جهات أخرى بالوقوف وراء هذه الهجمات.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن غوتيريش يشعر بالفزع إزاء "التقارير التي تتحدث عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين واحتجازهم وتشريدهم، وممارسة العنف الجنسي بحق النساء والفتيات، ونهب المنازل والأسواق وحرق المزارع".
وأضاف: "مثل هذه الأفعال قد تمثل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. يجب محاسبة مرتكبي مثل هذه الانتهاكات الخطيرة".
وأشار الأمين العام بقلق إلى استمرار تدهور الوضع في السودان، مع انتشار الجوع والأمراض واحتياج نصف السكان إلى المساعدات.
وطلب من جميع أطراف الصراع، تيسير الوصول الإنساني الآمن والعاجل ودون عوائق إلى جميع المدنيين المحتاجين، عبر كل السبل الضرورية، بما يتماثل مع التزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني.
وجدد الأمين العام دعوته لوقف إطلاق النار لحماية المدنيين السودانيين.
بريطانيا تطالب مجلس الأمن بالتحرك
أما بريطانيا التي تولت، الجمعة، رئاسة مجلس الأمن لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر، فقالت إن المجلس سيعقد اجتماعا بشأن السودان في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري لمناقشة "زيادة تقديم المساعدات وضمان توفير جميع الأطراف حماية أكبر للمدنيين".
وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودورد في مؤتمر صحفي: "سنقدم قريبا مشروع قرار لمجلس الأمن… لدفع التقدم في هذا الشأن".
وأضافت أن مشروع القرار سيركز على "تطوير آلية لقياس امتثال طرفي الصراع بالالتزامات التي تعهدا بها لحماية المدنيين في جدة قبل أكثر من عام في 2023 وسبل دعم جهود الوساطة لتحقيق وقف إطلاق النار، حتى لو بدأنا وقف إطلاق النار على نطاق محلي قبل الانتقال إلى وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني".
ويحتاج اعتماد أي قرار من مجلس الأمن إلى موافقة تسعة أعضاء على الأقل، وعدم استخدام الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو روسيا أو الصين حق النقض (الفيتو).
ومن المقرر أن تنتهي في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر موافقة مدتها ثلاثة أشهر منحتها السلطات السودانية للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لاستخدام معبر أدري الحدودي مع تشاد لإمداد دارفور بالمساعدات الإنسانية.
وقال السفير السوداني لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث محمد، الاثنين، إن الحكومة المدعومة من الجيش ملتزمة بتسهيل تسليم المساعدات في أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلى نيبينزيا، الاثنين، أيضا إن الأمر متروك للحكومة السودانية لتقرر ما إذا كان معبر أدري سيظل مفتوحا بعد منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر وإنه سيكون "من غير المناسب الضغط" على الحكومة.
وأضاف: "نعارض بشدة إضفاء الطابع السياسي على المساعدات الإنسانية. نعتقد أن أي مساعدة إنسانية يجب تسليمها فقط عبر السلطات المركزية".