يمثل مقتل رضي موسوي، أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، تصعيدًا كبيرًا في الصراع بين إسرائيل وإيران، والذي قد تكون له عواقب كبيرة، فالثأر خطوة متوقعة، وهذه السلسلة من الإجراءات والأفعال الانتقامية قد يترتب عليها اقتراب المواجهة العسكرية المباشرة بين الجانبين.

من هو رضي موسوي؟

يقيم رضي موسوي، بسوريا منذ عدة سنوات، ويشغل منصب ممثل قوات فيلق القدس في سوريا، ويعمل خلال الحرب كقناة للنقل اللوجستي والمال لقوات الحرس.

فيما ذكر المرصد السوري، أن مستشار الحرس الثوري الإيراني راضي موسوي كان مقربا من قاسم سليماني وحسن نصر الله، وقتل في مزرعة قرب "السيدة زينب" بدمشق.

ووفقًا لمصادر المعارضة الإيرانية، فإن رواتب الحشد الشعبي العراقي وعناصر "حزب الله"، يتم تأمينها من مكتب خامنئي. وكما يتم نقل المال إلى سوريا بواسطة قوات الحرس بشكل نقدي وفي المطار يتم تحويلها إلى عملاء فيلق القدس ومن ثم إلى العميد الحرسي سيد راضي موسوي ممثل قوات فيلق القدس في سفارة النظام الإيراني، وهو يقوم بعدها بتوزيع هذه الأموال بين مسؤولي قوات فيلق القدس.

ويبقى السؤال الأكبر: ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، ردا على سؤال حول قيام إسرائيل بقتل اثنين من الحرس الثوري الإيراني في سوريا الأسبوع الماضي، أن طهران سترد على أي هجمات على مصالحها.

وذكر كنعاني أن لا شيء سيمر دون عقاب، مؤكداً أن أي عمل ضد مصالح إيران وقواتها الاستشارية في سوريا لن يجري دون رد.

ما الذي تستطيع إيران أن تفعله للرد على أي هجوم؟

يقول مارك فيتزباتريك مدير برنامج حظر انتشار الأسلحة ونزع السلاح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن إن "قدرة إيران على الرد المباشر على إسرائيل محدودة. حيث يتفوق الإسرائيليون على القوة الجوية القديمة لإيران، والتي لديها فقط عدد محدود من الصواريخ الباليستية التي يمكن أن تصل إلى إسرائيل".

وأضاف أيضا أن ترسانة إيران الصاروخية تشمل "نسخة معدلة من صواريخ شهاب-3، وغدر-1 والتي يبلغ مداها نحو 1600 كم (995 ميلا)، لكن إيران لديها فقط نحو 6 منصات لإطلاق هذه الصواريخ.

أما الصاروخ الإيراني الجديد( سجيل 2 ) الذي يعمل بالوقود فيمكن أن يصل إلى إسرائيل أيضا، "لكنه لا يعمل بشكل كامل حتى الآن".

ويرى فيتزباتريك أن هذه الصواريخ "غير دقيقة جدا لدرجة أنها لا تستطيع أن تحدث أي تاثير ضد أهداف عسكرية"، كما أنها في جهة نظره ليست وسيلة فعالة لحمل أسلحة كيميائية أو بيولوجية، بالإضافة إلى أن إيران لا تمتلك أسلحة نووية".

وباختصار، يعتقد فيتزباتريك أن "أي هجوم صاروخي من قبل إيران سيكون فقط مجرد إشارة رمزية".

تجنيد الحلفاء

ورجح فيتزباتريك بشكل كبير أن تقوم إيران بالرد على اسرائيل ولكن "بشكل غير منتظم، ومن خلال وكلاء".

فمثلا حزب الله اللبناني يمتلك وفقا لبعض التقديرات أكثر من عشرة آلاف منصة لإطلاق الصواريخ في جنوب لبنان، زودته بها إيران.

وأضاف ان معظم هذه الصواريخ من طراز الكاتيوشا ويبلغ مداها 25 كيلومترا (16 ميلا)، و هناك أيضا صواريخ يمكنها أن تقوم بضرب كل مكان في إسرائيل مثل فهر-3 (45 كيلومترا)، و فجر 5 (75 كيلومترا)، و زلزال-2 (200 كم) و كذلك صواريخ الفاتح-110 (200 كم)، بالإضافة إلى نحو 10 صواريخ من طراز سكود- د التي يمكن أن تحمل 750 كيلو غراما من المتفجرات.

ويقول أيضا أن حركة المقاومة الإسلامية حماس قد تهاجم إسرائيل بصواريخ قصيرة المدى.

والخطر الكبير هنا هو إندلاع صراع على نطاق واسع، سواء بين إسرائيل وحزب الله، أو إسرائيل وحماس.

عمل بحري في الخليج

تتمتع القوات البحرية الإيرانية - خاصة الذراع البحرية لقوات الحرس الثوري - بتجهيزات جيدة لوجود طائرات صغيرة وسريعة لديها القدرة على زراعة الألغام أو شن هجمات جماعية ضد السفن الحربية الكبيرة.

وتنشر إيران أيضا صواريخ مضادة للسفن قادرة على الرد.

وتثق البحرية الامريكية في أنها قادرة على إعادة فتح مضيق هرمز، لكن هذا يهدد بإندلاع صراع بحري موسع بين الولايات المتحدة وإيران، وفي وقت قصير، يمكن أن يكون هناك تأثير كبير على أسعار النفط العالمية.

القانون الدولي

ومن بين أشياء عديدة غير مؤكدة تتعلق باحتمالية هجوم إسرائيل على إيران وطبيعة الرد الإيراني، هناك شيء واحد واضح، وهو أن مثل هذا الهجوم غير قانوني طبقا للقانون الدولي.

وتقول ماري إلين أوكونيل، أستاذة القانون الدولي بجامعة نوتردام، إن صياغة إطارا تشريعيا لإطار كهذا "يحتّم الحصول على تفويض من مجلس الأمن، لأن إيران لم تشن هجوما مسلحا ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة."

وأشارت إلى أن ميثاق الأمم المتحدة يؤكد أن استخدام القوة ممنوع بشكل عام ما لم يكن على سبيل الدفاع عن النفس في مواجهة هجوم مسلح أو بتفويض من مجلس الأمن.

وبالطبع ربما تقول إسرائيل إنها تشن الهجوم استباقا لهجوم نووي محتمل من قبل إيران، مع أنه لا أحد يعتقد أن إيران تمتلك قنبلة نووية، ولكن تؤكد أوكونيل أن أي هجوم إسرائيلي لن يكون مشروعا.

وتضيف أيضا "يوجد نقاش قائم بين قانونيين دوليين حول المرحلة التي قد تقوم فيها دولة بالرد على هجوم مسلح، وهل يتعين أن يقع الهجوم للقيام بالرد؟ أم يكفي كمبرر أن يكون وشيكا؟".

وأشارت إلى أنه لا يوجد دعم بين الخبراء لفكرة الرد الاستباقي لمنع هجوم افتراضي في المستقبل.ولكن من المؤكد أن بعض الدول تقوم بما تعتقد أن عليها القيام به عندما ترى مخاطر تهدد مصالحها الحيوية.

وعلى سبيل المثال، قام حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالهجوم على صربيا والقوات الصربية في كوسوفو، وقامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بغزو العراق، وفي كلا الحالتين دون تفويض من مجلس الأمن.

وأوضحت أنه في كلا الحالتين أسفر استخدام القوة بصورة غير قانونية عن تبعات باهظة الثمن.

وقالت "يمكن المقارنة بين هذين المثالين مع الاستخدام القانوني للقوة من أجل تحرير الكويت بعد الغزو العراقي، حيث خرجت الولايات المتحدة من هذا التدخل بمكاسب مالية ومعنوية."

عنصر داخلي

ويقول الكاتب تريتا بارسي، مؤلف أحد الكتب حول دبلوماسية أوباما تجاه إيران إن موقف إيران سيتغير بدرجة كبيرة إذا قامت إسرائيل بتنفيذ أي هجوم.

وأضاف: "لم أقابل مراقبا لا يعتقد أن إصرار الحكومة الإيرانية ورغبتها في الحصول على سلاح ردع نووي سيزيد إذا تعرضت إيران لهجوم."

ويشير إلى أن الولايات المتحدة تقدر أنه في أعقاب أي هجوم إسرائيلي "سيعمل الإيرانيون على جعل برنامجهم سريا بدرجة أكبر وسيخرجون (أو يهددون بالخروج) من اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية، وسيطردون مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويسعون للحصول على قنبلة ذرية."

ويوضح أن بعض المسؤولين العسكريين البارزين في أمريكا أشاروا إلى أن "قصف إيران هو أسرع إجراء يضمن تصنيع قنبلة نووية إيرانية."

ويقول بارسي إن أي هجوم إسرائيلي سيكون له تداعياته داخل إيران أيضا.

وأشار إلى أن النظام الإيراني لا يحظى بشعبية بدرجة كبيرة "وجراح انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة منذ انتخابات 2009 لا تزال تنزف."

"ولكن أي هجوم على إيران، ولاسيما إذا أسفر القصف عن أعداد كبيرة من القتلى والمصابين بين صفوف المدنيين، ستؤدي إلى توحيد الأطراف المتناحرة داخل إيران ضد المعتدي الخارجي."

وأوضح أن ذلك ما حدث عام 1980 حين اندلعت الحرب العراقية الإيرانية، وأدى ذلك إلى تعزيز قبضة آية الله الخوميني على السلطة، وأثار "نعرة قومية وحماسا ثوريا وجمّد الصراع الداخلي على السلطة".

ويجب أن يظل ذلك ماثلا في أذهان صناع السياسات الإسرائيليين والغربيين، الذين يفكرون من حين لآخر في فكرة تغيير النظام داخل إيران.

ويشير هذا الوضع إلى أن أي هجوم عسكري ناجح من وجهة نظر إسرائيل لن يفضي إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لأعوام قليلة.

اقرأ أيضاًوزيرا خارجية الأردن وإيران يبحثان هاتفيا جهود وقف الحرب على غزة

هكذا ردت إيران على واشنطن بعد طلبها إيقاف عمليات الحوثيين ضد الاحتلال

السيسي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الإيراني للتهنئة بإعادة انتخابه رئيسًا لمصر

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل إيران الحرس الثوري الإيراني الحرس الثوري الإيراني في سوريا القوات الصربية المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حركة المقاومة الإسلامية حركة المقاومة الإسلامية حماس حزب الله حلف شمال الأطلسي حماس رضي موسوي صواريخ ايران صواريخ قصيرة المدى صواريخ مضادة للسفن كوسوفو مقتل موسوي من هو رضي موسوي موسوي ميثاق الأمم المتحدة ناتو ناصر كنعاني الولایات المتحدة هجوم إسرائیل الحرس الثوری فیلق القدس رضی موسوی فی سوریا أی هجوم یمکن أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

حدث ليلا.. السنوار «الصغير» يفاجئ إسرائيل وزلزال وشيك بتركيا وارتباك سياسي بهولندا

شهدت الساعات القليلة الماضية تطورات مثيرة على الصعيد العالمي والإقليمي، فقد أفادت قناة إسرائيلية بأن محمد السنوار، شقيق قائد حركة حماس يحيى السنوار، أصبح يدير قوات الحركة في ميدان القتال، ينفس أسلوب أخيه، ومن جانب آخر، تشير التقارير إلى أن حكومة هولندا مهددة بالانهيار على خلفية الأحداث العنيفة التي شهدتها أمستردام، بينما عاد عالم الزلازل الهولندي فرانك هوجربيتس ليحذر مجددًا من احتمال وقوع زلزال عنيف يضرب تركيا في الأيام المقبلة.  

السنوار الصغير يحل محل أخيه

أفادت قناة «12» الإسرائيلية بأنّها رصدت محاولات لمحمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، ليحل محل أخيه في قيادة الحركة بغزة، مؤكدة أنه حتى الوقت الحالي لم ينجح في ذلك، ولا يسيطر إلا على بعض القوات.

وترى القناة أنّه بعد شهر من اغتيال يحيى السنوار، أصبح من الواضح أن شقيقه محمد يحاول أن يحل مكانه، أو على الأقل أن يكون بديلاً له في القيادة العسكرية لحركة حماس.

وأشارت القناة إلى أنّ السنوار «الصغير» نجح جزئيًا فقط، حيث يدير جزءًا من القوات في الميدان، وأنه نادرًا ما يخرج من الأنفاق ويكتفي بتمرير رسائل شفهية على غرار أسلوب أخيه.

وزعمت القناة أنّ محمد السنوار لا يقترب من شخصيات مثل يحيى السنوار أو محمد الضيف، قائد الجناح العسكري للحركة، من حيث القدرات، رغم أنه «أقوى شخص عسكريًا في غزة حاليًا».

فوجئ الاحتلال الإسرائيلي بوجود محمد السنوار على رأس الفصائل الفلسطينية التي تقاوم في قطاع غزة، بعد اغتيال شقيقه يحيى.

حكومة هولندا مهددة بالانهيار بسبب أحداث أمستردام

وشهدت هولندا ارتباكًا سياسيًا على خلفية أسلوب تعامل الحكومة مع أحداث العنف، التي نشبت خلال مباراة في كرة القدم بين أياكس أمستردام الهولندي ومكابي تل أبيب الإسرائيلي، وفقًا لما ذكرته صحيفة «الجارديان».

وعقد مجلس الوزراء الهولندي جلسة طارئة وسط تقارير تشير إلى احتمال انهيار الائتلاف الحاكم، بسبب الجدل حول تعامل الحكومة مع أحداث العنف التي اندلعت خلال المباراة.

وأفادت وسائل إعلام محلية استنادًا إلى مصادر حضرت جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة، بأن نورا أشهبار، وزيرة الدولة للمالية في حكومة الائتلاف بقيادة حزب الحرية الشعبوي المناهض للمسلمين برئاسة خيرت فيلدرز، قدمت استقالتها في وقت سابق، بسبب تصريحات أدلى بها وزراء بشأن الاشتباكات التي وقعت خلال المباراة، بينما يفكر أعضاء آخرون في مجلس الأمن القومي في الاستقالة.

العالم الهولندي يحذر من زلزال يضرب تركيا

لا يزال راصد الزلازل الهولندي فرانك هوجربيتس يطلق توقعاته بشأن احتمال حدوث نشاط زلزالي قوي يضرب عدة دول، أو دولة معينة، خاصة تلك التي تتمتع باستجابة زلزالية واضحة نتيجة لمستويات الضغط في القشرة الأرضية في بعض البلدان، التي باتت تتهيأ بالفعل لحدوث الزلازل.

وخلال الساعات الأخيرة، حذر هوجربيتس من احتمال أن تشهد تركيا زلزالًا عنيفًا نتيجة لحركة الاقتران الكوكبي والقمري مع اكتمال القمر، ما يؤثر على حدوث الزلازل في المنطقة.

وكتب «هوجربيتس» على صفحته في موقع «فيسبوك» «من المحتمل أن تشهد تركيا هزة أقوى بسبب التقلبات التي شهدتها أمس».

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإيراني ينفي حدوث اجتماع بين إيلون ماسك ومندوب إيران بالأمم المتحدة
  • طيارون أمريكيون يكشفون تفاصيل ليلة هجوم إيران على إسرائيل
  • إرهاق ونفاد أسلحة.. طيارون أمريكيون يتحدثون عن ليلة هجوم إيران على إسرائيل
  • حدث ليلا.. السنوار «الصغير» يفاجئ إسرائيل وزلزال وشيك بتركيا وارتباك سياسي بهولندا
  • طيارون أمريكيون يكشفون تفاصيل جديدة عن هجوم إيران على إسرائيل
  • طيارون أميركيون يكشفون ما حدث ليلة هجوم إيران على إسرائيل
  • الحرس الثوري الإيراني يقضي على 23 إرهابياً في محافظة سيستان وبلوشستان
  • تقرير: هجوم إسرائيل الأخير دمر منشأة نووية إيرانية
  • ضم الضفة والتعامل مع إيران.. ماذا تعكس خيارات ترامب تجاه قضايا الشرق الأوسط؟
  • الحرس الثوري الإيراني يتوعد إسرائيل ويجدد دعمه لمحور المقاومة