علماء يحذرون من انتشار مرض "الغزلان الزومبي" إلى البشر
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
دق الباحثون في الولايات المتحدة ناقوس الخطر بشأن الارتفاع الكبير في حالات مرض الهزال المزمن (CWD) بين الحياة البرية في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، محذرين من أن الفيروس القاتل يمكن أن ينتشر إلى البشر.
ووفقا لموقع “روسيا اليوم”، ينتج مرض CWD، المعروف أيضًا باسم "مرض الغزلان الزومبي"، عن البريونات - وهي عوامل ممرضة غير طبيعية قابلة للانتقال والتي تغير دماغ مضيفها وأجهزته العصبية، وتترك الحيوان المصاب يسيل لعابه، وخاملًا، ومتعثرًا.
ووصف الخبراء المرض بأنه كارثة بطيئة الحركة، في تقرير حديث. وأوضح الدكتور كوري أندرسون، الباحث في مجال CWD في جامعة مينيسوتا، أن المرض مميت وغير قابل للشفاء ومعدٍ للغاية.
وحذر من أنه يكاد يكون من المستحيل القضاء عليه بمجرد أن يصيب البيئة. لاحظ العلماء أيضًا أن CWD مقاوم للمطهرات، والفورمالديهايد، والإشعاع، والحرق عند درجة حرارة 600 درجة مئوية، ويمكن أن يستمر في الأوساخ أو على الأسطح لسنوات.
وفي العام الماضي، تم اكتشاف المرض في حوالي 800 عينة تم جمعها من الغزلان والأيائل والموظ في جميع أنحاء ولاية وايومنج، وفقًا لبرينا بول من إدارة الألعاب والأسماك بالولاية.
ويشعر العلماء بالقلق بشكل خاص من أن المرض قد شق طريقه على ما يبدو إلى حديقة يلوستون الوطنية في الأشهر الأخيرة.
وأوضح الرئيس السابق للصحة الحيوانية في الخدمة الفيدرالية الأمريكية للأسماك والحياة البرية، الدكتور توماس روف، أن النظام البيئي للمنتزه يدعم حاليًا المجموعة الأكبر والأكثر تنوعًا من الثدييات البرية الكبيرة في القارة.
وقال روف : "إنه مرض له آثار بيئية هائلة" ، مشيراً إلى أن الفشل في الحد من انتشاره يعني أن الملايين من الأشخاص الذين يزورون يلوستون كل عام قد يرون قريباً عواقب مرض CWD بأنفسهم.
وزعمت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، التي نشرت في وقت سابق من هذا الشهر، أن المرض موجود حاليًا في 32 ولاية بالإضافة إلى ثلاث مقاطعات كندية.
حتى الآن لم يتم الإبلاغ عن أي حالات لانتشار مرض CWD إلى البشر، على الرغم من أن ما يصل إلى 15000 حيوان مصاب قد استهلكها البشر في عام 2017، وفقًا لتحالف الحياة البرية العامة.
ومع ذلك، حذر علماء الأوبئة في الولايات المتحدة وكندا من أن الأمر قد يكون مسألة وقت فقط لأن المرض جزء من مجموعة من الاضطرابات العصبية القاتلة التي تشمل مرض جنون البقر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاضطراب اكتشاف المرض اضطراب الحياة البرية أن المرض
إقرأ أيضاً:
العلماء يكتشفون لونا جديدا لم ير من قبل مطلقًا
أعلن علماء من جامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة واشنطن عن اكتشاف لون لم يُرصد من قبل، وقد تحقق هذا الإنجاز من خلال طريقة جديدة لتحفيز شبكية العين.
يُدرك الإنسان الألوان عادةً الخلايا المخروطية، وهي نوع من الخلايا الحساسة للضوء موجودة في شبكية العين، وتحديدًا مسؤولة عن رؤية الألوان وحدة البصر في الضوء الساطع، تُسمى "مخروطية" لأن شكلها يشبه المخروط تحت المجهر.
يوجد 3 أنواع رئيسية، وكل نوع يستجيب لطول موجي مختلف من الضوء، فالخلايا الحمراء حساسة للضوء ذي الموجات الطويلة ( أي اللون الأحمر)، والخلايا الخضراء حساسة للضوء متوسط الطول الموجي (أي اللون الأخضر)، والخلايا الزرقاء حساسة للضوء القصير الموجة (أي اللون الأزرق).
عندما يسقط الضوء على الخلايا المخروطية، تمتصه الأصباغ الموجودة فيها، هذا يُحفّز الخلية لتُرسل إشارة كهربائية عبر العصب البصري إلى الدماغ، الذي يترجم هذه الإشارات إلى صورة ملونة.
وبفضل هذه الأنواع الثلاثة، يمكننا رؤية ملايين الألوان بدمج الإشارات المختلفة منها، ولفهم الأمر تخيل أنك ترى أمامك الآن قميصا أصفر، هذا القميص يتسبب في تنشيط المستقبلات الخاصة باللونين الأحمر والأخضر بشكل أكبر مقارنة بمستقبلات اللون الأزرق.
إعلانويفسر عقلك هذه الإشارات المتباينة على أنها اللون الأصفر، بشكل يشبه أن تقوم بمزج اللونين الأخضر والأحمر لتحصل على الأصفر، كما كنا نفعل في المدارس صغارا.
وفي الظروف الطبيعية، يستحيل تحفيز نوع واحد فقط من المخاريط دون التأثير على الأنواع الأخرى بسبب تداخل الحساسيات، هذا التقييد يُقيد إدراكنا للألوان ضمن نطاق محدد.
وبحسب الدراسة، التي نشرها هذا الفريق في دورية "ساينس أدفانسز" طوّر الباحثون جهازًا يُسمى "أوز" يُمكنه استهداف المخاريط الخضراء فقط، باستخدام نبضات ليزر دقيقة، مُتجنبين تحفيز المخاريط الحمراء والزرقاء.
ومن خلال تحفيز هذه المخاريط حصريًا، أدرك المشاركون في الدراسة (وهم 5 أفراد) لونًا فريدًا، وُصف بأنه "أزرق مخضرّ شديد التشبع"، وهو لون "لا يتوافق مع أي لون طبيعي معروف"، سُمي هذا اللون "أولو".
وفي الاختبارات اللاحقة، واجه المشاركون صعوبة في مطابقة لون "أولو" باستخدام مراجع الألوان القياسية، مما يدل على تميزه عن الألوان المعروفة، وإدراك لون جديد.
تقدم هذه الدراسة أفكارا مثيرة للانتباه حول كيفية معالجة الدماغ للألوان، وقد يؤدي ذلك إلى فهم أعمق لآليات الإدراك البصري.
وربما تُساعد هذه التقنية في تطوير علاجات لعدد من الاضطرابات البصرية المتعلقة بإدراك الألوان، وربما تفتح الباب لمحاكاة ألوان أخرى مستحيلة وتطبيق الأمر في الواقع الافتراضي والفنون البصرية.
وحاليًا، لا يمكن عرض "أولو" على الشاشات القياسية أو إعادة إنتاجه بالوسائل التقليدية، مما يحد من إمكانية الوصول إليه خارج المختبرات.
ولذلك، يجادل بعض الخبراء بأن "أولو" قد يكون نسخة متطرفة من الألوان الحالية، وليس لونًا جديدًا تمامًا.
إعلان عالم جديد مختلفوالواقع أن الفكرة نفسها ليست جديدة، فمن المعروف أن هناك ألوانا في الطبيعة لا يراها البشر، فمثلا يمتلك روبيان أو جمبري السرعوف 4 أضعاف المستقبلات الضوئية التي يمتلكها البشر، مما يسمح له باستشعار خصائص للضوء غير مرئية للبشر وللحيوانات الأخرى.
ويعني ذلك أن قدرات الإدراك البصري عند روبيان السرعوف تتخطى حاجز الضوء المرئي، حيث يبدأ نطاق قدرة روبيان السرعوف على إدراك الإشعاع الكهرومغناطيسي من الأشعة تحت الحمراء، ويمتد عبر الطيف المرئي بالكامل، ويدخل في الأشعة فوق البنفسجية، وهو أمر يمكّنه من تمييز تفاصيل ورؤية دقائق لا يمكن لنا نحن البشر إدراكها.
إلى جانب ذلك يمكن للعديد من أنواع الطيور والنحل إدراك الأشعة فوق البنفسجية، تساعدها هذه القدرة على اكتشاف أنماط وألوان أكثر تفصيلا في ريش الفرائس مثلا، أو في الفواكه، والتي غالبا ما تعكس الأشعة فوق البنفسجية، وبالتالي يمكن لهذه الكائنات رؤية تفاصيل لا يراها البشر أصلا.
وبشكل خاص، تتمتع أنواع من النسور والصقور برؤية رباعية الألوان، أي أن لديها 4 أنواع من الخلايا المخروطية في شبكية أعينها، وهذا يسمح لها برؤية مجموعة أوسع من الألوان، ما يسهل عليها إيجاد الفرائس من مسافات بعيدة.
وتمتلك بعض أنواع الفراشات، مثل "فراشة ذيل السنونو الصفراء" اليابانية، ما يصل إلى 6 أنواع من المستقبلات الضوئية، مما يسمح لها برؤية مجموعة أوسع بكثير من الألوان، بما في ذلك الأشعة فوق البنفسجية، وهذا يساعدها على تحديد الأزواج والزهور بشكل أكثر فعالية.