سواليف:
2025-03-07@06:28:15 GMT

الأردن بين الدولة الخامسة والدولة البديلة

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

الأردن بين الدولة الخامسة والدولة البديلة – د. #منذر_الحوارات

كتبت مقالاً قبل عام تحت عنوان الأردن بين خطرين، حاولت أن أقرأ فيه الأخطار التي تهدد الأردن في ذلك الحين، واقترحت خطرين الأول والأهم إسرائيلي وهو خطر وجودي على الأردن بكونه أولاً قوة عسكرية هائلة تحتل أراضي فلسطين التاريخية وهي ذات طبيعة توسعية وإحلالية تسعى للتخلص من العبء الديمغرافي الفلسطيني بأي وسيلة كانت والأردن هو المكان المقترح، أما الخطر الآخر فقد حددته بتواجد الميليشيات الإيرانية على الحدود الشمالية للأردن والتي بدأت تمارس الضغوط على الأردن منذ العام 2018 بطريقتين الأولى تهريب المخدرات وعلى رأسها الكبتاجون وحالياً تهريب السلاح وبكميات هائلة، والثاني هو الخطر الأمني الذي تشكله هذه القوى اللادولتية على الحدود.

ما يحدث في غزة والضفة الغربية وما يحدث على الحدود مع سورية والعراق أعاد طرح الموضوع، إذ اثبتت الأحداث بعد السابع من أكتوبر وحشية وحقد الرد الإسرائيلي الأميركي والذي يحاول خلق جدار من الردع مبني على الرعب يحذر الخصوم بأن ثمن الاعتداء على إسرائيل قاسٍ جداً، يشير إلى ذلك البربرية في استخدام الآلة العسكرية الإسرائيلية الأميركية، واستسهالها قتل كل من يواجهها بغض النظر عن الجنس أو العمر، لكن الملفت كان حجم الإصرار الإسرائيلي على دفع الغزيين باتجاه الحدود مع مصر وإصرارها على ممارسة العقاب الجماعي بحق المدنيين للدرجة التي أوصلت الجميع إلى قناعة بأن الهدف الأساسي هو خلق واقع في غزة يدفع الناس قصرا للهجرة، صحيح ان ما يبديه أهل غزة هو صمود اسطوري لكن في النهاية إذا طالت الحرب فإن خيارات البقاء تفرض نفسها، ومثل ذلك الأمر يحدث في الضفة الغربية وكنت كتبت مقالاً عن الحرب الصامتة هناك ارجو العودة إليه، فدولة الاحتلال تحاول أيضاً خلق واقع مأساوي في الضفة الغربية يجعل من المستحيل العيش فيها، وإذا ما قارنا ذلك مع تصريحات نتنياهو التي أقر فيها انه هو من عطل حل الدولتين، نكتشف أن إسرائيل جادة فيما تقول.

أما في الجانب الإيراني فالتحركات على الجانب العراقي ومحاولة إيران التمركز في طريبيل والمناطق المحاذية للأردن وكذلك سيطرتها على الحدود الشمالية للأردن ونشر ميليشياتها بشكل كبير يؤكد أن الأمور لا تخلو من هدف ما، فالأيام الماضية كانت حبلى بتطورات عسكرية على الحدود السورية الأردنية، فقد كانت مسرحًا لمواجهات عسكرية اشبه بحرب حقيقية، استطاعت خلالها القوات المسلحة الأردنية صد الميليشيات بل وقتلت واحدا من القادة البارزين في رسالة لا تخفى على عارف تشير إلى أنه حتى لو أضطر الأردن مكرها للتدخل خارج حدودة للدفاع عن أمنه الوطني لما تردد، لكن السؤال لماذا كثافة هذا التحرك في هذه الفترة بالذات ولماذا كانت الأسلحة بهذه الكثافة ولماذا بعدها أتبعت بطائرة مسيرة قادمة من الميليشيات التابعة لإيران في العراق تم اسقاطها ؟ لماذا تزيد إسرائيل من طرح خيار التهجير ولماذا تقوم إيران بتسعير ميليشياتها على الأردن؟ وكلاهما يحاول استثمار الوضع الداخلي وتجييشه، وكلاهما يحاول اضعاف الدولة الأردنية ومحاولة بث الشك في موقفها تجاه ما يحدث في غزة، فرواية المناصرين لإيران في الأردن أن هذه المناوشات على الحدود كانت لمنع اسلحة من الوصول إلى غزة وهذا قول عبثي، انها محاولة إيرانية لاستثمار مكون أردني واستثارته ضد الدولة، وهي ربما لا تعلم أن هذا المكون أكثر حرصا وتمسكا من أي وقت مضى بالدولة الأردنية ونظامها السياسي، وستكتشف أن هؤلاء سيكونون في مقدمة من يتصدون لها.
لكن لماذا تصر إيران على قلب الطاولة الأردنية على الرغم من وجود مفاوضات أردنية إيرانية برعاية سعودية لحل الاشكالات، لا شك أنه لم يكن في وارد حماس للحظة أن الأردن أو مصر سيرحبان بعمليتها بل كانت تأمل موقفاً جاداً من حلفائها في محور المقاومة الذي تقوده إيران وهؤلاء سارعوا لاختلاق الذرائع للتنصل من أي موقف جاد سوى بعض المناوشات لإثبات الوجود وهذا يؤكد أن إيران موجودة لخدمة مشروعها التوسعي فقط، ولكنها قصدت أم لم تقصد شاءت أو لم تشاء تقدم خدمة لا تقدر بثمن للمشروع الإسرائيلي، فإضعاف الدولة الأردنية لا يصب إلا في صالح هذا المشروع، والسؤال الموجع حقاً هل يخدم كل منهما الآخر أم أنها صدفة محضة، فحلم إيران بعاصمة خامسة وحلم إسرائيل بوطن بديل يتقاطعان بطريقة تبعث على الريبة والشك، لكن الواضح أن الدولة الأردنية قادرة على افشال كلا المخططين وكيف لا والملك عبدالله الثاني كان أول من حذر من طموحات إيران التوسعية ومثل ذلك فعل دوماً مع إسرائيل عندما أعلن أن أي عملية تهجير ستكون بمثابة حرب على الأردن.

الغد

مقالات ذات صلة من أين لك هذا..؟ 2023/12/25

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الدولة الأردنیة على الأردن على الحدود

إقرأ أيضاً:

تقرير: خبراء صواريخ روس زاروا إيران وسط الاشتباكات مع إسرائيل

تشير مراجعة لسجلات سفر وبيانات توظيف، إلى أن عدداً من كبار خبراء الصواريخ الروس زاروا إيران خلال العام الماضي، وسط تعزيز الجمهورية الإسلامية تعاونها الدفاعي مع موسكو.

وتم حجز السفر لخبراء الأسلحة الـ7 من موسكو إلى طهران، على متن رحلتين في 24 أبريل (نيسان) و17 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، وفق وثائق تحوي تفاصيل الحجزين الجماعيين بالإضافة إلى بيان الركاب للرحلة الثانية.

وأظهر مرسوم نشرته الحكومة الروسية، ووثيقة على موقع وزارة الخارجية الروسية على الإنترنت، أن سجلات الحجز تتضمن أرقام جوازات سفر الرجال، حيث يحمل 6 من الـ 7 الرقم "20" في بداية رقم الجواز.

Russian missile experts flew to Iran amid clashes with Israelhttps://t.co/hjWfXvw8lL

— Economic Times (@EconomicTimes) March 4, 2025

ويشير ذلك إلى أن جواز السفر يُستخدم في أعمال رسمية للدولة، ويصدر لمسؤولين حكوميين في رحلات عمل خارجية وعسكريين يعملون انطلاقاً من الخارج. ولم تتمكن رويترز من تحديد ما كان يفعله السبعة في إيران.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإيرانية إن "خبراء الصواريخ الروس قاموا بزيارات متعددة لمواقع إنتاج الصواريخ الإيرانية العام الماضي، ومنها منشأتان تحت الأرض، وبعض الزيارات جرت في سبتمبر (أيلول) الماضي". ولم يحدد المسؤول الموقع، طالباً عدم الكشف عن هويته لتتسنى له مناقشة المسائل الأمنية.

وقال مسؤول دفاعي غربي، يراقب التعاون الدفاعي الإيراني مع روسيا وطلب عدم الكشف عن هويته أيضاً، إن عدداً غير محدد من خبراء الصواريخ الروس زاروا قاعدة صواريخ إيرانية، على بعد 15 كيلومتراً تقريباً غرب ميناء أمير آباد على الساحل الإيراني على بحر قزوين في سبتمبر (أيلول) الماضي.

ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كان الزوار الذين أشار إليهم المسؤولون يشملون الروس في الرحلتين.

وأفادت مراجعة لقواعد البيانات الروسية التي تحتوي على معلومات عن وظائف المواطنين أو أماكن عملهم، ومنها الخاصة بسجلات الضرائب والهواتف والسيارات، بأن الروس السبعة الذين حددتهم رويترز لديهم جميعاً خلفيات عسكرية رفيعة المستوى، منهم اثنان برتبة كولونيل وآخران برتبة لفتنانت كولونيل.

كما أظهرت السجلات أن اثنين من الخبراء في أنظمة صواريخ الدفاع الجوي، وأن 3 متخصصون في المدفعية والصواريخ، بينما يتمتع أحدهم بخلفية في تطوير الأسلحة المتقدمة، وعمل آخر في ميدان لاختبار الصواريخ. ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كان الجميع لا يزالون يقومون بتلك الأدوار، إذ تراوحت بيانات التوظيف من 2021 إلى 2024.

وجاءت رحلاتهم إلى طهران في وقت حرج بالنسبة لإيران، التي وجدت نفسها منجرة إلى معركة انتقامية مع عدوها اللدود إسرائيل، تبادل فيها الجانبان شن ضربات عسكرية في أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي.

واتصلت رويترز بجميع الرجال عبر الهاتف. ونفى 5 منهم أنهم ذهبوا إلى إيران أو أنهم عملوا لصالح الجيش أو كلا الأمرين، بينما رفض أحدهم التعليق وأغلق آخر الهاتف.

ورفضت وزارتا الدفاع والخارجية الإيرانيتان التعليق على ذلك، وأيضاً مكتب العلاقات العامة في الحرس الثوري، وهو قوة النخبة التي تشرف على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب التعليق.

وأثر التعاون بين البلدين بالفعل على حرب روسيا على أوكرانيا، مع نشر أعداد كبيرة من طائرات شاهد المسيرة الإيرانية في ساحة المعركة.

ووقعت موسكو وطهران اتفاقية عسكرية مدتها 20 عاماً في العاصمة الروسية في يناير (كانون الثاني) الماضي.

مقالات مشابهة

  • مقتل 4 مهربين في اشتباك مع الجيش الأردني على الحدود السورية
  • نظرة في حركات التمرد والدولة نحو التسوية التاريخية (نموذج مناوي وكيكل)
  • عاجل| قتلى باشتباكات مسلحة عند الحدود الأردنية
  • مقتل 4 مهربين في اشتباكات على الحدود الأردنية السورية
  • الدكتورة هبة رؤوف عزت: العنصرية تتعمق عالميا والدولة التقليدية لم تعد موجودة
  • كانت تكتب به توقيعات سلاطين الدولة العثمانية.. فلسطيني يرسم اسم شيخ الأزهر بـ«خط الطغراء»
  • الإعلام العبري يكشف عن أساليب تجنيد إيران للجواسيس في إسرائيل
  • عاجل | المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية: تصريحات وزير الخارجية التركي بشأن إيران كانت غير بناءة ونأمل ألا نشهد تكرارها
  • الاحتلال يتحدث عن قرب البدء بإنشاء جدار فاصل مع الأردن
  • تقرير: خبراء صواريخ روس زاروا إيران وسط الاشتباكات مع إسرائيل