ما علاقة رئاسة الجمهورية بحرب غزة؟
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
قد يفهم بعض المتعاطفين مع "حزب الله" ربطه التصعيد في الجنوب بالحرب الدائرة في غزة، وإن كانت كرة ثلج المواقف غير المؤيدة لما يقوم به بدأت تكبر شيئًا فشيئًا. إلا أن ما لا يفهمه جميع اللبنانيين إصرار "حارة حريك" على ربط الاستحقاق الرئاسي بالحرب الإسرائيلية على أهالي غزة، التي قد تطول أكثر مما يتوقعه بعض المتفائلين بأن تتوقف آلة الموت الإسرائيلية في أسرع وقت.
فالملفات والاستحقاقات كافة قد رحّلت طبيعيًا الى العام المقبل، وعلى رأس ما هو مرحّل الملف الرئاسي وسط معلومات تشير الى أنه سيعاد تحريك الملف مطلع العام الجديد بتفعيل الدور الفرنسي وزيارة مرتقبة للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان ومسؤولين قطريين، للاستفادة من التسوية السياسية التي حصلت للتمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون وتوجت بانعقاد المجلس النيابي وإقرار القانون. فالرئيس نبيه بري، كما يُنقل عنه، يعتبر أن الوقت قد حان ليكون ملف انهاء الشغور الرئاسي بنداً اول على طاولة الاهتمامات في السنة الجديدة. فأي تأخير في انتخاب رئيس جديد للبلاد قد يقود إلى تفاقم الخسائر الاقتصادية المتراكمة، مع تزايد حجم التعقيدات المتوالدة والمستنسخة.
فلا شيء يمنع النواب، على اختلاف توجهاتهم السياسية، أن يكرّروا مشهد 15 كانون الأول في أي جلسة قد يدعو إليها الرئيس بري، خصوصًا إذا وُضعت المصالح السياسية الضيقة جانبًا من قِبل كل الكتل المؤثرّة في أي قرار على مستوى كل الوطن، بعدما ثبُت للجميع أن رئاسة الجمهورية هي "أم السلطات"، ومن خلالها تنتظم الحياة الدستورية والسياسية، ومعها يكتمل عقد فصل السلطات وتكاملها، وكذلك ثبُت أن توافق معظم الكتل النيابية هو الممر الاجباري والطبيعي لتعبيد الطريق الممتدة من "ساحة النجمة" إلى القصر الرئاسي في بعبدا. فما هو مطلوب اليوم ليس أكثر مما عُقد من لقاءات ومشاورات مكثفة التي تمت بعيدة عن الأضواء، وانتهت الى اتفاق ترجم في مجلس النواب بإقرار اقتراح قانون تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون، ويمكن البناء عليه في الاستحقاق الرئاسي.
فـ "بروفة" التمديد كانت ناجحة فلماذا لا تُستنسخ بـ "بروفة" رئاسية، يكون فيها للرئيس بري الدور ذاته الذي قام به بنجاح في "تخريجة" التمديد العسكري الى بروفة رئاسية. فلو أراد "الفركشة" لكان من السهل عليه "تطيير" النصاب بعدما انسحب نواب "حزب الله" من الجلسة تمامًا كما كان يحصل في الجلسات الرئاسية الاثنتي عشرة. ما هو أكيد أن أطراف المعارضة ستفعّل حراكها على خط رئاسة الجمهورية داخليًا وخارحيًا للدفع والضغط على كافة الأطراف للنزول الى المجلس النيابيّ وانتخاب رئيس للجمهوريّة، كما ستقوم بحملة سياسيّة إعلاميّة لإقناع الرئيس بري بالدعوة الى جلسات متتالية للمجلس لانتخاب رئيس على غرار دعوته الى جلسة لإقرار قانون التمديد، مع العلم أن حسابات وظروف ملف قيادة الجيش تختلف عن حسابات رئاسة الجمهورية، لا سيما أن نصاب جلسة التمديد 65هو نائباً والتصويت 33 نائباً، أما في انتخاب الرئيس فالقاعدة الدستورية مختلفة، فالنصاب والانتخاب هو 86 نائباً في الدورة الأولى، والنصاب 86 والانتخاب 65 في الدورة الثانية، ما يستحيل أن يتمكن أحد الأطراف من فرض مرشحه، وبالتالي المخرج الوحيد لانتخاب الرئيس هو الحوار ونسج تحالفات بين القوى الرئيسية الثلاث التي تشكل المجلس، وهي "الثنائي الشيعي"، "التيار الوطني الحر"، والمعارضة بكل أطيافها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: رئاسة الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
أبوشقة يدعو لتحديث كافة القوانين والتشريعات التي تتناغم مع الجمهورية الجديدة
أعلن المستشار بهاء أبو شقة، وكيل أول مجلس الشيوخ الوفدى موافقته على تقرير لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل، ومكتب لجنة الشئون الدستورية والتشريعية عن مشروع قانون مقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام القانون رقم 84 لسنة 1949 بشأن تسجيل السفن التجارية.
وقال أبو شقة خلال الجلسة العامة برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق: نحن بصدد مناقشة مشروع قانون مهم لا سيما وأن هذا القانون صدر منذ 1949 ومضى عليه ما يزيد عن 75 عام، والقانون في مفهومه ينظم حركة المجتمع سواء كان تنظيم عام أو في جزئية معينة، وهذا الأمر يقود إلى إننا لا بد أن نكون أمام ثورة تشريعية حقيقية لنكون أمام مشروعات قوانين حديثة تتماشى وتتناغم مع الجمهورية الجديدة، وبالتالي نحن في حاجة اليوم إلى إستراتيجية وطنية بحرية.
واستكمل أبو شقة كلمته: علينا أن نكون أمام منطق القانون، واليم نحن أمام قوانين باتت بالية وعقيمة وسط مستحدثات تحدث بالعالم يوميًا، وذلك ليس في هذا القانون فحسب، بل أن هناك قوانين مضى عليها 70 و80 عام والتي تخلق بيروقراطية أمام المستثمرين، علاوة على أن "الغرامات" المقررة بالقانون الصادر في 1949 أصبحت لا تتماشى مع واقع الحال.
ودعا وكيل المجلس إلى ضرورة أن نكون أمام نظم تواكب النظم العالمية، وأن نكون أمام نصوص تشريعية تتوافق مع كل ما هو مستحدث، ووضع التسهيلات أمام المستثمر التي تحقق له مزايا وضمانات في هذا الشأن، لا أن نكون أمام نصوص عقيمة، معتبرًا أن تعديل القانون بمثابة خطوة ومقدمة على الطريق لنكون أمام خطوات جادة وراسخة لتحديث كافة القوانين التي تتوافق وتساير كل ما هو مستحدث مع الجمهورية الجديدة.