احتضار "عملاق أحمر" يصدم علماء الفلك بـ "أجنحة" سماوية رائعة
تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT
قدّم موت نجم أحمر عملاق عرضا كونيا رائعا، حيث رسم زوجا متصاعدا من "الأجنحة" المتناظرة تقريبا من الغبار والغاز مضاءة في قلبه.
وشبّه آخرون التشكيل المذهل بالنمط القديم للفخار الإنجليزي، ما أكسبه لقب سديم إبريق توبي أو قدح توبي (Toby Jug Nebula).
Credit: International Gemini Observatory/NOIRLab/NSF/AURA
Image processing: T.
والتقط مرصد جيميني (الجوزاء) الجنوبي في تشيلي الانعكاس الثنائي القطب النادر، على بعد نحو 1200 سنة ضوئية في اتجاه كوكبة كارينا.
ويشار إلى أن المرصد الفلكي مكون من تلسكوبات طولها 8 أمتار موضوعة في منطقتين مختلفتين: التلسكوب الأول يسمى جيميني الشمالي، وهو موجود في هاواي، والتلسكوب الثاني موجود في تشيلي في الأنديز، ويسمى جيميني الجنوبي. وتديره NSF NOIRLab.
إقرأ المزيدويعتقد علماء الفلك الذين يراقبون السديم المتوهج، المعروف رسميا باسم IC 2220، أنه يمكن أن يكون قد تشكل عن طريق التفاعلات بين العملاق الأحمر القديم والنجم المرافق، والذي تم تقطيعه مع توسع النجم المحتضر.
وتتشكل العمالقة الحمراء عندما ينفد الهيدروجين في قلب النجم، ما يبقيه مشتعلا. مع عدم وجود قوة خارجية من الاندماج النووي، ينهار النجم، لكن الضغط الناتج عن هذا الانكماش الهائل يتسبب في ارتفاع درجة حرارة النواة، ثم يتضخم النجم حتى 400 ضعف حجمه الأصلي.
والنجم الموجود في مركز IC 2220، والمسمى HR3126، أصغر من شمسنا، لكنه أكبر منها بخمس مرات، ما يعني أنه يحترق من خلال إمدادات الهيدروجين الخاصة به بشكل أسرع. ويبلغ عمر الشمس 4.6 مليار سنة، ولا يُتوقع أن ينفد الوقود لمدة خمسة مليارات سنة أخرى.
ومع ذلك، فإن مرحلة نهاية العمر للنجوم العملاقة الحمراء قصيرة نسبيا، والتراكيب السماوية التي تتشكل حولها نادرة، ما يجعل سديم إبريق توبي دراسة حالة ممتازة عن التطور النجمي.
ومع تضخم HR 3126، تمدد غلافه الجوي وبدأ في التخلص من طبقاته الخارجية.
وتدفقت المادة النجمية المطرودة إلى المنطقة المحيطة، مكونة بنية رائعة من الغاز والغبار التي تعكس الضوء من النجم المركزي.
واقترحت النظريات السابقة أن الهياكل الثنائية القطب المشابهة لتلك التي شوهدت في سديم إبريق توبي هي نتيجة تفاعلات بين العملاق الأحمر المركزي والنجم الثنائي المرافق، لكن الملاحظات السابقة لم تجد مثل هذا الرفيق لـ HR3126.
وبدلا من ذلك، لاحظ علماء الفلك وجود قرص مضغوط للغاية من المواد حول النجم المركزي. ويشير هذا الاكتشاف إلى احتمال تمزق رفيق ثنائي سابق في القرص، ما قد يكون تسبب في تكوين السديم المحيط.
المصدر: مترو
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اكتشافات الفضاء نجوم
إقرأ أيضاً:
اكتشاف يقلب الموازين.. الأرض تقع في قلب “فراغ كوني عملاق غامض”
#سواليف
لطالما حيرت #ظاهرة تسارع #توسع_الكون #علماء_الفلك لعقود، حيث تشير القياسات الحديثة إلى أن الكون يتمدد اليوم بسرعة تفوق تلك التي كانت بعد #الانفجار_العظيم مباشرة.
لكن دراسة حديثة قد تقدم تفسيرا مذهلا لهذا اللغز، يقترح أن مجرتنا تقع في منطقة فريدة من الكون، داخل فراغ كوني هائل يبلغ عرضه مليار سنة ضوئية.
ويقود فريق البحث الدكتور إندرانيلي بانيك من جامعة بورتسموث، الذي يوضح أن هذا “الفراغ المحلي” أقل كثافة بنسبة 20% من الكون المحيط بنا. وهذه البنية الكونية الفريدة قد تكون المسؤولة عن الوهم الذي يجعلنا نعتقد أن الكون كله يتوسع بشكل متسارع، بينما في الحقيقة قد يكون هذا التأثير محصورا بمنطقتنا المحلية فقط.
مقالات ذات صلة سامسونغ تنهي دعم تحديثات ثلاثة أجهزة الشهر الجاري 2025/07/10وتحاول النظرية الجديدة حل ما يعرف بـ”توتر هابل” (Hubble Tension)، وهو مصطلح يستخدم لوصف الفجوة أو التناقض بين القياسات المختلفة لمعدل تمدد الكون، المعروف بـ”ثابت هابل”.
فعند قياس التوسع باستخدام المجرات القريبة والنجوم المتفجرة (المستعرات العظمى)، نحصل على قيمة أعلى بنسبة 10% من تلك المستخلصة من دراسة الخلفية الكونية الميكروية، وهي أثر الضوء المنبعث بعد 380 ألف سنة من الانفجار العظيم.
ويقول الدكتور بانيك: “التفسير التقليدي يتطلب وجود قوة غامضة تسمى الطاقة المظلمة، لكن نموذجنا يقترح حلا أكثر بساطة. وإذا كنا في منطقة أقل كثافة، فإن المجرات عند حواف هذا الفراغ ستجذب المادة بعيدا عنا بفعل الجاذبية، ما يخلق انطباعا بأن الكون يتمدد بسرعة متزايدة”.
وتأتي الأدلة الداعمة لهذه الفكرة من دراسة “الصدى الصوتي” للانفجار العظيم، المعروف بالتذبذبات الصوتية الباريونية (BAO). وهذه الأنماط الكونية التي تشبه التموجات في بركة ماء، تحفظ معلومات عن البنية المبكرة للكون.
ويشير التحليل الدقيق لهذه التموجات إلى أن توزيع المجرات حولنا يتوافق بشكل مدهش مع فرضية الفراغ العملاق.
ويضيف بانيك: “عند تحليل بيانات العشرين سنة الماضية، وجدنا أن احتمال وجودنا في فراغ عملاق يفوق احتمال عدم وجوده بمئة مليون مرة”. وهذا الاكتشاف قد يقلب مفاهيمنا الأساسية عن بنية الكون، خاصة الفكرة السائدة عن توزيع المادة بشكل متجانس على النطاقات الكبيرة.
لكن النظرية لا تخلو من التحديات، فأكبرها هو كيف يمكن لفراغ بهذا الحجم الهائل أن يتشكل في المقام الأول؟، كما أن فكرة وجودنا في موقع “خاص” في الكون تتعارض مع “مبدأ كوبرنيكوس، وهو مبدأ ينص على أن الأرض لا تحتل موقعا مميزا في الكون، وهي ليست مركز الكون.
وإذا تأكدت هذه النتائج، فقد نكون أمام نقلة نوعية في فهمنا لتطور الكون، قد تغنينا عن افتراضات مثل الطاقة المظلمة، أو على الأقل تجبرنا على إعادة التفكير في طبيعتها.
ولكن، كما يؤكد العلماء، الأمر يحتاج إلى مزيد من الرصد والتحليل قبل الإعلان عن حل نهائي لأحد أعظم الألغاز الكونية في عصرنا.