تدلّ لفظة "معنى" (sense) في سياقها التداولي اللغوي الغربي على معاني: "الوجهة" و "الطريق"، مثلها مثل لفظة "المقصود" في اللغة العربية، التي تحيل بدورها إلى القصد والمشي في اتجاه معين.

وبهذا يكون طالب المعنى كمن يطلب تحديد وجهة الحركة والفعل؛ كما يكون فاقد المعنى على الحقيقة فاقدًا للوجهة، لا يدري إلى أين هو ذاهب أو ما هو فاعل؛ أو إن شئت قلت: إن فاقد المعنى هو عند التحقيق إنسان ضالّ، يضل الطريق.

والضلال قد يكون قريبًا، كما قد يكون بعيدًا.

وأي دليل على الضلال البعيد أوضح من تمادي إسرائيل – والغرب من ورائها- في الوجهة الخطأ، وهم يصرون على استئصال الإنسان الفلسطيني، وتدمير مقومات الحياة في فضائه ومجاله وفوق أرضه.

من يقرأ رواية "العجوز والبحر" للكاتب الأميركي "إرنست همنغواي" لا بد أن تستوقفه عبارة بطل الرواية "سنتياغو" التي تقول: "إن الإنسان قد يُدَمَّر، ولكنه لا يُهْزم". مفاد هذا الكلام أنه باستطاعتك أن تدمر وتقتل شعبًا، ولكنك لن تستطيع أن تهزمه، بل يكون فيما تعتبره انتصارًا هزيمة لك على وجه التحقيق

بالرغم من كل الجهود التي يبذلها المتفاصحون لتبرير ما يحصل في غزة، تظل مشاهد القتل العشوائي والإبادة الجماعية التي يقترفها الجيش الإسرائيلي في حق أناس عزل، مفتقرةً إلى المعنى؛ بل إن شئت فقل: إن ما يحصل في غزة اليوم يقوم على اغتيال المعنى أساسًا، والتمادي في الغي والضلال، بعيدًا عن المقاصد التي تحددها المروءة، والأخلاق، والدين، والفطرة، والعقل السليم.

إذا كان المعنى المرجو أو الوجهة المقصودة، هو تحقيق النصر من وراء عمليات إسرائيل العسكرية ضد الفلسطينيين العزل، فظاهر جدًا أن هذه العمليات أخطأت الطريق، وابتعدت عن المعنى. فقد فاتَ الساهرين على أعمال التخريب والتدمير الممنهجَين- من الجيش الإسرائيلي – أن للنصر معانيَ يتحقق عندها.

فمتى يُخطِئ الإنسان الطريق إلى هذه المعاني، لا يأمن أن يسقط في معاني الهزيمة الأخلاقية. وهل للهزيمة الأخلاقية معنى آخر غير الإصرار على إظهار القوة في غير موطنها؟، حيث يحسب القوي أن النصر يتحقق مع إبادة الخصوم، ومع رمي الأطفال بالقذائف من السماء، وقتل المستسلم الرافع للراية البيضاء، وقطع الطريق أمام سيارات الإسعاف، وهدم المستشفيات، والتنكيل بالأسرى.

كل هذه الأعمال الشنيعة التي تصدر عن الجيش الإسرائيلي، توضح أن مطلوب إسرائيل إنما هو تحقيق النصر المادي الخالص، دون إقامة أي اعتبار لأوجه النصر المعنوي الأخلاقي.

من يقرأ رواية "العجوز والبحر" للكاتب الأميركي "إرنست همنغواي" لا بد أن تستوقفه عبارة بطل الرواية "سنتياغو" التي تقول: "إن الإنسان قد يُدَمَّر، ولكنه لا يُهْزم". مفاد هذا الكلام أنه باستطاعتك أن تدمر وتقتل شعبًا، ولكنك لن تستطيع أن تهزمه، بل يكون فيما تعتبره انتصارًا هزيمة لك على وجه التحقيق.

ذلك أن الإنسان جسد وروح، مادة ومعنى. فأنت إن أفنيت الجسد، لن تُفني الروح التي تسكن هذا الجسد. قد يُسلّم لك الآخرون بتفوقك المادي، لكنهم لن يُسلّموا لك بالتفوق الأخلاقي، أو بالحق في الريادة على مستوى القيم.

لهذا نجد الفيلسوف الألماني "فريدريش نيتشه" يتساءل في كتابه عن "الإنسان المفرط في إنسانيته" (Menschliches, Allzumenschliches) بخصوص الطريقة المثلى لتحقيق النصر فيجيب: "لا ترغب في النصر إطلاقًا إذا لم يكن في نيتك سوى تجاوز الخصم بشعرة. إن النصر الحقيقي يبعث الفرحة في نفوس المنهزمين ويتوفر على شيء ذي طبيعة ربانية يرفع عن المنهزمين الإحساس بالخزي والخجل".

يُمكِّننا كلام "نيتشه" هذا من تلمس أجوبة لما يحصل في غزة اليوم. فكلما زاد العدوان الإسرائيلي شراسة، زادت روح المقاومة قوة، وذلك لأن لا شيء فيما تقوم به إسرائيل- في سعيها لتحقيق النصر- يعكس تلك الطبيعة الربانية التي تدفع من هو أقل منك قوة إلى التسليم لك بالحق في الريادة الروحية والبطولة الأخلاقية.

من المفارقات العجيبة التي تستوقف المتأمل أن يكون من بين الجهات الإسرائيلية- التي تنادي بإبادة الشعب الفلسطيني وتسعى لإيجاد تبرير لذلك- جهات تحسب على اليمين المتطرف المسنود من طرف الأحزاب الدينية.

هذا يجعلنا في حَيرة من أمرنا، لا ندري كيف تجمع السلطة المشرفة على إدارة الصراع من داخل دولة إسرائيل- الداعية إلى الإبادة والتقتيل- بين الحس الديني، من جهة، وبين الإفراط في الإنسانية، من جهة أخرى!، حيث لا يستقيم أن يكون الإنسان متدينًا فيطلب نوعًا من النصر لا يطلبه إلا الإنسان المفرط في إنسانيته، هذا الإنسان الذي يعميه تأليهه لذاته عن التفكير في الروح، فتراه يتمادى في تدمير الجسد؛ ظانًا أنه بذلك قادر على حسم الصراع.

الحاصل هو أن العدوان على غزة أسقط عن إسرائيل وحلفائها صفة الأخلاق، وجردهم من الحق في الانتساب إلى الأخلاق الدينية؛ ذلك أن الدين، بمعناه النبيل، جاء ليخرج الإنسان من طور البطولة الإنسانية الجسمانية- حيث لا رادع ينهاه عن التمادي في القتل- إلى طور بطولة أخلاقية يتحدد معها المعنى الذي يقف عنده هذا القتل. يظهر لنا هذا المعنى الديني جليًا في قوله تعالى: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ". تقوم هذه الآية شاهدًا على معنى من معاني الدين السامية التي تخاطب الإنسان، وهو في وسط القتال، محددة له قواعد الاشتباك، طالبة منه الالتزام بالحدود الأخلاقية وعدم الاعتداء.

عبثًا، يلجأ الناطقون باسم دولة إسرائيل إلى ألفاظ مستحدثة، يرومون التفسير العقلي لما يصنعون. فبعد أن سقطت عن إسرائيل صفة الأخلاق المرتبطة بالدين بمعناه العام، نجد حكومتها والدائرين في فلكها يتوسّلون بالعقل لتسويغ ما يقومون به من إجرام مبين. فالعقل عندهم تحول إلى وسيلة لصناعة المعنى وتركيبه.

يظن العاقل أن إسرائيل، بعد عجزها عن إخفاء حقيقة ما يقع من تدمير وإبادة في حق الشعب الفلسطيني، ستجد نفسها مجبرة على تقديم الاعتذار عن سقوط أرواح بريئة وضحايا جانبيين خلال هجومها الشرس من أجل تفكيك المقاومة كما تدعي. غير أننا نفاجأ ببروز خطاب يتوسل بمقولات عقلانية ليبرر المزيد من الشراسة في الهجوم على المدنيين العزل والإصرار على إذلالهم وتجويعهم وقتلهم القتل السريع والبطيء على حد سواء.

يحاول العقل المتحكِّم في إسرائيل اليوم الارتكاز على مقولات يُدخلها في صميم المسلمات العقلية؛ بغية تبرير جرائمه الحربية، وهي مقولات تمتّ للفكر الاستعماري بوثيق الصلة. فما معنى أن يربط هذا العقل بين الانتساب إلى الحضارة وإلى الديمقراطية وإلى العقلانية من جهة، وبين الحق في إجبار الآخرين وإرغامهم على الخضوع وتخييرهم بين الموت أو الاستسلام؟

يدخل هذا الضرب من الخلط في نطاق العقل المجرد الذي يصنع المعنى صناعة، بعيدًا عن مقتضيات الحس الطبيعي السليم؛ مثله مثل العقل الذي يُسوِّغ إتلاف ملايين الأطنان من المواد الغذائية إما حرقًا أو رميًا في البحر؛ تحقيقًا لمصلحة اقتصادية مزعومة، بينما ملايين البشر يتضوَّرون جوعًا ويموتون. لا يسع صاحب العقل السليم، وهو يتأمل في مآلات الاشتغال بهذا العقل المصطنِع للمعنى، إلا أن يردد: "اللهم، إن هذا منكر".

تدرجت إسرائيل- ومن ورائها الاستعمار الغربي- في تحصيل القوة المادية تَدرُّجها في استعمال العقل، فجعلت تتوسل بأحدث الوسائل العقلية في إدارة صراعها مع محيطها، وتبرير ما تقوم به من إجرام. فإسرائيل- كما نرى ذلك من خلال تعاملها مع المنتظم الدولي- لم تعد تكترث بالواقع الموصوف، إثباتًا أو نفيًا لحقيقته؛ فحتى لو اجتمع العالم على إدانة أفعالها- بناء على ما يثبته هذا الواقع- تُصِر هي على اعتماد العقل التكنولوجي وما يتيحه من إمكانات لإخفاء الحقائق، وتزويرها، والتلاعب بالعقول؛ من أجل فرض "واقع مبرمج" تحكمه معانٍ مصطنعة هي أقرب دلالة على الضلال المبين، منها على المعاني الحقيقية.

إن استمرار أميركا في الدفاع عن فكرة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها دفاعًا لا معنى له- وتماديها في القبول بمشاهد الإبادة والتهجير والتجويع لشعب بأكمله- يدل على إفلاس عقلي مبين. نشعر عند التأمل فيما يجري أمام أعيننا أن الاشتغال بالعقل قد بلغ المنتهى الذي صار عنده هذا العقل ضربًا جديدًا من السفسطة التي لا تقيم للحقيقة وزنًا.

وعلى خلاف السفسطة القديمة التي كان أصحابها يمارسون أنواعًا من الدجل والتحايل من أجل إقناع العقول بوجود حقيقة- أي بتطابق بين الواقع وما يقولون- فإن السفسطة الجديدة لا تكترث بتطابق الواقع والحقيقة، بل تعنى ببرمجة الواقع وبصناعة المعنى والحقيقة.

كل شيء يدل على أن المعركة في غزة اليوم لم تعد معركة بين إسرائيل والفلسطينيين، وإنما هي معركة بين المعنى البيّن والضلال المبين، معركة بين الحق والباطل. وواهم من يعتقد أنه باستطاعة القوة الضالة أن تنتصر، وإن كانت القوة المادية في صفها.

لقد ورد في كتاب "هايدي وآلفن توفلر" عن "الحرب وضدها" (War and Anti-War)، أن البشرية مقبلة على ضروب جديدة من الحروب لم تتّضح معالمها الكبرى بعدُ. بعد مرور ما يقرب من ثلاثين سنة، جاءت الحرب على غزة لتوضّح لنا طبيعة هذه الحروب.

إن حرب غزة اليوم هي حرب بين "قوي ضعفه في قوته"، و"ضعيف قوته في ضعفه". فأما ضعف القوي فيكمن في ضلاله؛ وأما قوة الضعيف فتكمن في المعنى الذي يحمله أو المقصد الذي يقصد إليه.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غزة الیوم الذی ی فی غزة

إقرأ أيضاً:

شيخ العقل دعا المسؤولين لاعتماد مبدأ الكفاءة في التعيينات

دعا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى "المسؤولين للعمل معا على إعادة بناء المؤسسات بمسؤولية وإرادة، وباعتماد مبدأ الكفاءة والاستحقاق في التعيينات، ومبدأ الشفافية والوضوح في التعاطي مع المال العام ومع أموال الناس وحقوق المواطنين"، محذرا من "المخططات العدوانية التوسعية، ومن الإغراءات المتكررة والوعود المعسولة القائلة بالحماية والرعاية"، ومنبها إلى "خطر الانزلاق في الأفخاخ". ورأى ان "الحماية لا تكون من العدو المتربص شرا بالأوطان والشعوب، بل من الوطن الذي نستظل سماءه وتاريخه وتراثه".

كلام شيخ العقل جاء خلال رعايته الإفطار الرمضاني السنوي الذي أقامته "جمعية إسهام – صندوق دعم المريض" في قاعة جمعية النهضة الاجتماعية الخيرية في شانيه، بمشاركة شخصيات حزبية ودينية وبلدية واجتماعية وأهلية وجمع من المشايخ.

ربح 
وألقى رئيس جمعية "إسهام" الدكتور حسام ربح كلمة خلال الإفطار شكر فيها شيخ العقل، مقدرا دوره الروحي والوطني العام، وقال: "رمضان فرصة لكل منا ليتقرب من الله، وليعمل للخير، وليعيش قيم التسامح والتآخي التي تشكل أساسا لمجتمع متماسك وقوي".

أضاف: "لقد آمنا بقدرتنا كأفراد متحدين بالمحبة، شعارنا الإنسان والإنسانية، تكاتفنا واستمررنا مع أهل الخير والأيادي والقلوب البيضاء محاولين تحويل الألم إلى فرح عطاء مستدام".

شيخ العقل
بدوره، قال أبي المنى: "أصحاب الفضيلة، حضرة المشايخ الكرام، الأخوة الأعزاء في جمعية إسهام، أيها الأحبة،
﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان...﴾ تتجلى فضيلة هذا الشهر المبارك في ما أنزل فيه من وحي أضاء العالم بنوره المبين: ﴿وأنزلنا إليكم نورا مبينا﴾، وفي ما فرض فيه من أصول وعبادات وما كثر فيه من أبواب للخيرات، وفي ما تيسر فيه من لقاءات طيبة على موائد البر والإحسان والمعروف، كلقائنا المبارك اليوم بدعوة من جمعية إسهام".
اضاف: "في اللقاء ثلاث حسنات على الأقل: أولها وأهمها كون رمضان مناسبة حافلة بمعاني الرحمة ومؤاساة الفقراء والمساكين، حيث يشعر المؤمن في رحاب هذا الشهر الفضيل بأنه في حمى الله سبحانه وتعالى الذي هو أقرب إليه من حبل الوريد، وأن الفرصة سانحة في أيام رمضان ولياليه للتقرب أكثر وأكثر، بالقيام والصيام، والارتقاء بالعبادات إلى غاياتها المثلى، شهادة وصلاة وزكاة وصياما، وفي ذلك سبيل نجاة لمن صدق في عبادته، ولمن صام وقام وتلا خاشعا ما تيسر له من كتاب الله العزيز، وزكى من علمه ووقته وماله في سبيل الله، في المكان الذي ينبغي وفي الزمان الذي ينبغي وبالمقدار الذي ينبغي، لتنوير طالب علم أو لإغاثة ملهوف أو لفض نزاع أو لإعانة عاجز أو لمعالجة مريض أو لبلسمة جراح موجوع أو لإنقاذ عائلة محتاجة."

وتابع: "ثانيها أننا نلتقي هنا بدعوة من جمعية خيرية إنسانية يشهد لها مجتمع الجرد والجوار بالفضل والعطاء، ويذكرها بالخير مئات المرضى والمصابين من أبنائه، لما تقدمه لهم من دعم ومساندة، وصاحبة الدعوة هي واحدة من تلك المؤسسات الخيرية التي يرعاها الأستاذ تيمور بك جنبلاط، لكنها ليست فقط للعائلات التي تدور في فلك الحزب التقدمي الاشتراكي، بل هي لجميع العائلات الجردية، وتستحق الدعم من قبل الخيرين أمثالكم.
وثالث حسنات هذا اللقاء أنه يتم في بلدتنا الغالية شانيه، كما درجت العادة، وشانيه، كما قرى الجبل جميعها، موئل للمحبة والأخوة والإلفة، وواحة للتعاضد والتكافل وجمع الشمل، وهذه هي صفات أبنائها الموحدين الذين يعتزون بتاريخهم وتراثهم وأصالتهم، ويضيفون إلى سمات هويتهم اللبنانية العربية المعروفية الأصيلة الموسومة بالشموخ والإباء والعنفوان، سمة الرحمة والمحبة والأخوة الإنسانية".

واردف: "من هذا المنطلق وقفنا بالأمس إلى جانبها من موقع الصداقة والمسؤولية الاجتماعية، ونقف اليوم إلى جانب جمعية إسهام، ونحن نغتنم الفرصة في رمضان لعمل الخير وجمع الشمل، راجين أن ينسحب ذلك على كل الشهور، فوجه رمضان هو وجه الخير والسلام والوئام، إذ هو سيد الشهور وإمامها، كما قلنا في هذه القاعة منذ إحدى عشرة سنة: رمضان وجهك في الحياة سلامولأنت ما بين الشهور إمام قد أنزل القرآن فيك على هدىفهدى الأنام الوحي والإلهام بوركت يا رمضان بوركت الليالي البيض والساعات والأيام".

وقال: "في رحاب هذا الشهر المبارك، ومنذ أيام استضافت دار الطائفة في بيروت نخبة الوجوه اللبنانية في لقاء وطني جامع أكدنا خلاله على رسالتنا التوحيدية الوطنية، رسالة الجمع والتضامن والشراكة، وكنا قد أطلقنا من قبل فكرة اللقاء الوطني الجامع تحت عنوان "الشراكة الروحية الوطنية"، وقلنا لفخامة الرئيس إن هذه المظلة الرئاسية هي التي تقي لبنان وتحتضن أبناءه، بعيدا عن التجاذبات والتناقضات، ولأن فخامته مؤتمن على سلامة البلاد ونهضتها، وإلى جانبه أركان الدولة، رؤساء ووزراء ونوابا ومدراء، فقد تمنينا عليه رعاية تلك الشراكة، وقلنا له إن الرؤساء الروحيين، بما يمثلون، هم جزء أساسي منها ولن يتخلوا عن دورهم الروحي والوطني، بل هم إلى جانبكم ومعكم في مهمة الإصلاح والإنقاذ".

اضاف: "اليوم نكرر القول ونؤكد أننا سنظل نسعى لتجاوز العقبات وإقامة دولة المواطنة، دولة العدالة والمساواة، وما علينا إلا أن نستنهض القوى الحية في المجتمع لتعزيز ثقافة الولاء للوطن والتضامن لإنقاذه والتشارك في نهضته، وأن نستصرخ العالم كله لمساعدتنا في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر والتصدي للخروقات المتمادية ولكل ما يخل بالأمن وبالاتفاقات المبرمة، وأن نشجع أبناءنا على التطوع في الجيش وخدمة الوطن ليكون قادرا على صيانة الأمن وحماية الحدود ومواجهة الاعتداءات، داعين لتحصين المؤسسة العسكرية سياسيا ودعمها ومساندتها، وأن نحث المسؤولين ونعمل معا على إعادة بناء المؤسسات بمسؤولية وإرادة، وباعتماد مبدأ الكفاءة والاستحقاق في التعيينات، ومبدأ الشفافية والوضوح في التعاطي مع المال العام ومع أموال الناس وحقوق المواطنين".

وتابع: "على صعيد آخر، فإننا حذرنا ونحذر من المخططات العدوانية التوسعية، ومن الإغراءات المتكررة والوعود المعسولة القائلة بالحماية والرعاية، ونبهنا وننبه إلى خطر الانزلاق في الافخاخ، ودعونا وندعو للتمسك بالهوية التوحيدية الإسلامية والعربية للموحدين الدروز والمحافظة على التراث والجذور، وقلنا ونقول إن الحماية لا تكون من العدو المتربص شرا بالأوطان والشعوب، بل من الوطن الذي نستظل سماءه وتاريخه وتراثه، واذا كانت نوايا أهلنا المعروفيين الشرفاء في فلسطين المحتلة سليمة وحريصة علينا وعلى إخواننا المعروفيين الموحدين في سوريا، إلا أن النوايا الإسرائيلية ليست كذلك، بل إنها تصب في خدمة مصالح الكيان الغاصب".

واردف: "أما أبناء سوريا الأحرار فيدركون أن حمايتهم تكون بتعلقهم بدينهم وقيمهم وأرضهم وتاريخهم، وبوحدتهم المعروفية والوطنية، وبانخراطهم جميعا في بناء دولتهم الحديثة الواحدة الموحدة، وبعمقهم العربي والإسلامي، وليس بغير ذلك. إننا كأبناء مسلك توحيدي عرفاني وكطائفة أساسية في بلاد الشام، على قلة عددنا، نفتخر بأننا ثبتنا في إيماننا وتوحيدنا، وفي قيمنا الأخلاقية والاجتماعية، وفي أرضنا وأوطاننا، وواكبنا التطور والحداثة، وبرز منا قادة أفذاذ وشخصيات وطنية وعلمية وأدبية، وحافظنا على بقائنا بالرغم من التحديات الوجودية، وبالرغم من تشكيك بعض أبناء الطائفة المهووسين كغيرهم بشاشات المواقع الإخبارية، والمنقلبين على التاريخ والإنجازات وتصويرها وكأنها وهم وسراب، ويا ليتهم ينخرطون في عملية البناء لا الهدم، ويحافظون على الإرث الوطني والعربي الذي صنعه الأجداد والآباء منذ مئات السنين، وعلى الوجه الإسلامي والتوحيدي الذي تميزنا به وحافظنا عليه وعلى أنفسنا من خلاله".

وختم: "الأخوة الكرام، فليكن عملنا الإنساني اليوم حافزا لنا لإثبات ما قلناه، وللتأكيد بأننا متضامنون وقادرون على حماية مجتمعنا، والأوفياء إلى جانبنا ما دمنا إلى جانب أهلنا وطائفتنا والوطن. بارككم الله، عشتم لعمل الخير وعاش الوطن". مواضيع ذات صلة أبو فاعور: لاعتماد المداورة على أساس الكفاءة Lebanon 24 أبو فاعور: لاعتماد المداورة على أساس الكفاءة 27/03/2025 13:47:35 27/03/2025 13:47:35 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل في ذكرى سلطان باشا الاطرش: تاريخ حافل بالبطولات والمواقف Lebanon 24 شيخ العقل في ذكرى سلطان باشا الاطرش: تاريخ حافل بالبطولات والمواقف 27/03/2025 13:47:35 27/03/2025 13:47:35 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل تلقى اتصالات وترأس اجتماعاً للشأن الزراعي Lebanon 24 شيخ العقل تلقى اتصالات وترأس اجتماعاً للشأن الزراعي 27/03/2025 13:47:35 27/03/2025 13:47:35 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل التقى وزير الثقافة وشخصيات Lebanon 24 شيخ العقل التقى وزير الثقافة وشخصيات 27/03/2025 13:47:35 27/03/2025 13:47:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً القصيفي تبلغ من نبيل براكس قراره اعادة اصدار مطبوعته الاسبوعية " الحدث العربي والدولي" Lebanon 24 القصيفي تبلغ من نبيل براكس قراره اعادة اصدار مطبوعته الاسبوعية " الحدث العربي والدولي" 07:46 | 2025-03-27 27/03/2025 07:46:00 Lebanon 24 Lebanon 24 من دون سابق إنذار... وزيرٌ يفاجىء الموظفين: "ما بسأل على حدا" (فيديو) Lebanon 24 من دون سابق إنذار... وزيرٌ يفاجىء الموظفين: "ما بسأل على حدا" (فيديو) 07:42 | 2025-03-27 27/03/2025 07:42:52 Lebanon 24 Lebanon 24 أمام أطفال كانوا برفقتها... رجل قام بالتحرّش بابنة الـ6 سنوات Lebanon 24 أمام أطفال كانوا برفقتها... رجل قام بالتحرّش بابنة الـ6 سنوات 07:25 | 2025-03-27 27/03/2025 07:25:11 Lebanon 24 Lebanon 24 عز الدين: من الواجب في هذه الظروف الحساسة أن يكون هناك تناغم بين المقاومة والحكومة والدولة Lebanon 24 عز الدين: من الواجب في هذه الظروف الحساسة أن يكون هناك تناغم بين المقاومة والحكومة والدولة 07:22 | 2025-03-27 27/03/2025 07:22:16 Lebanon 24 Lebanon 24 سكاف: نحن بانتظار تعيين حاكم لمصرف لبنان اليوم إما بالتوافق أو بالتصويت Lebanon 24 سكاف: نحن بانتظار تعيين حاكم لمصرف لبنان اليوم إما بالتوافق أو بالتصويت 07:18 | 2025-03-27 27/03/2025 07:18:18 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة إلى الإدارات والمؤسسات العامة... مذكرة بالإقفال بمناسبة عيد الفطر Lebanon 24 إلى الإدارات والمؤسسات العامة... مذكرة بالإقفال بمناسبة عيد الفطر 08:48 | 2025-03-26 26/03/2025 08:48:43 Lebanon 24 Lebanon 24 انفصل عن زوجته الفنانة قبل فترة... ممثل شهير يُشيد بأمّ أولاده هذا ما قاله عنها Lebanon 24 انفصل عن زوجته الفنانة قبل فترة... ممثل شهير يُشيد بأمّ أولاده هذا ما قاله عنها 11:36 | 2025-03-26 26/03/2025 11:36:47 Lebanon 24 Lebanon 24 دخلت في غيبوبة.. نقل فنانة شهيرة إلى العناية المركزة بعد تعرضها لأزمة صحية حادة (صورة) Lebanon 24 دخلت في غيبوبة.. نقل فنانة شهيرة إلى العناية المركزة بعد تعرضها لأزمة صحية حادة (صورة) 05:20 | 2025-03-27 27/03/2025 05:20:39 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما ينتظر لبنان و "حزب الله" عسكرياً.. خبراء يكشفون Lebanon 24 هذا ما ينتظر لبنان و "حزب الله" عسكرياً.. خبراء يكشفون 17:30 | 2025-03-26 26/03/2025 05:30:50 Lebanon 24 Lebanon 24 تشعر أنها ستنهار.. هذا ما قالته عارضة الأزياء التونسية عن ضغوط الحياة وعلاقتها بزوجها الإعلامي Lebanon 24 تشعر أنها ستنهار.. هذا ما قالته عارضة الأزياء التونسية عن ضغوط الحياة وعلاقتها بزوجها الإعلامي 12:38 | 2025-03-26 26/03/2025 12:38:22 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 07:46 | 2025-03-27 القصيفي تبلغ من نبيل براكس قراره اعادة اصدار مطبوعته الاسبوعية " الحدث العربي والدولي" 07:42 | 2025-03-27 من دون سابق إنذار... وزيرٌ يفاجىء الموظفين: "ما بسأل على حدا" (فيديو) 07:25 | 2025-03-27 أمام أطفال كانوا برفقتها... رجل قام بالتحرّش بابنة الـ6 سنوات 07:22 | 2025-03-27 عز الدين: من الواجب في هذه الظروف الحساسة أن يكون هناك تناغم بين المقاومة والحكومة والدولة 07:18 | 2025-03-27 سكاف: نحن بانتظار تعيين حاكم لمصرف لبنان اليوم إما بالتوافق أو بالتصويت 07:11 | 2025-03-27 رئيس الجمهورية استقبل "راهبات العائلة المقدسة المارونيات" وسامي الجميّل فيديو "فرّ" من الجيش.. فنان لبناني شهير يكشف تفاصيل عن حياته وهذا ما قاله عن فضل شاكر (فيديو) Lebanon 24 "فرّ" من الجيش.. فنان لبناني شهير يكشف تفاصيل عن حياته وهذا ما قاله عن فضل شاكر (فيديو) 04:59 | 2025-03-25 27/03/2025 13:47:35 Lebanon 24 Lebanon 24 برج إيفل مُغطى بحجاب.. إعلان في فرنسا يؤدي لانقسامات ثقافية ودينية (فيديو) Lebanon 24 برج إيفل مُغطى بحجاب.. إعلان في فرنسا يؤدي لانقسامات ثقافية ودينية (فيديو) 02:50 | 2025-03-25 27/03/2025 13:47:35 Lebanon 24 Lebanon 24 "خايفة عالبقاع".. ماغي فرح تؤكد ان الحرب لم تنتهِ بعد وهذا ما قالته عن الوضع في لبنان (فيديو) Lebanon 24 "خايفة عالبقاع".. ماغي فرح تؤكد ان الحرب لم تنتهِ بعد وهذا ما قالته عن الوضع في لبنان (فيديو) 00:43 | 2025-03-25 27/03/2025 13:47:35 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • الأوهام البصرية وخدع العقل هل يمكن تفاديها؟
  • شيخ العقل دعا المسؤولين لاعتماد مبدأ الكفاءة في التعيينات
  • بحضور النائب مصطفى بكري.. مركز شباب المعنى بقنا يحتضن نهائي دوري النجوم وحفل توزيع جوائز كأس الراحل الدكتور محمود بكري
  • فلسفة العيد التي علينا البحث عنها
  • المفتي: الشريعة جاءت بالرخص الشرعية تحمل معاني الرحمة والتخفيف
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل ستمنع إعادة بناء المنازل والطرق التي هدمتها بجنين
  • العقل الرعوي في الميزان (2/2)
  • أمين عام البحوث الإسلامية لـ«البوابة نيوز»: نعمل فى إطار الرسالة الشاملة للأزهر.. نركز على كل القضايا التي تمس الإنسان بشكل مباشر.. والخطاب الديني المستنير يراعي واقع المجتمع
  • علي جمعة: العقل نعمة إلهية .. والوحي اتصال رحماني بين الله والبشر
  • ما هي الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات «التطبيع» مع إسرائيل؟