موقع 24:
2024-07-03@05:28:04 GMT

أزمة الملاحة الدولية في البحر الأحمر

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

أزمة الملاحة الدولية في البحر الأحمر

الملاحة البحرية في البحر الأحمر مقلقة وليست على ما يرام، تشرح هذا الموقف، تلك الهجمات على السفن عند مضيق باب المندب، ما دفع شركات شحن عملاقة إلى تعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر، فإذا كانت السياسة تعني نشاطاً مشؤوماً ومصطنعاً، فذلك لوجود اغتراب سيتحول إلى أداة شر تنشر الفوضى حول محيطها، وهذه هي النتائج اليوم.

من أجل ذلك، يبدو أن هناك علاقة وثيقة بين اتخاذ قرار وإعطاء أمر، لإيقاف هذه الحوادث والهجمات على السفن في البحر الأحمر، حيث تجهز الولايات المتحدة تحالفاً دولياً، وتجري محادثات مع دول أخرى لتشكيل قوة عمل في أعقاب سلسلة من الهجمات التي نفذها الحوثيون على سفن تجارية خلال الأسابيع الماضية.

وعلى إثر هذه الهجمات اتهمت الولايات المتحدة إيران بالضلوع الوثيق في الهجمات التي يشنها الحوثيون من اليمن على سفن تجارية تعبر البحر الأحمر، مصعدة من لهجتها حيال طهران، في الوقت الذي تدرس فيه اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تشمل استخداماً محتملاً للقوة، ففي المشهد الذي يتهيأ العالم لحضوره يفرض بدائل جديدة على هذه الخريطة البحرية والغرب لا يطيق أن تعيش مصالحه تحت التهديد.

ومن أجل القضاء على هذا الخوف سيظهر احتمال القضاء على مصادر هذا الخوف، وقد تبالغ أمريكا في تدخلاتها لتبدو كقوة شاملة للتعقب والعقاب، فقد أصبح من الواضح أن ارتفاع أسعار النفط في تعاملاته في الأسواق العالمية تأثر بتصاعد التهديدات للملاحة في مضيق باب المندب وعبر البحر الأحمر وقناة السويس التي من المحتمل أن تتأثر إيراداته، علماً بأن 12 في المائة من التجارة العالمية تمر عبر البحر الأحمر، وسيكون الضرر كبيراً على سلاسل الإمداد عالمياً ويرتفع التضخم.

إلى جانب قلق الأسواق من التصعيد في البحر وتأثيره في شحن النفط عبر الممر الملاحي بسبب الهجمات، هناك أيضاً مخاوف من تعطيل الصادرات الروسية، إذ أدى الطقس السيئ في روسيا إلى تعليق تحميل ما يصل إلى نسبة 60% من خام الأورال من المرافئ الروسية نتيجة عواصف ثلجية وعمليات صيانة.

يبدو أن الأحداث الأخيرة تلامس سلسلة الأحداث السابقة ولها الآلية نفسها والحجج أيضاً، وبذلك يمكن تعزيز قناعات العالم بأن هذا هو حال الاضطرابات في المنطقة، وتدرس الولايات المتحدة تعزيز حماية السفن التجارية حول طريق الشحن الحيوية، وفقاً لمسؤولين عسكريين، مع أعضاء القوات البحرية المشتركة، وهي قوة عمل بحرية متعددة الجنسية مكلفة بحماية الشحن التجاري في البحر الأحمر.

تتغير تقنيات الحروب وعلاقات البشر حسب متطلبات عصرها، ولكن تظل كما هي في تناقضاتها تعيش ضمن إطارها، فليست هناك من فلسفة حتى وإن هدفت غالبية الصراعات السياسية إلى تحويل السيادة من موقع لآخر، فالمناقشات حول الأمن البحري رفعت من وتيرة القلق في المنطقة، وتصدرت قائمة الأولويات الأمريكية بعد هذه الهجمات على تعطيل الملاحة البحرية التي تمر عبرها ملايين براميل النفط يومياً. والمسؤولون الأمريكيون قالوا علناً إن المناقشات تركزت على إمكانية مرافقة السفن العاملة في البحر الأحمر وعبر مضيق باب المندب إلى خليج عدن القناة الضيقة التي تفصل بين اليمن والقرن الأفريقي.

فهل هذا يعالج المسألة، أم أنه يضع المنطقة في خطر أكبر؟ فكل شيء يخبر بأن هناك قوة آيلة للسقوط تحاول دحر القوة الأمريكية التي تستعرض قوتها، حيث دخلت حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" خليج عدن، مع هذا هناك من يضخم تلك القدرات ويشير إلى إخفاق جميع المحاولات لإيقافهم، أو تطبيق سياسة تشريعية لتنظيم هذه الجماعة وتنفيذ العقوبات على الطرف الممول لتلك الهجمات.

وقالت الـ"فايننشال تايمز": "يُظهر عام 2023 أن النمو الاقتصادي لا يولد السلام دائماً، فقد كان هذا عاماً مملوءاً بالصراعات والعنف المروع. إن الحرب في أوكرانيا، وخطر حدوث صراع بين القوى العظمى في بحر الصين الجنوبي، وانفجار العنف في فلسطين وإسرائيل، تشكل ثلاثية رهيبة"، أضف لها أزمة الملاحة في البحر الأحمر.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحوثيون فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

إيطاليا تؤكد تضرر نظامها التجاري بسبب هجمات البحر الأحمر‎

قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، الثلاثاء، إن الأزمة في البحر الأحمر أثرت "بشكل عرضي وأفقي على النظام التجاري الإيطالي بأكمله".

جاء ذلك في رسالة بعثها تاجاني إلى جمعية النقل البحري (أسّارماتوري) المحلية، وفق ما ذكرته وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء.

وفي 19 فبراير الماضي، أطلق الاتحاد الأوروبي مهمة بحرية بمشاركة إيطاليا لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر تحت مسمى "أسبيدس" لصد هجمات الحوثيين على السفن في المنطقة.

وأوضح تاجاني أن "تأثير الأزمة لا يقتصر على قطاعات الإنتاج المتعددة التي تعد القطاعات الأكثر تأثرًا، بل يشمل سلسلة التوريد بأكملها من سلاسل القيمة إلى الخدمات اللوجستية، مرورًا بمقدمي الخدمات كشركات التأمين".

وأضاف أن "التدفقات التجارية مع بعض الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين في دول الخليج والصين واليابان والهند هي الأكثر عرضة للخطر".

وذكر الوزير الإيطالي أن وزارة الخارجية "تراقب التجارة عبر البحر الأحمر والتداعيات المحتملة على نظام الإنتاج الإيطالي بعناية، منذ ظهور البوادر الأولى للأزمة".

وأكد أن وزارته "وضعت التقييمات المختلفة لتأثير الأزمة تبعا لمتطلبات أمن واستقرار المنطقة وحماية مبدأ حرية الملاحة والتجارة".

مقالات مشابهة

  • إيطاليا تؤكد تضرر نظامها التجاري بسبب هجمات البحر الأحمر‎
  • فورين بوليسي: البحرية الأمريكية فشلت في البحر الأحمر
  • الحوثيون يشنون أكبر عدد من الهجمات على السفن
  • الجيش الأميركي يعلن تدمير رادار حوثي يهدد الملاحة الدولية
  • رُب ضارة نافعة.. هجمات البحر الأحمر تُدر الملايين على سفن الحاويات
  • ضربات أميركية في البحر الأحمر تنهي تفاخر الحوثي بزوارقه المسيرة
  • تحالف “حارس الأزهار”.. البحر الأحمر ومعركة الملاحة العالمية
  • تحذير أمريكي من استخدام الحوثي لنفوذه الجديد حتى بعد انتهاء حرب غزة
  • الحوثيون يعرضون سلاحهم الجديد الذي يستهدف السفن في البحر الأحمر ” صور”
  • تحالف حارس الأزهار.. البحر الأحمر ومعركة الملاحة العالمية