حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيام اتحادها عام 1971 على تقديم يد العون والمساعدة إلى الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة والتي كانت تمر في أوقات صعبة بسبب الحروب والجوع والفقر.
وكان القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حريصاً على تقديم المساعدة إلى العالم أجمع من دون تمييز في اللون أو اللغة أو الدين، ويقف إلى جانب كل الدول المتضررة، وكان يحث على التراحم والتعاون ومساعدة الأشقاء من العرب والدول الإسلامية والشقيقة، فقال رحمه الله، في إحدى المناسبات: "إن التعاون بين البشر يؤدي إلى التراحم الذي حثّ عليه الخالق سبحانه تعالى، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً مع أخيه الإنسان، ومع الحيوان، ومع النبات، فالله عز وجل يرحم من يرحم".
وبعد رحيله، رحمه الله، وعلى مدار السنين، فإن دولة الإمارات قيادة وشعباً وضعت على رأس أجندتها الوطنية وقراراتها الرحمة والتسامح والسلام والتعاون، ووضعت الإنسان في المقام الأول لكي تنعم الشعوب بالاستقرار والحياة الكريمة.
ويحرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على ترسيخ العمل الخيري والإنساني في دولة الإمارات، ويحرص كل الحرص على متابعة عمل الفريق الإماراتي الإنساني لتوفير المساعدات إلى الدول المتضررة بشكل عاجل، وهذا يرجع إلى إنسانية هذا القائد الفذ الذي زرع الخير في بقاع الأرض.
ولا ننسى كلماته المحفورة في ذهن كل شريف عندما قال: "على نهج زايد الخير.. سنعمل على تعزيز دورنا ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري.. والاستمرار في مد يد العون إلى المجتمعات في جميع أنحاء العالم دون النظر إلى دين أو عرق أو لون".
لقد عملت دولة الإمارات بكل تفانٍ بمنظوماتها الإنسانية وفرقها الإنسانية والدبلوماسية والتي تتلقى توجيهاتها ومتابعتها الخاصة من قيادتنا الرشيدة بخصوص الوضع الإنساني والأمني الحرج في قطاع غزة، وقد وُجه فريق إنساني مختص بتوصيل المساعدات الإماراتية إلى القطاع غزة، ولم تتوقف الطائرات المحملة بمواد غذائية وطبية وأخرى إغاثية منوعة للتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية ورفع المعاناة عن أكثر الفئات المعرضة لمخاطر الحرب وهم الأطفال والنساء وكبار السن، ووجه ببناء مستشفى ميداني داخل القطاع لإنقاذ الجرحى.
كما أن بعثة دولة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة حققت نجاحاً تاريخياً غير مسبوق باعتماد مجلس الأمن القرار رقم 2720، والذي يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تعيين منسق للإشراف على إيصال المساعدات إلى غزة، وإنشاء آلية أممية جديدة للمساعدات الإنسانية.
كما يمر الشعب السوداني بمحنة كبيرة وظروف سيئة بسبب الحرب، وتعمل دولة الإمارات على تقديم المساعدات الإنسانية والعاجلة للشعب السوداني، وقبيل أيام قدمت دولة الإمارات 100 طن مساعدات غذائية إلى برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة لدعم اللاجئين السودانيين في جنوب السودان.
إن الحصاد الإنساني 2023 لدولة الإمارات لا يكفيه مقال واحد، فالإمارات دولة نهجها إنساني يحمل شعار الأخوة والتسامح والسلام إلى كل شعوب العالم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
الإمارات تشارك في اجتماعات اللجنة الإحصائية بالأمم المتحدة
نيويورك (الاتحاد)
شارك وفد دولة الإمارات في اجتماعات الدورة السادسة والخمسين للجنة الإحصائية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، التي عقدت مؤخراً في مدينة نيويورك، في أكبر تجمع دولي لخبراء الإحصاء وعلوم البيانات في العالم، بمشاركة رؤساء ومدراء الأجهزة الإحصائية ومراكز البيانات من مختلف دول العالم، إلى جانب أكاديميين وخبراء ومستشارين في الهيئات الأممية والمنظمات الدولية.
وضم وفد دولة الإمارات قيادات من المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، ومراكز الإحصاء المحلية، وهيئة دبي الرقمية، ودائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بالشارقة، ومركز رأس الخيمة للإحصاء.
وجاءت مشاركة الدولة هذا العام لتؤكد دورها الريادي في تعزيز مكانة العمل الإحصائي العالمي، مع بدء عضويتها في اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة للفترة 2025-2028، وهدفت المشاركة إلى دعم الجهود العالمية لتطوير الأنظمة الإحصائية وتعزيز استدامتها، والمساهمة في وضع السياسات والمعايير والمنهجيات، التي تسهم في بناء مستقبل قائم على البيانات والتحليل المبتكر، كما عكست مشاركة الدولة التزامها بالمساهمة في صياغة مستقبل الإحصاء العالمي، وتعزيز الشراكات الدولية لبناء مجتمعات أكثر تطوراً واستدامة.
وشارك الوفد في جلسات الاجتماعات وورش العمل والفعاليات المتخصّصة، تم خلالها تبادل الرؤى والأفكار المبتكرة لتوظيف البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي في صنع القرارات، ورسم السياسات، استناداً إلى إحصاءات دقيقة وشاملة، وتناولت أهمية الإحصاءات لدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكدت حنان منصور أهلي مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء أن عضوية دولة الإمارات في اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة تجسّد التزامها الراسخ بالعمل الدولي المشترك في المجال الإحصائي، وحرصها على بناء شراكات استراتيجية مثمرة، تعزّز كفاءة الأنظمة الإحصائية العالمية، باعتبارها فرصة لتعزيز دور الدولة في قيادة الفكر الإحصائي العالمي لوضع سياسات إحصائية فعالة تدعم الأجندات التنموية المستدامة.
وأكد محمد حسن المدير التنفيذي لقطاع الإحصاء وعلوم البيانات في المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، ممثل دولة الإمارات في اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة، أن دولة الإمارات لا تكتفي بتطوير منظومتها الإحصائية الوطنية، بل تسهم بفعالية في دعم دول العالم، من خلال تفعيل أطر التعاون الإحصائي والشراكات المثمرة، لتعزيز استدامة الأنظمة الإحصائية في العالم.
وقال: «تواصل دولة الإمارات سعيها لإعادة تعريف مفهوم العمل الإحصائي المبتكر عالمياً، بحضور فعّال في اجتماعات اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة، التزاماً بتعزيز آليات وأدوات الابتكار الإحصائي، وتطوير السياسات القائمة على الأدلة، والمساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة».
وشارك وفد دولة الإمارات خلال فعاليات اللجنة الإحصائية في جلسة «الأساليب المبتكرة لتنمية القدرات الإحصائية»، وناقش حلولاً مبتكرة تدعم بناء القدرات الإحصائية العالمية، وتعزّز جاهزية الدول لمواجهة التحديات الإحصائية المستقبلية، كما شارك في جلسة «مستقبل الأجهزة الإحصائية الوطنية»، وفي اجتماع المكاتب الإحصائية لمجموعة «بريكس» الذي ناقش فيه أهمية تعزيز التكامل الإحصائي العالمي من خلال مبادرات مشتركة، وحضر الاجتماع الذي نظمه المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لمناقشة وجهات نظر وأولويات دول المجلس في اجتماعات اللجنة الإحصائية التابعة للأمم المتحدة.
وعقد وفد الدولة خلال مشاركته في اجتماعات اللجنة الإحصائية، العديد من الاجتماعات الثنائية مع المنظمات الدولية وممثلي مراكز الإحصاء العالمية مثل البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية – الأونكتاد، ومركز الإحصاء في النمسا، واستعرض خلالها الممارسات الحديثة التي طورتها دولة الإمارات في تنفيذ المشاريع الإحصائية المستندة على السجلات الإدارية، وبحث سبل التعاون المشترك في تطبيق أهم المعايير الإحصائية الخاصة بجمع البيانات ومنهجيات حسابها.
وقدم محمد حسن مداخلات حول مواضيع إحصائية متخصّصة، مثل «الحسابات القومية» و«التعدادات السكانية والمساكن»، مسلطاً الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي والبيانات البديلة لإنتاج إحصاءات دقيقة تدعم التخطيط الاستراتيجي وتعزز تنافسية الاقتصاد، وأكد التزام المجتمع الإحصائي في الإمارات بتوظيف أدوات التكنولوجيا المتقدمة لتوفير بيانات آنية، وتعزيز سبل الاستفادة منها لدعم كفاءة الأجهزة الإحصائية في توفير بيانات مؤشرات أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى مداخلات أخرى تناولت الإحصاءات الاجتماعية والديموغرافية والاقتصادية، وإحصاءات العمل والعمالة،، وعلم البيانات، والأطر الوطنية لضمان الجودة.