الأمم المتحدة: الأطفال لا يحصلون على كمية المياه التي تبقيهم على قيد الحياة

قطع إمدادات المياه وتدمير الشبكات داخل القطاع

  آلاف السكان يقضون أياما عديدة دون طعام

  الاحتلال اعتمد تدمير المخابز والمتاجر وشبكات المياه

  اللجوء إلى طرق بدائية لطهي الطعام بعد نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء

الرؤية- الوكالات

يوما بعد يوم، تزداد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة سواء وذلك بعد مرور 80 يوم على الحرب الإسرائيلية التي خلفت أكثر من 20 ألف شهيد، إلى جانب عشرات الآلاف من المصابين والنازحين.

ونتيجة لسياسة القصف العشوائي التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، نزح عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى مناطق في وسط وجنوب قطاع غزة، هرباً من نيران طائرات الاحتلال ودباباته، ليجدون أنفسهم دون مسكن أو طعام أو شراب.

وتقول الأمم المتحدة إن الأطفال النازحين حديثا في جنوب قطاع غزة لا يحصلون إلا على 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميًا، وهو أقل بكثير من المتطلبات الموصى بها للبقاء على قيد الحياة، وفقًا لتقديرات اليونيسف، إذ إنه ووفقاً لمعاييرالإغاثة الإنسانية، يبلغ الحد الأدنى لكمية المياه اللازمة في حالات الطوارئ 15 لتراً، بما في ذلك مياه الشرب والغسيل والطهي، كما أن الحد الأدنى المقدر للبقاء على قيد الحياة فقط هو 3 لتر في اليوم.

ونتيجة لانعدام الغذاء والماء، يتعرض السكان وخاصة الأطفال إلى العديد من الأمراض مثل الجفاف والإسهال، إلى جانب اضطرار البعض إلى شرب المياه غير الصالحة الأمر الذي يزيد من الإصابة بمرض الكوليرا والإسهال المزمن.

 وتؤكد كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: "الحصول على كميات كافية من المياه النظيفة هو مسألة حياة أو موت، والأطفال في غزة بالكاد لديهم قطرة واحدة للشرب، ويضطر الأطفال وأسرهم إلى استخدام المياه من مصادر غير آمنة شديدة الملوحة أو التلوث، وبدون مياه صالحة للشرب، سيموت عدد أكبر من الأطفال بسبب الحرمان والمرض في الأيام المقبلة".

 وأفاد خبراء الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي بأن سكان غزة قد استنفدوا جميع مواردهم فيما انهارت سبل عيشهم، ودُمرت المخابز، وأصبحت المتاجر فارغة، ولا تستطيع الأسر العثور على الطعام.

وأخبر سكان في القطاع موظفي برنامج الأغذية العالمي أنهم غالبا ما يمضون أياما كاملة دون تناول الطعام، وأن العديد من البالغين يعانون من الجوع حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام. وقال عارف حسين، كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي: "هذه ليست مجرد أرقام - هناك أطفال ونساء ورجال وراء هذه الإحصائيات المثيرة للقلق. إن تعقيد وحجم وسرعة هذه الأزمة، هي أمور لم يسبق له مثيل".

وتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف المتاجر والمخابز وشبكات المياه لإحكام الحصار على سكان قطاع غزة، إذ وثق عدد من الصحفيون الفلسطينييون مشاهد عديدة لقصف هذه الأماكن التي كان يتزاحم عليها مئات من السكان.

وعبّرت نساء نازحات مع عائلاتهن في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، عن مدى الصعوبات والمعاناة اليومية في تأمين وجبة غذاء يومية للأطفال، خاصة مع شح المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية، في ظل الحصار والعدوان الإسرائيلي المتواصل.

وأوضحت "قد نجد الأكل مرة ولا نجده 10 مرات، هناك ارتفاع كبير بالأسعار، وليس لدينا طحين للحصول على الخبز، ما لدينا الآن هو الأرز والعدس فقط".

أما أم بلال البحري، فقد تحدثت عن حجم المعاناة قائلة: "نعيش حروبا عدة الآن: حرب المياه والغذاء، وحرب الدواء، وحرب الأماكن الآمنة، ليس هناك مكان آمن في شمال قطاع غزة".

وتابعت "نعمل على طبخ الأرز بالمياه، وحصلنا على كيلو أرز واحد بعد 3 ساعات انتظار".

ولجأ العديد من السكان إلى استخدام الحطب لطهي الطعام وإعداد الخبز، والعودة إلى الطرق البدائية، الأمر الذي يكشف واقع الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع جراء شح الوقود وانقطاع الكهرباء.

وتسعى عدد من المؤسسات الخيرية إلى إعداد كميات من الطعام على الحطب وتوزيعها على النازحين، إذ وثقت عدسات المصورين أعداد كبيرة تقف أمام قدور بداخلها طعام ويحملون في أيديهم أواني فارغة في انتظار الحصول على قدر ولو بسيط من الطعام لسد جوع الأطفال.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الإمارات تنضم إلى «نداء العمل» من أجل أطفال فلسطين

نيويورك (الاتحاد)

أخبار ذات صلة تعديل أميركي على مقترح اتفاق وقف الحرب في غزة الأمم المتحدة: أهالي غزة يعيشون حياة بائسة ويحتاجون إلى كل شيء

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة الانضمام إلى نداء العمل من أجل الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
‏وقالت البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة في رسالة نشرتها عبر حسابها الرسمي على منصة «إكس»: «انضمت دولة الإمارات إلى نداء العمل من أجل الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة».
وأضافت: «إن الآثار المفجعة التي خلفتها الحرب على الأطفال الفلسطينيين، هي من أخطر تداعيات الحرب الكارثية على غزة».
وأردفت: «مع القصف المتواصل، والمجاعة التي تلوح في الأفق، والتعطيل شبه الكامل للمدارس والخدمات العامة، فإن جيلاً جديداً بأكمله معرض للخطر». 
وختمت البعثة الدائمة للدولة رسائلها بالدعوة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، قائلةً: «يجب وقف إطلاق النار على الفور».
ويعتبر الأطفال أبرز ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ووثق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في بيان، مقتل ما يزيد عن 14 ألفاً و350 طفلاً منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي، ليشكلوا 44% من إجمالي عدد الضحايا في القطاع، مشيراً إلى أن النساء والأطفال يشكلون 70% من المفقودين والبالغ عددهم نحو 7 آلاف.
وفي الضفة الغربية، وثق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني مقتل 117 طفلاً منذ السابع من أكتوبر، فيما جرح 724 من أصل 700 جريح منذ تاريخه.
ويكشف تقرير الإحصاء عن أن قرابة 43 ألفاً و349 طفلاً يعيشون من دون والِدين أو بدون أحدهما في قطاع غزة، موضحاً أن الرقم كان 26 ألفاً و349 عام 2020.
وتشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن المجاعة التي تفتك بقطاع غزة، أودت بحياة نحو 40 طفلاً توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف، في وقت تضاعفت فيه معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في شمال غزة ورفح.
كما يحتاج أكثر من 816 ألف طفل إلى مساعدة نفسية من آثار الحرب التي تركت آثاراً نفسية عميقة والخوف والقلق والاكتئاب والصدمة النفسية.
وعن التعليم، فإن 620 ألف طالب وطالبة في القطاع حرموا من حقهم في التعليم المدرسي للعام الدراسي 2023 - 2024.
وبلغ عدد الضحايا من الطلبة الملتحقين بالمدارس في فلسطين 6 آلاف و50، وعدد الجرحى 10 آلاف و219 غالبيتهم الساحقة في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: أطفال غزة يعيشون ظروفا كارثية في ظل حالة الجوع المنتشرة في القطاع
  • جُلّهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 37877 شهيدًا
  • الداخلية تواصل فعاليات مبادرة "كلنا واحد – معك في كل مكان" وتوجه قوافل إنسانية وطبية
  • "حامل العلم" وأصغر أشقائه.. تفاصيل إنسانية فى حياة أبو رجيلة ثالث شهداء مثلث القيادة
  • الإمارات تنضم إلى «نداء العمل» من أجل أطفال فلسطين
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: نقترب من اتخاذ قرار لإعادة السكان إلى شمال قطاع غزة
  • 10آلاف حالة إعاقة نصفها من الأطفال جراء العدوان
  • حرب وجوع وأمراض.. تفاصيل تسمم عشرات الأطفال في مركز إيواء شمالي غزة
  • «الراية» القطرية تحذر من خطورة الوضع الإنساني للأطفال في قطاع غزة
  • المتحدث باسم «الأونروا» في غزة لـ«الاتحاد»: تلوث المياه وتراكم النفايات يضاعف معاناة الأهالي