بهت الإمبراطور الصيني تاي تسونغ، حين نصحته خادمة لديه كانت تعرف بغرابة أطوارها بترويض حصانه الجامح، بهراوات حديدية أو ضربه على رأسه بشيء ثقيل، وقطع لسانه، إذا لم يرضخ.

إقرأ المزيد  رئيس مصري يهب لإنقاذ الفرعون

كان تاي تسونغ ثاني أباطرة لأسرة تانغ في الصين وحكم بين عامي 626 – 649. عرف بعقلانيته، وكانت "وو مي" التي عرفت لاحقا باسم "تيان هو " إحدى محظياته، وكانت من أسرة نبيلة، واشتهرت بين حريم الإمبراطور بلقب "المحظية الموهوبة"، لكن لم يتوقع أحد مطلقا أن تكون موهبة إلى درجة أن تصبح الإمبراطورة الوحيدة في التاريخ الصيني!

النصيحة القاسية التي أسدتها المحظية صدمت الإمبراطور الصيني العقلاني ودفعته إلى التخوف من قسوتها المفرطة والاعتقاد بأنها "امرأة خطيرة جدا"، وكل الصين عرفت لاحقا كم كان الإمبراطور على حق.

حين توفى الإمبراطور تاي تسونغ، كما جرت العادة، أرسلت جميع محظيات الإمبراطور الراحل إلى معبد بوذي، بمن فيهن تيان هو، إلا أن نجل الإمبراطور الراحل، الذي كان شغوفا بهذه الفتاة التي انضمت إلى حريم والده حين كان لها من العمر 13 عاما.

إمبراطور أسرة "تانغ" الجديد، وكان حمل اسم "وو هو"، أعاد "وو مي" إلى القصر، وأطلق عليها اسم "المحظية الثانية".

 زوجة الإمبراطور الشرعية لم تنجب له أطفالا، فيما أنجبت محظيته الأثيرة ابنة. في تلك الأثناء غضب نبلاء القصر الإمبراطوري من ولعه بمحظية والده السابقة، وكانت مثل هذه العلاقة تعد من المحرمات.

بعد مرور بعض الوقت، عثر على الطفلة الوحيدة التي ولدت للإمبراطور مختنقة في سريرها، فجن جنونه وسارع إلى اتهام زوجته الشرعية بذلك وأبعدها عن القصر، لكن محظيته الأثيرة وأم طفلته التي اعتقد أنها قُتلت، رأت أن مثل هذه الإجراء ليس كافيا، فأمرت بقتل الإمبراطورة. يقال إنها استدرجت مع شريك لها وأغرقت في بركة مُلئت بالنبيذ!

خلى الجو، وجعل الإمبراطور "وو هو" من محظيته المفضلة إمبراطورة على الصين بزواجه منها. الحاشية ناصبتها العداء والكره، وبادلتهم المحظية السابقة التي أصبحت تدعى "تيان هو" المشاعر ذاتها، وزادت على ذلك بمقتل أو اختفاء كل من تحدث ضدها بشكل مباشر!

هيمنت هذه المرأة "الحديدية" على القصر، ولم تتردد في فعل أي شيء لتوطيد نفوذها، كما أنها أنجبت ستة أطفال، بنتان وأربعة ذكور.

مع مرور الوقت ضعفت حالة الإمبراطور الصحية، وبالتدريج انتقلت سلطاته إلى زوجته على أن انسحب تماما من المشهد، وصارت الإمبراطورة تعين قادة الجيوش وتشرف على سياسة الداخل والخارج، وجمعت كل السلطات في يديها. كل ذلك على ما يبدو لم يكن كافيا لها، إذ أطلقت على نفسها لقب "الإمبراطورة السماوية" وجمعت بينها وزوجها في لقب "الأباطرة الاثنين".

توفى زوجها، فسارت إلى تتويج ابنها جونغ تسونغ، لكنها كانت الحاكم الحقيقي للصين. بعد مرور شهر خلعت ابنها من العرش واتهمته بالعجز وبأنه خاضع لزوجته وأمرت بنفيه، ثم توجت ابنها الثاني، الذي كان معزولا تماما ولا يختلط بأحد.  

الشرطة السرية التي أقامتها زاد جبروتها مع الزمن، وتم القضاء على كل من تمرد أو عصى الإمبراطورة. في فترة لاحقة عرضت بلهجة ودية على ابنها الإمبراطور الصوري أن تسلمه السلطة الفعلية، إلا أنه لم يسقط في الفخ وعرف أنها تمتحن نواياه، وأجاب برفض قاطع!

واجهت الإمبراطورة الفريدة عدة أعمال تمرد خطيرة كادت تقضي على سلطانها، إلا أنها واجهتها بقسوة وأخمدتها وأعدمت قادة التمرد.

في عام 688 استدعت عددا من أفراد الأسرة الإمبراطورية لحضور حفل، فتخوف هؤلاء من أن يكون الهدف قتلهم جميعا، فتمردوا ضدها، ما أعطاها الحجة لقتلهم وسجن وتعذيب الكثيرين منهم، وإجبار البعض على الانتحار.

تحوطا، أطاحت في تلك الفترة بابنها الإمبراطور الصوري، ونصبت نفسها رسميا إمبراطورة رسمية للصين، ومنحت نفسها اسما لا يمنح إلا للرجال، وزادت على ذلك بتأسيس سلالة "تشو" الجديدة بديلا عن أسرة "تانغ".

مع تقدمها بالعمر، تدينت وأحاطت نفسها بالرهبان البوذيين. فكرت في تنصيب خليفة لها، إلا أنها أصيبت بالخرف وفقدت قدرتها على التصرف بمفردها. أجبرت عن التنازل عن العرش لأحد أبنائها، وانعزلت في منزل ريفي وبقيت هناك إلى ان فارقت الحياة في 16 ديسمبر عام 705، ودفنت بجانب زوجها في ضريح "تشيانلينج" الشهير، من دون أن يكتب أي حرف على قبرها. تقول إحدى الروايات أن إمبراطورة الصين الوحيدة في التاريخ هي من أوصى بذلك، لأنها كانت ترى أن إنجازاتها أكبر من أن تدون على حائط ضريح صغير.

 المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف إلا أن

إقرأ أيضاً:

مطلية بالذهب.. بيع فيلا “قصر الرخام” في دبي بـ 115.8 مليون دولار (صور)

دبي – سجلت سوق العقارات الفاخرة في دبي رقما قياسيا جديدا، حيث سجلت دائرة الأراضي والأملاك صفقة بيع لـ”قصر الرخام” وهي فيلا فاخرة ذات جدران مطلية بالذهب في منطقة تلال الإمارات.

وبلغ سعر الصفقة 425 مليون درهم أي ما يعادل 115.8 مليون دولار، وفقا لمنصة الأبحاث “بروبرتي مونيتور”.

وذكرت المنصة “مع بقاء دبي واحدة من أكثر الأسواق جاذبية وربحية على مستوى العالم، تستمر العقارات الفاخرة مثل قصر الرخام “THE MARBLE PALACE” في جذب المستثمرين والأفراد ذوي الثروات العالية”.

وتعتبر هذه الصفقة ثاني أغلى صفقة مسجلة في تاريخ عقارات دبي بعد صفقة بيع شقة تاونهاوس في مشروع كومو ريزيدينسس العام 2023 في منطقة نخلة جميرا.

وكان “قصر الرخام” المصمم على طراز قصر فيرساي الشهير في فرنسا قد عرض للبيع بمبلغ يصل إلى 750 مليون درهم منذ العام 2023، إلى أن أبرمت الصفقة أخيرا وبمبلغ 425 مليون درهم.

ويقع “قصر الرخام” في منطقة تلال الإمارات وهي حي راق مسور يقطنه نخبة من الأثرياء في دبي، وتبلغ مساجة القصر الداخلية 60 ألف قدم مربعة، تقع على قطعة أرض كلية تبلغ 70 ألف قدم مربعة.

ويتكون القصر من خمس غرف نوم، ويضم مرآبا يتسع لـ 15 سيارة وحمامات سباحة داخلية وخارجية، وقبتين، إلى جانب حوض مائي للشعاب المرجانية سعة 70 ألف لتر، ومحطة طاقة فرعية وغرفا محصنة للطوارئ.

تم بناء القصر باستخدام ما تقدر قيمته بـ 80 إلى 100 مليون درهم من الحجر الإيطالي، واستغرقت عملية البناء ما يقرب من 12 عاما واكتمل في عام 2018.

وتكتسي جدران القصر من الداخل بـ 70 ألف ورقة من الأوراق المذهبة بجانب التحف الفنية.

المصدر: صحيفة “البيان” الإماراتية

مقالات مشابهة

  • عثمان ميرغني: الجيش يقترب من القصر الجمهوري
  • مطلية بالذهب.. بيع فيلا “قصر الرخام” في دبي بـ 115.8 مليون دولار (صور)
  • لوموند: إسرائيل تشهد فرارا لم يسبق له مثيل
  • لوموند: إسرائيل تشهد فرارًا لم يسبق له مثيل
  • لوموند: إسرائيل تشهد هجرة لم يسبق لها مثيل
  • ديك القيادة يا خالد سلك أمشي أعمل ثورتك دي وداك شارع القصر
  • دون إصابات بشرية .. انهيار حائط شرفة وحدة سكنية ببرج سكنى بالمنيا
  • صور.. انهيار جدار من الطابق الثالث عشر في برج سكني بالمنيا
  • انهيار حائط من الطابق الثالث عشر في برج سكني بالمنيا دون إصابات
  • عمرو خليل: إسرائيل مستمرة في هدفها لتصفية القضية الفلسطينية.. ومصر حائط الصد الأول