لبنان ٢٤:
2024-12-19@08:16:29 GMT

حزب الله يُلاقي الضغوط بـ... بعد غزة لكل حادث حديث

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

حزب الله يُلاقي الضغوط بـ... بعد غزة لكل حادث حديث

كتبت "الراي الكويتية": لم يكن عادياً ما كَشَفَهُ نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، عن بعضٍ من «علبةِ أسرارٍ» ما يحمله الموفدون الغربيون رفيعو المستوى في «حقائبهم الديبلوماسية» إلى الحزب في زياراتهم للبنان الذي تشتعل جبهته الجنوبية منذ 8 أكتوبر بمواجهاتٍ جاءت لتصبّ «الزيتَ على نار» أزماته الأخطبوطية السياسية والمالية وتضعه على «فالق» غزة التي تزلزل الأرض تحت أقدام أبنائها الذين يتخبّطون في دمائهم فيما القطاعُ يتحوّل.

.. حُطاماً.

فعلى وقْع «تأكيد المؤكد» عبر تقارير صحافية أميركية حول أن إسرائيل أوشكتْ بعد 4 أيام من «طوفان الأقصى» أن تفتحَ الجبهة مع «حزب الله» وتوجّه ضربةً استباقيةً له قبل أن تردعها إدارة الرئيس جو بايدن، وأن تل أبيب لن تكون في وارد التسليم بأن تبقى وضعيةُ الحزب في جنوب الليطاني على ما هي حالياً وأنها تحاول توفير كل أدوات الضغط لتغيير هذا الواقع تحت لافتة القرار 1701 - سواء قبل انتهاء حرب غزة أو بعدها - اختار قاسم أن يُلاقي «المناخَ التعبوي» الإسرائيلي - الدولي عبر كشْفٍ متعمَّدٍ لمداولاتِ الغرف المغلقة ولـ «مثلث أسئلة» تُطرح على الحزب الذي يَعتمد حيالها إستراتيجية «الغموض البنّاء» على طريقة «الجواب المستتر».
فالرجل الثاني في «حزب الله» قال إن «الوفود المرسَلة من الدول الغربية على أعلى المستويات تسألنا ثلاثة أسئلة. الأول: هل ستوسعون الحرب أم لا؟ الثاني: ما مصير المستوطنين وهل يستطيعون العودة الآمنة إلى شمال فلسطين؟ والثالث: هل ستبقى المقاومة موجودة في الجنوب وعلى الحدود مباشرة، أم أن هناك حلولاً معينة؟ ويقولون كل ذلك من أجل الاستقرار في المنطقة».
وأضاف: «أجبناهم سراً ونجيبهم علناً، أَوْقِفوا العدوان على غزة قبل أي سؤال، فالحرب في الجنوب انعكاسٌ للعدوان على غزة، واستمراريتُها مرتبطةٌ باستمرار العدوان على غزة، وتصعيد الحرب في الجنوب مرتبط بأداء إسرائيل، فإذا وسّعت عدوانها سنردّ الصاع صاعين. لا يمكن أن نرضخ، ولا تؤثر علينا لا تهديدات إسرائيلية ولا أميركية ولا دولية». وتابع: «لا نقاش لدينا الآن مع أحد عما يمكن أن يكون الوضع عليه بعد حرب إسرائيل على غزة، أوقفوا الحرب ثم تحصلون على الإجابات المناسبة في وقتها (...) ولا نقبل أن يبقى لبنان تحت التهديد والتهويل، ولا أحد يملك صلاحية أن يعطي التزامات للآخَرين بأن لبنان مستكين ولن يفعل شيئاً».
وفي رأي أوساط عليمة، أن كلامَ قاسم «المشفّر» يترجم في جانبٍ منه الاقتناعَ السائد لدى دوائر عدة بأن «حزب الله» ليس محشوراً في الميدان، وفق الدينامية العسكرية الحالية، ولا يوجد ما يضطره لتقديم أي تنازلاتٍ لإسرائيل، وأن تقديم الأجوبة ولا سيما على سؤال «هل ستبقى المقاومة موجودة في الجنوب وعلى الحدود مباشرة» مرهونٌ حكْماً بـ «السلّة» التي تعمل عليها واشنطن عبر آموس هوكشتاين وحتى الفرنسيين على قاعدة بلوغ تفاهم على «فض النزاع البري» بما في ذلك إيجاد صيغة لمزارع شبعا المحتلة (ربما وضْعها في عهدة الأمم المتحدة) لقاء ترتيباتٍ ترتكز على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بحذافيره أي جعل جنوب الليطاني منطقة منزوعة السلاح أو أقله سحب وحدة النخبة التابعة للحزب (الرضوان) والأسلحة الثقيلة.
وبحسب الأوساط فإن الحزب، الذي كرّس الترابطَ بين أي «كلامٍ» حول وضعيته ودوره في مرحلة ما بعد حرب غزة وبين انتهائها أولاً - وسط معطياتٍ عن أن واشنطن تتعاطى بواقعية أيضاً من خلال تَمايُزها عن محاولاتٍ إسرائيلية للضغط في اتجاه تطبيق الـ 1701 فيما الحرب مشتعلة - لم يَحِدْ ولن يخرج عن سياسةِ أن أي انسحابٍ إسرائيلي من أرض لبنانية محتلة أو بتٍّ لنقاط خلافية على الخط الأزرق هو «حقّ للبنان ولا أثمان مقابله» وذلك في تأكيدٍ على «فصل مساريْ»:
- نزْع الذرائع الذي يعتقد الحزب أن تل أبيب وواشنطن يسعيان إليه من خلال ملف التفاهم البري الذي يعمل عليه هوكشتاين خصوصاً.
- مصير انتشاره وتموْضعه جنوب الليطاني، الذي له حسابات إستراتيجية أخرى لا يمكن تَصَوُّر مقاربتها خارج «الحرب الباردة» مع إيران ومشروعها الكبير الذي تزين تحريكَ أذرعها العسكرية في المنطقة، على تخوم حرب غزة، تحت سقف عدم تعريضه لخطرِ الوقوع في فم الأساطيل الأميركية المنتشرة في المتوسط.
وفيما تشهدُ الأروقة الديبلوماسية في أكثر من عاصمة مفاوضاتٍ شاقةً لإيجاد «حمّالة» سياسية توقف «محرقة غزة» على قاعدة إنجاز تبادُل الأسرى والمعتقلين وإيجادِ ترتيباتٍ ضامنة لعدم تكرار 7 أكتوبر 2022 إن لم يكن عبر القضاء على «حماس» فمن خلال «تذويب» قدرتها، قيادياً ولوجستياً، على تشكيل خطر مميت، وفق منظور إسرائيل، فإن الميدان في جنوب لبنان لم يهدأ بل مضى في تصعيدٍ تَصاعُدي وإن محكوماً برقعة جغرافية شبه «محدَّدة».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الجنوب حزب الله على غزة

إقرأ أيضاً:

حزب الله يبقي موقفه ضبابياً من الاستحقاق الرئاسي

كتب ابراهيم بيرم في" النهار": أيّ مرشح للرئاسة الأولى سيعطيه "حزب الله" أصواته المضمونة (14 صوتاً) في جلسة الانتخاب المقررة في التاسع من الشهر المقبل؟
 إثارة هذا السؤال لم تعد في الآونة الأخيرة ضرباً من السذاجة انطلاقاً من اعتبارات عدة أبرزها:

- أن المرشح الحصري المعروف للحزب منذ أن خلت سدة الرئاسة الأولى هو زعيم تيار المردة سليمان فرنجية. وقد برزت بعد التطورات والتحولات الدراماتيكية الأخيرة في لبنان وسوريا مؤشرات توحي بأن الرجل صار عازماً على الانسحاب من السباق الرئاسي بعدما فقد قدرة وصوله المحتمل إلى قصر بعبدا.
 
- أن الحزب نفسه يعيش منذ أن وضعت المواجهات العسكرية في الجنوب أوزارها تحت وطأة إعادة النظر في كل ما حصل بعد نتائج كارثية – زلزالية نزلت به وببيئته الحاضنة، وبات لزاماً عليه أن يتواضع وأن تكون له سياسة جديدة في مقاربته للواقع اللبناني تعتمد على أن الظروف والمعطيات التي سمحت له قبل نحو ثمانية أعوام بإيصال مرشحه إلى سدة الرئاسة الأولى قد ولّت.
 
وبناءً على ذلك ومع يقين الحزب بأنه لم يعد بمقدوره فرض مشيئته في موضوع الرئاسة الأولى، فإنه حسب مصادر على صلة به يجد نفسه ملزماً بدخول المشهد الرئاسي من باب مختلف يكون فيه ملزماً بالاعتراف بأنه لم يعد يملك القدرة على فرض فيتو يؤجّل الانتخاب ويماطل إن لم يكن متأكداً من أن مرشحه هو المضمون.
 
من هنا اتبع الحزب وفق تلك المصادر نهجاً مرناً، فأخرج الموضوع من أولويات خطابه السياسي، مقدّماً عليه ملفات وقضايا أكثر إلحاحاً وضرورة عنده مثل إعادة إعمار ما هدمته الحرب، والحديث عن أنه ما زال قادراً على الاحتفاظ "ببندقية المقاومة" شمالي نهر الليطاني.
 
ومع ذلك لم يكن ممكناً عند الحزب أن يسقط هذا الاستحقاق من لائحة اهتماماته، فعكف على إدارة الموضوع بطريقة مختلفة على نحو أشعر المعنيين بالأمر بأنه أخرج نفسه من مربّع التعطيل، وأنه صار استطراداً مع انتخاب رئيس جديد يقيناً منه بأن هذا الأمر من شأنه أن يقدّم برهاناً على سعيه لمدّ جسور التصالح والثقة مع الوسط السياسي اللبناني.
 وبالتوازي مع ذلك فتح الحزب أبواب التواصل مع كل المرشحين للرئاسة الأولى (باستثناء سمير جعجع) إما مباشرة أو بإبلاغهم أنه ليس ضدّ وصولهم إلى قصر بعبدا في يوم من الأيام.
وكل هذا مشروط بانسحاب فرنجية الطوعي من السباق الرئاسي، أما إذا ظلّ على ترشّحه فإن الحزب ماضٍ في الوقوف إلى جانبه ولو ظلّ وحيداً.
 
أما الأمر الثاني الذي يعلن الحزب التزامه به دوماً فهو أنه لن يذهب إلى جلسة الانتخاب من دون أن يكون اتفق مع الرئيس نبيه بري على مرشح بعينه بحيث تصبّ الأصوات الشيعية النيابية لمصلحة مرشح واحد، تتوفر فيه صفات المرشح التوافقي.
 
وثمة نواب من الكتلتين الشيعيتين يؤكدون أن اسم مثل هذا المرشح لم يتبلور بعد عندهما، فهما لم يحسما بعد مسالة الاقتراع للمرشح المرتفع الأسهم وهو العماد جوزف عون، على رغم معرفتهما بأن ثمة ضغوطاً كبرى داخلية وخارجية تسعى جاهدة لتكريس انطباع فحواه أن لا فرصة لسواه لبلوغ هذا المنصب.
 
ولم يعد خافياً أن الرئيس بري ما زال يبعث بإشارات ورسائل إلى من يعنيهم الأمر بأنه لم يعد بالتصويت لهذا المرشح وأن له ملاحظات على أدائه فضلاً عن الكثير من التحفظات انطلاقاً من أنه "لا يتمتع بالمرونة الكافية"، بينما ثمة من وضع نفسه في خانة إيصال الرسائل بين الحزب والعماد عون يؤكد أن الحزب أبلغه بأن لا فيتو عنده على ترشيح قائد الجيش إلا أن أمر إعطاء الأصوات له حسابات أخرى أكثر تعقيداً.
 
ولأن الحزب يعرف أن ثمة عروضاً بالجملة ستأتيه مع ارتفاع عدد المرشحين فإنه لا يبدو مستعجلاً على إعطاء كلمته لأي مرشح وأنه يفضّل البقاء على ضبابية موقفه.
 
ومع كل ذلك فإن الحزب يدرك أن ثمة تحولات ستملي عليه في ساعة قريبة الدخول في مساومات وتفاهمات مع الآخرين لاختيار مرشح بعينه، وهو بالتأكيد ليس مرشحه هو، فزمن مثل ذلك قد ولّى وثمة زمن جديد على الحزب تقبّل وقائعه ومعادلاته.
 

مقالات مشابهة

  • تحليل مبادرة الحزب الشيوعي السوداني لوقف الحرب واسترداد الثورة
  • حزب الله يبقي موقفه ضبابياً من الاستحقاق الرئاسي
  • مقتل 13 في حادث تصادم جنوب مصر
  • هل حديث "أفضل الأعمال الصلاة على وقتها" يدل على الوجوب؟
  • هل حديث أفضل الأعمال الصلاة على وقتها يدل على وجوبها أول الوقت؟
  • المراد بالنصيحة في حديث النبي عليه السلام "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"
  • روني كاسريلز.. حان الوقت لتغيير حق الفيتو الذي يحمي إسرائيل
  • حديثٌ عن معجزة.. ماذا قال محلل إسرائيليّ بشأن حزب الله؟
  • مقتل الفلسطيني خالد نبهان.. الجد الذي أبكى العالم أثناء وداع حفيدته "روح الروح"
  • توقيع مذكرة تفاهم الحزب الاتحادي الموحد وحركة تحرير السودان الديمقراطية