موقع النيلين:
2024-06-27@09:04:09 GMT

احزاب قحت: إدانة للمليشيا ام دعوة للإستسلام؟

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT


(1) كنت أظن أن بعض الإشارات في بيانات مجموعة احزاب وكيانات قحت وتقدم هي مجرد تلميحات عابرة وحين تمعنت تبين أن الأمر خط عام ، وبإصرار واضح ، وجاء بعد أكثر من اسبوع من سقوط مدني عاصمة الجزيرة ، ومع أن فظائع المليشيا لم تتوقف ، ولكن هذه القوى رأت فجأة إصدار بيانات تبدو وكأنها إدانة لممارسات المليشيا ، ولكنها في الحقيقة تركز على ثلاث نقاط أخري ذات أهمية بالغة ، وتكشف الادوار الخبيثة لهذه القوى فى زيادة آلام الشعب ، ولم يكتفوا بالإبادة والعنصرية والقتل على الهوية ونهب الاموال وتهجير الآمنين ، وأرادوا أن يضيفوا إليها الخنوع والاذلال وكمثال لذلك نورد مما جاء فى بيان حزب المؤتمر السوداني وهيئة الأنصار ، النقاط التالية :

اولا: رفض دعوات التعبئة والنفير ، ووصفها بأنها زيادة في وتيرة الحرب ، وتوسيع رقعتها…
ثانيا: التعايش مع الواقع الجديد ، مع دعوة قيادة المليشيا للوفاء بتعهداتها ورد المنهوبات ، والخروج من القري.

.

وثالثا : وتشكيل لجان مجتمعية ، كما ورد بوضوح في بيان هيئة الأنصار ، والتواصل مع قيادات المليشيا ، وهو توجه الرضاء بالأمر الواقع..

وكل ذلك يشير لحقيقة واحدة ، أن التعبئة العامة خلقت حالة من الذعر في أطراف كثيرة وأدت إلى فشل الحرب النفسية والاعلامية ، بل والمخططات والأجندة السياسية ، ويعزز ذلك مجددا ، أن المليشيا تستعين بحواضن سياسية واجتماعية وخلايا نائمة ..

(2)
وبتفصيل أكثر فقد أصدر حزب المؤتمر السوداني بيانا أدان فيه جرائم المليشيا في مدن ولاية الجزيرة وقراها ، وقال أن الممارسات تخالف التعهدات ، وكأنه‍م يصدقون أقوال المليشيا وقد عميت أعينهم عن افعالها طيلة 9 أشهر مارسوا فيها كل أنواع الجرائم وأبشع الفظائع في حق الإنسانية من إبادة جماعية وتطهير عرقي وسلب ونهب.. وكأن حزب المؤتمر السوداني في حالة مفاجأة مما جرى في الجزيرة..

ذلك ليس مربط الفرس ، وإنما الفضيحة في فقرة (إدانة التعبئة العامة والمقاومة الشعبية) ، ووصفها بإنها إطالة لأمد الحرب ، وبهذا يطالب حزب المؤتمر السوداني من المواطنين مد روؤسنا للقتل واعراضهم للإنتهاك وأموالهم للسلب وتاريخهن للتشويه وارضهم للمحتلين الجدد ، وهذه دعوة اخري ليست للتعايش فحسب ، وإنما الخضوع بذلة والإنحناء والتسليم للمتمردين والاوباش تحت ذريعة إيقاف الحرب ، وحزب المؤتمر السوداني وقادته يعلمون إن ايقاف الحرب يبدأ من ايقاف المرتزقة إجتياح المنازل والبيوت والأعيان المدنية ، وإيقاف جلب المرتزقة من انحاء الدنيا لتدمير بلادنا ووطننا وتشريد أهلنا..

يا للعار وللخيبة ، حين تختبيء المواقف المخزية خلف الشعارات البائسة والأقوال الجوفاء..
إن المواطنين يقاتلون عند بيوتهم ودورهم ولحماية الأعراض فهل هذا مما يغيظ قادة المؤتمر السوداني ، وامثاله من زمرة كسالى الحلول الأجنبية..

ربما غلب على حزب الأمة القومي أو بعض قيادته دعم المليشيا وإسنادها ، وقوام جندها من مناطق نفوذه ، وارتباطات الحزب الإقليمية مؤثرة في قراراته ، فماذا حدث لحزب المؤتمر السوداني ؟ إلى أين هذا الإنسياق الأعمي بلا بصيرة ودون وعي..

كلا ، لم يكن بيان ادانة ، وإنما مرافعة ضد التعبئة العامة والمقاومة الشعبية.. هذا لحن القول وبؤس المواقف..
(3)
وعلى ذات النسق جاء بيان هيئة شوؤن الأنصار هذه المرة ، وبذات مفردات حزب المؤتمر السوداني مع إختلاف في :
– إعطاء الصبغة الدينية في البيان..
– ودعوة القيادات المجتمعية وطرق الصوفية للتواصل مع المليشيا لتأسيس ادارة محلية وتطبيع الحياة مع المحتلين..

– وأضافت هيئة الأنصار إشارة تبعيضية حيث جاء في بيانها (إن بعض قوات الدعم السريع الخ) ، ومتناسين أن ذلك مسلك هذه المليشيا ، ألم يسمع قادة حزب الأمة وهيئة الأنصار بما جري في الجنينة وزالنحي والرهد وأم روابة و مناطق كثيرة وجلهم من أبناء الأنصار والمهدية..
– دخول هيئة شوؤن الأنصار على خط السياسة المباشر ، وقد ظلت صامتة طيلة 9 أشهر سوي بعض إشارات دكتور محمود أبو عن الصبر والإبتلاء وإعتزال الفتنة ، ولكنهم فجأة أحتلوا سطح المركب وقد تبين أنها غارقة بسبب النفير ، وبسبب المقاومة الشعبية..

(4)
هذه البيانات مقرونة مع تغريدات سابقة وتصريحات للمهندس ابراهيم الميرغني ، وعرمان وآخرين تدلل على حقيقة أن قحت تسعى لتسويق فكرة حكومة الأمر الواقع ، والرضاء بالمحتلين ، وهذا هو خطهم السياسي ومنهجهم ، ولذلك فإن الحاضنة السياسية (قحت) و(جوع) كلهم شركاء فى الجريمة ومتآمرون على وطننا وبلادنا غير عابئين بمعاناة شعبنا ونزوحهم وتدمير البنيات ورضوا أن يكونوا مرشدين أمام خيول البغاة وخلفهم يلتقطون فتات المواقف.. شاهت الوجوه..
ويبقى الرد الوطني الجهير هو المزيد من النفير والمقاومة ، ذلك ميراث الشرف ونخوة الرجولة وشرف الأمة وفوق ذلك راية الحق..

هذه الرسالة الاقوى في وجه المعتدين والمتآمرين ، بل ودعوة للقيادة السياسية قطع الوصل مع هذه الفئة الخائنة ومحاصرة الخلايا النائمة..
قوموا على وطنكم.. حي على الفلاح

د. ابراهيم الصديق علي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: حزب المؤتمر السودانی

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني ينفي قتل أسرى ويتهم "الدعم السريع" بفبركة الفيديو

نفت القوات المسلحة السودانية قيام عناصرها بتصفية أسرى، في إشارة إلى فيديو كانت قوات الدعم السريع قد نشرته زاعمة أنه يظهر قيام جنود من الجيش السوداني بقتل أسرى.

وزير الري يتوجه لجنوب السودان لافتتاح مشروعات مائية تنفذها مصر مجلس السلم والأمن الإفريقى يدين استمرار الحرب في السودان

ونقل موقع "السوداني" بيانا أدلى به الناطق الرسمي للجيش السوداني قال فيه: "ظهر بمواقع التواصل الاجتماعي اليوم فيديو مفبرك من قِبل الخلايا الإعلامية لمليشيا آل دقلو الإرهابية وأعوانهم يظهر من خلاله جنود مزعومون يقومون بقتل أسرى بعد معاملتهم بشكل لا يتّسق بقوانين وأعراف الحرب".

وتابع بيان الجيش السوداني "القوات المسلحة لا يُمكن أن تصدر هذه الممارسات من أفرادها، وهي تلتزم طوال تاريخها بالقانون الدولي الإنساني".

من ناحية أخرى اتهم بيان الجيش قوات الدعم السريع بأن "العالم يشهد كل يوم انتهاكاتها الممنهجة والهمجية غير المسبوقة في تاريخ الحروب، وما عملية تصفية أسرى مدينة الفولة أول أمس وتدمير محطة بحري الحرارية لتوليد الكهرباء يوم أمس إلّا نموذجٌ لنهجها الإرهابي المعهود في حق البلاد ومواطنيها"، على حد تعبير البيان.

واختتم بيان الجيش السوداني بالتأكيد على أنه لن ينجر "للدرك الأخلاقي السحيق الذي ترزح تحته المليشيا وستظل متمسكة بالتزاماتها تجاه القانون الدولي الإنساني"، بحسب البيان.

وكانت قوات الدعم السريع قد اتهمت الجيش السوداني، أمس الأحد، بقصف محطة "بحري" الحرارية للكهرباء في العاصمة الخرطوم، ما تسبب بحرقها.

وقالت "الدعم السريع"، في بيان لها، إن "قصف محطة بحري الحرارية للكهرباء، عمل إجرامي يتنافى مع كافة القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية والاتفاقيات والأعراف، ويتنافى مع قوانين وأخلاقيات الحرب، ويكشف حالة اليأس والإحباط التي تمر بها مليشيات البرهان وكتائب الحركة الإسلامية بعد الهزائم المتواصلة التي ظلت تتعرض لها في جميع المحاور".

وتابعت: "إننا إذ ندين هذه الممارسات الإرهابية الخطيرة؛ ندعو المنظمات الدولية والإقليمية إلى إدانة هذه الجرائم المروعة المرتكبة من قبل كتائب الحركة الإسلامية وعناصرها في القوات المسلحة، التي تهدف إلى تهجير السكان قسراً وحرمانهم من الخدمات الأساسية والضرورية".

 

مقالات مشابهة

  • بالآلاف.. كيف يعيش السودانيون في مصر الآن؟
  • مسؤولون إسرائيليون سابقون تولوا مناصب رفيعة يطالبون الكونغرس بإلغاء دعوة نتنياهو لإلقاء خطابه
  • خبراء أمميون: الجيش السوداني والدعم السريع يستخدمان الغذاء كسلاح في الحرب
  • انهاء مهمّة التحالف في العراق ومخاطر الحرب على طاولة السوداني والسفيرة الأمريكية
  • حرب السودان في عامها الثاني.. مفترق طرق
  • عادل الباز: تهديدات.. مستمرة ومسمومة
  • المدرعات، من أفضل التكتيكات الحربية التي إخترعها الجيش السوداني لإستنزاف العدو
  • الأمة يعلّق على استراتيجية السعودية تّجاه السودان
  • مؤتمر لمناقشة ثلاث قضايا أساسية بمشاركة وزير الداخلية السوداني
  • الجيش السوداني ينفي قتل أسرى ويتهم "الدعم السريع" بفبركة الفيديو