موقع النيلين:
2024-12-21@02:05:45 GMT

احزاب قحت: إدانة للمليشيا ام دعوة للإستسلام؟

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT


(1) كنت أظن أن بعض الإشارات في بيانات مجموعة احزاب وكيانات قحت وتقدم هي مجرد تلميحات عابرة وحين تمعنت تبين أن الأمر خط عام ، وبإصرار واضح ، وجاء بعد أكثر من اسبوع من سقوط مدني عاصمة الجزيرة ، ومع أن فظائع المليشيا لم تتوقف ، ولكن هذه القوى رأت فجأة إصدار بيانات تبدو وكأنها إدانة لممارسات المليشيا ، ولكنها في الحقيقة تركز على ثلاث نقاط أخري ذات أهمية بالغة ، وتكشف الادوار الخبيثة لهذه القوى فى زيادة آلام الشعب ، ولم يكتفوا بالإبادة والعنصرية والقتل على الهوية ونهب الاموال وتهجير الآمنين ، وأرادوا أن يضيفوا إليها الخنوع والاذلال وكمثال لذلك نورد مما جاء فى بيان حزب المؤتمر السوداني وهيئة الأنصار ، النقاط التالية :

اولا: رفض دعوات التعبئة والنفير ، ووصفها بأنها زيادة في وتيرة الحرب ، وتوسيع رقعتها…
ثانيا: التعايش مع الواقع الجديد ، مع دعوة قيادة المليشيا للوفاء بتعهداتها ورد المنهوبات ، والخروج من القري.

.

وثالثا : وتشكيل لجان مجتمعية ، كما ورد بوضوح في بيان هيئة الأنصار ، والتواصل مع قيادات المليشيا ، وهو توجه الرضاء بالأمر الواقع..

وكل ذلك يشير لحقيقة واحدة ، أن التعبئة العامة خلقت حالة من الذعر في أطراف كثيرة وأدت إلى فشل الحرب النفسية والاعلامية ، بل والمخططات والأجندة السياسية ، ويعزز ذلك مجددا ، أن المليشيا تستعين بحواضن سياسية واجتماعية وخلايا نائمة ..

(2)
وبتفصيل أكثر فقد أصدر حزب المؤتمر السوداني بيانا أدان فيه جرائم المليشيا في مدن ولاية الجزيرة وقراها ، وقال أن الممارسات تخالف التعهدات ، وكأنه‍م يصدقون أقوال المليشيا وقد عميت أعينهم عن افعالها طيلة 9 أشهر مارسوا فيها كل أنواع الجرائم وأبشع الفظائع في حق الإنسانية من إبادة جماعية وتطهير عرقي وسلب ونهب.. وكأن حزب المؤتمر السوداني في حالة مفاجأة مما جرى في الجزيرة..

ذلك ليس مربط الفرس ، وإنما الفضيحة في فقرة (إدانة التعبئة العامة والمقاومة الشعبية) ، ووصفها بإنها إطالة لأمد الحرب ، وبهذا يطالب حزب المؤتمر السوداني من المواطنين مد روؤسنا للقتل واعراضهم للإنتهاك وأموالهم للسلب وتاريخهن للتشويه وارضهم للمحتلين الجدد ، وهذه دعوة اخري ليست للتعايش فحسب ، وإنما الخضوع بذلة والإنحناء والتسليم للمتمردين والاوباش تحت ذريعة إيقاف الحرب ، وحزب المؤتمر السوداني وقادته يعلمون إن ايقاف الحرب يبدأ من ايقاف المرتزقة إجتياح المنازل والبيوت والأعيان المدنية ، وإيقاف جلب المرتزقة من انحاء الدنيا لتدمير بلادنا ووطننا وتشريد أهلنا..

يا للعار وللخيبة ، حين تختبيء المواقف المخزية خلف الشعارات البائسة والأقوال الجوفاء..
إن المواطنين يقاتلون عند بيوتهم ودورهم ولحماية الأعراض فهل هذا مما يغيظ قادة المؤتمر السوداني ، وامثاله من زمرة كسالى الحلول الأجنبية..

ربما غلب على حزب الأمة القومي أو بعض قيادته دعم المليشيا وإسنادها ، وقوام جندها من مناطق نفوذه ، وارتباطات الحزب الإقليمية مؤثرة في قراراته ، فماذا حدث لحزب المؤتمر السوداني ؟ إلى أين هذا الإنسياق الأعمي بلا بصيرة ودون وعي..

كلا ، لم يكن بيان ادانة ، وإنما مرافعة ضد التعبئة العامة والمقاومة الشعبية.. هذا لحن القول وبؤس المواقف..
(3)
وعلى ذات النسق جاء بيان هيئة شوؤن الأنصار هذه المرة ، وبذات مفردات حزب المؤتمر السوداني مع إختلاف في :
– إعطاء الصبغة الدينية في البيان..
– ودعوة القيادات المجتمعية وطرق الصوفية للتواصل مع المليشيا لتأسيس ادارة محلية وتطبيع الحياة مع المحتلين..

– وأضافت هيئة الأنصار إشارة تبعيضية حيث جاء في بيانها (إن بعض قوات الدعم السريع الخ) ، ومتناسين أن ذلك مسلك هذه المليشيا ، ألم يسمع قادة حزب الأمة وهيئة الأنصار بما جري في الجنينة وزالنحي والرهد وأم روابة و مناطق كثيرة وجلهم من أبناء الأنصار والمهدية..
– دخول هيئة شوؤن الأنصار على خط السياسة المباشر ، وقد ظلت صامتة طيلة 9 أشهر سوي بعض إشارات دكتور محمود أبو عن الصبر والإبتلاء وإعتزال الفتنة ، ولكنهم فجأة أحتلوا سطح المركب وقد تبين أنها غارقة بسبب النفير ، وبسبب المقاومة الشعبية..

(4)
هذه البيانات مقرونة مع تغريدات سابقة وتصريحات للمهندس ابراهيم الميرغني ، وعرمان وآخرين تدلل على حقيقة أن قحت تسعى لتسويق فكرة حكومة الأمر الواقع ، والرضاء بالمحتلين ، وهذا هو خطهم السياسي ومنهجهم ، ولذلك فإن الحاضنة السياسية (قحت) و(جوع) كلهم شركاء فى الجريمة ومتآمرون على وطننا وبلادنا غير عابئين بمعاناة شعبنا ونزوحهم وتدمير البنيات ورضوا أن يكونوا مرشدين أمام خيول البغاة وخلفهم يلتقطون فتات المواقف.. شاهت الوجوه..
ويبقى الرد الوطني الجهير هو المزيد من النفير والمقاومة ، ذلك ميراث الشرف ونخوة الرجولة وشرف الأمة وفوق ذلك راية الحق..

هذه الرسالة الاقوى في وجه المعتدين والمتآمرين ، بل ودعوة للقيادة السياسية قطع الوصل مع هذه الفئة الخائنة ومحاصرة الخلايا النائمة..
قوموا على وطنكم.. حي على الفلاح

د. ابراهيم الصديق علي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: حزب المؤتمر السودانی

إقرأ أيضاً:

تشهد صفوف المليشيا خلافاتٍ حادة تم حسمها بإسكات المجاهرين بالنصيحة رمياً بالرصاص

■ تتعالي هذه الأيام الأصوات الناقمة والناقدة من داخل مليشيات التمرد للطريقة الإنتقائية والعنصرية التي تدير بها مجموعة ( المَصارِين البُيُض) الأمور ماتبقي من شتات عصابات المليشيا التي تحوّلت إلي مجموعات متنافرة تحسبهم جميعاً .. وقلوبهم شتّي ..

■ الذين يحاولون الجهر بأرائهم الناقمة والناقدة يتذكرون مصير المليشي عامر حمدون ( أبو جكة )من أبناء الرزيقات البقارة وأهله من منطقة أبو مطارق بالضعين .. أبوجكة صاحب التسجيل المرفق بالصفحة تمت تصفيته رمياً بالرصاص ذات هجوم للمليشيا علي المدرعات .. وكانت تصفيته رسالة إلي كل من تسول له نفسه الجهر برأيه ونقل حقيقة ما يجري داخل صفوف المليشيات التي تعيش واقعاً عنصرياً بغيضاً يعرف حقيقته الذين خدعتهم الشعارات البراقة لمليشيات آل دقلو ..

■ منذ خواتيم الأسبوع الماضي تشهد صفوف المليشيا خلافاتٍ حادة تم حسمها بإسكات المجاهرين بالنصيحة رمياً بالرصاص .. وهاهي ألسنة اللهب تمتد إلي عويش التمرد السريع حيث تتشكل معارضة مزلزلة داخل المليشيات لن تتوقف قطعاً بإعدام الرافضين لسيطرة آل دقلو علي ما تبقي من التمرد السريع ..
■ اللهم شتت شملهم .. وفرق جمعهم ..

عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي: نحن نتحمل مسؤولية وقف المعاناة وإنهاء هذه الحرب ودعم الشعب السوداني
  • تشهد صفوف المليشيا خلافاتٍ حادة تم حسمها بإسكات المجاهرين بالنصيحة رمياً بالرصاص
  • بيان من حزب الأمة القومي السوداني بمناسبة ذكرى اعلان الاستقلال من داخل البرلمان وذكري ثورة ديسمبر المجيدة
  • في الذكرى السادسة لثورة ديسمبر.. “تقدم”: الحرب الحالية امتداد لمحاولات النظام البائد الانتقام من الشعب السوداني
  • والي النيل الأبيض : النيل الأبيض ستكون مقبرة للمليشيا المتمردة
  • والي الخرطوم يتفقد أسر شهداء الحافلة التي قصفتها المليشيا المتمردة وأثنى على صبر الاسر وثباتها
  • تحليل مبادرة الحزب الشيوعي السوداني لوقف الحرب واسترداد الثورة
  • جبريل إبراهيم: اوباش المليشيا يرتكبون جرائم الابادة الجماعية والعالم لا تعنيه أرواح السودانيين
  • بعد تدمير مسجد بني حيان.. دعوة من الهيئة الإسلامية للإعلام إلى اللجنة الخماسية
  • بين الطموح والواقع: قراءة نقدية لمبادرة الحزب الشيوعي السوداني لوقف الحرب واسترداد الثورة