بوابة الفجر:
2024-12-22@21:18:47 GMT

هجرة سيدنا إبراهيم عليه السلام "تعرف عليها"

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

هجرة سيدنا إبراهيم عليه السلام ذكرها الله في ثلاثة مواضع من القرآن، حيث قال على لسان إبراهيم: "وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ" [سورة الممتحنة: 5] وفي موضع آخر قال: "وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي" [سورة الشعراء: 16] وأيضًا: "وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ" [سورة الأنبياء: 71].

تتناول هذه المواضع القرآنية اللحظات الهامة في حياة سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث قرر الابتعاد عن قومه وعن الأصنام التي كانوا يعبدونها، كانت هجرته تعبيرًا عن تفانيه وولائه الكامل لله وحده. رغم أنه كان يعيش في بلاده وبين أهله، قرر الابتعاد عنهم ليقتدي بالأمر الذي أُمِرَ به من قِبَلِ الله.

هذه الهجرة ليست فقط انعزالًا جسديًا، بل كانت هجرةً روحية ودينية، حيث أبى إبراهيم أن يتورط في الشرك والعبودية لغير الله. وفي النهاية، نجاه الله وأُعطِيَ مكانًا مباركًا في الأرض، وذلك كمظهر للنجاح الروحي والديني لهجرته.

بهذه الهجرات، أكد إبراهيم عليه السلام على تمسكه برسالته الإلهية ورغبته في بناء حياة مستقيمة ومخلصة لله.

هجرة سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى بلاد الشام

هجرة النبي إبراهيم عليه السلام شملت مرحلتين رئيسيتين، الأولى كانت هجرته إلى بلاد الشام، حيث خرج بنفسه، وجلب معه زوجته سارة وابن أخيه لوط. يُقال أنه قد نزل في حرّان، حيث بذل جهودًا دعوية لدعوة الناس إلى عبادة الله وابتعادهم عن الأصنام.

ومع مرور الوقت، ومع مواجهة بلاد الشام للقحط والجوع، قرر إبراهيم الرحيل مع أهله إلى مصر، البلاد التي كانت تُعرف بثراء أراضيها وإمكانياتها. وهناك، تفاجأ الملك المصري بجمال وحسن زوجة إبراهيم، سارة. حاول الملك لمسها، ولكن يديه تحجرت، وهو ما جعله يعجب بقدرة الله ويطلب من إبراهيم وسارة الدعاء له. بفضل دعوتهما، أُطلِقَت يديه، وبذلك أظهرت القدرة الإلهية.

هذه الهجرتين أظهرت إرادة إبراهيم عليه السلام لاتباع دين الله والالتزام برسالته الربانية. كما أبرزت قوة إيمانه وثقته في الله أثناء مواجهة التحديات والابتعاد عن الأماكن التي تعبد فيها الأصنام.

هجرة سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى مصر

رحل إبراهيم -عليه السلام- من أرض الشام إلى مصر، وكانت رفقته زوجته الصالحة سارة. عند وصولهما إلى مصر، استفسر ملك تلك البلاد عن هويتهما، ولما علم بأنهما زوجان، حاول الملك الاقتراب من سارة بنية زواجها. لكن إبراهيم أخبر الملك بأن سارة هي أخته، وهكذا حُمِيَت سارة من الملك الظالم. بينما كانوا في مصر، اعتنق إبراهيم بالدعاء، وأثبتت الله عظمة النبي وقدرته بتحويل الظروف، إذ كان يمكن لسارة أن تلمس العظمة الإلهية من خلال تدعياتها.

هجرة سيدنا إبراهيم عليه السلامهجرة سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى مكة

هاجرت سارة، زوجة النبي إبراهيم عليه السلام، جاريتها هاجر لتكون زوجة لإبراهيم. وقد حملت هاجر من إبراهيم وأنجبت له ابنًا يدعى إسماعيل عليه السلام. وكانت سارة عاقرًا، فشعرت بالغيرة من هاجر وابنها الذي أُعطي لإبراهيم عليه السلام عندما تمثلت له إشارة الله بذبحه.

إبراهيم عليه السلام، وفي تناغم مع إرادة الله، قادهما إلى مكة المكرمة هناك، عندما نفدت مؤونتهم، وكان الطفل يعاني من شدة العطش، دعت هاجر الله بين الصفا والمروة، وفي إجابة فورية من الله، ظهرت ينابيع زمزم. هذا الحدث الرائع شكل بدايةً لمكة كمكان مقدس ومأمن، وأصبح الماء من زمزم مصدرًا مهمًا للحياة.

بناء إبراهيم الكعبةَ مع ابنه إسماعيل
 

بيّن الله تعالى لإبراهيم وابنه إسماعيل أساسات البيت الحرام التي كانت مدفونة في الأرض لفترة طويلة. ثم أمرهما ببناء الكعبة المشرفة. كان إسماعيل يقوم بجمع الحجارة ونقلها إلى إبراهيم الذي كان يقوم برفع البناء. عندما ارتفع البناء، وضع إبراهيم حجرًا ووقف عليه. واشتهر هذا المكان باسم "مقام إبراهيم". يُشير إلى أن إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - كانا يقومان ببناء الكعبة ويدعوان الله تعالى، قائلين: "رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ".

طهّر إبراهيم وإسماعيل البيت الحرام من أي نجاسات أو قذارات، امتثالًا لأمر الله، ليكون مكانًا مقدسًا للصلاة والعبادة. دعوا الله أن يجعل ذريتهما أمة مسلمة موحدة تعبد الله وحدها، وكان الله -سبحانه- مستجيبًا لدعائهما. جعل في ذرية العرب من نسل إسماعيل أمة موحدة، وأرسل من ذريتهما النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. وقد ذُكر في القرآن الكريم: "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: هجرة إبراهيم بناء الكعبة الأصنام ن الله

إقرأ أيضاً:

جلالة الملك على مسامع الولاة ورؤساء الجهات: تفعيل الجهوية التزام يسائل كافة الأطراف الموقعة عليه

زنقة 20 | طنجة

وجه جلالة الملك محمد السادس اليوم الجمعة، رسالة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة، التي تحتضنها مدينة طنجة، على مدى يومين.

وأكد جلالة الملك قال في رسالته على الأهمية البالغة التي يوليها لهذا الورش الاستراتيجي الذي من شأنه المساهمة في توطيد الحكامة الترابية الجيدة و تحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ببلادنا على المستويين الوطني و المحلي.

و أضاف جلالة الملك : “وإذا كانت النسخة الاولى من هذا الملتقى الوطني الهام قد شكلت مناسبة لاعتماد الاطار التوجيهي المتعلق بتفعيل ممارسة الجهوية لاختصاصتها الذاتية و المشتركة و الذي يعتبر إطارا مرجعيا مبنيا على مقاربة تشاركية يستشرف سبل التعاون و الشراكة بين الاطراف المعنية فإن هذا الاطار فقد شكل و سيشكل دائما مصدر التزام يسائل كافة الاطراف الموقعة عليه”.

جلالة الملك أكد على أن يتطلع إلى أن تشكل هذه المناظرة فرصة لاستعراض حصيلة تنزيل ورش الجهوية المتقدمة وتكريس التفاعل الايجابي بين كافة المتدخلين من مسؤولين حكوميين و ممثلين عن المؤسسات العمومية و منتخبين حول الاسئلة ذات الاهتمام المشترك المتصلة بالتفعيل الامثل لهذا الورش وكذا البحث عن أنجع السبل لجعل الجهوية المتقدمة رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية قادرة على مواجهة تحديات التنمية ومعالجة اوجه النمو غير المتكافئ والتفاوتات المجالية.

مقالات مشابهة

  • المحويت تشهد فعاليات نسائية إحياءً لذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام
  • بعد سقوطها على يد الجيش والقوات المشتركة.. أهمية الزُرق عند المليشيا توازي أهمية وادي سيدنا عند الجيش والسيطرة عليها تعني بداية النهاية لانهيار الدعم السريع
  • مسن يقتل شاب تنمر عليه بدار السلام
  • تعيين الشيباني وزير خارجية جديدا في سوريا.. تعرف عليه
  • تعرف على.. المهندسة فاطمة إبراهيم سكرتير عام محافظة بورسعيد الجديدة
  • 9 طرق لرفع ضغط الدم المنخفض.. تعرف عليها
  • في بطن الحوت: كيف قلب يونس عليه السلام المحنة إلى منحة؟
  • فضل مصر وكم مرة ذكرت في القرآن الكريم وكيف وصفها سيدنا نوح؟
  • جلالة الملك على مسامع الولاة ورؤساء الجهات: تفعيل الجهوية التزام يسائل كافة الأطراف الموقعة عليه
  • داعية إسلامي: الصلاة على سيدنا النبي سر فلاح المسلم وطريق النجاه والأمان