كتب- عمر كامل:

شهدت كلية التربية النوعية جامعة عين شمس، مناقشة رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحثة هبة علي عبدالسميع بقسم التربية الفنية، تحت عنوان "استحداث مشغولة نشجية بالإفادة من الفن المفاهيمي لتنمية القدرات الفنية لدى طلاب التربية الفنية .. دراسة تجريبية"، ومنحت الباحثة الدرجة بتقدير امتياز مع توصية التبادل بين الجامعات والمراكز البحثية.

وأوضحت توصيات رسالة الدكتوراه أن الشكل النسجي الحديث يعتبر وليد اتجاه جديد للشكل والمضمون وكل جزء فيه يعبر عن كل ما يريد النساج صياغته فى علاقة جديدة، وحيث تبدلت الأساليب الفنية والتقنية للأعمال النسجية من الوظيفة التي وضعتها فى دائرة الصناعات الصغيرة إلى التعبيرية التجريدية التي تبعث رسائل مجتمعية من خلال المفاهيم الفلسفية التي تعكسها الخامة وأسلوب تناول الفنان لها.

وأضافت أنها تأثرت الأساليب التعبيرية فى فن النسيج لما بعد الحداثة بعض الإتجاهات الفنية فتظهر فن العامة Pop Art، وفن التجميع Assemblage Art، وفن الأداء Performance Art، وفن الأرض Earth Art، وغيرها من الفنون، وكلها اتجاهات مهدت للفن المفاهيمي وخرجت للتعبير عن الطبيعة الأم والجسد الحي والمجتمع المعاصر بكافة ما نتجه من صناعات استهلاكية حددت صورة ذلك العصر المتقلب المتغير اللحظي ليتحقق حلم الفنان الحداثي في التعبير عن عصره.

وكشفت الرسالة أنه ازداد الإهتمام بالتجديد والإضافة من خلال الرؤية الفكرية التى تعد إحدى سمات العصر الحديث، والتاكيد علي سمات الشكل والمضمون من داخل العمل الفني، والإبتعاد عن الأشكال التقليدية، والإهتمام بفلسفة الفن الحديث التي انعكست علي الاعمال الفنية بشتي الاتجاهات العلمية والتجريبية.

وتناولت الباحثة في هذه الرسالة أسلوب تشكيلي جديد برؤية معاصرة لتحرير الشكل النسجس من الشكل التقليدي المتعارف عليه كاستخدامه للمفروشات اي الناحية الوظيفية والتمرد علي الافكار القديمة، باستخدام سمات وجماليات الفن المفاهيمي كاساس لبناء المشغولة النسيجية في محاولة لإيجاد جملة من الحلول التشكيلية التي تتصف بالحداثة والتجديد والابتكار في المشغولة النسجية.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: أسعار الذهب كأس العالم للأندية الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء طوفان الأقصى الحرب في السودان فانتازي سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 طوفان الأقصى المزيد

إقرأ أيضاً:

” عندما يكون الفن القوة التي تتحكم في التعايش السلمي ونبذ الاعراف البالية “فصلية “

بقلم : سمير السعد ..

” فصلية “الاغنية التي اثارت جدلا واسعا في احترام المرأة اوائل السبعينات
الذائقة في الاستماع واصالة الماضي بعبقها الجميل وحين كان الفن في صراع لايصال الصوت النقي واللحن الذي يرتقي بأي صوت من اجيال العظماء والسلسة طويلة لجادة الفن العربي برمته حيث كانت الكلمة هي القوة التي تسكن القلب والاذن وتؤثر في استلاب روحك لتكن انت مؤديها دون ان يشغلك شاغل او هاجس هكذا انطلق عبادي العماري كما يحلو للبعض تسميته انذاك.حيث تُعَدّ أغنية “فصلية” للفنان عبادي العبادي من أشهر الأغاني في عقد السبعينات، وهي من كلمات الشاعر جودت التميمي. تميّزت هذه الأغنية ليس فقط بجمال لحنها وكلماتها، بل بإثارتها لجدل مجتمعي هام حول احترام المرأة وحقوقها، الأمر الذي ساهم في تغيير بعض المواقف تجاه النساء ورفع الوعي بقيم احترامهن.وكان المستهل فيها :

جابوها دفع للدار
لا ديرم ولا حنة ولا ملكة
ولا دف النعر بالسلف
لا هلهولة لا صفكة
سألت الناس عن قصة هابنية
عجب جارو عليها لغير حنية
رديت بقلب مكسور
من كالولي فصلية

جاءت الأغنية في وقت كان المجتمع بحاجة إلى هذا الصوت الفني الذي يدعو لاحترام المرأة بشكل أوسع، حيث أُحدثت ضجة في الرأي العام واستدعت مراجعة سلوكيات وقيم اجتماعية من شأنها أن ترفع من مكانة المرأة في المجتمع. وهذا الدور الذي قامت به أغنية “فصلية” يجسد بوضوح كيف يمكن للفن أن يكون رسالة سامية إذا تم توظيفه بشكل صحيح، إذ أن الفن ليس مجرد وسيلة ترفيه، بل هو أداة لنشر القيم وتعزيزها.
الفن “كوسيلة لتعزيز التعايش السلمي ومكافحة التطرف”
إلى جانب قضايا المرأة، يمكن أن يمتد تأثير الفن إلى تعزيز قيم التعايش السلمي ومحاربة الأفكار المتطرفة التي تؤدي إلى العنف. وبوصفه يدعو إلى السلم والاعتدال ونبذ العنف. ومن هنا، يمكن للفنانين والشعراء توجيه رسائل تعزز من هذه القيم، وإثارة الوعي حول مخاطر التطرف بأشكاله المختلفة.
إن تجربة أغنية “فصلية” في السبعينات تعد نموذجًا حيًا على قدرة الفن على التأثير في مسار المجتمع، فالأغاني والقصائد التي تُعنى بقضايا مجتمعية أساسية يمكنها أن تكون سببًا في تغيير نظرة المجتمع، وترسيخ قيم تتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. الفن هنا ليس مجرد رسالة ترفيهية، بل دعوة إلى احترام الآخر، وتجنب التطرف، واحتضان قيم التسامح والاعتدال.
يتجلى دور الفن كصوت للضمير المجتمعي، ليكون رسالة
أمل وسلام، وليحمل في طياته قيمنا الأصيلة ويعزز الوعي بأهمية احترام المرأة ونبذ العنف والتطرف. الفن، حين يتم توجيهه بحكمة، يبقى وسيلة فعّالة لبناء مجتمع أكثر تماسكًا وسلامًا، قادرًا على التعايش بسلام مع اختلافاته، ورافضًا لكل أشكال العنف والتعصب.
في سياق تكريس الفن كأداة لتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، تأتي أعمال الفنانين والمبدعين كرسائل سلام ودعوات للتعايش، بما يتماشى مع روح العصر التي تدعو إلى الوسطية. إن الفن قادر على التأثير في العقول والقلوب، وهو وسيلة فعّالة لنشر الذائقة التي تسمو بالجمال والتسامح، لا سيما عندما تتبنى الأغاني والشعر والدراما مواضيع اجتماعية تمس القضايا التي يعاني منها المجتمع، كنبذ العنف والتطرف.
إن تأثيره لا يقتصر على التسلية أو التعبير عن المشاعر، بل يتعداه ليصبح موجهًا للمجتمع نحو تبني سلوكيات إيجابية، وحافزًا للتغيير. ففي السبعينات، كانت أغنية “فصلية” نموذجًا رائدًا لتحدي المفاهيم التقليدية السائدة حول المرأة والمطالبة بتعزيز مكانتها وحقوقها. ومع تكرار مثل هذه الرسائل في الأعمال الفنية، يُزرع في المجتمع وعي جديد وراسخ حول أهمية احترام الآخر، بغض النظر عن جنسه أو فكره أو خلفيته الثقافية.
يمكن النظر إليه على أنه مرآة للمجتمع، تعكس قضاياه وتطلعاته وتعبر عن همومه. فعندما يستخدم الفن في نقل القيم النبيلة ،والتجذر من أسس واعية وبذلك يكون وسيلة فعالة للارتقاء بالمجتمع. إن الأغاني التي تناولت قضايا المرأة في السبعينات، كأغنية “فصلية”، كانت خطوة جريئة وضعت النقاط على الحروف بشأن ضرورة احترام المرأة ومكانتها في المجتمع.
لقد حملت هذه الأغاني رسائل واضحة تدعو لإعادة النظر في المعايير الاجتماعية، وتأكيد أهمية المعاملة العادلة والمساواة. ومع مرور الوقت، بدأت هذه القيم تأخذ حيزها في وعي المجتمع، لتصبح جزءًا من ثقافته وتطلعاته نحو بناء مجتمع أكثر اعتدالاً وتسامحًا.
في النهاية، يمكن القول بأن الفن هو بوصلة أخلاقية تعبر عن ضمير المجتمع، وتشكل أحد أهم الوسائل لإيصال الرسائل الإنسانية السامية. فعندما يعبر الفنان عن قضايا مهمة مثل احترام المرأة، والتعايش السلمي، ونبذ العنف والتطرف، فإنه لا يقدم مجرد أغنية أو قصيدة، بل يبني جسرًا يصل بين الماضي والمستقبل، ويعزز قيمًا ستظل راسخة في نفوس الأجيال.
إذن “الفن” بهذا المعنى، هو رسالة سامية تستحق أن تُوظّف بالشكل الذي يعكس قيمنا الإسلامية السمحاء، ويعزز بناء مجتمع يزدهر بالتسامح والاعراف المجتمعية القادرة على خلق نواة تسمو بالفرد واحترام احقيته بالعيش الكريم .

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • عمر خيرت يتحدث عن حفلاته في دار الأوبرا: رسالة وليست تجارة
  • وزير التربية يوجه رسالة للفرق التربوية المشاركة في التعداد: انتم كما عهدناكم أهلٌ للعمل الدؤوب
  • رسالة دكتوراه تبرز دور الإعلام الأمني باعتباره ركيزة أساسية لدعم منظومة الأمن القومي وحفظ الأمن والاستقرار
  • "سعاد مكاوي.. بين بريق الفن وانطفاء الأضواء: لماذا اعتزلت النجمة التي أبهرت الجمهور؟"
  • الفن الرقمي: ثورة جديدة تؤثر على الحركة الفنية التقليدية (تقرير)
  • لأول مرة.. باحثة صينية تناقش رسالة الدكتوراه حول المرأة بجامعة القناة
  • وزير الزراعة يشارك في مناقشة رسالة دكتوراه حول تأثير التحول الرقمي على المنتجات البنكية
  • منى زكي تتألق من جديد.. ترشيحها لجائزة جوي أورد 2025 يسلط الضوء على مسيرتها الفنية اللامعة
  • رئيس جامعة قناة السويس يشهد مناقشة رسالة دكتوراه لباحثة صينية
  • ” عندما يكون الفن القوة التي تتحكم في التعايش السلمي ونبذ الاعراف البالية “فصلية “