قام أفراد الدعم السريع بنهب "كل شيء" في العيكورة بولاية الجزيرة وسط السودان، وفق ما يقول أحد سكان القرية، مع تقدم هذه القوات نحو الجنوب وفتح جبهات جديدة في الحرب المستمرة منذ أشهر مع الجيش.

ويوضح هذا الشخص أن "قوات الدعم السريع نهبوا كل شيء: السيارات وعربات نقل التجارة والجرارات"، رافضا كشف هويته خشية انتقام هذه القوات التي تتقدم نحو جنوب البلاد.



في الولاية ذاتها، لا يختلف الوضع في مدينة الحصاحيصا على مسافة 50 كلم شمال مدينة ود مدني مركز الولاية.

وقال عابدين الذي اكتفى باسمه الأول للأسباب نفسها: "السبت طرق باب البيت سبعة أفراد يرتدون زي قوات الدعم السريع ويحملون أسلحة رشاشة وسألوا عن سيارة وضعها أحد معارفنا في منزلنا بعدما نجح في إخراجها من الخرطوم".

وأضاف: "أخذوها تحت تهديد السلاح".


دفعت المعارك الدامية التي اندلعت منتصف نيسان/ أبريل بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو، قرابة 500 ألف شخص للنزوح من الخرطوم إلى ولاية الجزيرة التي ظلت في منأى عن النزاع.

لكن قبل أكثر من عشرة أيام تقدمت قوات الدعم التي تسيطر على معظم أنحاء العاصمة السودانية، على الطريق السريع الرابط بين الخرطوم ومدينة ود مدني، وسيطرت على قرية تلو أخرى.

في 15 كانون الأول/ ديسمبر، هاجمت قوات الدعم السريع ود مدني، ما دفع 300 ألف شخص إلى النزوح مجددا سواء إلى مناطق أخرى في ولاية الجزيرة أو نحو الولايات المجاورة مثل سنار والقضارف، وفق الأمم المتحدة.

والسبت، كانت قوات الدعم على بعد 15 كلم شمال سنار، بحسب ما أكد شهود لفرانس برس.

نهب أسواق وإطلاق نار عشوائي
وأضاف شهود أن "طائرات حربية قصفت تجمعات لقوات الدعم السريع شمال سنار ما أثار الرعب بين السكان".

والجيش هو الوحيد بين طرفي الصراع المزود بقوات جوية.

في المقابل، تفضّل قوات الدعم السريع العمل من خلال وحدات خفيفة ومتحركة تتنقل باستخدام شاحنات صغيرة مزودة برشاشات ثقيلة.

وحيثما تمر قوات الدعم السريع، ينتاب الرعب السيدات والفتيات من التعرض "لعنف جنسي" وهو تهديد متكرر في هذه الحرب، بحسب ما تقول منظمة رعاية الأطفال ("سايف ذا تشيلدرن").

في سوق الحصاحيصا، شاهد صحفي في "فرانس برس" أبواب المحال التجارية مفتوحة والبضائع مبعثرة.

وقال عمر حسين (42 عاما) الذي تمتلك أسرته متاجر في السوق: "هل جاءت قوات الدعم السريع لمحاربتنا نحن كمواطنين أم لقتال الجيش؟".

وأكد أن أسرته فقدت كل تجارتها "بعدما تمّ نهب محلاتها وسياراتها".

في سوق تمبول، أحد أهم الأسواق التجارية في شرق ولاية الجزيرة، "اقتحمت قوات الدعم السريع السوق وهي تطلق النار بشكل عشوائي"، بحسب ما أفاد شهود.

"تفتيش كل غرفة"
ووفق الأمم المتحدة، أسفرت الحرب في السودان عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، علما بأن العديد من المصادر تقدّر بأن هذه الحصيلة تبقى ما دون الفعلية.

كما أدت إلى نزوح 7،1 مليون سوداني من بينهم 1،5 مليون شخص لجأوا إلى الدول المجاورة، وفق الأمم المتحدة التي اعتبرت أن "أزمة النزوح في السودان هي الأكبر في العالم".

وأعرب مجلس الأمن الدولي الجمعة عن "قلقة" إزاء تكثيف المعارك في السودان "ودان بشدة" الهجمات على المدنيين وامتداد الحرب إلى "مناطق تؤوي أعدادا كبيرة من النازحين".


ومنذ اندلاع الحرب، يتبادل الطرفان الاتهامات بمهاجمة المدنيين.

وتروي رباب التي تقطن قرية شمال ود مدني ورفضت الإفصاح عن اسمها الكامل، أن قوات الدعم لدى وصولها "خلقت حالة من الهلع بإطلاق النار أمام المنزل ودخلوا ولم يتركوا غرفة إلا فتشوها".

السبت، أكد شهود أن قوات الدعم "قتلت ثمانية أفراد من قرية أم دقرسي (بولاية الجزيرة) عندما اعترضوا على نهبهم سيارات من داخل القرية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الدعم السريع السودان ولاية الجزيرة السودان ولاية الجزيرة الدعم السريع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع ود مدنی

إقرأ أيضاً:

السودان: العلاقات مع تركيا أخوية ودورها محوري بإعادة الإعمار

أكد وزير الخارجية السوداني علي يوسف عمق العلاقات بين بلاده وتركيا ومتانتها، مبينا أنه تم تأكيد ذلك خلال لقاء جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في مدينة أنطاليا.

وقال يوسف -في مقابلة مع الأناضول- إن اللقاء بين البرهان وأردوغان كان مثمرا للغاية، تم فيه تأكيد عمق العلاقات الأخوية بين السودان وتركيا، وأن تركيا ستبذل أكبر مجهود لتحقيق السلام في السودان والاستقرار.

وأوضح أن تركيا ستكون من أهم الدول الداعمة للسودان بمرحلة إعادة الإعمار، مشيرًا إلى وجود تصور لتعاون ثنائي ومتعدد الأطراف، يشمل مبادرات مشتركة مع قطر والسعودية، بهدف الإسراع في ذلك.

كما أشار إلى وجود إصرار كبير من الجانبين على تعزيز العلاقات، مؤكدًا أن الجانب السوداني أطلع نظراءه الأتراك على تطورات الأوضاع الميدانية والانتصارات التي حققها الجيش السوداني مؤخرًا بمواجهة قوات الدعم السريع.

الوضع الداخلي والمفاوضات

وعن الأوضاع الداخلية في السودان، قال الوزير يوسف إن مستقبل البلاد بيد شعبها، وهو صاحب القرار في تحديد من يحكمه وكيف.

ووصف ما حدث في السودان بأنه كارثة بكل المقاييس، مشيرًا إلى انتهاكات جسيمة ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، من بينها القتل والاغتصاب والتهجير، وفق تعبيره.

إعلان

وأضاف "لا توجد مفاوضات حالية مع قوات الدعم السريع، وشرط بدء التفاوض هو انسحاب تلك القوات من جميع المناطق المحتلة إلى نقطة محددة، يمكن أن تبقى فيها حتى يتم التوصل إلى اتفاق عبر الوساطة".

وأكد أن الحكومة السودانية ستسعى إلى عقد مؤتمرات دولية لكسب دعم الدول الأخرى التي تريد عودة السودان إلى حالته الطبيعية، ودعا الولايات المتحدة والدول الأوروبية للعب دور في إعادة إعمار السودان.

مصير الحرب

وعن سير العمليات العسكرية ضد قوات الدعم السريع بعد تحقيق قوات الجيش السوداني تقدما كبيرا مؤخرا، قال يوسف إن الحرب مستعرة، وهذه القوات تتحرك إلى دارفور، وهي منطقة بعيدة نوعا ما عن مركز السودان.

وأضاف "الآن مليشيا الدعم السريع تستخدم مسيرات تضرب بها كل البنى التحتية في بقية أنحاء السودان، وتضرب محطات التوليد الكهربائي، ومحطات المياه، وغير ذلك".

وتابع "الحرب الآن مستعرة بشكل كبير. ورغم أن الجيش السوداني حقق المزيد من الانتصارات، فإننا نتوقع أن هذه المعركة لن تنتهي في وقت قريب".

وأكد "نحن بحاجة إلى تحرير كل دارفور من هذه الفئة الباغية، وهناك بالتأكيد استعداد الآن من قبل القوات المسلحة السودانية للتحرك نحو دارفور، هذا مؤكد ولكن الحرب ستأخذ وقتا أطول مما هو متوقع".

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لمصلحة الجيش.

ففي ولاية الخرطوم، التي تتشكل من 3 مدن، أحكم الجيش قبضته على مدينتي الخرطوم وبحري، في حين يسيطر على معظم أجزاء مدينة أم درمان، باستثناء أجزاء من غربها وجنوبها.

ومنذ أواخر مارس/آذار الماضي تسارعت انتصارات الجيش في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقرات أمنية وعسكرية، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل عامين.

وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد قوات الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).

إعلان

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع تقول إنها سيطرت على مخيم للنازحين في دارفور  
  • السودان: العلاقات مع تركيا أخوية ودورها محوري بإعادة الإعمار
  • قوات الدعم السريع السودانية تعلن سيطرتها على مخيم زمزم في دارفور
  • السودان.. قوات الدعم السريع تتقدم في الفاشر "المأزومة"
  • “صمود” يدين الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي نتجت عن هجوم قوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين بشمال دارفور
  • قوات الدعم السريع في السودان.. بين ادعاءات الحماية واتهامات الانتهاكات في مخيم زمزم | تقرير
  • السودان.. مقتل 100 شخص بينهم كوادر طبيّة بهجوم لـ«قوات الدعم السريع»
  • لأول مرة منذ مائة عام بلا زراعة.. حرب السودان تفاقم أزمات مشروع الجزيرة وتفقر المزارعين
  • معارك محتدمة غرب السودان والجيش يتهم الدعم السريع بقتل العشرات
  • «مقاومة الفاشر»: الدعم السريع تُصفي طلاب خلوة وكوادر طبية بمعسكر زمزم