عربي21:
2025-01-23@05:04:35 GMT

حق المقاومة وجرائم المحتل ضد المدنيين

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

خرجت أصوات تنقد طوفان الأقصى بسبب تبنيه استراتيجية المقاومة، وممارستها في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ومن ثم تحميله مسؤولية كل ما فعله الكيان الصهيوني وأمريكا من تقتيل للمدنيين، وتدمير للعمران في قطاع غزة.

هذه الأصوات تدين المقاومة المسلحة من حيث أتت، وتطالب بتبني نهج أوسلو السلمي في تحقيق تسوية، على أساس حلّ الدولتين.

وقد أثبتت تجربة ثلاثين عاما في تبني نهج أوسلو، أن نزيف الدم، ولا سيما في الانتفاضة الثانية 2000-2005، لم يتوقف، وأن السلطة لم تنتقل لتصبح دولة، أو دويلة، وصار المطلوب أن تصبح حامية للاحتلال، ولتجعله احتلالا بخمسة نجوم، كما اشتهر وصفه.

ولكن الأشد خطورة من كل ما تقدم، يتمثل بتوسع في الاستيطان ومصادرة الأرض والبيوت في الضفة الغربية والقدس بما يزيد عن استيطان 800 ألف مستوطن فيهما (الضفة والقدس)، يعني فقدان أراضٍ جعل من غير الممكن حتى إقامة دويلة، تحقيقا للهدف من أوسلو.

ولهذا لا يحق لمن تخلّوا عن سلاح المقاومة وسحبوه من أيدي فتح وفصائل م.ت.ف، أن ينبسوا ببنت شفة في نقد طوفان الأقصى والمقاومة.

وخرجت أصوات بعضها يدعي بأنه يؤيد حق الشعب الفلسطيني في ممارسة كل أشكال النضال، بما فيها المقاومة المسلحة، وبعضها عن براءة وحسن نية، راح ينقد طوفان الأقصى، وحمّلها مسؤولية الردّ الأمريكي- الصهيوني عليه، وتحديدا ما تعرض له أهل قطاع غزة من قصف طيران للمدنيين، تقتيلا جماعيا، وتدميرا لبيوتهم وللمساجد، والكنائس والمدارس والمشافي. وهو ما ينطبق عليه جرائم إبادة بشرية، وجرائم حرب، وانتهاكات فاضحة للقوانين الإنسانية الدولية. ووصل الأمر إلى ارتقاء عشرين ألف شهيد، وخمسين ألف جريح، وعشرات الآلاف من المنكوبين بفقدان أهليهم وأحبتهم، وحوالي 60 في المئة من العمران في قطاع غزة، تدميرا كاملا أو شبه كامل.

هؤلاء يهمسون، وبعضهم بخجل، بأن المسؤول عن كل ذلك هي عملية طوفان الأقصى، خصوصا ما نجم عنها من هزيمة مروعة لنخبة جيش الكيان الصهيوني (فرقة غزة) والمستوطنات في غلاف قطاع غزة، وهي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة في 1948/1949.

والسؤال: هل تتحمل عملية طوفان الأقصى، التي بلغت أعلى مستوى في مقاومة جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه، أيّة مسؤولية عن ردة فعل قادة الكيان الصهيوني وقادة أمريكا، بارتكاب جريمة إبادة بشرية (مجزرة جماعية) دامت 75 يوما، إلى الآن، وبلا توقف، وبصورة متواصلة، ليلا نهارا، كما لم يحدث مثلها من مجزرة على الأرض الفلسطينية منذ 1917 إلى اليوم؟

يخطئ الذين يحمّلون مقاومي الاستعمار حيثما -وُجِد استعمار- منذ خمسة قرون، مسؤولية ردود فعل الاستعمار المعني، أكان بريطانيا أم فرنسيا أم إيطاليا أم أمريكيا أم هولنديا (أوروبيا عموما وأضف اليابان وألمانيا في الحرب العالمية الثانية، أو قبلها في بعض البلدان)، وبهذا تدان كل حالة مقاومة مارسها الشعب أو طلائعه ضد الاستعمار المعني.

هؤلاء يقلبون الحق، وما هو عادل، على رأسيهما، لأن شعبا يتعرض للاحتلال، أو ما هو أقسى من الاحتلال، كحال الشعب الفلسطيني الذي يواجه مشروعا استعماريا- استيطانيا- اقتلاعيا- إحلاليا- عنصريا، من حقه أن يقاوم الاحتلال بكل أشكال المقاومة، ولا يجوز أن يحمل مسؤولية أي رد فعل يقوم المُحتَل المعني بها.

وإن من عادة المحتل أن يأتي رد فعله مضاعفا عدة أضعاف، ومتوسعا جدا، بما يشمل من لا علاقة مباشرة لهم، وصولا إلى الشعب جزئيا أو "كليا". هذا ما حصل على سبيل المثال مع السكان المدنيين في الولايات المتحدة في حرب الاستقلال، وذلك مثلا عندما أحرقت بريطانيا مدينة واشنطن، أو عندما راحت تعاقب المدنيين وتوقع ما شاءت بهم، تقتيلا وتدميرا وحرقا، واعتقالات وتعذيبا في السجون.

وهذا ما حدث في كل الدول الأوروبية التي احتلتها جيوش ألمانيا النازية الهتلرية، ابتداء من الاتحاد السوفييتي، ومرورا ببلجيكا، وصولا إلى فرنسا، فكل عملية مقاومة قوبلت بردّ فعل يتسّم بالقتل الجماعي. ففي الاتحاد السوفييتي مثلا امتدّ قتل المدنيين إلى عشرين مليونا، ومن الجيش خمسة ملايين، وفي فرنسا يفتخر الحزب الشيوعي الفرنسي أنه قدّم نصف مليون قتيل.

ثم بالمناسبة، هل يستطيع أحد أن يحمّل تشرشل مسؤولية ما حصل في لندن، من دمار وقتلى بقصف الطيران الألماني في الحرب العالمية الثانية، عندما كان هتلر يحاول احتلالها أو تأديبها وهي تقاوم؟

وإذا جئنا إلى المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي، وهو يعاقب المدنيين، بسبب كل فعل مقاومة، سندخل بأرقام مليونية، في الجزائر وفيتنام ولاوس وكمبوديا، وكذلك الحال بالنسبة إلى إيطاليا في ليبيا والحبشة. وأما الاستعمار البريطاني، فله السبق في المجازر التي ارتكبت في الهند وسيلان وماليزيا وبورما بسبب المقاومة، وفي الهند كانت لا عنفية. أيضا في الجزائر قتل 50 ألف شهيد ردا على تظاهرات سلمية عام 1945.

ثم لا تسل عن ردود فعل الاستعمار الياباني في الصين وكوريا، إزاء الرد على المقاومة حيثما واجهها. وهنا توقفنا قنبلتا هيروشيما وناجزاكي والحجّة الأمريكية في تسويغهما.

والأنكى أن تسمع أحدا من فتح، إن كان فعلا من فتح المقاومة والطلقة الأولى، يذهب إلى حد اتهام المقاومة بأنها مسؤولة عن الجرائم التي ارتكبت بحق أهالي قطاع غزة، من قِبَل قيادة كل من نتنياهو وبايدن، لأن مثل هذا الاتهام يبرئ مجرمي الإبادة ومجرمي العدوان من جرائمهم التي هي مسؤوليتهم وحدهم، وذلك باتهام المقاومة بأنها هي التي دفعت إلى ارتكاب الجرائم بسبب هزيمة الجيش المنكرة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر على يد المقاومة. وسيّان المساواة بينهما في المسؤولية، لأنها مسؤولية المحتل المعتدي وحده.

كل من يعتبر أن فعلا للمقاومة هو المتسبب لما يفعله قادة الاحتلال، يضع الحَبّ في طاحونة الاحتلال. ولا تنجيه من ذلك براءة سريرته أو حسن مقصده، فالعدو المحتل هو المجرم من حيث كونه محتلا
إذا كان الفعل المقاوٍم مسؤولا عما يرتكب العدو من جرائم ضد المدنيين، فماذا سيفعلون بتأريخ فتح نفسها مثلا، عندما شنّ العدو حرب 1978 ضد المقاومة والمدنيين في لبنان، بحجة الرد على عملية دلال المغربي التي أشرف عليها الشهيد أبو جهاد؟ وهل الشهيد ياسر عرفات هو المسؤول، بسبب استخدامه سلاح الكاتيوشا، عن المدنيين الذين قتلهم الكيان الصهيوني في حرب 982؟ هذا ولا حاجة إلى المزيد من الأمثلة.

من هنا، على هذه الأصوات ألا تحوّل تاريخ فتح المقاوم إلى مسؤول عما ارتكبه جيش العدو، من جرائم بحق المخيمات والمدنيين، وهي تتهم طوفان الأقصى بمسؤولية جرائم العدو الصهيوني.

القانون العام، والمبدأ العام، والسنّة الجارية، كل بلغته، يقول إن المقاومة ضد الاحتلال مشروعة، ومبدئية، وواجبة، وبلا شروط، وبأيّ حجم، وبأيّ مقدار، وصولا إلى الحرب الشاملة. وإن كل ما يردّ به العدو، مهما كان حجمه ومقداره وفداحته، هو وحده المسؤول عما يرتكِب من جرائم بحق المدنيين، أو إنزاله لعقوبات جماعية. وكل من يعتبر أن فعلا للمقاومة هو المتسبب لما يفعله قادة الاحتلال، يضع الحَبّ في طاحونة الاحتلال. ولا تنجيه من ذلك براءة سريرته أو حسن مقصده، فالعدو المحتل هو المجرم من حيث كونه محتلا، فاقدا لحقِّ الدفاع عن النفس، ولا حقّ له بقتل المقاومين. فكيف بالمدنيين؟ وكيف إذا فقد صوابه، وشنّ حرب إبادة بشرية لا تبقي ولا تذر؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة الفلسطيني الاحتلال فلسطين الاحتلال المقاومة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی طوفان الأقصى قطاع غزة من جرائم

إقرأ أيضاً:

مؤشرات النصر الفلسطيني وما قد تحمله المرحلة الثانية من طوفان الأقصى

مؤشرات #النصر_الفلسطيني وما قد تحمله المرحلة الثانية من #طوفان_الأقصى

كتب م. #علي_أبو_صعيليك

لا شك أن طريقة إدارة ترامب ستكون أهم المؤثرات في العالم خلال السنوات القادمة وهي التي بدأت بشكل إيجابي للغاية من خلال إجبار الكيان الصهيوني المحتل على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار على غزة رغماً عنهم حسبما تسربت التقارير الصحفية عن طريقة إدارة مبعوث ترامب للشرق الأوسط رجل الأعمال اليهودي ستيف ويتكوف رغم أنه ليس من السلك الدبلوماسي إلا أنه نجح من خلال زيارة واحدة أن يفرض على الصهاينة ما عجز عنه الجميع، أو بمعنى آخر عجز عنه الجميع عندما كانت الإدارة الأمريكية توفر الغطاء السياسي والعسكري لحرب الإبادة على غزة.

من أهم مؤشرات الأحداث في المنطقة العربية التغيير الدراماتيكي الذي حدث في سوريا وهو الذي نتج عن تلاقي مصالح عدة أطراف ومعظم المؤشرات من منظور سياسي واقتصادي تشير إلى انعكاسات إيجابية لهذا التغيير ولكن هل سيكون آخر تغيير في المنطقة في عهد ترامب؟ طبعاً التغيير في سوريا مرتبط تماما بما حصل في لبنان من اغتيال حسن نصر الله وقيادات حزب الله وكذلك الضربات المتبادلة مع إيران، كل ذلك يقود المنطقة نحو واقع جديد تغلب عليه الدبلوماسية وليس الحرب.

مقالات ذات صلة ترحيل مهاجرين وعودة لاجئين 2025/01/21

لكن يبقى المؤثر الذي صنع الحدث تماما وفرض أساسيات المرحلة التالية هو طوفان الأقصى بتفاصيله الاسطورية من صمود المقاومة الفلسطينية وصبر الشعب الفلسطيني في غزة وتلاحمه مع المقاومة وما كبدته المقاومة لقوات الاحتلال من خسائر بشرية وعسكرية هائلة جدا الموثقة بالفيديوهات من مختلف المستويات العسكرية ألوية وضباط وأفراد ومرتزقة وقد ازدادت قوتها بمرور الأيام ووصلت ذروتها في الأيام الأخيرة رغم شدة القصف العسكري الصهيوني،

الإبادة الجماعية والتدمير الممنهج لكل مظاهر الحياة المدنية من بيوت ومستشفيات ومؤسسات تلك التي حصلت للشعب الفلسطيني رغم شدة الألم الذي تسببت به، إلا أنها أسهمت بتأثير حقيقي وعميق وجديد في معركة الوعي خصوصاً في العالم الغربي أو بالأحرى العالم غير العربي وهي الشعوب المغيبة عن الحقيقة بسبب قوة تأثير وسائل الإعلام الغربي تاريخياً لكن حجم الإبادة كشف رغماً عن الجميع انعدام الجانب الأخلاقي للكيان الصهيوني المحتل بل والولايات المتحدة الأمريكية التي التصق عار الإبادة الجماعية برئيسها بايدن ووزير خارجيتها بلينكن وبدا ذلك جلياً في المؤتمرات الصحفية التي يصل صداها إلى داخل بيت كل أمريكي ومعظم الأوروبيين، والفارق في معركة الوعي في أمريكا تحديداً لا يتعلق بالجانب الإنساني والأخلاقي فحسب، بل الأهم عندهم هي الأمور المادي لدافعي الضرائب التي من خلالها يتم تمويل جيش الاحتلال بالأسلحة وتوفير مستويات معيشية عالية للمستوطنين من خلال التأمين الصحي على سبيل المثال، بالمقارنة مع الأمريكان !

إعادة الإعمار في غزة وسوريا هي أيضا ملفات ساخنة جداً وإستراتيجية من عدة نواحٍ خصوصاً أنها تترافق مع التكلفة الباهظة لإعادة إعمار كاليفورنيا الامريكية المنهارة جراء الحرائق، وقوة النفوذ الأمريكي الذي تعود أن يفرض ما يشاء على الداعمين من الشرق الأوسط والخليج العربي الثري تحديداً وخطورة هذا الملف يتعلق بتوفير نسبي للهدوء في المنطقة، فما قد يساعد كثيراً في إعادة الهدوء إلى سوريا وغزة بمرور الوقت هو عودة السكان المهجرين إلى بيوتهم وليس فقط إلى الخيم وغيرها من المرافق المؤقتة.

كل ما سبق يلقي بضلاله على مستقبل المنطقة على المدى القصير مع الأخذ بعين الاعتبار أنه قد أصبح للشعب الفلسطيني ولأول مرة منذ احتلال فلسطين قوة حقيقية يستند إليها بغض النظر عن الأشقاء وغيرهم من المتعاطفين وهي فوة المقاومة الإسلامية من خلال حماس والجهاد الإسلامي تحديداً، فلا يمكن أن يتم استرداد الحقوق إلا عندما تتوافر القوة العسكرية والسياسية، وهذا ما حصل فعلاً حمل اليوم التالي بعد 470 من العدوان الصهيو-أمريكي والمدعوم من بريطانيا وفرنسا وغيرهما على المقاومة الفلسطينية في غزة العديد من المفاجآت التي أعدتها حماس تحديداً من خلال الظهور العسكري اللافت للنظر في شوارع غزة ومكان تسليم الأسرى للصليب الدولي في ساحة السرايا وسط مدينة غزة التي كانت تتمركز فيها قوات الاحتلال!

إن القوة التي أظهرتها المقاومة الفلسطينية وصلابتها في الجانب العسكري والمفاوضات التي تمت وفق ما وعدت به هي تطورًا كبيرًا في الصراع مع الاحتلال له توابعه لا محالة.

وصحيح ان قرار ترامب شخصيًا بوقف الحرب وقوة نفوذه في مجتمع المال اليهودي وهو لن يكون متعاطف مع الفلسطينيين ولكن أيضاً يؤخذ بعين الاعتبار مفهوم “تلاقي المصالح” واهتمامات كل طرف، ولا شك بأن الصراع الحقيقي لترامب خلال مدة تولية الحكم سيكون مع الصين بخلاف إدارة بايدن وهذا أحد المؤشرات التي سيحدث من خلالها تغييرات جوهرية في المنطقة العربية تؤدي إلى هدوء قصير الأمد أو مستدام.

كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com

مقالات مشابهة

  • مسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية بلاد الروس بصنعاء
  • الآلية الوطنية لحماية المدنيين تناقش إعادة تشكيل الآلية بما يواكب المستجدات التي فرضتها الحرب
  • بدء الحساب في الداخل الصهيوني:طوفان الأقصى يطيح برئيس أركان جيش الاحتلال وقائد «المنطقة الجنوبية».. ومطالبات باستقالة نتنياهو وحكومته
  • مشايخ اليمن يهنئون الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بالنصر التاريخي على كيان الاحتلال الصهيوني
  • مؤشرات النصر الفلسطيني وما قد تحمله المرحلة الثانية من طوفان الأقصى
  • السبت المقبل.. انطلاق المرحلة الثانية من صفقة طوفان الأحرار لتحرير الأسرى
  • سلطات العدو الصهيوني تهدم منزلا مأهولا بالنقب المحتل
  • حماس تبارك تحرير الدفعة الأولى من الأسرى ضمن صفقة طوفان الأحرار
  • ما سر الهدايا التي منحتها «حماس» للأسيرات الإسرائيليات في غزة؟
  • الفلسطينيون يحتفلون بتحرير أسرى من سجون المحتل الصهيوني