بوابة الفجر:
2024-09-18@12:17:18 GMT

تحريم الخمر في الإسلام: دراسة قرآنية

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

تعتبر الخمور من المسائل التي تثير اهتمامًا كبيرًا في الإسلام، حيث يُعتبر تناولها غير مشروع ومحرّم. يتناول هذا الموضوع تحريم الخمر في الإسلام، مستعرضًا آيات قرآنية تتحدث عن تحريمها بالتفصيل، وكذلك السنة النبوية التي أكدت على هذا التحريم.

تحريم الخمر في الإسلام: دراسة قرآنية

تعدّ قضية تحريم الخمر في الإسلام أحد المسائل المهمة التي نزلت آيات قرآنية تتعلق بها.

في هذا السياق، نجد أن أول آية نزلت تتعلق بالخمر جاءت بعد غزوة أحد، حيث نزلت الآية التي تجيب عن استفسار المؤمنين حول حكم شرب الخمر، يأتي في هذا السياق قول الله تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا" [البقرة: 219].

تفسير الآية:

في هذه الآية الكريمة، أوضح الله أن في الخمر والميسر ذنبًا كبيرًا، ولكن هناك أيضًا منافع للناس. يظهر أن الله حدد في هذه الآية أن وزر تناول الخمر أكبر من أي منفعة يمكن أن تعود عليهم. يتساءل المؤمنون عن جواز استعمالهما، والآية توضح أن الخمر تحمل فيها إثمًا كبيرًا.

 حرمة الصلاة في حالة السكر:

بعد أن بيّنت الآية ما في الخمر من إثم، نهى الله عن الصلاة حال السكر، حيث قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ" [النساء: 43]. يتضح من هذه الآية أنه يجب على المسلمين تجنب الصلاة في حالة السكر حتى يعلموا ما يقولون في صلواتهم.

  تحريم الخمر قطعيًا:

في سياق آخر، أكد الله تعالى تحريم الخمر قطعيًا، حيث قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [المائدة: 90].

تبين هذه الآية أن الخمر، وكذلك الميسر وأنصاب وأزلام، تعتبر رجسًا من عمل الشيطان، وعلى المؤمنين تجنبها لتحقيق النجاح والسعادة.

 تحريم شرب الخمر في السنة النبوية

تعتبر الخمور من الموضوعات التي ألمحت لها الشريعة الإسلامية بشكل واضح، وقد نهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن شرب الخمر وأشار إلى خطورتها وتأثيرها السلبي على الفرد والمجتمع. سنتناول في هذا الموضوع تحريم شرب الخمر من خلال السنة النبوية والأحاديث التي تبين هذا التحريم.

 الأحاديث النبوية حول تحريم الخمر:

1. حديث "ما أسكر كثيره فقليله حرام": قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أسكر كثيره فقليله حرام" [رواه البخاري ومسلم].

في هذا الحديث، يُظهر النبي صلى الله عليه وسلم التحريم الشامل لشرب الخمر، سواء كانت كمية كبيرة أو قليلة، مشيرًا إلى خطورتها بغض النظر عن الكمية المتناولة.

2. حديث "إذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء اجتنبناه": عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم" [رواه مسلم].

يعكس هذا الحديث مبدأ الطاعة والابتعاد عن المحرمات، ويوجه المسلمين لاتباع تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بينها تحريم شرب الخمر.

3. حديث "إن كان لا بد فاعتصم بالعسل واشربه": عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى حاجته قال لها: اسقيني، فيقول لها عائشة: إنما نقيت الخمر وحرمت، فيقول لها: إن كان لا بد فاعتصم بالعسل واشربه" [رواه البخاري].

يُظهر هذا الحديث الرغبة القوية من النبي صلى الله عليه وسلم في تجنب الخمر، حتى في الحالات التي قد يكون فيها الإنسان بحاجة إلى ترطيب.

تحريم الخمر في الإسلام: دراسة قرآنية حد شرب الخمر

في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كانت الجلدة تُفرض كعقوبة على شاربي الخمر، حيث كان يُجلد المُدمنون أربعين جلدة. ولكن عندما رأى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن الناس باتوا يتمادون في هذا السلوك الضار، قرر زيادة العقوبة إلى ثمانين جلدة. وهكذا استقرَّت الصحابة على جلد الشاربين لثمانين جلدة.

تُظهر قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إشارة واضحة إلى غيرته وعزمه على الحفاظ على القيم الإسلامية. عندما اكتشف أن ولده شرب المسكر، قام بتنفيذ الحد عليه وعلى أصحابه الذين كانوا قد حاولوا التمويه. وهذا يعكس حرصه على حماية المجتمع من آثار الفساد وسد ذرائع الشر.

بالتالي، تتجلى في هذه القصة العناية والحرص على فرض الحدود والجلد على الذين ينتهكونها، بهدف الحفاظ على نظام مجتمعي سليم ومستقر، والتصدي لأي مظاهر تمادي وتجاوز للقوانين الإسلامية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الخمر الخمور الاسلام السنة النبوية النبی صلى الله علیه وسلم هذه الآیة رضی الله الله عن فی هذا

إقرأ أيضاً:

مكانة الصلاة في الإسلام وحكم تاركها

قالت دار الإفتاء المصرية؛ إن الصلاة ركن من أركان الإسلام، ومنـزلتها من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وقد عني الإسلام في كتابه وسنته بأمرها، وشدد كل التشديد في طلبها؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وقد حذر أعظم التحذير من تركها، فالصلاة عمود الدين، أي: كمثل العمود للخيمة، ولا تبقى الخيمة قائمة بدون عمود، فكذلك لا يستقيم الإسلام بدون صلاة، جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».

حكم تشبه الرجال بالنساء.. الإفتاء تجيب دار الإفتاء: قراءة القرآن مصحـوبة بالآلات الموسيقية والتغني به محرم شرعًا

وأضافت دار الإفتاء أن وقد بلغ من عناية الإسلام بها أن أمر المسلمين بالمحافظة عليها في الحضر والسفر، والأمن والخوف، والسلم والحرب، حتى عند اشتداد الخوف حين يكون المسلمون في المعركة أمام العدو؛ قال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لله قَانِتِينَ ۞ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 238-239]، أي: فصلوا حال الخوف والحرب، مشاة أو راكبين كيف استطعتم، بغير ركوع ولا سجود، بل بالإشارة والإيماء، وبدون اشتراط استقبال القبلة؛ للضرورة هنا؛ قال تعالى: ﴿وَللهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 115].

حكم ترك الصلاة 

وتابعت دار الإفتاء: وما نراه من منكر عظيم يقع لكثير من الناس، يتمثل في تركهم للصلاة التي هي بهذه المكانة، فلا يعدو أن يكون لأحد أمرين: إما جحودًا لها، وإما تكاسلًا عنها، فتارك الصلاة إن كان منكرًا لوجوبها فهو كافر بإجماع المسلمين خارج من ملة الإسلام؛ لأنها من المجمع عليه المعلوم من الدين بالضرورة، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام ولم يخالط المسلمين مدة يبلغه فيها وجوب الصلاة عليه.

قال الإمام النووي في "المجموع" (3/ 14، ط. دار الفكر): [إذا ترك الصلاة جاحدًا لوجوبها، أو جحد وجوبها ولم يترك فعلها في الصورة فهو كافر مرتد بإجماع المسلمين ... ويترتب عليه جميع أحكام المرتدين، وسواء كان هذا الجاحد رجلًا أو امرأة، هذا إذا كان قد نشأ بين المسلمين، فأما من كان قريب العهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة من المسلمين بحيث يجوز أن يخفى عليه وجوبها، فلا يكفر بمجرد الجحد، بل نعرفه وجوبها، فإن جحد بعد ذلك كان مرتدًّا]ـ.

وبينت دار الإفتاء: وأما إن ترك الصلاة تكاسلًا مع اعتقاده وجوبها -كما هو حال كثير من الناس- فإنه لا يكفر، بل يفسق ويستتاب من قِبل القضاء، وإلى هذا ذهب مالك والشافعي -راجع: "منح الجليل شرح مختصر خليل" (1/ 195، ط. دار الفكر)، و"مغني المحتاج" للخطيب الشربيني (1/ 612، ط. دار الكتب العلمية)- وجماهير السلف والخلف، ودليلهم عموم قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ [النساء: 48]، فالآية تثبت أن الذنب الوحيد الذي قطع الله عز وجل بعدم غفرانه هو الشرك بالله، أما ما دون ذلك فقد يغفره الله، وترك الصلاة تكاسلًا دون جحود ذنب دون الشرك بالله.

ومن الأدلة على عدم تكفير تارك الصلاة تكاسلًا أيضًا، ما أخرجه أبو داود والنسائي ومالك في "الموطأ" عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه بقوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «خَمْسُ صَلَواتِ كتَبهنَّ اللهُ على العِباد، فمن جاءَ بهن لم يُضَيعْ منهُن شيئًا استخفافًا بحقهنَّ كان له عندَ الله عَهدٌ أن يُدْخِلَه الجَنَّة، ومَنْ لم يأتِ بهِن، فلَيسَ له عندَ الله عهد: إن شاءَ عَذبه، وإن شَاءَ أدْخَلَه الجَنة».

فتاركها كسلًا هنا أمره مفوض إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة، وهذا دليل على عدم كفره، ولهذا لم يزل المسلمون يرثون تارك الصلاة ويورثونه، ولو كان كافرًا لا يغفر له لم يرث ولم يورث.

مقالات مشابهة

  • وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم ييعث حيًا.. خطبة الجمعة القادمة
  • في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلّم.. لا قُدّسَت أمةٌ لا يأخذُ الضّعيف فيها حقّه غير مُتعْتَع
  • الحب في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم: المرأة في حياته
  • فضل الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم
  • انتقادات واسعة للتلفزيون التونسي بسبب “تلحين” آية قرآنية- (ادوينات)
  • مكانة الصلاة في الإسلام وحكم تاركها
  • «روشتة لحل مشكلات المؤمن».. آيات قرآنية أوصى الشيخ الشعراوي بقراءتها والمداومة عليها
  • بشارة الانجيل بمجيء رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم..
  • فضل زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة
  • كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي؟