حكم قول: "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" في الركوع
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
حكم قول: "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" في الركوع سؤال يسأل فيه كثيرا من الناس اجابت دارالافتاء المصرية وقالت يجوز للمصلي أن يقول في ركوعه: "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ"، بل هو سُنَّة مُستحبة؛ لكونه نوعًا من أنواع الذِّكر الوارد في الر كوع عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما معناه: فهو أن الله سبحانه وتعالى مُنزَّهٌ عن النقائص أبلغ تنزيه، ومُطهَّرٌ عن كل ما لا يليق أبلغ تطهير، وأنه تعالى هو الخالق المالك لهذا الكون بما فيه من أملاك وأفلاك؛ فهو وحده المستحق للتعظيم على الحقيقة.
من المعلوم شرعًا أن المقصود من إقامة صلاة الجمعة إظهار شعار الاجتماع واتفاق الكلمة، ولذا اشترط جمهور العلماء لصحة صلاة الجمعة أن لا يسبقها ولا يقارنها جمعة أخرى في بلدتها إلا إذا كَبُرَت البلدةُ وعسر اجتماع الناس في مكان واحد، فيجوز التعدد بحسب الحاجة، وللشافعية في ذلك قولان:
أظهرهما: -وهو المعتمد- أنه يجوز التعدد بحسب الحاجة.
وقيل: لا يجوز التعدد ولو لحاجة.
وفَرَّعوا على ذلك -مراعاةً لخلاف الأظهر- أنه يستحب لمن صلى الجمعة مع التعدد بحسب الحاجة ولم يعلم أن جمعته سَبَقَت غيرَها أن يعيدها ظهرًا احتياطًا؛ خروجًا من الخلاف.
على أن الحنفية يجيزون -على المعتمد عندهم- أن تؤدى الجمعة في مِصرٍ واحد بمواضع كثيرة؛ حيث ذكر الإمام السرخسي أن هذا هو الصحيح من مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى.
فتحرر من ذلك ما يأتي:
- أن من شروط
عند جمهور العلماء عدم سبقها أو مقارنتها بجمعة أخرى في نفس البلدة إلا لحاجة.
- أن من شروط صحة صلاة الجمعة عند جمهور العلماء عدم سبقها أو مقارنتها بجمعة أخرى في نفس البلدة إلا لحاجة.
- أنه يجوز تعدد الجمعة إذا كانت هناك حاجة لذلك؛ كضيق مكان أو عسر اجتماع.
- أنه يستحب احتياطًا وخروجًا من خلاف مَن لم يُجِزْ تعدد صلاة الجمعة ولو لحاجة إعادتُها ظهرًا إذا لم يتيقن مَن صلى الجمعة أن جمعته هي السابقة وأنها لم تقارنها جمعة أخرى، وهذا الاحتياط مشروع على سبيل الندب والاستحباب، لا على جهة الحتم والإيجاب.
وبناء على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن إعادة صلاة الجمعة ظهرًا بعدها عند مَن قال بذلك إنما هي على سبيل الاستحباب لا على جهة الإيجاب، وليس لأحد أن يُنكر في ذلك على أحد، وليسعنا في ذلك ما وَسِعَ سَلَفَنا الصالح من أدب الخلاف الذي كان منهجًا لهم في مسائلهم الخلافية.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكم قول سبوح قدوس رب الملائكة والروح في الركوع صلاة الجمعة صحة صلاة الجمعة صلاة الجمعة
إقرأ أيضاً:
أحمد عمر هاشم: الإسراء والمعراج حقيقة قرآنية لا يجوز إنكارها
أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن رحلة الإسراء والمعراج حدثت يقينًا كما نص عليها القرآن الكريم، ولا يجوز إنكارها بأي حال.
وجاء ذلك خلال كلمته في احتفال وزارة الأوقاف بذكرى الإسراء والمعراج بمسجد الإمام الحسين.
وأوضح هاشم أن القرآن الكريم أشار إلى الإسراء في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾، حيث يؤكد لفظ "عبده" أن الرحلة كانت بالروح والجسد.
كما أشار إلى ثبوت المعراج من خلال قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾.
وأضاف أن جمهور العلماء أجمع على وقوع الإسراء والمعراج بالروح والجسد في ليلة واحدة، وأن القول بأن المعراج كان رؤيا منامية لا يُعتد به.
وأكد أن القدرة الإلهية تجعل وقوع هذه الرحلة ممكنًا ولا تعارض بين ذلك والإعجاز.
وخلال الاحتفال، أشار هاشم إلى أن تعجب العرب وقتها يؤكد وقوع الرحلة بالروح والجسد، إذ لو كانت رؤيا منامية لما استحقت التعجب.
وأن الإسراء والمعراج يمثلان حدثًا فريدًا في التاريخ الإسلامي، حيث منّ الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الرحلة الروحية والجسدية، التي أظهرت قدرة الله المطلقة ورفعت مقام النبي إلى مكانة لا نظير لها
كما لفت إلى أن وصف الرحلة لا يتعارض مع العقل حتى بمقاييس العصر الحديث الذي شهد تطورات تقنية مذهلة مثل الإنترنت والاتصالات السريعة.
وفي ختام كلمته دعا الدكتور أحمد عمر هاشم، إلى الفرج للأمة الإسلامية من أزماتها الحالية، مؤكدًا أهمية التمسك بقيم هذه المعجزة العظيمة، وأن ينصر الله عز وجل المؤمنين في كل مكان، ويحقق وعده بنصر المؤمنين، ويخلص الأمة الإسلامية من همومها وكروبها، واجعل مصر فى أمانك وضمانك، وغيرها من بلاد المسلمين في أمن ورخاء وسلام
وقد شهد الاحتفال حضور الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وعدد من كبار الشخصيات الدينية والعلمية.