تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال ضد نشطاء حماس لكن قائد فريق إنساني تابع للأمم المتحدة قال إن المدنيين الفلسطينيين في غزة الذين يحترمون أوامر الإخلاء الإسرائيلية لا يمكن ضمان أنهم سيكونون آمنين.

وقال نتنياهو، الذي زار القوات الإسرائيلية في شمال غزة يوم الاثنين، لنواب من حزب الليكود الذي يتزعمه إن الحرب لم تنته بعد ورفض ما وصفه بأنه تكهنات إعلامية بأن حكومته قد تدعو إلى وقف القتال.

وقال إن إسرائيل لن تنجح في إطلاق سراح الرهائن المتبقين لدى حماس دون ممارسة الضغط العسكري.

وقال نتنياهو الذي تحدى الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار خلال زيارة غزة 'نحن لن نتوقف. الحرب ستستمر حتى النهاية، حتى ننهيها، لا أقل'.

رداً على هجوم حماس المميت عبر الحدود في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تعرضت إسرائيل لضغوط من أقرب حلفائها، الولايات المتحدة، لتحويل العمليات في غزة إلى مرحلة أقل كثافة والحد من الوفيات بين المدنيين.

لكن جيما كونيل، رئيسة فريق الأمم المتحدة المنتشرة في غزة منذ عدة أسابيع، وصفت ما أسمته 'رقعة الشطرنج البشرية' التي يفر فيها آلاف الأشخاص، الذين نزحوا عدة مرات بالفعل، مرة أخرى وليس هناك ضمان بأن الوجهة ستختفي. كن آمنا.

'لم يتبق سوى مساحة صغيرة هنا في رفح لدرجة أن الناس لا يعرفون إلى أين سيذهبون، ويبدو الأمر وكأن الناس يتم تحريكهم حول رقعة شطرنج بشرية بسبب وجود أمر إخلاء في مكان ما'، كما قال كونيل، الذي زار دير الدير يوم الاثنين. حي البلح، وسط غزة.

وقالت لرويترز 'الناس يفرون من تلك المنطقة إلى منطقة أخرى. لكنهم ليسوا آمنين هناك'.

وتضغط واشنطن منذ أسابيع على إسرائيل لاتخاذ مزيد من الخطوات لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين من خلال تحديد مناطق آمنة وفتح الطرق الإنسانية أمام الناس للهروب. لكن عدد القتلى مستمر في الارتفاع وتكثفت العمليات الإسرائيلية.

وردا على سؤال حول رد الجيش، قال متحدث باسم الجيش إن الجيش سعى لإجلاء المدنيين من مناطق القتال لكن حماس تحاول بشكل منهجي منع هذه الجهود. وقال المتحدث باسم الجيش إن الحركة الفلسطينية تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وهو ما تنفيه الحركة.

وقال المتحدث إن الجيش يتخذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين.

في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، أفاد سكان فلسطينيون عن وقوع عدة غارات جوية بالقرب من مستشفى ناصر في خان يونس، أكبر منشأة طبية في جنوب قطاع غزة.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن سبعة أشخاص قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في حي الأمل بمدينة خان يونس.

نعى الفلسطينيون أكثر من 100 شخص قال مسؤولو الصحة في غزة إنهم قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية ليلة الأحد، وهي واحدة من أكثر الليالي دموية في المعركة المستمرة منذ 11 أسبوعًا بين إسرائيل وحماس.

وفي جنازة في غزة، لمس صف من المشيعين الفلسطينيين الأكفان البيضاء الملفوفة حول جثث ما لا يقل عن 70 شخصا قال مسؤولو الصحة الفلسطينيون إنهم قتلوا في غارة جوية أصابت المغازي في وسط القطاع.

'يسوع الصغير'
وأصدر البابا فرانسيس رسالة شديدة اللهجة قال فيها إن الأطفال الذين يموتون في الحروب، بما في ذلك في غزة، هم 'المسيحيون الصغار اليوم'، وقال إن الضربات الإسرائيلية تحصد 'حصادًا مروعًا' من المدنيين الأبرياء.

وفي الوقت نفسه، لم تقدم الجهود الدبلوماسية الكثير من الراحة.

قال مصدران أمنيان مصريان لرويترز يوم الاثنين إن حماس وحركة الجهاد الإسلامي المتحالفتين رفضتا اقتراحا مصريا بالتخلي عن السلطة في قطاع غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار. وقالت المصادر إن الفصائل رفضت تقديم أي تنازلات تتجاوز احتمال إطلاق سراح المزيد من الرهائن.

ويعتقد أن حماس وحليفتها الأصغر حركة الجهاد الإسلامي، اللتين تتعهدان بتدمير إسرائيل، تحتجزان أكثر من 100 رهينة من بين 240 رهينة تم أسرهما خلال هجومهما في السابع من أكتوبر/تشرين الأول في بلدات إسرائيلية، حيث قتلا 1200 شخص.

ومنذ ذلك الحين، دمرت إسرائيل جزءًا كبيرًا من القطاع الضيق. وقتل ما يقرب من 20700 من سكان غزة، من بينهم 250 خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفقا للسلطات في غزة التي تسيطر عليها حماس.

وتم تهجير الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وتقول الأمم المتحدة إن الظروف الإنسانية كارثية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو نشطاء حماس غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

محللون: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب لكن قد يحل مشكلة المساعدات

يستبعد محللون التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار قريب في قطاع غزة، ويرون أن إسرائيل قد تتساهل في إدخال المساعدات الإنسانية للسكان، حتى تخفف من الضغوط الدولية المتزايدة بشأن هذا الملف.

فقد تحدث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن جهود تبذلها بلاده مع الولايات المتحدة ومصر من أجل التوصل لاتفاق جديد، لكنه اتهم الجانب الإسرائيلي بعرقلة محاولات سابقة.

كما تحدثت واشنطن عن جهود قد تفضي لاتفاق تبادل أسرى جديد، ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن الرئيس دونالد ترامب ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار.

وفي حين قال المسؤولون إن الإدارة الأميركية راغبة في عمل محاولة أخرى لتحقيق اختراق في ملف غزة الأسبوع، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مباحثات محتملة هذا الأسبوع.

خلاف في إسرائيل

لكن أكسيوس نقل أيضا أن نتنياهو "متردد في التوصل لاتفاق ينهي الحرب"، في حين شهد اجتماع المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت) الأخير مشادات وصلت إلى حد الشجار بسبب الخلاف حول إدارة الحرب وإمكانية التوصل لصفقة.

ويرى المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس ووريك، أن ثمة ما يدعو للتفاؤل على نحو أكبر مما كان قبل أسابيع، لكنه توقع أن يستغرق التوصل لاتفاق جديد أشهرا وليس أياما.

إعلان

وخلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، قال ووريك إن البيانات التي صدرت مؤخرا عن بعض الأطراف ساعدت القطريين على تقديم مقترح جديد قد يكون مقبولا، بيد أنه لا يتوقع التوصل لاتفاق قبل زيارة ترامب المقررة لمنطقة الخليج الشهر المقبل، على الأقل.

نزع سلاح حماس

والسبب في عدم إمكانية التوصل لاتفاق قريب -برأي ووريك- هو أن إسرائيل لن تقبل بأي صفقة لا تتضمن تخلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن سلاحها، لأن هذا يعني أنها عازمة على شن هجوم آخر على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

لذلك، يرى المتحدث أن التوصل لاتفاق "لن يكون سهلا أبدا في ظل تمسك حماس بسلاحها، وهو ما يمكن تلمسه في حديث بعض القادة الفلسطينيين الذين طالبوا الحركة بنزع الذرائع من يد إسرائيل.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدث أمس الأربعاء عن ضرورة إعادة الإسرائيليين المتبقين في غزة حتى لا تجد إسرائيل ذريعة لمواصلة حربها على القطاع.

لكن هذه الدعوة برأي المحلل السياسي الدكتور أحمد الحيلة، تعني مطالبة حماس بفعل ما فعلته حركة فتح قبل 35 عاما عندما تخلت عن كل شيء لنزع الذرائع من إسرائيل ثم لم تقدم الأخيرة لها شيئا بل أيضا بسطت سيطرتها على الضفة الغربية، ناهيك عن أن نزع الذرائع "لا بد أن يكون على أساس الندية وليس الاستسلام".

كما أن الحديث عن التوصل لصفقة بعد شهور يعني وقوع كارثة إنسانية في غزة، فضلا عن أنه يتعارض مع التفاؤل الحذر الذي أثارته زيارة الشيخ محمد بن عبد الرحمن لواشنطن هذا الأسبوع، كما يقول الحيلة.

وينطلق هذا الحذر -برأي المحلل السياسي- من أن نتنياهو يسعى دائما لإفشال الاتفاقات أو التنصل منها، غير أن زيارة المسؤول القطري للولايات المتحدة في غاية الأهمية لأنها حملت تصورا ما لإقناع الأميركيين بأن الوضع في غزة وصل لحافة الهاوية.

إعلان

ويبدو -برأي الحلية- أن الزيارة التي قام بها وفد من حماس لأنقرة مؤخرا لعبت أيضا دورا في لفت نظر الأميركيين -من خلال تركيا- إلى أنه من غير المقبول أن يستمر قتل الفلسطينيين من أجل مصالح نتنياهو السياسية.

وتعني هذه المقدمات -وفق المحلل السياسي- أن كل المتداخلين في الأزمة استأنفوا الضغط على واشنطن لأنها الوحيدة القادرة على دفع إسرائيل نحو التوصل لاتفاق.

إسرائيل لن تقبل هدنة طويلة

والأهم من هذا، أن حماس قدمت طرحا خلّاقا بحديثها عن استعدادها لقبول هدنة طويلة الأمد لأن هذا الطرح ينفي مزاعم إسرائيل التي تقول إنها تعيش تحت تهديد دائم من الفلسطينيين، برأي الحيلة، الذي يعتقد أن نتنياهو يحاول إدارة الصراع بدل إنهائه بعدما فشل في إنهاء الوجود الفلسطيني خلال الشهور الـ18 الماضية.

ومع ذلك، لا يعتقد ووريك أن ما طرحته حماس قد يمثل حلا للأزمة لأن إسرائيل من وجهة نظره لن تقبل ببقاء حماس بأي حال من الأحوال، هذا إلى جانب أن الولايات المتحدة لم تبدأ نقاشا جديا بشأن وقف هذه الحرب، ولا تفعل الصواب إلا بعد استنفاد كافة السبل الأخرى، برأيه.

واتفق الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى مع حديث ووريك، بقوله إن معارضة إسرائيل قبل حكومتها سترفض أي هدنة لأن هذا الأمر بالنسبة للإسرائيليين عموما يعني منح الحركة فرصة لإعادة بناء نفسها وشن حرب جديدة.

وعلى هذا الأساس، فإن نتنياهو لن يقبل بهذه الهدنة الطويلة أبدا، لكنه سيحاول -برأي مصطفى- الاستمرار في الحرب بشكل حذر، فضلا عن أنه ربما يحل المشكلة الإنسانية قريبا لأنه يعرف أن التجويع محدود بسقف زمني.

ولأن فكرة وقف الحرب تتعارض مع مصالحه السياسية ومشروعه الأيديولوجي وأهدافه التي أعلنها في أول الحرب، سيحاول نتنياهو التوصل لصفقات جزئية تعيد له مزيدا من الأسرى الأحياء حتى لو كان الثمن إبقاء الجيش في غزة لسنوات مقبلة.

إعلان

وإلى جانب ذلك، فإن نتنياهو -كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي- يحاول جعل ملف غزة حدثا عاديا في إسرائيل كما هي الحال في الضفة الغربية، بدليل أنه لم يعد يبحث إدخال المساعدات وإنما الجهة التي ستتولى توزيعها.

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة السودانية: حماية المدنيين شكّلت أولوية قصوى لنا
  • الجيش الإسرائيلي يقر بمقتل موظف بالأمم المتحدة بدير البلح
  • MEE‏: إسرائيل استعانت بجماعة ضغط لإقناع ترامب بعدم ‏سحب قواته من سوريا
  • مكتب أممي: منع دخول إسرائيل للمساعدات يهدد حياة سكان غزة
  • محللون: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب لكن قد يحل مشكلة المساعدات
  • اسرائيل تصعد جرائم قتل المدنيين ..عواصم أوروبية : يجب وقف الحصار فورا
  • أبو الغيط: الحرب الوحشية الإسرائيلية تتواصل يوميا ضد المدنيين في غزة
  • سموتريتش يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو.. يريد فرض حكم عسكري بغزة
  • الأمم المتحدة: 92% من المنازل بغزة مدمرة جراء الحرب الإسرائيلية
  • الأونروا: إسرائيل تستخدام المساعدات كسلاح حرب ضد سكان غزة