مسارات الحركة الجهادية في خضم طوفان الأقصي
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
لا شك أن الحركة الجهادية بما في ذلك تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الاسلامية، والجماعات المتحالفة معهم، من غير المرجح أن تشتبك مع مسار الصراع في غزة، ولا تتمتع بوضع جيد يسمح لها بدور بارز وايجابى في الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل، ولا أحد لديه تحالفات مع حماس نظرا للتقارب الشيعي الذي تنتهجه حماس مع إيران وحزب الله، ومع ذلك وعلى الرغم من أن تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الاسلامية غير قادرين على التاثير المباشر على الحرب في غزة، إلا أن ذلك الصراع سيؤثر على الحركة الجهادية.
وفيما يلي أهم المسارات التي يجب مراقبتها للوقوف على ذلك التاثير
1- المنافسة على الصدارةالمسار الأول الذي يجب مراقبته هو كيف ستشكل الأزمة بين إسرائيل وحماس المنافسة على الصدارة داخل الحركة الجهادية، على مدار عقد من الزمن كان التنافس بين تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية على قيادة الحركة الجهادية هو الذي حدد هذه المنافسة، وفي الوقت الحالي فإن حالة التدهور التي تمر بها الحركة الجهادية لم تقض على تلك المنافسة، لأنهما تتباهيان بتحالفات تابعة قوية، وتعتمد تلك المنافسة على القيادة على شبكات التحالفات التابعة لكل منهما.
.. إلى ذلك تستغل تلك الكيانات ذلك الصراع بين حماس وإسرائيل باعتباره قضية محفزة لضم كوادر جديدة لدعم الحركة الجهادية بمكوناتها الاسلامية والتحالفات التابعه لها.
بالنسبه لتنظيم القاعدة تتوافق الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل مع سرديتها (العدو البعيد) الذي يشير الى مركزية الخصم الصهيوني الصليبي، وبالفعل أصدر تنظيم القاعدة عدة بيانات تسلط الضوء على ذلك المبدأ منذ هجوم 7 اكتوبر الماضي، في حين ركز تنظيم الدولة الاسلامة بشكل أكبر على الخصم الشيعي (العدو القريب) حيث أشار فى اصداراته المسموعة والمرئية على أهمية معارضة العدو القريب متمثلا في الخصم الشيعي، ورغم أن الصراع قد يمنح تنظيم القاعدة أفضلية، فإنه لن يكون قادرا على التفوق على تنظيم الدولة الاسلامية ما لم يتمكن من التحرك على أرض الواقع، حيث استهدف تنظيم القاعدة القوات الاسرائيلة في الماضي، وتم تصوير تلك الهجمات على أنها دعم للقضة الفلسطينية.
2- القيادة داخل الحركةوتأتي الحرب الدائرة حاليا بين غزة وإسرائيل في وقت تخلو فيه الحركة الجهادية من قادة مقنعين، فقد انتهت فترة زعماء الحركة القادرين على تحفيز قواعدهم وأنصارهم ومجنديهم المحتملين.
فقد أسفرت خسائر الحركة الجهادية لقاداتهم عن بروز قادة جدد مجهولين، قد يؤدي ذلك الفراغ الى جانب الأزمة الحالية بين غزة وإسرائيل لانتاج قادة جدد، يستحوذون على أولئك الذين حشدتهم البيئة والصراع الحالي.
3- الجهاد في الشرق الأوسطفي رسالة أيمن الظواهري الى أبي مصعب الزرقاوي - أحد قادة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق - أوضح أهمية الشرق الأوسط داخل الحركة الجهادية، حيث أشار في تلك الرسالة ألى أن مركزية الحركة في منطقة الشرق الأوسط في حين كانت إفريقيا وجنوب أسيا هي المناطق البعيدة، إلا أن مركز الحركة الجهادية حاليا تتركز في المناطق البعيدة وتحديدا في محيط جغرافي آخر في منطقة الساحل الافريقي، إلا أنه من المستبعد حاليا عودة الحركة الجهادية للقيام بأية عمليات عدائية، تعبر بها عن تواجدها جغرافيا بالشرق الاوسط.
4- التيارات الأيدولوجيةناقش المحللون منذ فتره طويلة عما إذا كانت تلك الجماعات تركز على القضايا العالمية أم المحلية، لكن هذا الانقسام غير كاف لفهم الاختلافات الأيدلوجية داخل الحركة.
حيث تشير الدراسات إلى أن هناك خمس مسارات جهادية داخل الحركة:
أولا: التركيز على الجهادية الثورية، أي الإطاحة بالأنظمة السابقة التي تعتبرها لا تطبق الشريعة الاسلامية،
وقاد ذلك الاتجاه تنظيم الدولة الاسلامية في السابق في سوريا والعراق.
ثانيا: العدو القريب أي التركيز على الحرب الطائفية مع الشيعة.
ثالثا: تعزيز المطالبات الانفصالية الرامية إلى فصل الأراضي ذات الأغلبية المسلمة عن حكم غير المسلمين.
رابعا: الجهادية الكلاسيكية التي تنتهج فكرة ومبدا خروج القوات غير الاسلامية من بلاد المسلمين.
خامسا: العدو البعيد أي الإطاحة بالنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة وهو ما يطلق عليه الجهاد العالمي.
قد تتغير تلك الايدولوجيات المنوه عنها سلفا استجابة للاحداث في أعقاب احداث 11 سبتمبر على سبيل المثال كان الجهاد العالمي هو السائد خلال حرب الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، وكانت الجهادية الكلاسيكية بارزة وتنتهج فكرة الجهاد ضد القوات غير المسلمة لطردها من بلاد الاسلام.. أثناء الصراعات في العراق وسوريا كانت الطائفيه (العدو القريب) هي الفكر السائد.
في السنوات الاخيره كانت الجهادية الثورية هي السائدة وهدفها الأساسي الاطاحة بالأنظمة التي لا تطبق الشريعة الاسلامية.
.. إلى ذلك فان الجمع بين الحرب الدائرة حاليا بين غزة وإسرائيل، ودعم الولايات المتحدة لاسرائيل دون قيد أو شرط قد يؤدي ذلك الى معارضة التحالف الصليبي الصهيوني أي احياء فكرة الجهاد الاسلامي.
خاتمة
من السابق لأوانه استنتاج بأن الحركة الجهادية قد تنتشر من جديد بمنطقة الشرق الأوسط نتيجة الوضع الحالي بالمنطقة، ومن غير الواضح أنها قادرة على استغلال ذلك الواقع بشكل كامل، إلا أن الصراع الحالي قد يتفق مع أحد أهم أيدولوجيات تنظيم القاعدة ( العدو البعيد ).
……..
•باحث فى مجال الحركات الإسلامية والارهاب الالكترونى
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: تنظیم الدولة الاسلامیة الحرب الدائرة تنظیم القاعدة داخل الحرکة إلا أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن تعلن مقتل إرهابي بتنظيم القاعدة في سوريا
أعلن الجيش الأمريكي، اليوم السبت، أن الولايات المتحدة قتلت قيادياً في تنظيم "حراس الدين"، وهو فرع لتنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا، كان أعلن أخيراً حل نفسه.
وقالت القيادة الوسطى الأمريكية (سنتكوم) في بيان على منصة "إكس" إنها "قضت" في "ضربة جوية دقيقة"، الجمعة، على "وسيم تحسين بيرقدار، المسؤول البارز في التنظيم الإرهابي حراس الدين، التابع لتنظيم القاعدة"، في شمال غرب سوريا.
وتنفذ الولايات المتحدة التي تنتشر قواتها في سوريا في إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، الذي أنشئ في 2014، ضربات جوية منتظمة في هذا البلد.
CENTCOM Forces Kill an Al Qaeda Affiliate, Hurras al-Din, Leader in Northwest Syria
On Feb. 21, U.S. Central Command (CENTCOM) forces conducted a precision airstrike in Northwest Syria, killing Wasim Tahsin Bayraqdar, a senior leadership facilitator of the terrorist organization… pic.twitter.com/8daB0kqqOm
وفي 17 فبراير (شباط)، أفاد الجيش الأمريكي بأنه قتل "مسؤولًا كبيراً في الشؤون المالية واللوجستية" في تنظيم حراس الدين، دون تحديد هويته، وذلك بعد نحو 3 أسابيع من إعلانه قتل "محمد صلاح الزبير"، وهو "مسؤول كبير" ثالث في التنظيم.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن وسيم بيرقدار قُتل عندما استهدفت طائرة مسيرة السيارة التي كان يستقلها على الطريق بين سرمدا وتل الكرامة في شمال غرب البلاد.
#المرصد_السوري
مسيرة لـ"التحالف الدولي" تسـ ـتـ ـهدف سيارة بريف #إدلب.. ومقـ ـتل شخص بداخلهاhttps://t.co/sewxDHCPzn
وكان التنظيم المصنّف إرهابياً من قبل الولايات المتحدة، أعلن حلّ نفسه بعد سقوط حكم الرئيس بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول)، كاشفاً للمرة الأولى بشكل رسمي أنه كان فرعاً لتنظيم القاعدة في سوريا.
وأعلنت السلطات السورية الجديدة نيتها حلّ كلّ الفصائل المسلحة في البلاد.
وكان تنظيم حراس الدين، الذي يضم أجانب، ينشط في مناطق بشمال غرب سوريا.