فلسطينيون يعاينون «زلزال» القصف على مخيم المغازي
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
تفقد فلسطينيون الإثنين ما تبقّى من منازلهم في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، حيث تناثر الركام في كل مكان غداة قصف إسرائيلي أودى بحياة العشرات.
وبدت أسطح المنازل والأبواب والنوافذ مدمرة تماما، بينما غطى الركام والدمار أزقة المخيم الضيقة.
وقف رجل وسط الركام يواسي آخر كان يجهش بالبكاء، بينما عمل آخرون على البحث عن وجود أشخاص تحت الأنقاض على وقع أصوات الطائرات المسيّرة الإسرائيلية التي لا تفارق أجواء القطاع المحاصر.
وقال زياد عوض الذي نجا من الغارة «نجوت من المجزرة. كنت جالسا مع أولادي في أمان وأسمع الأخبار بأن مجلس الأمن يطلب تحييد المدنيين».
وأضاف «قصفوا منزلا بجانبنا. طفلي يقول لي احميني ولا أستطيع حماية نفسي» موضحا «فوجئنا بقصف البيوت من دون انذار، زلزال في المنطقة».
وأدت الغارات الإسرائيلية الى تدمير مبانٍ عدة في المخيم ليلة عيد الميلاد. وتحوّلت أربع عمارات سكنية طالها القصف، الى كومة ركام، بينما تعرضت الكثير من المنازل للتدمير الكلي أو الجزئي، وتضررت عشرات الوحدات السكنية بشكل جسيم.
وفقدت بعض المباني واجهاتها، وبدت المفروشات مبعثرة داخل المنازل، في حين تناثرت في المحيط جراء عصف الانفجار، كنبات وفرش إسفنجية وملابس وأوراق. وحتى الصباح، كانت إحدى الجثث لا تزال ممددة على الأرض في أحد أزقة المخيم وغطيت ببطانية صوفية.
كذلك، لحقت أضرار بمحل بقالة صغير من الصفيح كتب عليه «دكان الشهداء».
وكانت وزارة الصحة التابعة لحماس أعلنت الأحد استشهاد 70 شخصا على الأقل جراء القصف على المخيم، مؤكدة أنه أدى إلى تدمير ثلاثة منازل على الأقل.
ولم يتسن التأكد من الحصيلة على الفور من مصدر مستقل. ولدى سؤاله، أشار جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أنه «يتحقق» من المعلومات.
وقالت روان مناصرة (37 عاما) التي نزحت من بيت حانون إلى المغازي لوكالة فرانس برس «قاموا بتدمير المبنى علينا. عائلتي ذهبت».
وأضافت «قتلوا إخوتي الخمسة، لم يبق لي أي اخ. قتلوهم مع أولادهم شبابا ونساء». وتابعت «كل يوم ضرب. لا مكان آمن. قالوا لنا انزحوا من الشمال للجنوب وضربونا. يلحقون بنا ويضربونا. كنا في أمان الله».
ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان شمال قطاع غزة النزوح جنوبا بعيدا من مناطق العمليات العسكرية. الا أن إسرائيل التي تشن قصفا جويا وهجوما بريا في القطاع، وسّعت في الأيام الماضية عملياتها في الجنوب، علما بأن مختلف مناطق القطاع المحاصر لم تسلم من القصف منذ بدء الحرب.
ارتفعت الحصيلة العامة للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 20674 شهيدا وزهاء 55 ألف جريح، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الإثنين.
ونقلت جثامين قتلى مخيم المغازي الى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
ووضعت العشرات منها على الأرض في ساحة المستشفى في مقابل قسم الطوارئ الذي غصّ بالمصابين الذين عانوا لإيجاد أسرة أو أطباء يقدمون لهم الرعاية الطبية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة لوكالة فرانس برس «ما حدث هو مجزرة إبادة».
وأضاف «يستشهد العشرات من المصابين بسبب عدم توفر إمكانيات لعلاجهم فورا. ويضطر الأطباء للمفاضلة بين الجرحى».
وبحسب القدرة فإنه «يتم بتر أطراف عشرات المصابين بينهم أطفال ونساء وكبار سنّ بسبب عدم توفر غرف للعمليات الجراحية ونقص الأدوية والأجهزة الطبية ونقص عدد الأطباء والممرضين الذين يعملون ليلا نهارا».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة مخيم المغازي القصف الاسرائيلي
إقرأ أيضاً:
أهالي غزة.. معاناة لا تنتهي مع السرطان
مع توقف أصوات القصف فى قطاع غزة، بدأت تتعالى صرخات الألم، حيث يعيش مرضى السرطان معاناة مضاعفة، لم تعرفها أى أرض أخرى، هذا المرض لا يميز بين صغير أو كبير، ولا بين رجل أو امرأة، ولا بين طفل أو مسن، بل يصيبهم جميعاً، ليأخذ منهم ما تبقى من قوة وصبر فى أرضٍ يعيش سكانها تحت الحصار، فبعد معاناة من ويلات حرب الإبادة الجماعية، التى طالت الحجر والبشر على مدار 15 شهراً، تزايدت معاناة الكثير من الناجين من القصف بسبب صراع آخر مرير، يخوضونه مع مرض السرطان، لكن مع تواصل الجهود الإنسانية التى تبذلها مصر فى دعم الأشقاء الفلسطينيين، استقبل معبر رفح من الجانب المصرى، حتى الآن 17 دفعة من المصابين والمرضى القادمين من قطاع غزة لتلقى العلاج فى المستشفيات المصرية، ضمن توجيهات القيادة السياسية بتقديم الدعم والرعاية الطبية اللازمة.
الفلسطينيون فى قطاع غزة لا يواجهون فقط مرض السرطان، الذى ينهش أجساد الكثيرين منهم، بل يؤثر المرض على حياتهم اليومية بشكل كبير.
الكثير من النساء، سواء كانت أماً تعانى ألم المرض، وهى تحاول بث الأمل فى نفوس أطفالها، أو مسنّة تبحث عن الراحة فى أوقات الألم.
واقع الأمر أن السرطان فى غزة حالة إنسانية مليئة بالمعاناة والأمل، ورغم صعوبة الوضع، يبقى الأمل فى قلوب المرضى ينبض، ويحاول سكان القطاع، بكل ما يستطيعون، أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعى.