العرب القطرية:
2024-09-30@17:30:30 GMT

نازحات جنوب غزة.. معاناة شديدة وانعدام خصوصية

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

نازحات جنوب غزة.. معاناة شديدة وانعدام خصوصية

في مراكز النزوح جنوب قطاع غزة، تفتقد النساء الفلسطينيات لخصوصيتهن وسط معاناة «قاسية» يواجهنها في توفير أدنى مقومات الحياة.
ومراكز النزوح تكون بالعادة مدارس ومؤسسات تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، وهي تعاني من اكتظاظ شديد يفوق طاقة استيعابها بسبب نزوح الفلسطينيين إليها من الشمال والجنوب، ما يحول دون قدرة النساء على استخدام دورات المياه أو النوم وحدهن داخل غرف خاصة.


إلى جانب ذلك، فإن استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري، أعاق دخول المستلزمات الصحية النسوية، الأمر الذي تصفه الفلسطينيات بـ «الكارثي»، والذي يتزامن مع غياب المياه اللازم للنظافة والاستحمام؛ وحتى للشرب.
كما تمارس النساء في ظل هذه الحرب أعمالا لا تتناسب مع طبيعتهن الجسدية، مثل تقطيع الحطب لطهي الطعام والجلوس أمام النيران التي ينبعث منها دخان احتراق الخشب والأوراق لساعات طويلة في العراء.
كل ذلك يحدث في ظل ضغوط نفسية تعاني منها الفلسطينيات بسبب الآثار الكارثية لهذه الحرب بدءا من ترك منازلهن، مرورا بفقدان مقومات الحياة، وصولا لفقدان أفراد من عائلاتهن وأطفالهن.
وفي 20 نوفمبر الماضي، قالت ريم السالم، المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات في بيان، إن المرأة الفلسطينية تعرضت وعلى مدى عقود لهجوم متعدد الطبقات من التمييز والعنف الفظيع والممنهج بسبب الاحتلال الإسرائيلي والحرمان من حق تقرير المصير.
وأضافت: «الاعتداء على كرامة المرأة الفلسطينية وحقوقها اتخذ أبعادا جديدة ومرعبة» منذ 7 أكتوبر الماضي موعد بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، حيث أصبح الآلاف منهن ضحايا «لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي تتكشف».
وتطرقت السالم إلى «الظروف الصعبة التي تواجه النساء الحوامل مع احتمال الولادة دون تخدير أو تدخل جراحي أو احتياطات صحية».

خصوصية مفقودة
في أحد مراكز النزوح، بمدينة رفح جنوبي القطاع، تقف السيدات في طابور بانتظار دورهن لدخول دورات المياه.
سعاد مقبل (43 عاما) التي نزحت من شمال غرب مدينة غزة، تصيح بغضب: «حتى دخول الحمامات صار يحتاج طابورا!! ألا يكفي ما حدث لنا بغزة؛ هل يجب علينا أن نتحمل إهانة كرامتنا هنا أيضا!».
وأضافت: «لم تعد لدينا كسيدات أي نوع من الخصوصية، فنحن أصبحنا في الشوارع، على مرأى ومسمع الجميع».
وأوضحت أن معاناتهن تتفاقم يوميا في ظل الازدحام الشديد داخل مراكز الإيواء والنقص الحاد للمياه ونفاد مستلزمات النظافة الشخصية.

أزمة نظافة
النازحة نسرين مسعود (35 عاما)، تقول إن النساء النازحات يواجهن أزمات مرتبطة بنقص مواد النظافة الشخصية والمستلزمات الخاصة بالسيدات.
وأضافت في حديث للأناضول: «نواجه أزمة صحية حقيقية داخل مراكز الإيواء بفعل نقص مستلزمات النظافة والمستلزمات الصحية الخاصة بالنساء».
وتوضح مسعود أن نقص المياه يتسبب أيضا بأزمة نظافة، ما يؤدي إلى الإصابة العديد من النساء بأمراض فضلا عن انتشار الأمراض المعدية.
وبحسب بيان «الإعلامي الحكومي»، فإن 355 ألف حالة بين 1.8 مليون نازح داخل مراكز النزوح تم توثيق إصاباتها بأمراض معدية.
وأشارت مسعود إلى أن انعدام خصوصية النساء في مراكز الإيواء يولد لديهن «شعورا بالخوف وعدم القدرة على التصرف بحرية».
ونقلت عن النساء النازحات شعورهن بـ «حرج شديد وتقيد في الأماكن العامة، فيما دفعتهن الظروف المعيشية الصعبة في ظل انعدام مصادر الدخل ونفاد البضائع من الأسواق، للاقتصاد في استخدام أي مواد أو مستلزمات خشية فقدانها في حال طال أمد الحرب».

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطاع غزة مراكز النزوح النساء الفلسطينيات مقومات الحياة بغزة

إقرأ أيضاً:

بين الإصابات والنزوح وفقدان الرعاية.. تحديات تواجه المرأة السودانية في ظل الحرب

تواجه المرأة السودانية منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023 أشكالا متعددة من المعاناة المستمرة ومصاعب النزوح اليومية جراء تزايد موجة العنف المتواصل في أجزاء واسعة من المدن السودانية بين الطرفين.

وتنوعت التحديات التي تعيشها المرأة ما بين إصابة بعضهنّ بشظايا المدفعية وتحمل أخريات للواجبات المعيشية لأطفالهن، إلى جانب معايشة نماذج أخرى من النساء لواقع مفارقة الديار من الخرطوم ومدني وقرى جنوب الجزيرة وسنار والنزوح نحو المجهول لأيام وليال عديدة لمناطق يرونها لأول مرة بالأقاليم السودانية لا سيما بعد توسع القتال بين الجانبين.

أما قصص انعدام وغلاء الأدوية المنقذة لحياة المرضى من كبار السن من النساء، إلى جانب فقدان مصادر الدخل الأساسية لأزواجهن، والقبول بسكن مؤقت لعدد من العائلات داخل فصل مدرسي واحد، فباتت من سيناريوهات النزوح اليومية التي تحولت إلى حكايات معاناة لا تنتهي بعد وصولهم لمناطق انخفضت فيها وتيرة الاشتباكات. 

تحكي ليلي عثمان، النازحة من مدينة سنجة صوب ولاية القضارف، تفاصيل ما تعرضت له من إصابة بشظية خلال الساعات الأولى لاجتياح قوات الدعم السريع للمدينة، حيث قالت إنها تفاجأت كغيرها من سكان المنطقة بسماع دوي أصوات المدافع من كل الاتجاهات، لا سيما في المنطقة التي كانت تشارك فيها أقاربها مناسبة اجتماعية، مضيفة أنها وخلال محاولاتها المتكررة إيجاد طريق آمن للخروج من منطقة الاشتباكات أخبرت أهلها بتعرضها لإصابة بشظية جراء هذا الهجوم، حيث تم تقديم إسعافات أولية تمهيدا لاستخراج بقاياها من جسدها بمنطقة تبعد ساعات طويلة عن محيط الاشتباكات.

وتواصل حديثها بالقول إنها تعاني من آلام في جسدها جراء الإصابة التي تعرضت لها، إلى جانب ما تشعر به من إرهاق السفر والتنقل والنزوح من منطقة إلى أخرى، مشيرة إلى حاجتها الضرورية لتوفير الدواء والغذاء وحتى الكساء بعد خروجها من منزلها بما كانت ترتديه في تلك اللحظات التي وصفتها بالعصيبة.

بينما تحدثت نادية موسى -النازحة بمدينة الفاو- عن معايشتها لواقع كارثي "لا يمكن وصفه" جراء انعكاسات هذه الحرب عليهن كنساء، موضحة بأن قصة احتياجاتهن متجددة لجميع أشكال الدعم النفسي والمادي، إضافة إلى أن نصيبهن من حزمة المساعدات الإنسانية والخدمات الضرورية بما فيها توفير الأدوية المنقذة لحياتهن، والتي لا تكفي حاليا لحجم احتياجاتهن في ظل ظروف إنسانية استثنائية بالغة التعقيد.

كما اشتكت النازحة بـ"القرية 10″ من غياب معيل لها ولأطفالها بعد وفاة زوجها واضطرارها للعمل في المنازل بمنطقة نزوحها لتأمين قوت يومها.

وأشارت نادية إلى أنها -ورغم مرضها- لا تزال تعمل لتلبية احتياجاتها المعيشية، وقد تغيب عن العمل في المنازل ليومين وأكثر، بسبب اشتداد ضربات قلبها نتيجة المجهود المضاعف خلال ساعات العمل الشاق، وطالبت في الوقت ذاته بتوفير دواء لما تواجهه من مشكلات صحية.

أما زهور نواي، فقالت بدورها إنها رفقة عائلتها يواجهون ظروفا قاسية منذ نزوحهم قبل 7 أشهر،  بسبب ضيق المكان الذي يستقرون فيه داخل مدرسة صغيرة، مبينة أن أشد المعاناة تكون عندما تهطل الأمطار خلال ساعات الليل.

وأعربت نواي عن حسرتها لهذا الواقع المأساوي الذي يُعايشونه، مشيرة إلى أن مقر سكنهم تحاصره عدد من المشكلات الصحية المتمثلة في انتشار البعوض وتكاثر الحشرات المسببة للأمراض المتزامنة مع موسم هطول الأمطار، وأنهم معرضون لكل أنواع الإصابات المرضية المتفشية في المنطقة. 

أخيرا، قالت سامية عبد الله إنهن -كنازحات- يواجهن أوضاعا صعبة من ظروف مادية وصحية، حيث تحتاج والدتها إلى عملية بشكل عاجل وهم لا يملكون ثمن كشفية الطبيب، مبينة أن من إحدى المشكلات التي تقف عائقا أمامهم مرض والدتها في ظل غياب أولادها ونزوحهم نحو مناطق متفرقة منذ بدء الحرب.

وعلى الرغم من غياب الإحصاءات الدقيقة حول تأثير الحرب بشكل كامل على النساء في السودان، فإن التقارير تشير إلى تفاقم الوضع الإنساني لهن منذ اندلاع الحرب. وتشير التقارير إلى أن النساء والأطفال يمثلون أكثر من ثلثي النازحين داخل البلاد، والذين تجاوز عددهم 5.2 ملايين نسمة، وفقا لتقديرات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتتفاقم معاناة السودانيات في صعوبة الحصول على الرعاية الصحية الأساسية والغذاء، إذ أظهرت تقارير أممية أن نسبة كبيرة من الحوامل يعانين من انعدام الخدمات الصحية الأساسية، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين الأمهات والأطفال حديثي الولادة.

مقالات مشابهة

  • ضبط 15 ألف عبوة تجميل مجهولة المصدر داخل مخزن بالزيتون
  • ضبط 15 ألف عبوة مستحضرات تجميل قبل إعادة تدويرها داخل مخزن فى القاهرة
  • بين الإصابات والنزوح وفقدان الرعاية.. تحديات تواجه المرأة السودانية في ظل الحرب
  • السيسي: سنكون من أوائل الدول التي تعالج المياه بأحدث وسائل التكنولوجيا
  • ميقاتي: عملية النزوح الأخيرة قد تكون "الأكبر" في لبنان
  • الهواتف ممنوعة داخل مراكز الاقتراع.. داخلية كوردستان تصدر قراراتها لتأمين انتخابات الإقليم
  • أثر الحرب في السودان على النساء والأطفال: العنف ضد النوع واستغلال الأطفال
  • حكايات مُفجعة.. كيف بات اغتصاب النساء سلاحا في الحرب الأهلية بالسودان؟
  • تيارت / نصيرة .. معاناة أم وأطفالها الأربعة داخل غرفة من الحجر بقرية العسايلية
  • نائب بيروتي أمان مراكز الايواء طلبا للرضى