هل سينجح مشروع استيراد سمك من سلطنة عمان إلى ميناء لوريان الفرنسي؟
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
يشعر البحارة بالانزعاج الشديد لأن ميناء لوريان، الذي يؤدي دوراً مركزياً في الشراكة مع سلطنة عمان، يرأسه أوليفييه لو نيزيه الذي يتولى أيضاً رئاسة لجنة مصايد الأسماك في منطقتي موربيان وبريتاني وأيضاً اللجنة الوطنية.
تثير فكرة استيراد ميناء لوريان، ثاني أكبر مرافئ الصيد في فرنسا، السمك من سلطنة عُمان بطائرات الشحن، وهو ما طُرح في إطار تعاون ثنائي مع الدولة الخليجية، انتقادات الصيادين والناشطين البيئيين محليا، في فترة حساسة لقطاع الصيد الفرنسي.
يقول رئيس شركة "ساس كير-أومان" موريس بنواش، إن "هذا الجدل مؤسف، إذ إنها المرة الأولى التي يعمد فيها ميناء فرنسي إلى التوريد بهذه الطريقة".
وقد فازت هذه الشركة، كجزء من مشروع مشترك، باستدراج عروض لتصميم وإدارة ميناء الدقم الواقع في بحر العرب جنوب سلطنة عمان.
عندما حصلت الشركة على العقد في نهاية عام 2020، لم يُحدث الخبر ضجة كبيرة، إلى أن وصل في خريف العام الحالي وفد عماني إلى معرض إيتشمير التجاري في لوريان غرب فرنسا.
ورحب رئيس بلدية لوريان فابريس لوهير بما اعتبره "فرصة ... لاستيراد الأسماك"، بحسب صحيفة "ويست-فرانس" اليومية.
البصمة الكربونيةوتحدث بنويش عبر الصحافة المحلية عن إمدادات بالأسماك الطازجة تصل على متن طائرة شحن من سلطنة عمان. كما أوضح أن "ثمة ممول محتمل أراد تسيير خط جوي لاستيراد الأسماك إلى لوريان"، مؤكداً في الوقت عينه أن استيراد الأسماك لم يكن على الإطلاق هدف الشراكة مع السلطنة.
ويضيف "يتعلق الأمر بتقديم خبرتنا في الموانئ"، مستشهداً ببناء السفن وإصلاحها وبيع معدات الصيد والتدريب. ويتابع بنويش قائلاً "بعد ذلك، إذا أراد تجار الأسماك ذلك، سيكون لهم وصول إلى عُمان لم يكن متوافراً أمامهم سابقاً. فالطائرة هي وسيلة نقل عادية للأسماك اليوم".
شاهد: مطالبات بالتصدي للصيد المفرط للأسماك على هامش المؤتمر الأممي للمحيطاتشاهد | نحو 5 أطنان من الأسماك النافقة في نهر أودر أحد أطول الأنهار في بولنداغير أن ناشطين بيئيين يحذرون من أن وسيلة النقل هذه تزيد "البصمة الكربونية للأسماك بمقدار 10 مرات"، معتبرين أن الشراكة مع سلطنة عمان في هذا الإطار تشكّل "رمزا للتنمية الاقتصادية التي تقتل المناخ".
ويقول داميان جيرار، زعيم اليساريين والناشطين البيئيين في لوريان، "نحن نضحي بصيادي لوريان من خلال إنشاء هيكل ينافسهم"، مضيفاً "السؤال هو: هل ما زلنا نريد ميناء صيد في لوريان؟".
"كلام فارغ"وفي تموضع غير اعتيادي، اصطف الصيادون مع دعاة حماية البيئة في الخندق نفسه. ويرى دافيد لو كينتريك، وهو صياد من لوريان، أن استيراد الأسماك من منطقة الخليج "كلام فارغ. هذا هراء تام!".
ويشعر البحارة بالانزعاج الشديد لأن ميناء لوريان، الذي يؤدي دوراً مركزياً في الشراكة مع سلطنة عمان، يرأسه أوليفييه لو نيزيه الذي يتولى أيضاً رئاسة لجنة مصايد الأسماك في منطقتي موربيان وبريتاني وأيضاً اللجنة الوطنية.
ويوضح ستيفان بوشيك، وهو مالك سفينة في لوكتودي (غرب)، "من خلال تولي مهمات متعددة، ينسى دوره الرئيسي: الدفاع عن الصيادين الفرنسيين!".
غير أن الشخص المعني لا يبدو مكترثاً بهذه الانتقادات. ويقول "ليس أوليفييه لو نيزيه هو الذي سيجلب السمك من عمان!"، مندداً بما وصفه بـ"زوبعة في فنجان".
ويؤكد لو نيزيه "نحن هنا لنجلب المهارات، والباقي كلام بكلام"، مشيراً إلى أن استيراد الأسماك "خيار عائد إلى شركة خاصة. ولن أقرّر عن شركة لتجارة الأسماك. فإذا أرادوا القيام بذلك، فهذا خيارهم".
يستورد ميناء لوريان، ثاني أكبر مرافئ الصيد الفرنسية، بالفعل كميات كبيرة من الأسماك للتجار ومصانع المعالجة. ويعالج الميناء ما بين 80 ألف إلى 100 ألف طن من المأكولات البحرية سنوياً، مقابل 18109 أطنان فقط من الأسماك المصطادة من الصيادين في عام 2022.
يُذكر أنه يتم إستيراد نحو 80 في المائة من منتجات الماكولات البحرية في فرنسا، لكن النقل الجوي والدعم المقدم من السلطات
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية عيد الميلاد في بيت لحم..غياب للاحتفالات ورفع لصوت الآذان تضامنًا مع غزة شاهد: غزة تستفيق على "50 غارة" إسرائيلية في صباح عيد الميلاد القضاء يحقق مع هنديين اثنين من ركاب الطائرة المتوقفة في مطار فرنسي تعاون اقتصادي فرنسا أسماك سلطنة عمانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: تعاون اقتصادي فرنسا أسماك سلطنة عمان غزة حركة حماس عيد الميلاد قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا طوفان الأقصى فلاديمير بوتين تركيا إسرائيل أطفال غزة حركة حماس عيد الميلاد قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا استیراد الأسماک یعرض الآن Next عید المیلاد سلطنة عمان الشراکة مع قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
جلسة حوارية بعنوان عُمان كما تراها نساء ألمانيات بمعرض مسقط الدولي للكتاب
العُمانية/ نظمت السفارة الألمانية جلسة حوارية بعنوان "عُمان كما تراها نساء ألمانيات" ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ29، سلّطت الضوء على تجربة ثلاث نساء ألمانيات قادتهن رحلاتهن وعملهن إلى سلطنة عمان.
كما استضافت الجلسة الحوارية ناتاشا بلانكرمان، محررة وصحفية التي في مجال التعاون العلمي والاقتصادي بين سلطنة عُمان وألمانيا، وخاصةً في مجال الهيدروجين الأخضر، ومؤلفة مشاركة في تأليف كتاب "ألف صداقة وصداقة"، وهو كتاب يحتفي بالتواصل الإنساني والدبلوماسية بين البلدين، بالإضافة إلى سابينا راينينج، وكيلة سفر ومدونة ومصورة نشرت كتاب مصور "عُمان من الأعلى" وكتاب طاولة القهوة "عُمان".
وقدمت المخرجة والصحفية الألمانية نادجه فرينز تجربتها في إعداد وتنفيذ أفلام وثائقية عن سلطنة عمان بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة، وذلك ضمن الجهود المبذولة لتعزيز الترويج الثقافي والسياحي لسلطنة عمان على المستوى العالمي.
وناقشت الجلسة الحوارية تفاصيل السلسلة الوثائقية المكونة من جزأين بعنوان "مغامرة في عمان"، والتي عرضت على قناة ARTE الألمانية الفرنسية، حيث تبرز لمحات فريدة عن طبيعة سلطنة عمان وتقاليدها وشعبها.
وتسلط حلقات السلسة الوثائقية الضوء على قصص إنسانية تبرز التنوع الثقافي والاجتماعي لسلطنة عمان، مما يعكس قيم التسامح والتعايش التي يتميز بها المجتمع العماني.
وتأتي الحلقة الأولى بعنوان "رياح الصحراء وعبق اللبان" والتي أبرزت شخصيات مثل حميد المغيري، الذي يدير مخيما صحراويا يعكس الحياة البدوية الأصيلة بمزيج من الحداثة والتراث، ومن كثبان صحراء الشرقية إلى جبال ظفار الخضراء، نجد أمثال مسلم العامري الذي يحصد اللبان، فيتجلى الارتباط العميق بين الإنسان والطبيعة، ومن مسقط، تتعايش التقاليد مع الحداثة حيث تجمع مصممة الأزياء أمل الرئيسي بين التراث الثقافي الغني للبلاد والأناقة المعاصرة، ويعكس عملها ورعايتها للمصممين الشباب التحولات المجتمعية في سلطنة عمان.
كما يتطرق الفيلم إلى المطبخ العماني من خلال الشيف دينا مكي، التي تقدم رؤية فريدة عن تنوع النكهات التي استلهمت من تأثيرات عربية وهندية وشرق أفريقية، بالإضافة إلى أسواق السمك النابضة بالحياة وأشجار النخيل، والتوابل العطرية التي تحكي كل مكوّنات الطعام قصة تاريخ سلطنة عمان التجاري وكرم ضيافتها.
أما الحلقة الثانية بعنوان "تفتّح الورود ونسمات البحر" والتي تبرز التنوع الطبيعي والثقافي لسلطنة عمان من خلال قصص ملهمة مثل العنود السالمي، مدربة التسلق التي تستعرض جمال وسحر الطبيعة العمانية، وعلي العامري، مزارع يواصل حرفة إنتاج ماء الورد باستخدام الطرق التقليدية التي توارثتها الأجيال، إضافة إلى قصصا عن إهداء البروانية، مدربة غوص تعكس التغيرات الإيجابية في أدوار المرأة العمانية، مع التأكيد على أهمية تمكين المرأة في المجتمع.
ويُجسّد فرسان الخيالة السلطانية، ومدرب التزلج الشراعي أيمن الغافري، الروح الديناميكية للشباب العماني. وبين مناظر طبيعية خلابة وقصص إنسانية مؤثرة، تعكس السلسلة مزيجا متناغما بين الأصالة والحداثة، مما يعكس رؤية سلطنة عمان المستقبلية نحو التنمية المستدامة.
وتعد هذه الجلسة الحوارية فرصة للتعرف على تفاصيل إنتاج السلسلة الوثائقية وما وراء الكواليس، بالإضافة إلى استكشاف الجوانب الثقافية والبيئية لسلطنة عمان.