تفعيل خط التجارة العربي اللوجيستي.. أول تحرك ضد اضطرابات الملاحة بالبحر الأحمر
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
اتفقت مصر والأردن والعراق على توحيد الجهود فى تدشين المرحلة الأولى من الخط التجاري العربي اللوجيستي المتكامل بين الدول العربية في قارتي آسيا وأفريقيا وربطها بأوروبا عبر ميناء نويبع المصري والعقبة الأردني في ظل التحديات التي تواجه النقل البحري العالمي.
تفعيل خط التجارة العربيوفى هذا السياق أصدرت وزارة النقل، بيانًا بشأن الإجراءات الجاري تنفيذها لتفعيل خط التجارة العربي اللوجيستي المتكامل متعدد الوسائط، حيث أوضح بيان الوزارة أنه في ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتحويل مصر مركزًا للتجارة العالمية واللوجيستيات وقيام وزارة النقل بتنفيذ خطة متكاملة لتنمية وتطوير محاور النقل الدولية متعددة الوسائط (بري – سككي – نهري – بحري) وفي إطار الممر اللوجيستي طابا – العريش الجاري تنفيذه حاليًا ضمن عدد 7 ممرات لوجيستية تنموية دولية متكاملة تتكون من ممر سككي يربط بين موانئ نويبع وطابا المخطط تنفيذه على خليج العقبة بموانئ العريش وشرق بورسعيد على البحر المتوسط ثم ارتباطاً بكافة الموانئ على البحر المتوسط (دمياط – أبوقير – الإسكندرية الكبير – جرجوب) ومنها إلى الموانئ الأوروبية والأمريكية.
قامت وزارة النقل بالتنسيق مع وزارتي النقل الأردنية والعراقية من خلال الشراكة الاستراتيجية بشركة الجسر العربي للملاحة بوضع مخطط تنفيذي لنقل البضائع بحرياً بالشاحنات والركاب عبر الخط العربي للتجارة، وذلك بالربط بين موانئ العقبة ونويبع على خليج العقبة ومنها برياً حالياً عبر سيناء من خلال طريق نويبع / طابا/ النفق ومنها إلى موانئ شرق بورسعيد ودمياط والإسكندرية الكبير وذلك استغلالها للخدمات البحرية المباشرة بين الموانئ المصرية والأوروبية والأمريكية.
وصرح الفريق كامل الوزير وزير النقل، بأن هناك متسعا للمشاركين في الخط العربي على إقامة هذه المسار التجاري الهام لتسهيل عملية نقل البضائع بين الدول العربية والدول الخليجية والأوروبية، موضحًا أنه يتم حاليًا نقل تجارة الأردن إلى مصر عبر ميناء نويبع، ومن خلال طابا مستقبلا إلى العريش، تمهيدا للانتهاء من أعمال طريق التجارة العربي بين الدول الأعضاء، بحسب تصريحات سابقة له.
وأضاف كامل الوزير، أن وزير النقل العراقي وافق على التعاون مع مصر في طريق الربط العربي، وأعلن جاهزيته للبدء في الأعمال التنموية بين الدولتين.
من جانبه، أعلن مدير عام شركة الجسر العربي الأردنية عدنان العبادلة، السبت، تشغيل الخط العربي للنقل البري والبحري بين ميناء العقبة الأردني والموانئ المصرية على البحر المتوسط، كبديل عن البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وقال "العبادلة"، في تصريحات صحفية، إن الإعلان عن الخط الجديد يأتي بعد إعلان عدد من شركات الشحن الكبرى إيقاف أعمالها في البحر الأحمر وباب المندب.
وأوضح أن شركة الجسر العربي سارعت إلى إكمال المتطلبات الدولية والفنية اللازمة لتشغيل الخط البديل بين الموانئ الأردنية والمصرية المطلة على المتوسط.
الطريق اللوجيستي الجديدولفت إلى أن الخط العربي البري البحري يوفر مسارًا بديلًا لنقل الصادرات الأردنية المتجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، لا سيما صادرات المناطق الصناعية المؤهلة والمنتجات الزراعية، ويربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط بالطرق البرية، ما ينوع طرق المبادلات التجارية ويقلل تكلفة النقل.
وأشار إلى أن زمن الشحن لنقل الحاويات من المناطق الصناعية المؤهلة في المملكة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ترانزيت عن طريق الموانئ المصرية، سيتراوح ما بين 18 إلى 20 يوما فقط، وبأقل التكاليف وأعلى معدلات الأمان.
وبدأت وزارة النقل المصرية العمل في هذا المسار من خلال تنفيذ وتطوير خط ميناء العريش البحري، وخط سكة حديد (الفردان - بئر العبد - العريش - طابا - وصلة شرق بورسعيد)، وأخيرا ميناء طابا البحري، فضلًا عن تنفيذ طريق نخل - العريش إلى رفح لاستخدامه برًا، وتطوير جميع محاور التنمية للربط بين ميناء الفاو على الخليج جنوبًا ويتجه إلى الموصل وتركيا شمالًا.
خط التجارة العربي يساهم في ربط منطقة الخليج العربي بالبحر المتوسط وخليج العقبة عن طريق مصر، فهو جزء من مسار مبادرة الحزام والطريق، التي تهدف إلى إحياء طرق التجارة القديمة البرية والبحرية؛ بقصد تحسين الترابط والتعاون على نطاق واسع يمتد عبر القارات.
ووقعت الاتفاقية التي تتضمن إنشاء مسار بحري لخدمة متطلبات النقل البري والبحري بين البلدين، قبل عامين، وتم الانتهاء من التشريعات والترتيبات المتعلقة به قبل حدوث التوترات الجارية في البحر الأحمر. سيعمل الخط البديل من العقبة إلى ميناء نويبع ثم تنقل البضائع براً إلى الموانئ المصرية على البحر المتوسط الإسكندرية وبورسعيد ودمياط.
وتلقي أزمة البحر الأحمر بظلالها على التجارة العالمية، حيث تحولت سفن الحاويات إلى الإبحار حول أفريقيا لتجنب المنطقة، فيما تعهد مسلحو جماعة الحوثي في اليمن بمواصلة استهداف السفن المتجهة لإسرائيل، رغم التحرك الأميركي، وتشكيل قوة عمل بحرية دولية لحماية الشحنات.
واتخذت عدة شركات شحن دولية مساراً طويلاً حول أفريقيا لتجنب الهجمات، الأمر الذي يؤدي إلى تكاليف وتأخيرات إضافية، وذلك وفقاً لشركة الخدمات اللوجستية العملاقة "كيون+ناجيل".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأردن مصر العقبة وزارة النقل عبدالفتاح السيسي الحوثي البحر الأحمر على البحر المتوسط خط التجارة العربی الموانئ المصریة البحر الأحمر وزارة النقل الخط العربی من خلال النقل ا
إقرأ أيضاً:
قطر تختتم النسخة الأولى من مسابقة الرقيم الدولية للخط العربي
الدوحة- اختتمت في متحف الفن الإسلامي بالدوحة النسخة الأولى من مسابقة قطر الدولية للخط العربي "الرقيم"، التي شهدت حضورا رسميا ودوليا رفيع المستوى، بمشاركة مئات الخطاطين من مختلف دول العالم.
وشهد الحفل تكريم الفائزين في المسابقة من قبل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد غانم بن شاهين الغانم، ونخبة من المسؤولين والخطاطين والمثقفين، تأكيدا على مكانة الخط العربي بوصفه أحد الفنون الإسلامية العريقة التي تمثل جزءا أصيلا من التراث الثقافي والحضاري.
وأكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور خالد بن محمد بن غانم آل ثاني أن المسابقة تأتي في إطار اهتمام الوزارة بالفنون الإسلامية باعتبارها وعاء بصريا لكتاب الله عز وجل، مشيرا إلى أن الخط العربي لم يكن مجرد أداة للكتابة، بل كان عبر العصور وسيلة لنقل العلوم والآداب، مما يجعله رمزا للهوية والحضارة الإسلامية.
وأضاف أن "الرقيم" قدمت بصمة متميزة في عالم المسابقات الدولية للخط العربي، من خلال الاستفادة من التجارب العالمية مع إضفاء طابعها الخاص، معربا عن تقديره للجهود المبذولة من قبل وزارة الأوقاف ومتاحف قطر، ممثلة في متحف الفن الإسلامي، وأعضاء لجنة التحكيم الذين يتمتعون بمكانة رفيعة وخبرة واسعة في مجال الخط العربي.
إعلانمن جانبه، أوضح رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة الدكتور صالح بن علي الأخن المري أن "الرقيم" تهدف إلى الحفاظ على اللغة العربية وخدمة القرآن الكريم، إلى جانب تعزيز مكانة الخط العربي بوصفه فنًا وحرفة أصيلة ذات مستقبل واعد. وأكد أن المسابقة تمثل جسرا للتواصل الثقافي بين الخطاطين من مختلف أنحاء العالم، وتعكس رسالة الإسلام الحضارية القائمة على الجمال والتبادل الثقافي.
وأشار إلى أن المسابقة تأتي ضمن رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف إلى المحافظة على التراث الثقافي وتعزيز الهوية العربية والإسلامية، إضافة إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، مشددا على أن "الرقيم" تؤكد دور قطر الفاعل دوليا في دعم الفنون والثقافة.
نجاح استثنائي وإقبال عالميحققت مسابقة "الرقيم" في نسختها الأولى نجاحا استثنائيا، إذ استقطبت 635 خطاطا وخطاطة من 47 دولة، وهو ما يعكس مكانتها كونها من أهم المسابقات الدولية في الخط العربي.
وقد ضمت لجنة التحكيم نخبة من كبار الخطاطين والخبراء من 5 دول مختلفة، الذين أكدوا أن المشاركات عكست مستوى فنيا متقدما وتنوعا في الأساليب الخطية، مما جعل عملية التقييم دقيقة وفق أعلى المعايير الفنية.
من جهتها، أكدت مديرة متحف الفن الإسلامي شيخة ناصر النصر أن المتحف يسعد باستضافة هذا الحدث الدولي الذي يحتفي بإرث الحضارة الإسلامية ويبرز إبداعاتها الفنية عبر العصور.
وقالت النصر: "يسعدنا أن نستضيف حفل تكريم الفائزين في مسابقة قطر الدولية للخط العربي ‘الرقيم’ بنسختها الأولى، وافتتاح معرض الأعمال الفنية الفائزة. يتميز الخط العربي بمكانة رفيعة بين الفنون الإسلامية، وظل عبر العصور مصدر إلهام وإعجاب، فقد حمل آيات القرآن الكريم ليبرز معناها الرفيع بشكل أنيق. وقديما، قيل إن الخط الحسن يزيد الحق وضوحا".
وأوضحت أن الخط العربي أصبح مع الزمن عنوانا في الهوية البصرية للأمة الإسلامية، بل بات وجوده في أي مكان دليلا على وجود المسلمين فيه، مشيرة إلى أن الخطوط المنقوشة على جدران المساجد في الأندلس تعد مثالا حيا على ذلك.
إعلانوأضافت النصر أن متحف الفن الإسلامي يفتخر بمشاركته في هذه المسابقة العالمية الملهمة، التي تسعى إلى إحياء فن الخط العربي والزخرفة الإسلامية، بوصفها جزءا أصيلا من تراثنا الثقافي العريق الذي يستحق أن يحفظ ويروج له عالميا.
كما شددت على أن "الرقيم" تمثل تلاقي جهود مؤسستين قطريتين تعنيان بحفظ كنوز الحضارة الإسلامية، وهما وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومتاحف قطر، مؤكدة أن هذه المبادرة تعبر عن التزام قطر بالحفاظ على هويتها العربية والإسلامية وتعزيز مكانة الفنون الإسلامية عالميا.
تكريم الفائزين في 5 فروع رئيسية
تضمن الحفل الإعلان عن الفائزين وتوزيع الجوائز على المراكز الثلاثة الأولى في كل من الفروع الخمسة للمسابقة، والتي شملت:
الثلث الجلي مع الثلث العادي:
المركز الأول: مريم نوروزي (تركيا) المركز الثاني: أحمد علي نمازي (تركيا) المركز الثالث: بلال مختار صلاح عطية (مصر)خط النسخ:
المركز الأول: منير طهراوي (الجزائر) المركز الثاني: نعمان رجب (سوريا) المركز الثالث: إيهاب إبراهيم ثابت (الأردن)الكوفي المصحفي:
المركز الأول: حبيب رمضان بورا (إيران) المركز الثاني: أحمد عبد علي أحمدي (إيران) المركز الثالث: عبد المحسن محمد عبد المحسن عطا نصارى (مصر)الديواني الجلي:
المركز الأول: عبد الرزاق محمد محمود (سوريا) المركز الثاني: أحمد رأفت عبد الحميد (مصر) المركز الثالث: أحمد البشير (سوريا) آفاق مستقبلية وتطلعات دوليةوأفاد المشاركون والمنظمون بأن "الرقيم" ستكون منصة سنوية دولية لدعم الخطاطين حول العالم، مشيرين إلى أن النسخة القادمة ستشهد توسعا أكبر ومشاركة أوسع من مختلف المدارس الخطية.
وفي ختام الحفل، أعرب المشاركون عن سعادتهم بهذه المبادرة التي تسلط الضوء على الخط العربي بوصفه فنا راقيا، والتي تسهم في إبراز المواهب وتشجيعها على المستوى الدولي.
كما شدد القائمون على المسابقة على أن "الرقيم" ليست مجرد منافسة فنية، بل حركة ثقافية تهدف إلى الحفاظ على الخط العربي وتعزيز حضوره في المشهد العالمي، ليبقى هذا الفن العريق جسرا للتواصل والحوار بين الحضارات.
إعلان