يمانيون – متابعات
قبل أيام قلائل خرجت أمريكا لتعلن للعالم أجمع عن تدشين تحالف بحري بزعم الحماية للملاحة والسفن التجارية في البحر الأحمر، وهو في الحقيقة تحالف لحماية سفن العدو الصهيوني من الضربات اليمنية التي قصمت ظهر العدو الصهيوني وأصابته في مقتل وأربكت كل حساباته، ولكن يبدو أنه انهار قبل أن يرى النور.

ففي بداية الأمر انضمت لهذا التحالف عشر دول وسط غياب عربي بارز، وما إن أعلنت أمريكا عن هذا التحالف الذي أسمته “حارس الازدهار” في البحر الأحمر، حتى تلقى ضربة قوية من قبل أكبر الدول التي كانت قد أعلنت الانضمام إليه.

كما أعلنت وزارة الحرب الأمريكية “البنتاغون”، عن موافقة نحو 20 دولةً على المشاركة في هذا التحالف البحري متعدد الجنسيات، لكن جزءاً صغيراً منها سيوفّر فعلياً سفناً للتحالف، أو أصولاً رئيسيةً أخرى من أجل المساعدة، وذلك وفقاً لما أورده موقع “ذا وار زون” الأمريكي المختصّ في الشؤون العسكرية.

وأفادت تقارير إعلامية، أمس السبت، بانسحاب كلاً من ‏فرنسا وإسبانيا وإيطاليا رسمياً من هذا التحالف البحري الفاشل الذي دعت إليه أمريكا بزعم تأمين الملاحة البحرية من هجمات وتهديدات القوات المسلحة اليمنية.. لافتة إلى أن الدول الثلاث أوضحت موقفها بأنها لن تقوم بإجراء المزيد من العمليات البحرية إلا تحت قيادة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وليس “أمريكا”.

وبانسحاب هذه الدول الثلاث لم يتبق من الدول المشاركة في التحالف مع أمريكا سوى بريطانيا التي أعلنت مشاركتها بالمدمرة “دايموند”، وكندا التي لم تحدد حجم مشاركتها حتى الآن، بالإضافة إلى اليونان التي أعلنت مشاركتها بفرقاطة يتيمة، وقد تنسحب تحت ضغوط الحزب الشيوعي، فيما أعلنت هولندا مشاركتها بضابطين اثنين والدنمارك بضابط واحد وأستراليا بـ11 جنديا والنرويج بعشرة ضباط، أما البحرين وسيشيل فليستا داخل حسبان تشكيل تحالف دولي نظرا لصغرهما من حيث المساحة والدور.

وأفاد إعلام العدو الصهيوني، بانسحاب دول فرنسا وإسبانيا وإيطاليا من التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة ضد اليمن.. مضيفاً: إن هولندا والنرويج والدنمارك أعلنت عبر إرسال رسالة إلى البيت الأبيض أنها لن ترسل سفنها الحربية إلى منطقة البحر الأحمر وستكتفي بإرسال عدد من سفن وحداتها البحرية إلى البحرين.

إسبانيا هي الأخرى سارعت إلى التأكيد بأنها ستعمل فقط في البحر الأحمر ضمن مهمة دولية يقودها حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي، ولم تعلن عن إرسال أي سفينة حربية للانضمام إلى التحالف الأمريكي.

وبعد إسبانيا، نأت فرنسا بنفسها عن الانخراط في هذا التحالف الأمريكي، حيث أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن باريس تشارك فعلا في عمليات في البحر الأحمر وأن سفنها الحربية ستبقى تعمل تحت قيادة فرنسية.. كما انضمت إيطاليا إلى المتنصلين من تحالف واشنطن.

وقالت وزارة الدفاع الإيطالية إن إرسال قوات بحرية إلى المنطقة يأتي في سياق العمليات التقليدية ولا نية للعمل ضمن إطار التحالف الأمريكي.

في سياق متصل، كشفت صحيفة “كونفيدنسيال” الإسبانية، أن مدريد استخدمت حق النقض الفيتو في الاتحاد الأوروبي ضد مشاركة الاتحاد في عملية واشنطن لحماية السفن التجارية من هجمات اليمنيين في البحر الأحمر.

وذكرت الصحيفة أنه قبل ذلك بساعات دعت الحكومة الإسبانية أوروبا بأكملها لضرورة المشاركة في هذه العملية والتحالف في البحر الأحمر.. لافتة إلى أن إسبانيا لم توضح لشركائها سبب تغيير موقفها.

ويبدو أن هذه الانسحابات تعكس الدوافع المتناقضة وراء تشكيل التحالف، حيث تشير التقارير إلى أن إصرار واشنطن على تشكيل هذا التحالف هو لحماية الكيان الصهيوني، وإنقاذه اقتصاديا وتجنيبه الخسائر الفادحة التي يتكبدها نتيجة منع القوات اليمنية سفن الكيان الغاصب والمتجهة الى الأراضي المحتلة من عبور البحر الأحمر.

فيما تحرص هذه الدول على عدم توسيع رقعة العداوات في المنطقة والحفاظ على ممر آمن لسفنها المتجهة إلى مناطق أخرى عبر البحر الأحمر، مع تأكيد القوات اليمنية أن قرارها بمنع العبور ينطبق حصرا على السفن المتجهة إلى كيان العدو الصهيوني حصراً.

وكشف مراسل صحيفة بوليتيكو الأمريكية فيليم كين، عن رفض الصين الانضمام للتحالف الأمريكي لحماية “إسرائيل” في البحر الأحمر.

وقال كين في تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي: “إن الخارجية الأمريكية اتصلت مرتين هذا الشهر بالخارجية الصينية وطلبت المساعدة في البحر الأحمر، لكن الرد الصيني كان أن القضية تتعلق بالدول ذات الصلة وأن هذه “ليست معركتنا”.

وحذر المراقبون من أنه في حال قررت أمريكا والدول المتبقية معها في تحالفها شن أي عمل عسكري ضد اليمن، فإنها ستكون بمثابة المعتدي ضمن تحالف لا يحظى بأي شرعية دولية ولا تفويض أممي وسيتسبب في اندلاع حرب قد تؤثر تبعاتها على الاقتصاد العالمي.

مصادر إعلامية حذرت من أن هذا التحالف الأمريكي ضد اليمن والمُسمى بـ”حارس الازدهار” على وشك الانهيار، بعد انسحاب إسبانيا وإيطاليا.. مُشيرة إلى أن الرفض “السعودي المصري الإماراتي” شكَّل ثقب الغرق لهذا التحالف، مع أن واشنطن تغازل الرياض بشأن الموافقة على مبيعات أسلحة، إلا أن العرب هذه المرة أظهروا الرفض في وجه “النسر المريض”.. في إشارة إلى أمريكا.

وأوضحت المصادر أن هذه ضربة كبيرة لـمكانة أمريكا العالمية، والتي تم سحقها أيضاً في الأمم المتحدة أثناء اجتماعات بشأن الوضع في فلسطين، حيث اصطف العالم كله مع فلسطين وبقت واشنطن وحيدة بجانب بضع دول مع كيان العدو الصهيوني.

وختمت المصادر ساخرة بالقول: الآن يجب على الولايات المتحدة أن تواجه اليمنيين بالبحرين وسيشيل القويتين.

وفي أول رد من السلطات اليمنية على هذه الانسحابات، اعتبر عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء محمد الحوثي، أن انسحاب بعض الدول من التحالف الأمريكي لحماية السفن الصهيونية في البحر الاحمر، “فشلاً له” .

وقال الحوثي في تغريدة له على موقع “إكس”: “الإعلان عن انسحاب بعض الدول من الدول التي سبق أن أعلنت أمريكا أنهم ضمن تحالف حماية السفن الصهيونية يؤكد فشل التحالف المعلن”.. مضيفا: “يؤكد ذلك أن الدول المعلنة بعدم المشاركة رأت أن أهمية مصلحة بلدانها أولى من هذا التحالف “.

وذكر أنها “رسالة لمن يريد الاستمرار في المغامرة بالحفاظ على مصلحته بدلا من التضحية بها لأجل مصلحة الكيان المحتل”.

وتابع قائلا: “إنها رسالة أيضاً تجدد وتؤكد أن إعلان أمريكا لتحالف حماية السفن الصهيونية ليس في مصلحة الملاحة الدولية بل يهددها بعسكرة البحر الأحمر”.. معتبراً أن “أي خطر يهدد قناة السويس يأتي من هذه الخطوة الأمريكية التي أتت استجابة لربيبتها “إسرائيل” وتتحمل أمريكا والدول المشاركة مسؤوليتها ومسؤولية ما يترتب عليها”.

وحذر الحوثي من “أن أي استهداف من قبل هذا التحالف بالإقدام على أي حماقة بعمليات ضد الشعب اليمني وجمهوريته سيجعل من سفن المعتدي وبوارجه وملاحته ومصالحه هدفاً للصواريخ والطيران والعمليات العسكرية اليمنية”.

وشدد على أن أفضل حل لتجنب التصعيد وعلى حماية الملاحة الدولية وقناة السويس يكمن في خطوتين إيقاف العدوان الصهيوني على غزة، وفك الحصار على غزة بإدخال الغذاء والدواء وغيره من المعابر”.

بدوره.. اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أنّ “إنشاء تحالف بحري في البحر الأحمر “خطأ إستراتيجي” لن يساعد في حل مشاكل المنطقة”.

وقال عبداللهيان في تصريحات لها نقلتها الميادين الليلة الماضية: “إذا أرادت واشنطن منطقة آمنة لنقل الطاقة في البحر الأحمر عليها إيقاف دعمها لإسرائيل التي تبيد المدنيين، بدلاً من إنشاء تحالفات”.

الجدير ذكره أن التحالف الأمريكي لحماية السفن الصهيونية في البحر الأحمر من هجمات اليمنيين، لا يحظى بدعم إقليمي لشن حرب محتملة على اليمن، بحسب ما يراه الخبراء لأن هدفه الأساسي هو “حماية الكيان الغاصب”، ويبدو أنه “مات قبل أن يولد”

– سبأ / مرزاح العسل

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حمایة السفن الصهیونیة التحالف الأمریکی فی البحر الأحمر العدو الصهیونی لحمایة السفن هذا التحالف إلى أن

إقرأ أيضاً:

نداء عالمي لحماية المجتمعات من خطر المخدرات

رغم الجهود العالمية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية إلا أن هذه الآفة ما زالت تنتشر وتتزايد في العالم وتنهدم بسببها مجتمعات لا أسر. ورغم الوعي العالمي بخطر المخدرات إلا أن تحويلها إلى تجارة مربحة وسلاح من أسلحة السياسة في العالم يعقد الجهود العالمية لمكافحتها.

ويحتفل العالم غداً باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وهذا اليوم يذكر العالم أجمع بالمعركة الكبيرة التي تخوضها المجتمعات في مختلف بقاع العالم مع المخدرات، كما أنه يذكر الجميع بأهمية التعاون والتكاتف من أجل القضاء على هذه الآفة التي تتسبب في تعطيل عقول كان يمكن أن يكون لها دور أساسي في بناء المجتمعات وتطوير الإنسانية.

لا يزال إدمان المخدرات أحد أكبر التحديات التي تواجه الدول في جميع أنحاء العالم، حيث يؤثر بشكل عشوائي على الأفراد بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. ونشر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) أن ما يقرب من 269 مليون شخص في جميع أنحاء العالم تعاطوا المخدرات في العام الماضي، وأن أكثر من 35 مليونًا يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات. وهذه الأرقام خطيرة جدا وتكشف عن المساحة الكبيرة التي ينتشر فيها تعاطي المخدرات في العالم وتأثيرها الكبير على الصحة والأمن في العالم.

يركز موضوع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات لهذا العام على «الأدلة واضحة.. لنستثمر في الوقاية»

وتعكس دلالة شعار «الأدلة واضحة.. لنستثمر في الوقاية» رؤية عميقة تركز على أهمية الاستثمار في تدابير الوقاية لمواجهة مشكلة المخدرات بشكل فعال. ويظهر الشعار أن الجهود المبذولة في التعليم والتوعية العامة والبرامج الوقائية يمكن أن تكون أدوات قوية للحد من الانتشار المستمر لتعاطي المخدرات والآثار المدمرة المرتبطة به.

وتُعتبر الوقاية أكثر فعالية وأقل تكلفة مقارنة بالعلاج. من خلال التركيز على الوقاية، تُظهر الدول التزامها بالتصدي لجذور المشكلة قبل تفاقمها. الاستثمار في التعليم والبرامج التوعوية يمكن أن يساعد في تشكيل سلوكيات واتجاهات الأفراد تجاه المخدرات، مما يقلل من احتمالية الإدمان والتعاطي في المستقبل.

إن الاستثمار في الوقاية يُعتبر استثماراً في المستقبل. ومن خلال بناء مجتمعات مُحصنة ضد التأثيرات السلبية للمخدرات، تسهم في تعزيز الصحة العامة والأمن الاجتماعي. وهذا يُعطي الأولوية للعمل على الأجيال الجديدة، مما يُعزز الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية على المدى الطويل.

إن الصرخات التي تطلقها أمهات المدمنين تستحق أن تُسمع وأن تدرس، ومكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية لا تقتصر على إنفاذ القانون فحسب؛ يتعلق الأمر بإنشاء مجتمع داعم لعملية تأهيل المدمنين وقادر على الأخذ بيدهم. ويتعين على الدول في كل مكان أن تعمل على تشكيل تحالفات أقوى لحماية مجتمعاتنا وتعزيز إمكانات الأجيال القادمة من التأثير المدمر لهذه الآفات الخطيرة الآخذة في الانتشار.

إن هذا اليوم يستحق أن يكون منارة أمل ودعوة الجميع للعمل والمساهمة في بناء عالم خالٍ من المخدرات. معًا، يمكننا حماية مجتمعاتنا وضمان رفاهية جميع الأفراد.

مقالات مشابهة

  • مراسل القاهرة الإخبارية في عدن: الأوضاع بالبحر الأحمر تتجه نحو التصعيد
  • صنعاء تكشف حدثاً خطيراً في البحر لا يخص السفن ويصيب الجميع في المنطقة
  • الفلبين تمنع مواطني بلادها البحارة من الصعود على متن سفن تعرضت للهجوم في البحر الأحمر
  • (الصهيونية الوهابية) ودورها في تدمير العرب والمسلمين..!
  • خبير أمني: تحالف «حارس الإزدهار» فشل في ردع الحوثيين في البحر الأحمر
  • نداء عالمي لحماية المجتمعات من خطر المخدرات
  • اتحاد المرأة بتحالف الأحزاب يعقد اجتماعه الأول.. والاتفاق على تشكيل لجانه
  • ما تأثير تحالف Apple وOpen Ai على المستخدمين؟ خالد محمود يكشف
  • تحالف حماية التراث الثقافي يقر تمويل دورة تدريبية متخصصة في اليمن
  • أمريكا تعترف باصابة سفينة “ترانس وورلد نافيغيتور”