موقع النيلين:
2025-01-30@07:50:26 GMT

حرب بلا إعلام (4 من 5)

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT


حرب بلا إعلام (4 من 5)
???? القوة المعنوية تساوي ثلاثة أرباع القوة عامة في المجهود الحربي – نابليون
✍???? عثمان أبوزيد
يرى البروفيسور علي عيسى الرئيس الأسبق لفرع الحرب النفسية في القوات المسلحة أن الحرب النفسية، تغير اسمها منذ أكثر من ربع قرن من قبل حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليصبح اسمها العمليات النفسية فمصطلح العمليات أشمل، يتجاوز مسرح الحرب وتداعياتها إلى آفاق أوسع تشمل كل مظاهر الحياة المدنية والعسكرية للعدو.


ويلزم لإحكام الحرب النفسية إعداد رجال (عمليات خاصة نفسية)، وبناء مهارات في ظل التغيرات التقنية المتلاحقة، مع المواكبة المستمرة للجديد في هذا المجال.
من أهم المبادئ في الحرب النفسية؛ حرب العقول والقلوب تحقيق السبق والمبادرة:
هذا مبدأ جوهري في استراتيجية إدارة الأزمة أن تصبح الأول دائمًا Be the first
وهكذا نكون مؤثرين في الأحداث لا مجرد مستجيبين لها.
من الأمثلة الواضحة على النجاح في ذلك أن الجيش السوداني هو من بادر بالإخبار عن تدمير كوبري شمبات صباح السبت 11 نوفمبر، وقام الإعلام المساند له بحملة قوية أكدت اتهام قوات الدعم السريع المتمردة بهذا الفعل.
وبنظرة عامة فإن قوات الدعم السريع المتمردة اتسمت بالسرعة ومرونة الحركة في حربها النفسية، فمثلما أن السرعة جزء من تكتيكاتها في القتال، فإن السرعة جزء من أدائها الإعلامي، ولذلك تقع في الأخطاء الفاحشة.
في المقابل فإن المؤسسات الرسمية يكون عندها تحرز في الإجراءات قد يبطل روح المبادأة، فلكي يخرج تصريح من الناطق الرسمي يخضع لمراجعات عديدة بما فيها مراجعة الإدارة القانونية.
يلاحظ المراقبون ضعف الإعلام الخارجي لحرب الخرطوم، وقد انصرف الإعلام الدولي بالكامل عن الحرب في الخرطوم عندما بدأت حرب غزة في السابع من أكتوبر، وقد يعزو البعض تجاهل حرب الخرطوم بعد اندلاع حرب غزة إلى أهمية القضية الفلسطينية والموقف المحوري لإسرائيل في العالم، لكن هناك سبب إجرائي هو أن الحرب في غزة رغم قساوتها يستطيع المراسل الحربي أن يعمل فيها، وما تزال التقاليد مرعية نوعًا ما باحترام شارة الإعلام وعدم التعرض للإعلاميين مع أن (عدد الشهداء من الصحفيين في حرب غزة حتى اليوم 99 شهيدًا).
في الأيام الأولى لحرب الخرطوم كانت للقنوات الفضائية مكاتبها في فندق كورنثيا، ولم يلبث أن احتلتها قوات الدعم السريع، وبصعوبة نجا الصحفيون بأرواحهم. يروي لي أحدهم أنه قضي وقتًا طويلا في بدروم الفندق حتى حانت فرصة تسلل إلى داخل جزيرة توتي.
من المعروف أن الجيوش بدأت تتبع طريقة (الإلحاقEmpedding ) للمراسلين ضمن طاقمها العسكري. بدأت ذلك منذ حرب الخليج، وتخضع جميع المراسلات لرقابة الجيش.
في غياب المراسلين الحربيين وبسبب التكتم والحِمية الإعلامية وانعدام التقارير الميدانية صار الجمهور يتلقى بلهفة بعض الإسهامات من الهواة.
في 20 أكتوبر قدم أحدهم مشاهد فيديو من السوق العربي، وهو في رحلة بحث عن ماء الشرب والأكل، لكنه قدم خدمة إعلامية تضاهي ما تقدمه القنوات الفضائية.
ويُذكر أن تسجيلا صوتيًا لأحد سائقي البصات السفرية، قدَّم عرضًا
مهمًا باللغة النوبية، وهذه التسجيلات الصوتية تكون عادة مداخلات في مجموعات واتسابية، لكنها حققت انتشارًا فيروسيا أو كما يعبرون في
الإنجليزية Gone viral ومن الأمثلة أيضًا صورة إمام مسجد في عطبرة بملابس عسكرية يخطب خطبة الجمعة وهو يتوكأ على بندقية. كانت هذه صورة التقطها أحد المصلين سرعان ما تلقفتها الصحف الالكترونية ومجموعات واتس أب.
وبسبب نقص الإعلام صار من الظواهر اللافتة في هذه الحرب وجود (اللايفاتية)،
وأغلبهم – إلا من رحم ربك – يتحدثون في كل شيء يخطر على بالهم،
ويقولون كل ما يفكرون به دون خوف من عقاب.
هؤلاء فرقٌ بينهم وبين المؤثرين Influencers فهم لا يلتزمون قواعد السلوك التواصلي المناسب التي ارتضاها من أنشأ هذه الصيغة الإعلامية
وهي صيغة التعليق الحي المباشر LTC اختصارا لـ Live Text Commentary
أما المؤثرون فهم ذوو اختصاص، وهوياتهم غير مخفية. وهم يجتهدون في تحضير مادتهم ومراجعتها، بل لدى البعض منهم مجلس (بورد) يناقش القضية المثارة، وقد يضع خريطة لمسار الحديث أو (سكريبت) بلغة أهل الفن.
وهم يتجنبون قدر الإمكان الوقوع في الأخطاء المميتة للخطاب الشعبوي
مثل الكذب والافتراضات غير المستساغة أو السخرية والإساءة والتهديد وترداد الكلام كأنهم في (شكلة كاربة).
وقد يصل الواحد من هؤلاء درجة استخدام كلام بذيء تمجُّه الأسماع دون اعتبار للخلق الحميد. ولا يعلم هذا المسكين أنه بسلوكه هذا يصرف الناس عن الاستماع إليه والفرار منه.
هناك إتيكيت خاص بالنت، يتقيد به الإعلاميون المهنيون، وصار معروفا
باسم (النيتيكيت) Netiquette.
وظاهرة اللايفاتية تحتاج لدراسة مختصة، وهي مع أنها قديمة فقد ازدادت بفعل الإعلام الالكتروني.
يوجد مثل شعبي في اللغة الولوفية وهي لغة أهل السنغال، يقول: القوَّال يموت في المعركة التي يكون أعلى صوتا فيها…
والقوَّال (الفلنقاي بتعبير أهلنا في دارفور) هو الشخص المكلف من قائد الجيش بتبليغ التعليمات في المعركة، وهو الذي يحمس الجند للقتال.
ولا شك أن القوَّال حين لا يكون معتدلا في طريقة التبليغ أو حين يخطئ في أداء الرسائل، أو حين يرفع صوته أكثر من اللازم فإنه يتعرض لسهام الأعداء، ويكون في ذلك حتفه.
(الصورة لطفلة قيل إن أهلها نسوها عندما فروا من مدينة ود مدني)

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الحرب النفسیة

إقرأ أيضاً:

طوفان بشري يعود لشمال غزة.. و"غليان" في الإعلام العبري (فيديو)

عاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين يوم الاثنين إلى أكثر المناطق تدميرًا في قطاع غزة، وذلك بعد أن رفعت إسرائيل الحصار عن المنطقة لأول مرة منذ الأسابيع الأولى من الحرب التي استمرت 15 شهرًا مع حماس، وذلك وفقًا لمبادرة وقف إطلاق النار.

ووفقا لمراسل قناة “فرانس 24”، فإن الإعلام العبري أشار إلى أن الحرب قد انتهت بشكل نهائي، وأن كل نقطة إنجاز تم تدميرها، وهذه ليست مجرد صفقة تبادل أسرى، بل هي استسلام رسمي ونهائي".

وزير المالية الإسرائيلي: يجب احتلال غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة أغيثوا غزة.. وصول القافلة العاشرة لبيت الزكاة ميناء رفح البري

ولفت إلى أن ردود الفعل الإسرائيلية كانت غاضبة جداً عند رؤية عودة سكان غزة إلى الشمال، وكأن ذلك أعاد إلى الأذهان آمال بعض الأشخاص مثل بن غفير الذي اعتبر ذلك استسلاماً، واعتبره إهانة للجيش الإسرائيلي بعد كل ما حدث من قتل، حيث سمح بعودة الغزاويين وكأنها عودة لعقدة نتساريم.

وأردف: “هذه هي المرة الثانية التي يقوم فيها الجيش الإسرائيلي بإزالة الحواجز من معبر نتساريم، بعد أن تمت إزالتها في عام 2005 في عهد رئيس الوزراء أرييل شارون”.

وأكمل: “هذه العودة أثارت ردود فعل غاضبة من اليمين المتطرف، حيث صرخ بعض أهالي الأسرى في جلسة للكنيست ضد صفقة التبادل، معتبرين أن ذلك يعني قتل المزيد من الأسرى”.

وواصل الحديث: “ورغم ذلك، أظهرت استطلاعات رأي أن 75% من الإسرائيليين، وفقاً لقناة 14 الإسرائيلية، يرون أن حماس لا تزال قوية، فالجانب السياسي القريب من اليمين المتطرف يعتبر أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد وضعت أهداف الحرب منذ البداية في تدمير قدرات حماس وإعادة المخطوفين”.

واستطرد: "عندما نشرت قناة 14 صوراً للذين عادوا إلى الشمال مع لافتة مكتوب عليها "غزة ترحب بكم، شكراً لصمودكم"، كانت الرسالة واضحة، حيث اعتبر بعض المحللين العسكريين والسياسيين أن إسرائيل تنازلت لحركة حماس والفصائل الفلسطينية بالسماح بعودة الفلسطينيين إلى الشمال".

وواصل: “أحد مراسلي الإذاعة الإسرائيلية قال إنهم خسروا كل إنجاز حققوه منذ السنة الماضية، حيث سمحوا لمليون ونصف شخص بالعودة إلى الشمال، مما يجعل أي عملية عسكرية قادمة شبه مستحيلة، وبالتالي، يمكن القول إن الحرب انتهت، وهذا استسلام مطلق من الجانب الإسرائيلي”.

ونوه إلى أن هناك وجهة نظر أخرى تعبر عنها عائلات الأسرى والرهائن، حيث هددت بعض هذه العائلات بمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين الذين عارضوا الصفقة، هناك انقسام بين عائلات الرهائن، حيث ترفض مجموعة من الإسرائيليين الصفقة، وأقامت خياما قرب مكتب رئيس الوزراء.

وأشار إلى أن أهالي الرهائن يعيشون تحت ضغط مستمر، حيث صرخ أحدهم في بن غفير قائلاً إنهم يقتلون أبناءهم، وأنهم مع الصفقة ويجب أن يعود جميع الرهائن إلى منازلهم، في ساحة الرهائن، وكان هناك تفاعل قوي بين الجمهور وأسماء الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم، حيث كان الجميع يتحدث بصوت واحد من أجل عودة آخر رهينة إلى بيته.

عودة الفلسطينيين

وشهدت المنطقة تدفقًا كبيرًا من الناس الذين يحملون أمتعتهم الشخصية ويسيرون على الأقدام على طول الطريق الساحلي، في مشهد يعكس تحولًا مفاجئًا عن النزوح الجماعي الذي حدث في بداية الحرب، جاء هذا المشهد في وقت كان فيه العديد من الفلسطينيين يخشون أن يصبح النزوح أمرًا دائمًا.

وعبر الفلسطينيون الذين عاشوا لأكثر من عام في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، عن شغفهم الكبير للعودة إلى منازلهم، رغم إدراكهم أنها قد تكون قد تعرضت للتدمير.

كما اعتبر الكثيرون هذه العودة بمثابة تعبير عن الثبات والصمود في وجه الهجوم العسكري الإسرائيلي، ورفضًا للاقتراحات التي دعت إلى إعادة توطين الفلسطينيين في مصر والأردن، وهو ما طرحه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

مقالات مشابهة

  • توجيهات بإزالة مخلفات الحرب في الخرطوم بحري
  • الوثائقي «الخرطوم» أول فيلم عن السودان في مهرجان سندانس الأميركي
  • من قلب المعاناة.. وثائقي الخرطوم يوثق رحلة خمسة سودانيين في ظل الحرب
  • معارك الخرطوم… انهار «الدعم السريع» أم انسحب باتفاق؟
  • الألم والوجع الذي احسه السودانيون بسقوط مدني فاق اي احساس آخر طيلة فترة الحرب
  • تجارب صحفيين سودانيين في تغطية حرب الخرطوم
  • معارك الخرطوم… انهار «الدعم السريع» أم انسحب باتفاق؟ محللون يعدّونها عمليات «كرّ وفرّ» لن توقف الحرب
  • طوفان بشري يعود لشمال غزة.. و"غليان" في الإعلام العبري (فيديو)
  • الجريدة الرسمية تنشر قرار اعتبار مشروع «إعلام المنصورة» من المنفعة العامة
  • "تضامن دمياط" يشارك في حملة تحقق قبل أن تصدق