حلول تبريد المناطق تحسن كفاءة الطاقة بنسبة 50%
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
سيد الحجار (أبوظبي)
يساهم نظام تبريد المناطق في خفض الانبعاثات، كونه أكثر كفاءة بنسبة 50% مقارنة بالتبريد التقليدي، فضلاً عن كفاءته في استهلاك الطاقة، بحسب خالد المرزوقي الرئيس التنفيذي لشركة «تبريد»، والذي أشار إلى اهتمام الشركة بتوفير حلول التبريد المستدامة والمبتكرة، واستكشاف وسائل جديدة لتسريع التحول نحو الطاقة المستدامة وتوفير خدمات أكثر كفاءة في جميع مستويات عمليات الشركة.
وقال المرزوقي لـ «الاتحاد»، إن عمليات «تبريد» على مدى 25 عاماً ساهمت في توفير 7.6 مليون طن متري من انبعاثات غاز ثاني الكربون، (أي ما يعادل إزالة أكثر من 1.6 مليون سيارة من الطرقات، كما تشير التقديرات حتى نهاية عام 2022، إلى أنّ عمليات الشركة وفّرت 19.2 مليار كيلووات، ما يكفي لتشغيل ما يقرب من 1.1 مليون منزل في دول مجلس التعاون الخليجي سنويًا، لافتاً إلى تركيز الشركة على إدراج الطاقة النظيفة في كافة عملياتها.
وأشار إلى أهمية أعلان «أدنوك» و«تبريد» مؤخراً عن بدء العمليات التشغيلية في مشروع «G2COOL»، أول مشروع لتبريد المناطق باستخدام الطاقة الحرارية الجوفية على مستوى منطقة الخليج، موضحاً أن المشروع يهدف إلى خفض انبعاثات نظام تبريد المباني في «مدينة مصدر» والمساهمة في تنويع مزيج الطاقة في دولة الإمارات، كما يدعم الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050. وتنتج محطة «G2COOL»، الماء الساخن الموجود بصورة طبيعية في جوف الأرض من خلال بئرين حراريين والذي يتم تمريره عبر نظام مبردات امتصاص لإنتاج المياه المبردَة التي تحتاجها شبكة تبريد المناطق التابعة لشركة «تبريد»، وتلبي المياه المبردة المنتجة من الحرارة الجوفية، والتي تمثل أحد مصادر الطاقة النظيفة نسبة 10% من احتياجات نظام تبريد «مدينة مصدر». وتمثل خدمات تبريد المباني نسبة تصل إلى 70% من إجمالي الطاقة الكهربائية المستهلكة في دولة الإمارات، ويوفر نظام تبريد المناطق بديلاً مستداماً لأساليب التبريد التقليدية، حيث يعد أكثر كفاءة في استخدام الطاقة في عملياته القياسية بنسبة 50%، ويمكن أن يساهم استخدام الحرارة الجوفية في عمليات تبريد المناطق في خفض الطلب على الشبكة الكهربائية لأغراض التبريد بشكلٍ كبير.
وأكد المرزوقي، أهمية المشروع في دعم استراتيجية «تبريد» التي تهدف لتوظيف التقنيات المتطورة لخفض الانبعاثات، ما يدعم مسيرة دولة الإمارات لتنويع مزيج الطاقة وتحقيق الحياد المناخي بحول عام 2050.
وأشار المرزوقي إلى أهمية التشريعات الجديدة في زيادة أنظمة تبريد المناطق في الدولة، حيث تستحوذ شركة تبريد حالياً نحو 20% من سوق التبريد المحلي، معرباً عن تطلعه لزيادة هذه النسبة، حيث تعد أنظمة تبريد المناطق أحد الحلول الهامة لإزالة الانبعاثات، بما يتماشى مع استراتيجية الدولة لتحقيق الحياد المناخي.
مشروع تجريبي
وذكر المرزوقي أن «تبريد» أعلنت مؤخراً عن استكمال مشروع تجريبي، يعتبر الأول من نوعه في العالم، بالتعاون مع شركة إتش تي ماتيريالز ساينس الأيرلندية، والذي عززت نتائجه فرص تحقيق مكاسب كبيرة في مجال كفاءة استهلاك الطاقة.
وأضاف أن نتائج المشروع أظهرت نجاح تقنية السوائل الناقلة للحرارة «ماكسويل» التي طورتها شركة إتش تي ماتيريالز ساينس، في إمكانية تحسين كفاءة استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح بين 9% و15% حال تطبيقها في عمليات تبريد الحالية التي تضم 89 محطة لتبريد المناطق، ما يسهم في التخلص من حوالي 200 ألف طن متري من انبعاثات الغازات الدفيئة سنوياً نتيجة لانخفاض استهلاك الطاقة الكهربائية، ويعادل هذا الرقم الاستغناء عن 43.500 سيارة سنوياً بفضل توفير 335 مليون كيلوواط من الكهرباء، ما يكفي لتزويد حوالي 20 ألف منزل بالطاقة.
وأكد المرزوقي سعي الشركة الدؤوب لتحقيق كفاءة استهلاك الطاقة في جميع مستويات عملياتها، موضحاً أنه انطلاقاً من دور الشركة الرائد في توفير حلول التبريد المستدامة والمبتكرة، يتم باستمرار البحث عن وسائل جديدة لتسريع عملية التحول نحو حلول الطاقة المستدامة وتوفير خدمات أكثر كفاءة. وأضاف: يسلط هذا المشروع التجريبي الناجح الضوء على أهمية الشراكة والتعاون التكنولوجي على المستوى الدولي، ونتطلع إلى العمل مع شركة إتش تي ماتيريالز ساينس لتعزيز اعتماد هذه التقنية في حلول التبريد المستدام، وتشكل التقنية المبتكرة تطوراً هائلاً في مجال كفاءة استهلاك الطاقة يمكنه أن يُحدث تغيراً جذرياً في قطاع تبريد المناطق.
محطات جديدة
وعلى صعيد متصل، أوضح المرزوقي إلى أن الشركة أضافت طاقة تشغيلية بمقدار 41.319 طن تبريد إلى محفظتها خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، وذلك بتشغيل محطة سي وورلد أبوظبي الجديدة في دولة الإمارات بالإضافة إلى محطتين في المملكة العربية السعودية، واستكمال الاستحواذ على محطة تاتا رياليتي الهندية، ما أدى إلى زيادة إجمالي محطات تبريد ليصبح 89 محطة، وزيادة إجمالي قدرة التبريد المتصلة بشبكتها بأكثر من 1.3 مليون طن تبريد.
ولفت إلى تحقيق «تبريد» نتائج إيجابية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، مسجلة إيرادات قوية بواقع 1.8 مليار درهم بنمو 10% على أساس سنوي قياساً، وذلك بفضل النمو المطرد الذي حققته في حجم الاستهلاك والذي بلغ 9% على أساس سنوي، مدفوعاً بزيادة الطلب من العملاء الحاليين والتوصيلات الجديدة. وسجلت تبريد أرباحاً صافية دفترية قدرها 285 مليون درهم في الأشهر التسعة المنتهية في 30 سبتمبر 2023.
وأكد المرزوقي أن الشركة تواصل الاستفادة من حضورها الإقليمي لتعزيز نموها بشكل متسارع واستراتيجي في مختلف أسواقها الرئيسية، سواءً المحلية أو الإقليمية على مستوى منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا، بما يرسخ مكانتنا كشريك مفضل لحلول تبريد المناطق.
تمويل أخضر
وأشار المرزوقي إلى توقيع «تبريد» مؤخراً اتفاقية تمويل أخضر بقيمة 600 مليون درهم، بالشراكة مع بنك أبوظبي الأول «FAB» بصفته المنسق الأخضر، إلى جانب بنك أبوظبي التجاري، وبنك الإمارات دبي الوطني، موضحاً أن اتفاقية التمويل تمتد لخمس سنوات، وتتوافق مع استراتيجية الاستدامة الشاملة التي تتبناها الشركة، وتسهم في تلبية الطلب المتزايد على التقنيات المستدامة والمبتكرة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الانبعاثات تبريد أدنوك الطاقة الحرارية کفاءة استهلاک الطاقة تبرید المناطق دولة الإمارات نظام تبرید أکثر کفاءة
إقرأ أيضاً:
«سيوا» تدشن أكبر محطة فرعية لنقل الطاقة بـ500 مليون درهم
الشارقة-«الخليج»
دشنت هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة «سيوا»، محطة المطار في منطقة أم فنين، والتي تعد أكبر محطة فرعية في الشبكة، بجهد 220 ك.ف (كيلو فولت) وبكلفة تتجاوز 500 مليون درهم، وذلك في خطوة استراتيجية لتعزيز البنية التحتية للطاقة في مدينة الشارقة، وتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع شركة سيمنز للطاقة وشركة المشاريع العامة للمقاولات الميكانيكية والكهربائية.
وأوضح المهندس حمد الطنيجي مدير إدارة نقل الطاقة، أن الهيئة مستمرة في مواصلة تطوير شبكات نقل وتوزيع الطاقة في كافة المناطق وتقديم أفضل الخدمات لسكان إمارة الشارقة، وذلك تنفيذاً لرؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالعمل المستمر على تطوير الخدمات، مشيراً إلى أنه تم تنفيذ المشروع وفقاً لأعلى المعايير العالمية لضمان الجودة والكفاءة وتشغيل المحطة بأعلى المواصفات وأحدث الأنظمة والتقنيات لضمان الاستدامة والموثوقية في توفير الطاقة.
وأشار إلى أن محطة المطار التي تم تشغيلها تتضمن أربعة محولات كهربائية بقدرة 400 ميغا فولت أمبير 220/132 ك.ف، بالإضافة إلى أربعة محولات بقدرة 75 ميغا فولت أمبير 132/33 ك.ف، ما يوفر قدرة إجمالية تزيد على 1200 ميغاوات من الطاقة الموثوقة لتغذية المناطق الحيوية من مدينة الشارقة، وبالتالي تلبية الطلب المتزايد على الطاقة.
وأضاف أنه من المتوقع أن تسهم المحطة الجديدة في تعزيز قدرة شبكة الشارقة الكهربائية، كما ستلعب دوراً حيوياً في دعم النمو الاقتصادي والتطور العمراني في المدينة وستسهم بشكل كبير في زيادة موثوقية شبكة الكهرباء ومرونتها، ما يعزز قدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية في مجال الطاقة.
وأكد المهندس عبدالله الكوس نائب مدير إدارة نقل الطاقة، أن تدشين محطة المطار يمثل إنجازاً كبيراً يعكس التزام الهيئة بتوفير بنية تحتية متطورة وموثوقة للطاقة في الشارقة.
وأشاد بجهود فرق العمل التي بذلت قصارى جهدها لإنجاز هذا المشروع وفق أعلى المعايير بمميزات فنية وتقنية حديثة، وستلعب المحطة الجديدة دوراً مهماً في تعزيز استقرار شبكة الكهرباء في المدينة ودعم مسيرة النمو والتطور في مختلف القطاعات.